د. عدنان بكريه
فلسطين الداخل
تعاني حركات التحرر الوطني في العالم العربي من أزمات عدة الأمر الذي جعلها عاجزة عن القيام بدورها الريادي في قيادة التحول التاريخي الذي نادت به سابقا .. والمتمثل في إصلاح الأوضاع السياسية داخل الدولة أو المطالبة بالديمقراطية وحتى بناء نظام سياسي ديمقراطي سليم بعيد عن التدخلات الخارجية .
لا ننكر أن حركات التحرر القومي العربية مرت بأزمات عدة موضوعية منها وذاتية الأمر الذي قوض دورها وضعضع مكانتها وبالتالي فإن ما ميزها ..خفوت الصوت وانخفاض سقف ديناميكيتها وتفاعلها مع الأحداث التي عصفت وما زالت تعصف بالمنطقة العربية .
الأزمة الذاتية والموضوعية الشاملة التي تعاني منها هذه الحركات ...همشت دورها وقوة تأثيرها على مجرى الأحداث التي عصفت بالمنطقة.. وكان موقفها من هذه الأحداث يتسم بالضبابية وإطلاق التصريحات والإدانات التي لا تغني ولا تفيد ، الأمر الذي خلق نوعا من انعدام الثقة بينها وبين المواطن وحتى بينها وبين كوادرها ومؤيديها ... وهنا من حقي أن أطرح السؤال وأتناول ألأحداث الأخيرة التي عصفت بالمنطقة العربية... ماذا فعلت هذه الحركات إزاء ما يحصل يوميا في فلسطين من قتل وتجويع ودمار ؟؟ وماذا كان دورها إبان احتلال العراق وغزوة من قبل الولايات المتحدة ؟؟وماذا كان دورها خلال العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني وما تعرض له من دمار وقتل ؟؟
كان يتوجب على هذه الحركات أن تتفاعل وبشكل عملي ثوري مع الأحداث وأن يتعدى دورها إصدار البيانات والإدانات التي لن تغير من الواقع شيئا... كان من واجبها شحن الشارع العربي باتجاه كسر جدار الصمت المسيطر وعدم القبول بالصمت الذي لف النظام الرسمي العربي
إن الدور الذي يجب أن تضطلع به هذه القوى هو تعبأه الشارع العربي وإخراجه في مظاهرات صاخبة ضد الممارسات الأمريكية والمحتل الإسرائيلي من جهة ، وضد الأنظمة المتقاعسة والمتآمرة من جهة أخرى.ودون ذالك لا يمكننا تسميتها حركات تحرر أو قوى التغيير... فقوى التحرر العربية واجهت وما زالت تواجه أزمات عدة وفي مقدمتها الأزمات الذاتية والانقسامات التي أضعفتها وحجمتها بالشكل الذي لم يعد بمقدورها مواجهة التحديات القائمة إضافة إلى الأزمات الموضوعية وسياسة الملاحقة والمطاردة والقمع التي مارسها النظام العربي الرسمي بحقها ، لقد راهنا عليها للاضطلاع بدورها في قيادة الشارع العربي تضامنا وتفاعلا مع الأزمات الراهنة ...إلا أن القصور لازمها في الآونة الأخيرة ولم تضطلع بدورها بالشكل المطلوب فتارة نراها تتناغم مع الموقف الرسمي للنظام ... وتارة أخرى تساهم بشكل وآخر في الدفاع عن موقف النظام الذي يتنافى ومصلحة الشعب !!.
لا يمكننا أن نعمم بهذا الصدد، فهناك قوى وطنية اخترقت سقف النظام وكان لها موقف تفاعلي مشرف من الأحداث التي عصفت بالمنطقة وكلنا نعرف تماما موقف القوى الثورية الحقيقية والتي ساهمت في النضال الوطني التحرري وسخرت غضب الشارع العربي لخدمة القضايا العربية والتصدي للمخططات الأمريكية... محولة هذا الغضب إلى نار حارقة وفق طاقاتها وإمكانياتها المتواضعة.
الشعوب العربية لا تطلب من هذه القوى ما يفوق طاقاتها وقدراتها.. تطالبها بالنضال لانتزاع الديمقراطية الحقيقية وإعطائها المساحة الكافية للتعبير عن غضبها، لأنها تدرك بأن الحصول على هذا الحق بات أمرا مستحيلا في ظل تواجد أنظمة عربية دكتاتورية قمعية مستبدة متناغمة مع العدوان غير معنية بالعمل لصالح شعوبها، بل أن بعضها تحول إلى أداة طيعة بيد الولايات المتحدة، هذه هي الحقيقة المرة والمؤلمة في الواقع العربي الرسمي.
وتبقى الشعوب تراهن على قوى التغيير الحقيقية وليست المزيفة منها والتي تحولت إلى خاتم مطاطي بيد النظام ... تراهن على القوى الوطنية الحقيقية والتي تمتلك الحس الوطني الصادق، تعمل بعيدا عن محور النظام وتسعى للتفاعل مع القضايا العربية الراهنة.. تسعى لتفعيل الشارع العربي وتفجير الغضب الشعبي المحتقن ضد كل من يسعى لهدم أركان الأمة العربية سواء كان أجنبيا أم عربيا!!
إن تناول الأزمة التي تمر بها المعارضة العربية ( أو قوى التحرر) كما سميت سابقا يحتاج إلى تناول هذه ألأزمة من جميع زواياها.. تاريخها الناصع في الستينات عندما حصل التحول الكبير في العالم العربي وتم طرد ألاستعمار الأجنبي من البلدان العربية .. كان حينها التضامن العربي يحكم علاقات الدول العربية يعضها البعض وكانت هناك زعامات عربية تتحدى وتقاوم وتعمل ليس فقط لصالح شعوبها إنما لصالح ألأمة العربية كلها.. كان الخالد (جمال عبد الناصر) والذي وضع مشروعا قوميا متينا أخاف الغرب وأعوانه .. ومع رحيل هذا القائد الفذ بدأ التراجع لدى الأنظمة التي كانت محسوبة على الصف الوطني وبدأ نجم قوى التحرر يأفل يوما بعد يوم .
أصبحت الهزائم والانكسارات تلازمنا.. والإيمان بقدرة الشعوب تحول إلى مجرد وهم، وهنا لا يمكننا إلا أن نربط هذا الواقع بالاختلالات التي حصلت في ميزان القوى العالمي وسيادة النظام العالمي ذو القطب الواحد ألأمر الذي جعل أمريكا تستفرد بمصائر الشعوب – تصول وتجول فارضة أملاءاتها على العالم العربي.. كل هذه العوامل إضافة إلى التخوف الذي يسيطر على بعض الحكام العرب .. أدى إلى الوهن الذي تشهده قوى التحرر
وهذه حتمية تاريخية وأمر بديهي ..
تحاول الزعامة العربية الحفاظ على كراسيها من خلال التملق والاذدناب للولايات المتحدة ، حتى لوكلفها الأمر العمل ضد مصالح ألأمة .. والحرب على العراق ولبنان وفلسطين خير شاهد على هذه الرؤية، فلو كان الموقف العربي قوي وموحد، لما حصل ما يحصل ألآن من انتهاكات إسرائيليه وأمريكية للدول العربية .
لقد تحول النظام الرسمي العربي إلى مجرد خادم أمين للمصالح الأمريكية.. دون مراعاة للواقع العربي المهان
ودون مراعاة لإرادة الشعوب التي ترفض كل أشكال الهيمنة.
إن الواقع العربي الرسمي قد ينعكس سلبا على الحكام العرب .. لأن الشعوب تمهل ولا تهمل .. وهي قادرة على إحداث تغيير جذري وجدي في الواقع العربي.. فإلى أي مدى ستحتمل الوضع ؟؟ والى أي مدى ستستطيع بعض ألأنظمة الصمود بوجه التيار ... تيار التغيير الذي بدأ يشتد عوده ويقوى ( فالضغط يولد ألانفجار) هذه حتمية تاريخيه وفيزيائية أيضا ! ومن ينكر هذة الحقيقة يكون غير واقعيا مع نفسه .
المطلوب من النظام الرسمي العربي الوقوف إلى جانب الشعوب واحترام إرادتها ومنحها الحرية الكاملة في التعبير عن رؤيتها وغضبها لا أن تحاول ضرب وسحق حقوق الشعوب وقواها الوطنية والقومية خدمة للولايات المتحدة... المطلوب استخلاص العبر من نهج ألاذدناب والتبعية ، وبناء نظام عربي قادر على مواجهة التحديات التي تواجه الأمة وغير ذالك فان العالم العربي سيشهد تحولات وتغيرات على مستوى الأنظمة وبوادر هذه المرحلة باتت واضحة للعيان من خلال نهوض بعض القوى الإسلامية والعلمانية متصدية لنهج الأنظمة داخليا ومقارعة التدخلات الخارجية .. وهذه القوى بحاجة إلى بلورة ذاتها من جديد لان ديناميكية النضال واليتها تغيرت وتبدلت مع بروز معطيات جديدة على الساحة السياسية الشرق أوسطية.
إننا نراهن على مقدرة هذه القوى بتعبئة الشارع العربي وشحنه واستثماره في سبيل بناء حركة قادرة على القيام بمهامها التاريخية وقلب الواقع لصالح الشعوب
تعاني حركات التحرر الوطني في العالم العربي من أزمات عدة الأمر الذي جعلها عاجزة عن القيام بدورها الريادي في قيادة التحول التاريخي الذي نادت به سابقا .. والمتمثل في إصلاح الأوضاع السياسية داخل الدولة أو المطالبة بالديمقراطية وحتى بناء نظام سياسي ديمقراطي سليم بعيد عن التدخلات الخارجية .
لا ننكر أن حركات التحرر القومي العربية مرت بأزمات عدة موضوعية منها وذاتية الأمر الذي قوض دورها وضعضع مكانتها وبالتالي فإن ما ميزها ..خفوت الصوت وانخفاض سقف ديناميكيتها وتفاعلها مع الأحداث التي عصفت وما زالت تعصف بالمنطقة العربية .
الأزمة الذاتية والموضوعية الشاملة التي تعاني منها هذه الحركات ...همشت دورها وقوة تأثيرها على مجرى الأحداث التي عصفت بالمنطقة.. وكان موقفها من هذه الأحداث يتسم بالضبابية وإطلاق التصريحات والإدانات التي لا تغني ولا تفيد ، الأمر الذي خلق نوعا من انعدام الثقة بينها وبين المواطن وحتى بينها وبين كوادرها ومؤيديها ... وهنا من حقي أن أطرح السؤال وأتناول ألأحداث الأخيرة التي عصفت بالمنطقة العربية... ماذا فعلت هذه الحركات إزاء ما يحصل يوميا في فلسطين من قتل وتجويع ودمار ؟؟ وماذا كان دورها إبان احتلال العراق وغزوة من قبل الولايات المتحدة ؟؟وماذا كان دورها خلال العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني وما تعرض له من دمار وقتل ؟؟
كان يتوجب على هذه الحركات أن تتفاعل وبشكل عملي ثوري مع الأحداث وأن يتعدى دورها إصدار البيانات والإدانات التي لن تغير من الواقع شيئا... كان من واجبها شحن الشارع العربي باتجاه كسر جدار الصمت المسيطر وعدم القبول بالصمت الذي لف النظام الرسمي العربي
إن الدور الذي يجب أن تضطلع به هذه القوى هو تعبأه الشارع العربي وإخراجه في مظاهرات صاخبة ضد الممارسات الأمريكية والمحتل الإسرائيلي من جهة ، وضد الأنظمة المتقاعسة والمتآمرة من جهة أخرى.ودون ذالك لا يمكننا تسميتها حركات تحرر أو قوى التغيير... فقوى التحرر العربية واجهت وما زالت تواجه أزمات عدة وفي مقدمتها الأزمات الذاتية والانقسامات التي أضعفتها وحجمتها بالشكل الذي لم يعد بمقدورها مواجهة التحديات القائمة إضافة إلى الأزمات الموضوعية وسياسة الملاحقة والمطاردة والقمع التي مارسها النظام العربي الرسمي بحقها ، لقد راهنا عليها للاضطلاع بدورها في قيادة الشارع العربي تضامنا وتفاعلا مع الأزمات الراهنة ...إلا أن القصور لازمها في الآونة الأخيرة ولم تضطلع بدورها بالشكل المطلوب فتارة نراها تتناغم مع الموقف الرسمي للنظام ... وتارة أخرى تساهم بشكل وآخر في الدفاع عن موقف النظام الذي يتنافى ومصلحة الشعب !!.
لا يمكننا أن نعمم بهذا الصدد، فهناك قوى وطنية اخترقت سقف النظام وكان لها موقف تفاعلي مشرف من الأحداث التي عصفت بالمنطقة وكلنا نعرف تماما موقف القوى الثورية الحقيقية والتي ساهمت في النضال الوطني التحرري وسخرت غضب الشارع العربي لخدمة القضايا العربية والتصدي للمخططات الأمريكية... محولة هذا الغضب إلى نار حارقة وفق طاقاتها وإمكانياتها المتواضعة.
الشعوب العربية لا تطلب من هذه القوى ما يفوق طاقاتها وقدراتها.. تطالبها بالنضال لانتزاع الديمقراطية الحقيقية وإعطائها المساحة الكافية للتعبير عن غضبها، لأنها تدرك بأن الحصول على هذا الحق بات أمرا مستحيلا في ظل تواجد أنظمة عربية دكتاتورية قمعية مستبدة متناغمة مع العدوان غير معنية بالعمل لصالح شعوبها، بل أن بعضها تحول إلى أداة طيعة بيد الولايات المتحدة، هذه هي الحقيقة المرة والمؤلمة في الواقع العربي الرسمي.
وتبقى الشعوب تراهن على قوى التغيير الحقيقية وليست المزيفة منها والتي تحولت إلى خاتم مطاطي بيد النظام ... تراهن على القوى الوطنية الحقيقية والتي تمتلك الحس الوطني الصادق، تعمل بعيدا عن محور النظام وتسعى للتفاعل مع القضايا العربية الراهنة.. تسعى لتفعيل الشارع العربي وتفجير الغضب الشعبي المحتقن ضد كل من يسعى لهدم أركان الأمة العربية سواء كان أجنبيا أم عربيا!!
إن تناول الأزمة التي تمر بها المعارضة العربية ( أو قوى التحرر) كما سميت سابقا يحتاج إلى تناول هذه ألأزمة من جميع زواياها.. تاريخها الناصع في الستينات عندما حصل التحول الكبير في العالم العربي وتم طرد ألاستعمار الأجنبي من البلدان العربية .. كان حينها التضامن العربي يحكم علاقات الدول العربية يعضها البعض وكانت هناك زعامات عربية تتحدى وتقاوم وتعمل ليس فقط لصالح شعوبها إنما لصالح ألأمة العربية كلها.. كان الخالد (جمال عبد الناصر) والذي وضع مشروعا قوميا متينا أخاف الغرب وأعوانه .. ومع رحيل هذا القائد الفذ بدأ التراجع لدى الأنظمة التي كانت محسوبة على الصف الوطني وبدأ نجم قوى التحرر يأفل يوما بعد يوم .
أصبحت الهزائم والانكسارات تلازمنا.. والإيمان بقدرة الشعوب تحول إلى مجرد وهم، وهنا لا يمكننا إلا أن نربط هذا الواقع بالاختلالات التي حصلت في ميزان القوى العالمي وسيادة النظام العالمي ذو القطب الواحد ألأمر الذي جعل أمريكا تستفرد بمصائر الشعوب – تصول وتجول فارضة أملاءاتها على العالم العربي.. كل هذه العوامل إضافة إلى التخوف الذي يسيطر على بعض الحكام العرب .. أدى إلى الوهن الذي تشهده قوى التحرر
وهذه حتمية تاريخية وأمر بديهي ..
تحاول الزعامة العربية الحفاظ على كراسيها من خلال التملق والاذدناب للولايات المتحدة ، حتى لوكلفها الأمر العمل ضد مصالح ألأمة .. والحرب على العراق ولبنان وفلسطين خير شاهد على هذه الرؤية، فلو كان الموقف العربي قوي وموحد، لما حصل ما يحصل ألآن من انتهاكات إسرائيليه وأمريكية للدول العربية .
لقد تحول النظام الرسمي العربي إلى مجرد خادم أمين للمصالح الأمريكية.. دون مراعاة للواقع العربي المهان
ودون مراعاة لإرادة الشعوب التي ترفض كل أشكال الهيمنة.
إن الواقع العربي الرسمي قد ينعكس سلبا على الحكام العرب .. لأن الشعوب تمهل ولا تهمل .. وهي قادرة على إحداث تغيير جذري وجدي في الواقع العربي.. فإلى أي مدى ستحتمل الوضع ؟؟ والى أي مدى ستستطيع بعض ألأنظمة الصمود بوجه التيار ... تيار التغيير الذي بدأ يشتد عوده ويقوى ( فالضغط يولد ألانفجار) هذه حتمية تاريخيه وفيزيائية أيضا ! ومن ينكر هذة الحقيقة يكون غير واقعيا مع نفسه .
المطلوب من النظام الرسمي العربي الوقوف إلى جانب الشعوب واحترام إرادتها ومنحها الحرية الكاملة في التعبير عن رؤيتها وغضبها لا أن تحاول ضرب وسحق حقوق الشعوب وقواها الوطنية والقومية خدمة للولايات المتحدة... المطلوب استخلاص العبر من نهج ألاذدناب والتبعية ، وبناء نظام عربي قادر على مواجهة التحديات التي تواجه الأمة وغير ذالك فان العالم العربي سيشهد تحولات وتغيرات على مستوى الأنظمة وبوادر هذه المرحلة باتت واضحة للعيان من خلال نهوض بعض القوى الإسلامية والعلمانية متصدية لنهج الأنظمة داخليا ومقارعة التدخلات الخارجية .. وهذه القوى بحاجة إلى بلورة ذاتها من جديد لان ديناميكية النضال واليتها تغيرت وتبدلت مع بروز معطيات جديدة على الساحة السياسية الشرق أوسطية.
إننا نراهن على مقدرة هذه القوى بتعبئة الشارع العربي وشحنه واستثماره في سبيل بناء حركة قادرة على القيام بمهامها التاريخية وقلب الواقع لصالح الشعوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق