السبت، أبريل 19، 2008

القنديل ما غيرو في مضارب العماد عون، فيا مرحبا!!

الياس بجاني
بعد خروج الجيش السوري القسري من لبنان سنة 2005 ، سقط الغطاء الإرهابي والدبلوماسي والشعبي والعسكري الذي كانت تؤمنه المخابرات السورية للعماد اميل لحود، فقل بشكل لافت عدد زوار قصر بعبدا، وخصوصاً بعد أن قاطعته دبلوماسياً معظم الدول. من يومها اقتصرت قائمة زوار سيد القصر اليومية، وطوال فترة ولايته الممددة سورياً على السادة: وديع الخازن ووئام وهاب وناصر قنديل واميل رحمة وجماعة حزبي القومي والبعثي، ومن لف لفهما من تجار الوطنية والمقاومة والنحر والدحر والسكاكين والانتصارات الإلهية.

اليوم وللأسف نرى قصر العماد عون في الرابية يواجه نفس المصير، ونفس العزلة ونفس الزوار، وها هو ناصر قنديل "ما غيرو" ينضم لقائمة زوار العماد "المسورنين والإلهيين"، فهنيئاً لبطل التحرير المغوار بهذا الزائر "الغير شَكل وعلى شكلو شكشكلوا".

إن دلت طلة القنديل الميمونة من الرابية على شيء، فهي دون أدنى شك تدل وبوضوح تام ليس فيه أي لبس، على قعر الدرك الذي وصل إليه العماد الضال على الأصعدة والمستويات كافة، وهو قعر تحت ما هو تحت التحت.

يا حسرتاه، الرجل انسلخ مع ورقة تفاهمه مع حزب الله عن الواقع تماماً، فبنى لنفسه قصراً من الأوهام وأغلق على نفسه أبوابه ومنافذه كافة، ومن ثم راح لا يسمع إلا صوته هو فقط، صوت يقول له أنت الرئيس وإن لم تفلح فخراب البلد محلل لك وواجب عليك.

تغرب عن كل ما هو حقائق وقدرات وإمكانيات،
رمى في سلة المهملات طروحاته وشعاراته كافة،
نقض كل وعوده وعهوده،
لم يترك شائنة سياسية ووطنية وقانونية إلا واقترفها عن سابق تصور وتصميم، على قاعدة أن كل شيء محلل ومجاز في سبيل الوصول إلى الكرسي.

لا يخجل البتة من مهمة الدفاع عن سوريا الذي يدعي أنها انسحبت من لبنان،
يتعامى بأسلوب مقزز ومهين لكرامة وذكاء أبناء شعبه عن استمرار وجود جيش سوريا وإيران ودويلتهما في وطن الأرز، (حزب الله ومرتزقته)" الذين بالقوة والترهيب يعطلون قيام الدولة اللبنانية.

يغض الطرف عن وجود المعسكرات السورية في الناعمة وحلوة وقوساية تحت العلم الفلسطيني.
ينكر وجود المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علناً.
يعتبر أن جيش لبنان الجنوبي هو جماعة مرتكبين.
يدافع عن الضباط الأربعة وهم من نكل بأحرار لبنان ومنهم شباب التيار الوطني الحر.

يتطاول بشيطانية غير مسبوقة على مرجعيته الدينية التي أعطي لها مجد لبنان، وعلى بطريركها.
يغطي مسيحياً حرب حزب الله المدمرة سنة 2006.
يجعل من حزبه شركة عائلية نفعية مساهمة، وتطول قائمة المكر والطروادية والحربائية!!

واليوم يتحول بفجور إلى حفار قبور، وإلى إعلامي متخصص بنكئ الجراح والشحن العدائي.
يزرع الفرقة ويغذي الانشقاقات ويروج لأوهام رئاسية جنونية.

وها هو "يبشرنا بفرح عظيم" بأن أربعة من نواب الأكثرية سينضمون إلى كتلته ممتنعاً عن ذكر أسمائهم خوفاً منه على حياتهم، فيما يدعى في الوقت عينه أن المرحوم النائب انطوان غانم قُتِل لأنه كان على تواصل معه، وربما الانضمام أيضاً إلى كتلته، "كتلة الودائع والزقيفة".!!

نسأل العماد بعد أن تحول إلى نبش الماضي وفتح القبور، هل هو نفس العماد الذي زار الدكتور سمير جعجع في سجن وزارة الدفاع بعد عودته من منفاه الباريسي؟ ونسأل إن كان يومها صادقاً في ما وعد به الشعب اللبناني لجهة نيته ترك الماضي للماضي، وفتح صفحات جديدة أساسها التسامح والمحبة والغفران، والعمل الدؤوب من أجل خلاص الوطن ورفع عزته وصون استقلاله وسيادته؟

ونسال العماد لماذا هجمته هذه لفتح الملفات ونبش القبور، وهو يعلم علم اليقين انه لم يقصر هو شخصيا في ارتكاب كل ما يحاول إسقاطه على الآخرين؟

لمن لا يعرف، نقول أن العماد عون مطلع بشكل معمق على الإنجيل، وهو غالباً ما يفاخر بهذه القدرة وبهذه النعمة، ونحن نؤكد صحة هذا الأمر وقد خبرناه شخصياً. من هنا نذكر العماد بأن حسابه يوم الحساب سيكون طبقاً للوزنات التي أوكلها الله له، وهي وزنات كثيرة لم تُوهب إلا لقلة في وطننا. كما نلفته إلى أن من يسمح للغرباء بنحر وطن الأرز سيكون حسابه عسيراً، وأيضاً يوم الحساب الأخير حيث البكاء وصريف الأسنان.

النبي زكريا تنبأ بدمار قد يلحق بلبنان وبنارٍ تأكل أرزه إن هو فتحَ أبوابه لكلِ لاجئ وغريب، وقال إن سمح لبنان بحدوث هذا الأمر فسوف تعشعِش جميع طيور السماء في أغصان الأرز، وفي ظلها تسكن جميع الأمم الكثيرة. وقد جاء في الكتاب المقدس (زكريا11 -1 و2) ما يلي: "افتحْ أبوابكَ يَا لبنانُ فتأكلَ النارُ أرزكَ. ولولْ يَا سَرْوُ لأنَ الأرزَ سقطَ، لأنَ العظماء قد دُمروا. ولوِلْ يا بلُوطَ باشان لأن الوعر (الغابة) المنيعَ قد هبطَ".

يبقى إن سبب ما يتعرض له لبنان حالياً من هجمات لاجئين وتيمورلنكيين وفرس وغيرهم من الغرباء، هو حاصل لأن لبنانيين في مقدمهم العماد ميشال عون وربعه قد فتحوا وشرعوا أبواب لبنان لهم، ومن عنده أذنان سامعتان فليسمع.

مؤسفة ومفجعة ومحيرة هذه النهاية الانحدارية لقائد توجسنا فيه المنقذ والمخلص، واعتقدنا متوهمين أنه من طينة الشيخ بشير الجميل. فخاب ظننا وصُدمنا بعد أن سقطت الأقنعة ومعها كل أوراق التوت، وبان الرجل على حقيقته الإسخريوطية الفجة.

*الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

phoenicia@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: