الاثنين، يونيو 16، 2008

رسائل قصيرة ( 3 )

لاحظ س. حداد

حكومة وحدة وطنية أم حكومة طائفية؟
تيتي تيتي ... متل ما رحتي جيتي!
ها نحن نعود لنرى إلى السياسيين ينقضون ما تمّ الاتفاق عليه في دوحة قطر.. فلا حكومة الوحدة الوطنية تُشكّلت ولا حوار يُجرى، والسلاح لا زال يُستخدم والعنف يستمر مستشرياً في كافة المناطق، وبالتالي لا سلطة تطبّق القانون.. تيتي تيتي..

الكلّ يدّعي الوطنية في مطالبه لكنه في آن يريد أن يعزز موقعه الطائفي من خلال " البوشقة "على وزارةٍ ما في الحكومة العتيدة وبكل تأكيد سوف يعتبرها مزرعته الخاصة، يفلح ويزرع فيها طوال إقامتها إلى أن يحين موعد القطاف في الانتخابات النيابية، فيحصد ما زرعت يداه من خدمات الخ.. بِئْسَ الوطنية هذه ويا تِعْسَ ما سيحصدون!
إننا نرى الجميع، بحجة حقوق المشاركة، يتسابقون والحقائب الوزارية يتناتشون، كأنهم "سيشيلوا الزير من قعر البير".. ألا تبّاً لهم من منافقين.. ومن الشعب اللبناني ومن ضمائرهم لا يخجلون.. ألا رَحَمَ اللهُ مَنْ أسماهم أكلةَ الجبنة.. هل تتذكرون؟
بعضهم، الحفاظ على حقوق المسيحيين يدّعيون، وبعضهم الأخر عن حقوق المسلمين يدافعون.. هؤلاء وأولئك في مطالبهم محقون، لكن أن في هذه يتشبثون وعن مطالب الشعب يُكوِّعون! فهذا "حقٌ يُرادُ به باطل".. وأبناء الشعب، عن هؤلاء وأولئك منتؤون وبحبال المواطنة مرتبطون ومن الفاقة يستنجدون والمستقبل خائفون.. ومدعو الوطنية في غيّهم سادرون..

أيها السادة،
لقد أُتخِمَ الشعب بعودكم الطائفية، فهذه لم تأته إلاّ بالويلات، فالبوتقة الدموية التي أدخلتموه فيها طوال ثلث قرن قد طهّرت أبدان أبنائه والنفوس فلماذا العودة إليها؟ ألمَ تأخذوا ما يكفي من الدروس أو أنكم إلى مدارس الوطنية لم تدخلوا ومن معاهد المواطنية لم تتخرجوا؟ اتقوا الله في خلقه فالخلق أهلكم إن كنتم تذكرون.. الشعب الللبناني، وقد سئمَ مناظراتهم ومماحكاتهم وبولايتهم عنه ملَّ وكفر.. هؤلاء الساسة كفّروه ولكل أملٍ أفقدوه!
فرح الشعب وابتهج، لقد صار لجمهوريتنا رئيس، لكنه الأن، بفعل ديماغوجيتكم بات محبطاً.. فهو، بأكثريته الساحقة، في الرئيس الجديد، رغم الأحابيل السياسية التي تنسجون، لا زال يؤمن ولخطاب قَسَمه يصدق؛ فهلاّ أزالَ هذا الرئيس شكَّهُ باليقين وبادر إلى أخذ الأمور بكلتا يديه وفرض قراراته قسراً وألجمَ جياد فرسان لم يتعلموا امتطاء السروج..

أيها اللبنانيون، إن الفاقة والعوَز كما الخوف والرعب، كما التهديد والوعيد ليس لها سوى مقصلة واحدة وحيدة اسمها الوطنية وليس الطائفية! ولو كانوا في ادعاءاتهم صادقين، لما اخترقوا أمنكم وأمانكم وضربوا امالكم بعرض حيطان ضمائرهم وطولها.. فلماذا لصورهم على اليافطات تعلقون!
لم يكدِ البكاء على الأطلال من شيمكم ولا السكوت على الاستبداد أو الاستعباد في تاريخكم وتنسوا من تسبب بشهادة شهدائكم: أبعدوا هؤلاء الساسة ومدعو الوطنية وتجار الطائفية عن أبوابكم ولا تصغوا إلى أراجيفهم ولا تأخذوا بخزعبلاتهم وأناقة ادعاءاتهم بالدفاع عن حقوقكم فهم في كل ما يُسمعوكم كاذبون.. وحدها إلى مصالحم الخاصة ساعون.. استعدوا، فالانتخابات المقبلة سوف تعطيكم فرصةً فريدةً لنبذهم فلا تدعوها تفوتكم.. إذا أردتم التغيير؟ غيروهم!

صانك الله لبنان

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا

ليست هناك تعليقات: