د. عدنان بكريه
فلسطين الداخل
زيارة وزيرة الخارجية (تسيبي ليفني) إلى مكاتب واستوديوهات قناة الجزيرة في قطر ولقائها بإدارة القناة وعلى رأسهم المدير العام (وضاح خنفر) ، يترك أكثر من انطباع سلبي خاصة وانه تم كشف النقاب عن لقاءات مستقبلية سوف تعقد بين الطرفين بهدف إنهاء الخلاف القائم وفك المقاطعة التي فرضتها إسرائيل قبل فترة قريبة وصياغة أسس تعاون جديدة بين الطرفين !!
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وفي عددها الصادر بتاريخ 15 / 4 ،ذكرت أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني اتفقت مع المسؤولين عن قناة "الجزيرة" على فتح حوار "بين القناة و إسرائيل" لإنهاء المقاطعة الإسرائيلية لـ"الجزيرة"،. وذكرت "هآرتس" ان اسرائيل وشبكة "الجزيرة" ستشرعان في الأسابيع القريبة المقبلة "في حوار على مستوى عالٍ بهدف تحسين التعاون بين إسرائيل وقناة الجزيرة".
يعود سبب الخلاف بين إسرائيل وقناة الجزيرة إلى عدم نزاهة الأخيرة في التعاطي مع أحداث غزة وتجاهل الرواية الإسرائيلية!! حسب ادعاء إسرائيل.. فان قناة الجزيرة تقوم بتغطية أحداث غزة بصورة غير متوازنة ومنحازة كليا للطرف الفلسطيني دون أن تعير الرواية الإسرائيلية أي اهتمام !!
وهنا يطرح السؤال: ما هو الثمن الذي ستدفعه قناة الجزيرة مقابل فك المقاطعة الإسرائيلية ؟ وهل ستبدأ القناة ببث أخبار غير منحازة للطرف الفلسطيني وتوازن بين الطرفين ؟! بين الجلاد والضحية !!
عندما انطلقت القناة ببثها توجسنا خيرا بصعود الإعلام العربي الحر والمنحاز لحق الشعوب في التحرر وبرغم الهفوات والزلات ، إلا أنها بقيت الرائدة في كشف الحقائق للعالم وفضح الممارسات الإسرائيلية ..لكننا نسأل اليوم هل يندرج اللقاء الذي عقد في قطر في إطار تغيير نهج وطريقة قناة الجزيرة في التعاطي مع الأحداث ؟!
لا يمكننا الإنكار بأن القناة تتبع للعائلة الحاكمة في دولة قطر والتي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية معينة مع إسرائيل، وحتى لو كانت القناة مستقلة نوعا ما في طرحها إلا أنها تبقى رهينة بأيدي مموليها وأصحابها الشرعيين وتوجه من قبلهم تماشيا مع أجندتهم وارتباطاتهم .
تكتم الجزيرة على اللقاء من اجل إبقاء صفحتها بيضاء في العالم العربي فتح الأبواب على مصاريعيها أمام تأويلات وتكهنات عديدة وفي مقدمتها ....ما هو ثمن صفقة الجزيرة مع إسرائيل ؟! وحتى لو لم يتم الإعلان عن الصفقة إلا أن الاتفاق على عقد لقاءات مستقبلية بهدف الوصول إلى سبل تعاون بين الطرفين يجعلنا أكثر قلقا مما هو آت !
فلماذا تكتمت الجزيرة على هذا اللقاء الذي فتح باب التعاون بين القناة وإسرائيل ؟! ولماذا تم الاتفاق على عقد لقاءات مستقبلية بهدف بحث التعاون المستقبلي بين الطرفين ؟ وعن أي تعاون يمكننا الحديث ؟! ومنذ متى كان هناك تعاون بين دولة وقناة فضائية ؟اللهم إلا إذا كان هذا التعاون من ضمن سياسة القناة الجديدة والتطبيع الذي تروج له الدول العربية وفي مقدمتهم دولة قطر !
الجزيرة جزء من السياسة القطرية وكيانها وجزء من التوجه الخارجي القطري وجزء من ارتباطاتها .... فهل قررت الحكومة القطرية زج قناتها في طابور التطبيع ؟؟! وهل هناك صلة بين لقاء تسيبي ليفني بأمير قطر ولقائها بالقائمين على القناة ؟!
لا يمكننا تقييم الجزيرة والحكم عليها من خلال برنامج أو مذيع أو إدارة، بل من خلال سياستها العامة وتوجهها وارتباطاتها...من خلال افقها العام وأجندتها الواضحة وحتى الآن ليس لنا ما يقال بالنسبة لقناة الجزيرة ودورها لولا اللقاء الذي تم بحرص وتكتم شديدين ! والى أي اتجاه ستنحو بعد اللقاء بتسيبي ليفني ؟ وهل ستتعامل الجزيرة مع الصراع العربي الإسرائيلي بشكل حيادي أم أنها ستبقى على نهجها في الانحياز تجاه الطرف المظلوم والحق ؟
إن تخوفنا نابع من أن تكون القناة قد غيرت في سياستها وأجندتها بالشكل الذي يروق لإسرائيل ويمكنها من فك المقاطعة وهذا طبعا منوط بأصحابها ومموليها !!
لقد لمسنا في الآونة الأخيرة تحولا غريبا في نمط ونهج القناة وذالك من خلال احتضانها لبعض الشخصيات أمثال (وفاء سلطان) والتي أساءت بمداخلتها للإسلام إساءة واضحة دون أن يتم إيقافها من قبل مقدم البرنامج الدكتور (فيصل القاسم )، فهل احتضانها وإعطاؤها المساحة الكافية للتهجم يدخل في إطار السياسة الجديدة التي تنتهجها الجزيرة ؟ وهل فعلا حصل تحول في نهج القناة وتعاطيها مع الأمور ؟!
لا يمكننا التكهن بما سيحصل من تحولات على مستوى أداء وارتباطات القناة ،لكن يمكننا القول بأن قناة الجزيرة لا تختلف كثيرا عن وسائل الإعلام العربية الرسمية الأخرى كونها تخضع لسلطة أصحابها وتوجههم السياسي !فهل ستشهد قناة الجزيرة تحولا في سياستها وتعاطيها مع القضايا العربية بشكل يخدم واقع التقارب القطري الإسرائيلي وبشكل يخدم الأجندة السياسية والاقتصادية الرسمية لدولة قطر ؟!
لقد عبرت صحيفة (هآرتس ) الإسرائيلية عن ارتياح الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية من انفتاح الأبواب أمام تعاون مستقبلي مع اكبر وسيلة إعلام عربية لها حضورها في عقلية الانسان العربي ، وطبعا فان هذا الارتياح له ما يبرره في الأوساط الإسرائيلية إذ أن الجزيرة ذات تأثير كبير على المشاهدين العرب والأجانب وهي القادرة على نسج الرواية التي تلقى القبول لدى المجتمعات العربية ! فهل تظن إسرائيل بأن الجزيرة ستتحول إلى مدافع قوي عن روايتها المغلوطة ؟! وهل تظن إسرائيل بأن قناة الجزيرة سوف تتحول إلى مروّج للرواية الإسرائيلية ؟! هذه الأسئلة وغيرها تبقى مطروحة إمام القائمين على الفضائية التي نحترمها ونريد لها أن تبقى بطلا مدافعا عن الحق والعدل والإنصاف ومنبرا حرا لنصرة القضايا العربية.
زيارة وزيرة الخارجية (تسيبي ليفني) إلى مكاتب واستوديوهات قناة الجزيرة في قطر ولقائها بإدارة القناة وعلى رأسهم المدير العام (وضاح خنفر) ، يترك أكثر من انطباع سلبي خاصة وانه تم كشف النقاب عن لقاءات مستقبلية سوف تعقد بين الطرفين بهدف إنهاء الخلاف القائم وفك المقاطعة التي فرضتها إسرائيل قبل فترة قريبة وصياغة أسس تعاون جديدة بين الطرفين !!
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وفي عددها الصادر بتاريخ 15 / 4 ،ذكرت أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني اتفقت مع المسؤولين عن قناة "الجزيرة" على فتح حوار "بين القناة و إسرائيل" لإنهاء المقاطعة الإسرائيلية لـ"الجزيرة"،. وذكرت "هآرتس" ان اسرائيل وشبكة "الجزيرة" ستشرعان في الأسابيع القريبة المقبلة "في حوار على مستوى عالٍ بهدف تحسين التعاون بين إسرائيل وقناة الجزيرة".
يعود سبب الخلاف بين إسرائيل وقناة الجزيرة إلى عدم نزاهة الأخيرة في التعاطي مع أحداث غزة وتجاهل الرواية الإسرائيلية!! حسب ادعاء إسرائيل.. فان قناة الجزيرة تقوم بتغطية أحداث غزة بصورة غير متوازنة ومنحازة كليا للطرف الفلسطيني دون أن تعير الرواية الإسرائيلية أي اهتمام !!
وهنا يطرح السؤال: ما هو الثمن الذي ستدفعه قناة الجزيرة مقابل فك المقاطعة الإسرائيلية ؟ وهل ستبدأ القناة ببث أخبار غير منحازة للطرف الفلسطيني وتوازن بين الطرفين ؟! بين الجلاد والضحية !!
عندما انطلقت القناة ببثها توجسنا خيرا بصعود الإعلام العربي الحر والمنحاز لحق الشعوب في التحرر وبرغم الهفوات والزلات ، إلا أنها بقيت الرائدة في كشف الحقائق للعالم وفضح الممارسات الإسرائيلية ..لكننا نسأل اليوم هل يندرج اللقاء الذي عقد في قطر في إطار تغيير نهج وطريقة قناة الجزيرة في التعاطي مع الأحداث ؟!
لا يمكننا الإنكار بأن القناة تتبع للعائلة الحاكمة في دولة قطر والتي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية معينة مع إسرائيل، وحتى لو كانت القناة مستقلة نوعا ما في طرحها إلا أنها تبقى رهينة بأيدي مموليها وأصحابها الشرعيين وتوجه من قبلهم تماشيا مع أجندتهم وارتباطاتهم .
تكتم الجزيرة على اللقاء من اجل إبقاء صفحتها بيضاء في العالم العربي فتح الأبواب على مصاريعيها أمام تأويلات وتكهنات عديدة وفي مقدمتها ....ما هو ثمن صفقة الجزيرة مع إسرائيل ؟! وحتى لو لم يتم الإعلان عن الصفقة إلا أن الاتفاق على عقد لقاءات مستقبلية بهدف الوصول إلى سبل تعاون بين الطرفين يجعلنا أكثر قلقا مما هو آت !
فلماذا تكتمت الجزيرة على هذا اللقاء الذي فتح باب التعاون بين القناة وإسرائيل ؟! ولماذا تم الاتفاق على عقد لقاءات مستقبلية بهدف بحث التعاون المستقبلي بين الطرفين ؟ وعن أي تعاون يمكننا الحديث ؟! ومنذ متى كان هناك تعاون بين دولة وقناة فضائية ؟اللهم إلا إذا كان هذا التعاون من ضمن سياسة القناة الجديدة والتطبيع الذي تروج له الدول العربية وفي مقدمتهم دولة قطر !
الجزيرة جزء من السياسة القطرية وكيانها وجزء من التوجه الخارجي القطري وجزء من ارتباطاتها .... فهل قررت الحكومة القطرية زج قناتها في طابور التطبيع ؟؟! وهل هناك صلة بين لقاء تسيبي ليفني بأمير قطر ولقائها بالقائمين على القناة ؟!
لا يمكننا تقييم الجزيرة والحكم عليها من خلال برنامج أو مذيع أو إدارة، بل من خلال سياستها العامة وتوجهها وارتباطاتها...من خلال افقها العام وأجندتها الواضحة وحتى الآن ليس لنا ما يقال بالنسبة لقناة الجزيرة ودورها لولا اللقاء الذي تم بحرص وتكتم شديدين ! والى أي اتجاه ستنحو بعد اللقاء بتسيبي ليفني ؟ وهل ستتعامل الجزيرة مع الصراع العربي الإسرائيلي بشكل حيادي أم أنها ستبقى على نهجها في الانحياز تجاه الطرف المظلوم والحق ؟
إن تخوفنا نابع من أن تكون القناة قد غيرت في سياستها وأجندتها بالشكل الذي يروق لإسرائيل ويمكنها من فك المقاطعة وهذا طبعا منوط بأصحابها ومموليها !!
لقد لمسنا في الآونة الأخيرة تحولا غريبا في نمط ونهج القناة وذالك من خلال احتضانها لبعض الشخصيات أمثال (وفاء سلطان) والتي أساءت بمداخلتها للإسلام إساءة واضحة دون أن يتم إيقافها من قبل مقدم البرنامج الدكتور (فيصل القاسم )، فهل احتضانها وإعطاؤها المساحة الكافية للتهجم يدخل في إطار السياسة الجديدة التي تنتهجها الجزيرة ؟ وهل فعلا حصل تحول في نهج القناة وتعاطيها مع الأمور ؟!
لا يمكننا التكهن بما سيحصل من تحولات على مستوى أداء وارتباطات القناة ،لكن يمكننا القول بأن قناة الجزيرة لا تختلف كثيرا عن وسائل الإعلام العربية الرسمية الأخرى كونها تخضع لسلطة أصحابها وتوجههم السياسي !فهل ستشهد قناة الجزيرة تحولا في سياستها وتعاطيها مع القضايا العربية بشكل يخدم واقع التقارب القطري الإسرائيلي وبشكل يخدم الأجندة السياسية والاقتصادية الرسمية لدولة قطر ؟!
لقد عبرت صحيفة (هآرتس ) الإسرائيلية عن ارتياح الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية من انفتاح الأبواب أمام تعاون مستقبلي مع اكبر وسيلة إعلام عربية لها حضورها في عقلية الانسان العربي ، وطبعا فان هذا الارتياح له ما يبرره في الأوساط الإسرائيلية إذ أن الجزيرة ذات تأثير كبير على المشاهدين العرب والأجانب وهي القادرة على نسج الرواية التي تلقى القبول لدى المجتمعات العربية ! فهل تظن إسرائيل بأن الجزيرة ستتحول إلى مدافع قوي عن روايتها المغلوطة ؟! وهل تظن إسرائيل بأن قناة الجزيرة سوف تتحول إلى مروّج للرواية الإسرائيلية ؟! هذه الأسئلة وغيرها تبقى مطروحة إمام القائمين على الفضائية التي نحترمها ونريد لها أن تبقى بطلا مدافعا عن الحق والعدل والإنصاف ومنبرا حرا لنصرة القضايا العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق