الثلاثاء، أبريل 29، 2008

فصائل وقيادات ورقية تتحدث باسمنا في القاهرة

سامي الأخرس
رحمك الله ياسر عرفات ، رحمك الله جورج حبش ، رحمك الله أحمد ياسين ، رحمك الله فتحي الشقاقي ، رحمكم الله خليل الوزير وأبو علي مصطفي وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح خلف وغسان كنفاني وعشرات القادة الذين كان مجرد ذكر أسمائهم يهز الوجدان بالعنفوان ويملئ السماء رعباً وفخراً ، ويعلوا بهم أسم فلسطين ويزهو مختالاً بعزة .
قادة لو قُدر لهم أن يعيشوا ويروا حالنا هذا لاختاروا القبور مأوي حماية من شرور الجنون التي نكاد أن نصاب به ، وحالة الهذيان من أمورنا وزماننا ، زمن لم نعد نعلم به من هؤلاء الذين يتحدثون باسم فلسطين وقضيتها ويقررون مصيرها.
أشعر بحالة من الغثيان والاستفزاز الداخلي العميق جدا عندما استعرضت الأسماء التي ذهبت أمس للقاهرة للإقرار بمصير فلسطين ، من أين هبطوا علينا ؟ ومن نصبهم قادة لنا ؟ وكيف التصقوا بمسمي قيادات وأصبح لهم باع في السياسة والتفاوض وتحديد مصيرنا ؟
عبث بل قل عدس ما نشاهده من هؤلاء الذين بعلم السياسة والقيادة لا يمكن منحهم أكثر من كلمة سعاة بريد أو بالكاد شخوص للزينة تصطف على أبواب المؤتمرات إن فلحوا بذلك .
تجاوزت الأسماء لأبحث في أجندتي الخاصة عن أسماء الفصائل التي يمثلها البعض ممن أصبح قائدا لي ولشعبي في القاهرة فلم يسعفني الحظ أن أجد مسمي أو عنوان يمكن الارتكاز إليه بمشروعية التمثيل سوي بأنهم أدوات ورقية ودمي بشريه تُستغل لتنفيذ مصالح البعض ، وجزء أخر منها أشبه بعصابة تحمل مسمي بندقية مقاومة ولم تتعدي ذلك بأي حال من الأحوال.
امتنعت عن ذكر الأسماء ليس غلا من باب إنه لا يشرفني أن اذكر بعضها باسم قائد فلسطيني لأنه لا يستحق هذا اللقب ولا يمكن أن يستحقه بأي مرحلة كانت فشتان بين القائد وبين هؤلاء ، كذلك لا يشرفني أن اذكره بصفوف قيادة أعظم قضية في العصر الحديث وأعظم ثورة في العصر الحديث ، والسبب الأخر للحنق الشديد على فصائل كبري وذات تاريخ وطني وامتداد جماهيري ارتضت أن تجلس مع هؤلاء على طاولة واحدة وبمسمي واحد وتعترف بهم قادة يمثلون شعبنا وهي تدرك إنهم شراذم تفرض علينا ، شراذم أضاعت فلسطين ولا زالت تمارس مراهقة سياسية تعمل كالدمى بجهاز التحكم عن بعد ، وتعرف جيدا من هم وما أصلهم ومن يمثلون .
لا يسعني سوي القول رحم الله ياسر عرفات وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وجورج حبش وأبو علي مصطفي ، ورحمنا الله ورحم فلسطين .... وأحمد الله أن هؤلاء ذهبوا شهداء قبل أن يُقدر لهم رؤية ما نري ...
ولك الله يا شعبي

ليست هناك تعليقات: