سامي الأخرس
منذ فترة طويلة لم أخض حوار عابر مع أي من الأصدقاء ، حتى كان هذا الحوار الذي لم يكن سوي صدفة عابرة بلحظة تلقائية ، حديث تخلله الجدية ، والمزاح ، وعبر عن نبض المواطن العربي المثقل بالهموم ، والمشحون بتراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية تكاد تعصف به وبوجوده العقلي أو أهليته العقلية التي تسعفه على البقاء والتفكير والوجود ، والحياة باتزان نفسي يستطيع من خلاله أن يمارس حياته الطبيعية منقباً عن المستقبل والأمل بالتغيير ، هذا الأمل الذي أصبح سلعة غير متوفرة ، إندثرت وأصبحت من الإرث الماضي لأنها لم تجد التربة الخصبة التي تنبت وتنمو بها ، ولم تعد قطرات الخير ترويها .
الحديث لم يكن منظم ومبرمج بل إتسم بالتلقائية والعشوائية في فترة أو لحظة تجرد ومواجهة طبيعية مع النفس أخذت شكل تنفيس الهموم ، والشجون بآن واحد ، طافت خلالها عصافير أحلامنا لتغرد على أمل معدوم بأن نكون كباقي بني البشر نعيش في ظلالها نستظل بها من شمس الظلم والقهر البازغة من أحوالنا العربية والتي تحيط بنا وتلهبنا بحرارتها المشعة التي لا تخبو عن إطلاق حمم القهر والاستعباد والظلم .
لم ألمس من الحوار سوي الإحباط واليأس والقنوط كلغة سائدة في هذه الأمة ، وبين هذه الشعوب التي تعيش أحوال إنسانية واقتصادية واجتماعية وسياسية بل وأدبية ثقافية أقرب ما تكون لسلطة الكنيسة في العهد الغابر ، والأقرب لعملية فلترة رسمية لعقولنا وذهنيتنا الإنسانية ، فإن كانت حركة حماس وحكومتها الغزوية قد فلترت الشبكة العنكبوتية في غزة حفاظاً على الأخلاق والذي أنتج خلالها مشكلة تقنية بشبكة الإنترنت فإن صديقي عرض فلترة الأنظمة للعقل العربي من أجهزة الاستخبارات التي أصبحت تقوم بعمل وزارة الإعلام وتناست مهمتها في حماية أمن الوطن والمواطن ، حيث أصبح شغلها الشاغل منع تدفق المعلومة للمواطن البائس وهى جزء من حرب الأنظمة ضد عولمة المواطن كونها تدرك النتائج لن تكون في صالح استبدادها ، وصالح حذاء العسكر الذي تجيد تسخيره لكتم الضمير والصوت ، ونشر ثقافة السمع والطاعة سيدي ، فالسوري يعاني ، واليمني يعاني ، والمصري يتألم ، والفلسطيني يصرخ ، والعربي حائر بين السماء والأرض . وأصبحت المعركة حجب كل صوت ومنبر يعبر عن قهر هذا المواطن وحقه في الحياة .
وما لفت انتباهي أمنية صديقي السوري الغريبة ولكنها مشروعة وهي أن لديه أمل قريب بأن يهبط المسيح عليه السلام إلى الأرض ويزور المسجد الأموي ويصاحبه في عملية التغيير التي لا أمل بخوضها وإحداثها سوي بهبوط المسيح ، في ظل عملية التوارث الاستبدادي الذي أورثنا الظلم والقهر والكبت الذي سيلازمنا ليوم الدين أو حتى يأمر الله بالحساب .
هذه الأمنية المشروعة اعتقادي تأتي من الشعور بالظلم والقهر والتدهور في كل معالم الحياة التي أصبحت ظاهرة عامة في البقعة العربية الممتدة جغرافياً والمتوحدة في الهم العام والألم والمعاناة ، وهو ما عبر عنه بأنه لن يقبل بأي سلام مع إسرائيل إن لم يكن عادل وشامل.وهنا باغته وهل يوجد عدل وشمول ؟ وبتلقائية كان الرد (لا ) لا عدل ولا شمول وإنما هناك تصدير للأزمات الداخلية التي تعيشها الأنظمة ، والتي تحاول من خلالها تصدير الأزمات الداخلية وحالة الإنهيار الاقتصادي في البحث عن مخارج تلهي بها الشعوب والمقهورون ، وهو نفس الحال بما حدث أمس من اتفاق التهدئة الفلسطيني – الإسرائيلي الذي لم يراعي سوي المصلحة الفصائلية لحركة حماس فقط ، والتي أصبحت تعتبر حلالاً شرعياً بعدما كانت رجس من الشيطان وكفر مبين ، رغم أن هذه التهدئة هي الأسوأ والأقل سقفاً من جميع اتفاقات لتهدئة السابقة ، ولكن ما دام حقق لحماس الشرعية السياسية التي تبحث عنها منذ زمن وأخرجها من مأزقها الداخلي فلا بأس بها ولا بأس بالقبول بها ، رغم إنها أي التهدئة زادت من الإنقسام السياسي والجغرافي وصنفت بين الضفة وغزة ، ومنحت إسرائيل حق لم تستطع تحقيقه من قبل ألا وهو فرض نفسه كطرف في الصراع الفلسطيني – الفلسطيني حيث إرتبط بند بضرورة الحوار الوطني وهو إنجاز لكنه منح الحق لإسرائيل لتوافق عليه وتعتبره ضمن نطاق جغرافيتها السياسية ، وهو ما أًعتبر أحد المحاذير الوطنية سابقا وها هو يُشرع بإرادة فلسطينية وبموافقة فلسطينية ، وهو نفس المنطق الذي فرضته حماس على موقفي الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي اللتان أدركتا أن لغة الرفض لن تجدي مع منطق القوة لحماس التي لم تحترم أي آخر بل ستفرض منطقها ورؤيتها بحذاء الجندي وبندقية العسكري وفتاوى التكفير والتخوين جاهزة ولا تحتاج لجهد ، وحسم التناقض لن يكلفها سوي زهق مزيد من الأرواح في معركة منطقها لكل شيء ثمن وتضحيات .
وهو ما قاد حواري مع الصديق السوري للمس قضية متلازمة ومتوازية لما سبق ألا وهي تحزب الأقلام العربية التي أصبحت تتحدث بلغة الحزب أو الطائفة التي غُلبت على لغة الوطن ، فالعديد من هذه الأقلام لم يعد له فضاء يحلل فيه أو يسبح بتياره الهوائي سوي التحزب ليعبر عن وجوده وصوته ، ومنهم من أصبح يلهث لاسترضاء حزب ما أو طائفة ما لنيل رضاها ، وما الضير ما دام سيجد التصفيق والهتاف والمديح ، وإشباع غروره الداخلي بأنه كاتب فذ وعملاق ، فعشرات من نشاهد صورهم ونقرأ خزعبلاتهم يجدون بذلك فرصة في ظل تصنيف الأقلام سواء البترولية منها ، أو المتحزب ، أو المتعصب لطائفة وملة ما ...الخ وهو ما مثل إندثار كلي لعملية التثوير الثقافي التي مثلها ناجي العلى الفنان الفلسطيني والأديب غسان كنفاني والأديب على فرزات والعشرات من حملة الفكر الثقافي الثائر .
هذه رؤوس الأقلام للحديث المطول الذي إصطبغ بتلقائية حوارية لمست أهم ما تسلل للمواطن العربي البسيط في زمن أصبح الانقلاب بحذاء العسكري تصحيح لأبجديات المقاومة كما وصفها قلم مستوزر أو فكر نفطي يجد بعذابات الآخرين متعة وترف لإرضاء غروره .
إذن فالمواطن العربي الغارق ببحر من الإحباطات واليأس وويلات هزائم القوي الليبرالية والديمقراطية العربية التي فشلت وهُزمت في معركتها التي عول عليها المواطن بأن تكون طوق النجاه والمنقذ له ، كما هو الحال بالقوي الإسلامية التي قفزت لقمة أحلام المواطن فإنها انتهجت نفس النهج للنخب الحاكمة واصبحت تسير على درب الدكتاتوريات باحثة عن الوصول إلى السلطة والثأر من حقبة تاريخيه بالغوص في وحل الظلم والاستبداد الممارس ضد المواطن الذي يدفع الثمن لوحده في حلبة الصراع على كرسي الحكم .
هذا هو المواطن العربي الذي تحول لإرادة مسلوبة وحطام بشري عاجز عن المواجهة والتغيير وفاقد للأمل وللحلم الذي يعتبر من أبسط الحقوق الإنسانية المشروعة بكل الأعراف السماوية والدنيوية .
وهنا يبرز سؤال أهم وجوهري ما الحل ؟! هل يتجلي الحل بأن نتدفق ونهرول صوب العولمة ونشاطرها ونخوض غمارها ونتمرد معها على الموروث والتقليد المستبد ؟ أم نخضع ونستمر بالإستعباد الذي يعيشه المواطن العربي في كل بقاع هذا الوطن ؟
الحديث لم يكن منظم ومبرمج بل إتسم بالتلقائية والعشوائية في فترة أو لحظة تجرد ومواجهة طبيعية مع النفس أخذت شكل تنفيس الهموم ، والشجون بآن واحد ، طافت خلالها عصافير أحلامنا لتغرد على أمل معدوم بأن نكون كباقي بني البشر نعيش في ظلالها نستظل بها من شمس الظلم والقهر البازغة من أحوالنا العربية والتي تحيط بنا وتلهبنا بحرارتها المشعة التي لا تخبو عن إطلاق حمم القهر والاستعباد والظلم .
لم ألمس من الحوار سوي الإحباط واليأس والقنوط كلغة سائدة في هذه الأمة ، وبين هذه الشعوب التي تعيش أحوال إنسانية واقتصادية واجتماعية وسياسية بل وأدبية ثقافية أقرب ما تكون لسلطة الكنيسة في العهد الغابر ، والأقرب لعملية فلترة رسمية لعقولنا وذهنيتنا الإنسانية ، فإن كانت حركة حماس وحكومتها الغزوية قد فلترت الشبكة العنكبوتية في غزة حفاظاً على الأخلاق والذي أنتج خلالها مشكلة تقنية بشبكة الإنترنت فإن صديقي عرض فلترة الأنظمة للعقل العربي من أجهزة الاستخبارات التي أصبحت تقوم بعمل وزارة الإعلام وتناست مهمتها في حماية أمن الوطن والمواطن ، حيث أصبح شغلها الشاغل منع تدفق المعلومة للمواطن البائس وهى جزء من حرب الأنظمة ضد عولمة المواطن كونها تدرك النتائج لن تكون في صالح استبدادها ، وصالح حذاء العسكر الذي تجيد تسخيره لكتم الضمير والصوت ، ونشر ثقافة السمع والطاعة سيدي ، فالسوري يعاني ، واليمني يعاني ، والمصري يتألم ، والفلسطيني يصرخ ، والعربي حائر بين السماء والأرض . وأصبحت المعركة حجب كل صوت ومنبر يعبر عن قهر هذا المواطن وحقه في الحياة .
وما لفت انتباهي أمنية صديقي السوري الغريبة ولكنها مشروعة وهي أن لديه أمل قريب بأن يهبط المسيح عليه السلام إلى الأرض ويزور المسجد الأموي ويصاحبه في عملية التغيير التي لا أمل بخوضها وإحداثها سوي بهبوط المسيح ، في ظل عملية التوارث الاستبدادي الذي أورثنا الظلم والقهر والكبت الذي سيلازمنا ليوم الدين أو حتى يأمر الله بالحساب .
هذه الأمنية المشروعة اعتقادي تأتي من الشعور بالظلم والقهر والتدهور في كل معالم الحياة التي أصبحت ظاهرة عامة في البقعة العربية الممتدة جغرافياً والمتوحدة في الهم العام والألم والمعاناة ، وهو ما عبر عنه بأنه لن يقبل بأي سلام مع إسرائيل إن لم يكن عادل وشامل.وهنا باغته وهل يوجد عدل وشمول ؟ وبتلقائية كان الرد (لا ) لا عدل ولا شمول وإنما هناك تصدير للأزمات الداخلية التي تعيشها الأنظمة ، والتي تحاول من خلالها تصدير الأزمات الداخلية وحالة الإنهيار الاقتصادي في البحث عن مخارج تلهي بها الشعوب والمقهورون ، وهو نفس الحال بما حدث أمس من اتفاق التهدئة الفلسطيني – الإسرائيلي الذي لم يراعي سوي المصلحة الفصائلية لحركة حماس فقط ، والتي أصبحت تعتبر حلالاً شرعياً بعدما كانت رجس من الشيطان وكفر مبين ، رغم أن هذه التهدئة هي الأسوأ والأقل سقفاً من جميع اتفاقات لتهدئة السابقة ، ولكن ما دام حقق لحماس الشرعية السياسية التي تبحث عنها منذ زمن وأخرجها من مأزقها الداخلي فلا بأس بها ولا بأس بالقبول بها ، رغم إنها أي التهدئة زادت من الإنقسام السياسي والجغرافي وصنفت بين الضفة وغزة ، ومنحت إسرائيل حق لم تستطع تحقيقه من قبل ألا وهو فرض نفسه كطرف في الصراع الفلسطيني – الفلسطيني حيث إرتبط بند بضرورة الحوار الوطني وهو إنجاز لكنه منح الحق لإسرائيل لتوافق عليه وتعتبره ضمن نطاق جغرافيتها السياسية ، وهو ما أًعتبر أحد المحاذير الوطنية سابقا وها هو يُشرع بإرادة فلسطينية وبموافقة فلسطينية ، وهو نفس المنطق الذي فرضته حماس على موقفي الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي اللتان أدركتا أن لغة الرفض لن تجدي مع منطق القوة لحماس التي لم تحترم أي آخر بل ستفرض منطقها ورؤيتها بحذاء الجندي وبندقية العسكري وفتاوى التكفير والتخوين جاهزة ولا تحتاج لجهد ، وحسم التناقض لن يكلفها سوي زهق مزيد من الأرواح في معركة منطقها لكل شيء ثمن وتضحيات .
وهو ما قاد حواري مع الصديق السوري للمس قضية متلازمة ومتوازية لما سبق ألا وهي تحزب الأقلام العربية التي أصبحت تتحدث بلغة الحزب أو الطائفة التي غُلبت على لغة الوطن ، فالعديد من هذه الأقلام لم يعد له فضاء يحلل فيه أو يسبح بتياره الهوائي سوي التحزب ليعبر عن وجوده وصوته ، ومنهم من أصبح يلهث لاسترضاء حزب ما أو طائفة ما لنيل رضاها ، وما الضير ما دام سيجد التصفيق والهتاف والمديح ، وإشباع غروره الداخلي بأنه كاتب فذ وعملاق ، فعشرات من نشاهد صورهم ونقرأ خزعبلاتهم يجدون بذلك فرصة في ظل تصنيف الأقلام سواء البترولية منها ، أو المتحزب ، أو المتعصب لطائفة وملة ما ...الخ وهو ما مثل إندثار كلي لعملية التثوير الثقافي التي مثلها ناجي العلى الفنان الفلسطيني والأديب غسان كنفاني والأديب على فرزات والعشرات من حملة الفكر الثقافي الثائر .
هذه رؤوس الأقلام للحديث المطول الذي إصطبغ بتلقائية حوارية لمست أهم ما تسلل للمواطن العربي البسيط في زمن أصبح الانقلاب بحذاء العسكري تصحيح لأبجديات المقاومة كما وصفها قلم مستوزر أو فكر نفطي يجد بعذابات الآخرين متعة وترف لإرضاء غروره .
إذن فالمواطن العربي الغارق ببحر من الإحباطات واليأس وويلات هزائم القوي الليبرالية والديمقراطية العربية التي فشلت وهُزمت في معركتها التي عول عليها المواطن بأن تكون طوق النجاه والمنقذ له ، كما هو الحال بالقوي الإسلامية التي قفزت لقمة أحلام المواطن فإنها انتهجت نفس النهج للنخب الحاكمة واصبحت تسير على درب الدكتاتوريات باحثة عن الوصول إلى السلطة والثأر من حقبة تاريخيه بالغوص في وحل الظلم والاستبداد الممارس ضد المواطن الذي يدفع الثمن لوحده في حلبة الصراع على كرسي الحكم .
هذا هو المواطن العربي الذي تحول لإرادة مسلوبة وحطام بشري عاجز عن المواجهة والتغيير وفاقد للأمل وللحلم الذي يعتبر من أبسط الحقوق الإنسانية المشروعة بكل الأعراف السماوية والدنيوية .
وهنا يبرز سؤال أهم وجوهري ما الحل ؟! هل يتجلي الحل بأن نتدفق ونهرول صوب العولمة ونشاطرها ونخوض غمارها ونتمرد معها على الموروث والتقليد المستبد ؟ أم نخضع ونستمر بالإستعباد الذي يعيشه المواطن العربي في كل بقاع هذا الوطن ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق