خضر عواركة
الفهد
الكلام لليو شتراوس نبي المحافظين الجدد وفيلسوفهم :ان وجود العدو يجعل من الامة الحضارية موحدة قوية ومستعدة للتوثب والانتصار.ان لم يكن هناك عدو فيجب على النخبة الحكيمة ان تختلق عدوا تجسيدا لفلسفة ارسطو عن الكذب المبرر او الكذب النبيل في سبيل المصلحة العامة .على المجتمع السياسي ومجموعته الحضارية ابقاء الاعداء تحت الضغط المستمر والهجوم المتواصل و ان عليهم تنظيم انفسهم ليبقى العدو على الدوام هو السبب الموحد للمجموعة خلف قادتها. العالم قائم على مجموعات من البشر تكره بعضها البعض غريزيا، وتعادي بعضها بعضا . اما ان تقضي على عدوك واما ان يقضي عليك وهي الطريقة الوحيدة ليحل السلام .
الكلام لليو شتراوس نبي المحافظين الجدد وفيلسوفهم :ان وجود العدو يجعل من الامة الحضارية موحدة قوية ومستعدة للتوثب والانتصار.ان لم يكن هناك عدو فيجب على النخبة الحكيمة ان تختلق عدوا تجسيدا لفلسفة ارسطو عن الكذب المبرر او الكذب النبيل في سبيل المصلحة العامة .على المجتمع السياسي ومجموعته الحضارية ابقاء الاعداء تحت الضغط المستمر والهجوم المتواصل و ان عليهم تنظيم انفسهم ليبقى العدو على الدوام هو السبب الموحد للمجموعة خلف قادتها. العالم قائم على مجموعات من البشر تكره بعضها البعض غريزيا، وتعادي بعضها بعضا . اما ان تقضي على عدوك واما ان يقضي عليك وهي الطريقة الوحيدة ليحل السلام .
" من كتاب ( شادية دروري ) عن محاضرات شتراوس في جامعة شيكاغو " ISBN 0226776948 Leo Strauss), Natural Right and History. (University of Chicago Press, 1999
سأرتكب جريمة كبرى ضد العقل والتفكير المنطقي، والذكاء الإنساني، وأدعي بأني أصدق الإدارة الاميركية في زعمها بأن لسوريا مشروع نووي .
سأرتكب تلك الجريمة المروعة (تصديق مزاعم الإدارة الأميركية) وسأتناسى وأمحو من رأسي ما أعرفه عن أنالإدارة الأميركية الحالية يتحكم بها مجموعة من محترفي التلفيق والكذب من الطراز الأنذل والأحقر على مدى التاريخ الأميركي الحديث ، وسأنسى ايضا بأن الإدارة المجرمة هذه ، قاتلة المليون عراقي ويزيد،
سأنسى بأنها هي نفسها من وقف وزير خارجيتها كولن باول قبل مدة ليعتذر علنا عن أكاذيبه في الأمم المتحدة بخصوص العراق ، (الا تشبه صور باول الكاذبة والمزورة عن اسلحة العراق، صور غيتس عن دير الزور) ؟ .
سأنسى أيضا وأيضا بأن الإدارة الأميركية الحالية يقودها اساتذة كبار في فن العهر الإعلامي والدجل السياسي ممن يتسلحون بأموال الحروب التي تجنيها شركات الأسلحة وسماسرة الدماء والنفط ، للسيطرة على شبكات الإعلام المؤثرة ، الإعلام الذي يبدو بأنه مستعد لأن يلدغ من الجحر الأميركي الف مرة ، ما دام الهدف عربي أو لاتيني أو افريقي (عقدة التفوق لدى الرجل الابيض اصابت أيضا بعض الإعلام العربي الذي يديره رجال بيض بصفة مستشارين في الظاهر، فأعلن الحرب على دير الزور إلى جانب اميركا ) سأنسى أكاذيب بوش عن الإنتصاروعن إتمام المهمة ، وعن الأسلحة الكيميائية العراقية .
سأنسى أكاذيب الإدارة الأميركية التي قتلت الرئيس سلفادور اللندي في تشيلي بوصفه خطرا على العالم الحر. بينما الحقيقة انها قتلته على يد عميلها الجنرال بينوشيه بسبب نيته تأميم المصالح الأميركية في بلده .
سأنسى الأكاذيب الأميركية التي شوهت العقل الجماعي للشعب الأميركي وافهمته بأنه إنما يقاتل دفاعا عن الحرية في بلده (....) حين قتل وجوع وشرد وشنف آذان الملايين من الفيتناميين .
سأنسى أن إدارة أميركية سابقة إعترف بعض أعضائها اليوم بالكذب على الإعلام عبر تزويرهم لصور المجازر ولصور المعتقلات الصربية في كوسوفو لكي تبرر اميركا ضربها لذاك البلد الأوروبي المستقل (حتى ولو كان ظالما فهل الأميركيين أقل ظلما منه؟)
سأنسى بأن الإدارة الأميركية هي من إخترعت اسطورة غرانادا وهي من سفهت الغزو العسكري في هيبته وفي مهابته حين غزت بشكل مسرحي بناما لتعتقل تاجر مخدرات .
سأنسى كل الإعترافات الموثقة بأختام( سري جدا) الأميركية والتي افرج عنها لمرور الزمن ، تلك الأكاذيب التي تكشف بأن غزو أميركا اللاتينية بالمخابرات والعملاء والإنقلابات وبالقمع العسكري، لم يكن إلا كرمى لعيون الموز، لا دفاعا عن العالم الحر كما إدعت الإدارات الأميركية المتعاقبة .
ما أكبر حظكم يا أهل العراق ، على الاقل أنتم تقتلون من أجل ثروة نفطية تقدر بمئات المليارات، بينما قتل آلاف اللاتينيين ورزحت مئات الملايين من شعوب القارة الأميركية الوسطى والجنوبية تحت الظلم والتعسف والخوف كرمى لشركة إحتكارية يملكها مسؤولي البيت الأبيض وأسيادهم في المؤسسة التي تحكم أميركا من خلف حجاب تسمى ( يونايتد فروت ) .
سأنسى الكذب الأميركي عن الحرية والديمقراطية التي كانت اميركا تقدم نفسها عن أنها نموذجها الأجمل في العالم (متعامية بإعلامها عن المكارثية وعن ملاحقة الشيوعيين وتصفيتهم في سنوات الاربعينات والخمسينيات والستينيات) ومتعامية عن ذل البشر للبشر عبر ممارسات البيض ضد السود (والتي لم تنتهي حتى الآن ) .
سأتناسى حقيقة أن كل افلام الكذب والطيران بلا أجنحة هي أميركية (سوبرمان وأمثاله من سخافات الخيال الأميركي ) سأتناسى مشهد إسقاط رامبو لطائرة هليكوبتر روسية (بالنقيفة) في أحد افلامه الأميركية. سأتناسى كذب أحد كبار مستشاري تشيني ( كارل روف )على لجنة قضائية مدعيا عدم كذبه عليها لتكتشف فيما بعد بالجرم المشهود والدليل القاطع أنه كذاب محترف ويحمل شهادة دكتوراة في الكذب والدجل .
سأتناسى أن الإدارة الأميركية الحالية هي التي إخترعت وسوقت كذبة يورانيوم النيجر الذي قيل أن صداما حصل عليه، ليتبين بعد وقت قصير، بأن الأمر أكبر من كذبة، لا بل هو جريمة سلاحها الكذب المؤدي إلى سقوط الملايين من الضحايا في العراق . سأتناسى كل تلك الأكاذيب ،
سأتناسى تاريخا طويلا من الكذب الأميركي الذي يجيده كل من يشغل مسؤولية سياسية في واشنطن، وسأصدق رواية الأميركيين حول سوريا . ولكن فليجاوبني احدكم بأي لغة يفهمها : لو أن أميركا تعرف بأن في سوريا مفاعل وأن لدى أميركا دليل مصور ! لو أن هذا الأمر صحيح ، فلماذا سكتت إدارة بوش سبعة أشهر لتعلن ذلك ؟بل هل يمكن لعاقل أن يصدق أنها كانت عندها ستترك إسرائيل تقصف المكان ؟
أم أن الأفضل لها ولحليفتها الصهيونية أن يستغلا الدليل الذي بيدهما لكي يفرضا على مجلس الأمن أن يفرض حصارا قاتلا مُطبقا على سوريا. والتهمة ودليلها موجودان ؟
وحيث إن جميع من في الكرة الارضية ممن يقرأ أو يسمع الأخبار مرة في الشهر على الاقل ، يعرف و متأكد بان الإدارة الأميركية مع جورج بوش مصابة بالهلوسة من سوريا ،، ومصابة بالهلوسة بشؤون سوريا، لما للأخيرة من دور في المنطقة أهلها لتنال شرف الحصول على أكبر كيل من الإتهامات الأميركية، التي تدينها بدعم المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية، والتي تعرف الإدارة الأميركية بأنها أنجزت مهمة تفشيل المشاريع الأمريكية أو تكاد .لو أن الإدارة الأميركية تملك ما تدعي فهل كانت ستسكت عن أقوى سلاح في يدها وتخفيه لأشهر طوال ، في وقت تدور فيه حرب باردة بين أميركا وسوريا ؟
هل يصدق عاقل أن إدارة بوش معها رصاصة نووية ضد سوريا وضد سياسات سورية الممانعة والمقاومة لها ولم تطلقها؟؟ ربما لأنها كانت مشغولة بتنظيم حفل الأوسكار ؟
أن تكذب أميركا فتلك عادتها ، أما أن تكذب أكبر قوة وأعظم دولة بهذه الطريقة السخيفة والرخيصة ، لأجل أن تدفع سوريا للبقاء في حالة عدم إطمئنان ، فهذا أمر فعلا يدعو للشفقة . ليست الشفقة على حالنا ، بل على حال الشعب الأميركي. اعزائي ....سقط بيد الإدارة الأميركية بعد فضيحة التحقيق بمقتل الحريري، وبعد ثبوت ضلوع مجموعة سلفية ربما لها إرتباط أميركي إسرائيلي عربي (ولو على مستوى توريط المتطرفين صدقا والتكفيريين حقا من قبل عميل مزدوج إخترق تلك الجماعات ) ولم يعد لدى إدارة بوش وعند الإسرائيلي ما يبتزون به سوريا وإنقلب السحر على الساحر .
ولأن الشيطان لا يستسلم ، فها هي القضية البديلة عن قضية الإبتزاز بالمحكمة الدولية تنطلق أميركيا . والدليل على تلفيق هذه القضية في مثل هذا الوقت الخطير في المنطقة ، هو تزامنها مع فشل المناورات الإسرائيلية وإقتناع كبار قادة الجيش الإسرائيلي بأن أي حرب قادمة مع سوريا ولبنان لن تكون مضمونة النتائج وستكون مدخلا إلى كارثة تاريخية ستحل بإسرائيل إن لم تنتصر فيها (وهذا كلام مسؤولين عسكريين عن المناورة نشرته صحف إسرائيلية .(هارتس 18 أبريل ) ما ادى إلى ذهاب الحكومة الإسرائيلية إلى خيار آخر غير الحرب مع سوريا . إسرائيل تريد التفاوض ، ولا شيء تفاوض عليه في يدها إلا الجولان، والسوري لا يريد أن يفاوض على الجولان بل يريد تحريرها .
عند هذه النقطة الإسرائيلية الضعيفة دخلت أميركا على الخط : معلنة شيئا فاضحا في زيفه وكأنها تقول (كذبة بتفوت وما حدا بموت ) وأنا الغريق الأميركي بالكذب وبفضائح الكذب فما همي من البلل ؟ كذبة بزيادة او بالناقص . من يحاسب إدارة بوش على جرائم القتل والإبادة لكي يحاسبها أحد ما على الكذب ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق