الياس بجاني
ضحية مسيحية بريئة جديدة تسقط في خضم اضطهاد مسيحيي العراق، فقد ذكرت مصادر عراقية أمنية السبت الماضي (5 نيسان 2008) أن مسلحين مجهولين اغتالوا الأب القس يوسف عادل عبودي كاهن كنيسة مار بطرس وبولس للسريان الأرثوذوكس بإطلاق النار عليه من أسلحة خفيفة قرب منزله وسط بغداد.
يا إلهي رحماك، ومنك نطلب المعونة والرأفة بأهلنا مسيحيي المشرق. يا إلهي أوقف بعطفك هذا الكابوس الرهيب، وهذا الظلم الجائر الذي يعاني منه المسيحيون في الشرق، وخصوصاً في الدول العربية التي في مقدمها العراق ومصر. يا إلهي ارفع كأس المعاناة المر والعلقم هذا عنهم، فكفاهم تقديم قرابين وإفقاراً وقتلاً وتهجيراً وإرهاباً وصلباً مستمراً.
ففي خضم هذه الهجمة الهمجية والبربرية التي تطاول أهلنا المسيحيين في العراق وغيره من بلدان المشرق، لم تعد تجدي بيانات الاستنكار والشجب لأنها على ما يبدو تقع على آذان صماء وضمائر مخدرة.
لقد أمسى من الضرورة بمكان أن تتحمل الحكومة العراقية والولايات المتحدة وبريطانيا والدول العربية ودول العالم الحر والأمم المتحدة كامل المسؤولية لما يتعرض له المسيحيون في العراق من تعديات سافرة وقهر موصوف وإجرام منظم.
المطلوب حماية أمنهم وسلامتهم ووقف عملية تهجيرهم المنهجية، فهؤلاء هم من سكان بلاد ما بين النهرين الأصليين وأصحاب حضارة وتاريخ وثقافة، ورواد حرية وديموقراطية وانفتاح، ومن مؤسسي الاستقلال الأوائل.
الأب عبودي الذي سقط شهيداً وهو في طريقه إلى بيت الله، إلى الكنيسة، هو ضحية جديدة لثقافة الموت والانتحار والبربرية التي تسوِّق لها وترعاها وتحتضنها وتستعملها دول محور الشر (إيران وسوريا)، كما هو حال كل المنظمات الأصولية والسلفية.
لقد بات من الضرورة القصوى أن يتحرك العالم الحر وبسرعة على كافة الصعد العسكرية والمالية والاقتصادية والثقافية لوضع حد لهذه الثقافة المدمرة والشيطانية واقتلاعها من جذورها ووضع كل حماتها ودعاتها ومموليها في السجون وتقديمهم للمحاكمة بتهم القتل المتعمد ضد الحضارة والإنسانية.
وهنا لا بد من أن نذكر العالم بما يتعرض له أهلنا في لبنان الذين هم ضحية لثقافة الموت الإيرانية والسورية بامتياز التي تعيق قيام الدولة اللبنانية، وتعطل كل مؤسساتها، وتقيم دويلة مسلحة لحزب الله الأصولي داخل الدولة، وتعرض كل اللبنانيين للمخاطر الكبيرة وتهدد أمنهم وسلامتهم وتكبل حرياتهم بأساليب الإرهاب والخطف والقتل.
نتقدم من أهلنا المسيحيين في العراق بأحر التعازي القلبية، ونطلب الرحمة لنفس الأب الشهيد عبودي، والصبر والسلوان لأهله ومحبيه.
نلفت القتلة الذين هدروا دم الأب عبودي بقول كونفوشيوس: "إننا نأتي إلى هذا العالم بيدين قابِضَتين لأننا نُريدُ الحصولَ على كُلِّ شئ، ونترُكُ هذا العالم بيدين مفتوحتين لأننا لا نأخُذُ معَنا شيئاً". ونختم مع ما جاء في سفر النبي أيوب (1: 21، 22): "عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أعود إلى هناك. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركاً".
* الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
تورنتو/كندا في 6 نيسان 2008
عنوان الكاتب الألكتروني
ضحية مسيحية بريئة جديدة تسقط في خضم اضطهاد مسيحيي العراق، فقد ذكرت مصادر عراقية أمنية السبت الماضي (5 نيسان 2008) أن مسلحين مجهولين اغتالوا الأب القس يوسف عادل عبودي كاهن كنيسة مار بطرس وبولس للسريان الأرثوذوكس بإطلاق النار عليه من أسلحة خفيفة قرب منزله وسط بغداد.
يا إلهي رحماك، ومنك نطلب المعونة والرأفة بأهلنا مسيحيي المشرق. يا إلهي أوقف بعطفك هذا الكابوس الرهيب، وهذا الظلم الجائر الذي يعاني منه المسيحيون في الشرق، وخصوصاً في الدول العربية التي في مقدمها العراق ومصر. يا إلهي ارفع كأس المعاناة المر والعلقم هذا عنهم، فكفاهم تقديم قرابين وإفقاراً وقتلاً وتهجيراً وإرهاباً وصلباً مستمراً.
ففي خضم هذه الهجمة الهمجية والبربرية التي تطاول أهلنا المسيحيين في العراق وغيره من بلدان المشرق، لم تعد تجدي بيانات الاستنكار والشجب لأنها على ما يبدو تقع على آذان صماء وضمائر مخدرة.
لقد أمسى من الضرورة بمكان أن تتحمل الحكومة العراقية والولايات المتحدة وبريطانيا والدول العربية ودول العالم الحر والأمم المتحدة كامل المسؤولية لما يتعرض له المسيحيون في العراق من تعديات سافرة وقهر موصوف وإجرام منظم.
المطلوب حماية أمنهم وسلامتهم ووقف عملية تهجيرهم المنهجية، فهؤلاء هم من سكان بلاد ما بين النهرين الأصليين وأصحاب حضارة وتاريخ وثقافة، ورواد حرية وديموقراطية وانفتاح، ومن مؤسسي الاستقلال الأوائل.
الأب عبودي الذي سقط شهيداً وهو في طريقه إلى بيت الله، إلى الكنيسة، هو ضحية جديدة لثقافة الموت والانتحار والبربرية التي تسوِّق لها وترعاها وتحتضنها وتستعملها دول محور الشر (إيران وسوريا)، كما هو حال كل المنظمات الأصولية والسلفية.
لقد بات من الضرورة القصوى أن يتحرك العالم الحر وبسرعة على كافة الصعد العسكرية والمالية والاقتصادية والثقافية لوضع حد لهذه الثقافة المدمرة والشيطانية واقتلاعها من جذورها ووضع كل حماتها ودعاتها ومموليها في السجون وتقديمهم للمحاكمة بتهم القتل المتعمد ضد الحضارة والإنسانية.
وهنا لا بد من أن نذكر العالم بما يتعرض له أهلنا في لبنان الذين هم ضحية لثقافة الموت الإيرانية والسورية بامتياز التي تعيق قيام الدولة اللبنانية، وتعطل كل مؤسساتها، وتقيم دويلة مسلحة لحزب الله الأصولي داخل الدولة، وتعرض كل اللبنانيين للمخاطر الكبيرة وتهدد أمنهم وسلامتهم وتكبل حرياتهم بأساليب الإرهاب والخطف والقتل.
نتقدم من أهلنا المسيحيين في العراق بأحر التعازي القلبية، ونطلب الرحمة لنفس الأب الشهيد عبودي، والصبر والسلوان لأهله ومحبيه.
نلفت القتلة الذين هدروا دم الأب عبودي بقول كونفوشيوس: "إننا نأتي إلى هذا العالم بيدين قابِضَتين لأننا نُريدُ الحصولَ على كُلِّ شئ، ونترُكُ هذا العالم بيدين مفتوحتين لأننا لا نأخُذُ معَنا شيئاً". ونختم مع ما جاء في سفر النبي أيوب (1: 21، 22): "عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أعود إلى هناك. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركاً".
* الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
تورنتو/كندا في 6 نيسان 2008
عنوان الكاتب الألكتروني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق