الاثنين، أبريل 07، 2008

الحرب ... انها رائحة فقط!


سعيد الشيخ

مجمل المعطيات السياسية والميدانية تؤكد ان الوضع في المنطقة قد تجاوز السؤال عن وقوع الحرب او عدم وقوعها...
فالحرب هي واقعة فعلا... وتأخذ اشكالا مختلفة وتتنقل من منطقة الى اخرى حسب متطلبات المنهاج الامني الاسرائيلي.
الا يعتبرالحصار والعدوان المستمران على قطاع غزة منذ عدة شهور احد وجوه الحرب؟
الغارة الجوية الاسرائيلية في سبتمبر من العام الماضي على ما يعتقد بأنها منشأة نووية في أقصى الشمال السوري، الا تعتبر عملا حربيا؟
وقبل ذلك الم تحدث غارات جوية اسرائيلية على منطقة "عين الصاحب" على الحدود السورية - اللبنانية مستهدفة مواقع فلسطينية وسورية؟
اغتيال الحاج عماد مغنية في الثاني عشر من فبراير من العام الجاري وفي قلب دمشق، الا يعتبر عملا حربيا يستهدف حزب الله اللبناني كما يستهدف في نفس الوقت الامن القومي السوري؟
الطلعات الجوية الشبه يومية للطيران الحربي الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية وصولا في احدى المرات الى اجواء قصر الرئيس السوري، الا تعد عملا حربيا؟
واخيرا ماذا نسمي هذه المناورات التي تعد الاكبر في تاريخ الكيان الصهيوني؟
القيادة الاسرائيلية اكدت اكثر من مرة ان هذه المناورات هي دفاعية ولا تستهدف اطراف النزاع على الطرف الآخر من الحدود.
وليقول الجنرالات الصهاينة ما يقولون، فلا شيئ يحجب حقيقة الحرب الاسرائيلية المستمرة وتوغل الاحتلال في دمائنا ثم يصفون قتل اطفالنا بالدفاع عن النفس.. فالحرب قائمة وهي ستظل كذلك طالما في عروق "اسرائيل" رمق من حياة، لان الحرب روحها.. ولا روح لها خارج الحرب.

كل هذه القرقعة ولم يصل لدمشق سوى رائحة الحرب كما اعلن الاعلام السوري الرسمي. واكثر من ذلك يعلن وزير الخارجية وليد المعلم ان سوريا تلتزم خيار السلام مع "اسرائيل"... هل هذا الكلام ينسجم مع الظروف المحيطة؟
سوريا تعيش مع اسرائيل حالة مجمدة لا هي بالحرب ولا هي بالسلام وهذه الحالة تعبر عنها سوريا بعد كل اعتداء اسرائيلي يقع عليها بأنها سترد ولكن في الزمان والمكان المناسبين وهو الخطاب نفسه الذي استعمله حسن نصر الله زعيم حزب الله في ذكرى مرور اربعين يوما على اغتيال عماد مغنية عندما قال:" ان الحزب سيختار الزمان والمكان المناسبين للرد على عملية الاغتيال".
كمواطن عربي افهم وكلما استمعت لهذه الخطابات بأن لا وجود لنية بالرد حتى ولو شكوى لدى مجلس الامن.

ربما سأخيب ظن الكثيرين ممن ينتظرون ردا ما من جانب حزب الله لو قلت ان الحزب ليس بوارد الرد بقدر ما يعيش حالة من الترقب لما تخططه الولايات المتحدة الامريكية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وضد المنطقة ككل.... فالحزب اللبناني الذي كان ينحصر همه في الجنوب اللبناني وفي مقاتلة "اسرائيل" ما عاد هو كذلك بعد خوضه حرب تموز 2006 منفردا .ناهيك عن انغماس الحزب في وحول الازمات اللبنانية الداخلية مما حوّل اهتمام الحزب الى أكثر من اتجاه.
برأيي ان الاحتضان السوري والايراني لحزب الله بعد حرب تموز لتعويض بعض خسائره قد افقد الحزب الكثير من فاعليته،ربما تكون الآن للحزب قدرات عسكرية اقوى من السابق ولكنها فاقدة الفاعلية لاعتبارات تتعلق باقتراب الحزب من النظام العربي الرسمي وعجزه المزمن كذلك اقتراب الحزب من قوى اقليمية تعتبر كل الاعتبار لمصالحها وغير ذلك تعتبره من الهوامش.

تنشط المقاومة عندما يكون قرارها من ذاتها...ويصيبها الكسل الى حد الخمود عندما ترهن قرارها الى انظمة واهنة وعاجزة. هذه حقيقة عاشتها المقاومة الفلسطينية... ليت حزب الله يتجاوزها.
والآن هل تقع الحرب؟ هذا الاحتلال الجاثم على صدورنا منذ ستين عاما اليس هو اليقين بأننا في قلب الحرب.كنا اطفالا وننتظر الزمان والمكان المناسبين لانطلاق الحرب العربية..اصبحنا في خريف العمر وما زلنا ننتظر!

ليست هناك تعليقات: