بسام أبو علي شريف
المسألة ليست من يمتلك قطعة الحلوى بكاملها وإنما أي شريحة يتناول كل منهما .. فعلى مدى مائة عام أثبت النزاع الصهيوني الفلسطيني أنه غير قابل للحل لأن كلا الطرفين كان يرفض الاعتراف بالطرف الآخر ..
بني صهيوني بقى ينظر إلى الفلسطينيين إما كأفراد أو إرهابيين وليست كشعب له حقوق مشروعة في فلسطين التاريخية وأما الفلسطينيون فظلوا ينظرون إلى الكيان الصهيوني كمستعمر غاضب أو أعضاء في جالية دينية وليس كشعب له حقوق في أرض فلسطين ..
ورغم تسارع الأحداث مع نزول الفلسطينيين من فوق جبل أحد بعد زلزال بيروت المدمر والرحيل منها على ظهر بوارج فرنسية .. مع ظهور شمعة في نهاية النفق .. تعطى غزة شوية ريحا .. أو كما يسمونها كولونيا مصرية خمس خمسات .. يجوز لنا الآن أن نقول هل نجحت فكرة غزة أريحا أولا ؟! وإذا فشلت .. من أفشلها ؟!
ولماذا لم يحقق الحكم الذاتي دولة فلسطينية بعد وعود وضمانات دولية وأوروبية وأمريكية بعد مضي خمس سنوات .. ورغم كل النكسات المتلاحقة التي أصابت كبد تفاؤل الشارع الفلسطيني مع رضا تام من بني كوهين .. إلا أن من رفضوا الانخراط في أوسلو وهاجموا كامب ديفيد ومعاهد جنيف الأولى والثانية .. لحقوا بسرب الحمام الأبيض ظانين بأنه ثمة سبب للتفاؤل الآن على أرض غزة أولا .. في عصر الشهيد أبو عمار كان غزة أريحا أولا .. والآن التفاوض علانية على غزة أولا ..
لكن يبقى السؤال .. هل بمقدور الفلسطينيين والصهاينة الإجابة على السؤال الخاص بالرضا المتبادل .. لكن الانفراج الكبير هو أن كليهما أخيرا أصبح يسأل السؤال الصحيح فهما يعترفان ببعضهما البعض كعدوين شرعيين لابد من المصالحة بينهما .. أتذكر ما قاله رئيس الوزراء الصهيوني إسحاق رابيين ( أنا مستعد لتسوية مؤلمة فالسلام لا يتحقق مع الأصدقاء وإنما مع الأعداء وبعضهم دون أن أذكر أسماءهم اشمئز منهم كثيرا ) المخاطر هنا هائلة وأنا أعترف بذلك لا سيما وإن النزاع بين الفريقان دائما كان محوره بين العرب والكيان الصهيوني وكذلك الحال محور الصراع بين الأصوليين اليهود والمسلمين .. وأنا جازم بأن هذا النزاع الصهيوني الفلسطيني سيبقى قويا لأنه يدور حول الوطن .. من يشعر أنه في وطنه ومن لا يشعر ؟! ..
من يشعر أنه طرد من أرض ومن لا يشعر ؟! وعندما يكون لديك جار لا يدعك تشعر بالراحة في وطنك يكون الأمر قاسيا فعلى مدى السنين الماضية ظل الفلسطينيون والصهاينة يؤكدون كل من طرفه على أن الطرف الآخر يجب أن لا يسمح له بالشعور بالطمأنينة في الوطن .. لقد أوضحت في أكثر من مقالة أن النكسات المتتالية للنضال الفلسطيني لا ترجع فقط إلى قوى العدوان الخارجي بل تكمن في تفريطنا وإهمالنا لقدراتنا الذاتية والاعتماد على الدعم الخارجي وأن المهمة الآنية والملحة إذ ذاك هي مهمة تجميع واستثمار كل الطاقات الفلسطينية المبعثرة والمبددة وغير المستفاد منها بصورة منظمة .. علينا أن نراجع كل الاتفاقيات والمبادئ التي وقعنا عليها لأننا بعد ما زلنا في أول النفق بعد أن أطفئ بني صهيون النور .. فهل نستمر في السير ؟!
لتحقيق أحلام طواغيت العصر بإعلان بلفور صهيوني للفلسطينيين على أرضهم ؟!أم ماذا نفعل!!!سؤال موجه لكل الفلسطينيين ؟!
قطر- الدوحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق