عطا مناع
قادني قدري قبل أيام لحضور انتخابات في إحدى المؤسسات ذات الصيت الذائع، وكالعادة طرح التقريرين المالي والإداري وبعض الاقتراحات من الطاولة الرئيسية، ما لفت نظري أن الهيئة العامة كانت تكتفي برفع الأيادي تعبيرا عن موافقتها على كل ما يطرح عليها، والطامة الكبرى ان الكثير من القرارات التي حظيت بالإجماع بحاجة لتدقيق وتمحيص ومناقشة، إلا أن الإجماع المزعوم واد المحاولات اليتيمة للوقوف على حقائق الأشياء.
في مشهد آخر قال لي احد الأصدقاء اللذين لهم باع في العمل المؤسساتي لقد انقلبوا علينا، فقلت له من الذي انقلب عليكم، قال مدير المؤسسة الذي طالبنا باقالتة لتقادمه وسلطويته وفساده، هذا المدير الذي سارع بجمع تواقيع ثلثي الأعضاء بان وافقوا على إجراء انتخابات مبكرة الهدف منها استبعاد منتقديه الذين اعتقدوا أن من حقهم المطالبة بالإصلاح والتجديد في مؤسسة تطوعوا فيها لسنوات.
الصورة القاتمة في المشهد الفلسطيني تعبر عن ثقافة مستحدثة اجتاحت شرائح المجتمع بتلاوينها المختلفة، ثقافة تجسد السلبية والاستسلام للواقع الداخلي الذي يجسد الفلتات باشكالة المختلفة وإدراك المسيطرون على مقاديرنا لعدمية الفعل الداخلي الفاقد للنزعة الإصلاحية، لتسيطر علينا ثقافة الطابور الخطيرة التي أصبحت جزءا من تكويننا وبنيتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية.
وقد عبرت ثقافة الطابور عن نفسها بشكل صارخ في الصراع الداخلي الفلسطيني الذي أتمنى كغيري من الفلسطينيين والغيورين العرب أن ينتهي وتعود المياه لمجاريها بين الفرقاء الذين لهم الفضل في الكشف عن أصل البلاء الذي حول المواطن لمجرد شيء يقف في طابور الوجبات السياسية الجاهزة صاحبة الفضل الأكبر في تفريغنا من مضموننا الذي شكل لعقود مضت سياجا لفعلنا السياسي والمجتمعي.
لقد لعبت القوى السياسية الفلسطينية غير مشكورة دورا كبيرا في نشر ثقافة الطابور التي انتقلت من الفعل النظري المتمثل بالتمترس خلف الشعارات الوطنية الضيقة الغير متقبلة للآخر إلى الممارسة العملية الداعية لتصفية الشريك، ولا داعي للعودة للوراء لسرد الجرائم التي ارتكبت بحق الذات الفلسطينية من قيل قيادات واشباة قيادات عملت على تعزيز ثقافة الطابور وأدركت محاسنها التي حولت الواحد فينا لمجرد" ربوت" يتحرك بالرموت كنترول باسم المصلحة الوطنية التي من السهل الالتفاف عليها.
لقد كشف الخطاب الشهير للرئيس محمود عباس الذي دعا فيه للحوار بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس عن خطورة المشكلة، فبقدرة قادر تحولت الصقور إلى حمائم ، وباتت فضائية الأقصى وتلفزيون فلسطين منابر إعلامية تلتزم المهنية، فبقدرة قادر اختفت الشعارات والأخبار التحريضية والتخوينية وتحول المحرضون إلى وحدويون والفاشيون إلى ديمقراطيون وطلبوا منا أن نلتزم الصمت حفاظا على مصلحة الوطن، وهذا ما حصل، ولكن.
مطلوب منهم وبدون استثناء ان لا يعودوا لما كان، وهذا يتطلب حوارا جادا يرتقي إلى حجم المخاطر المحدقة بالوطن والمواطن، مطلوب منهم احترام عقولنا وثقافتنا وحرصنا على الوطن ومسامحتنا لهم على ما ارتكبوه من جرائم وحماقات بحقنا كشعب، هم أمام استحقاق يفرض عليهم استبعاد المحاصصة التي كانت ولا زالت أصل البلاء، هم ملزمون بإعادة الاعتبار للمواطن الفلسطيني الذي تعرضت حقوقه للانتهاك.
لن نحصل كشعب على حقوقنا بسهولة، على كل واحد منا إزالة العصبة عن عيونه والكف عن الانتخاب بالطابور كما حدث في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويفترض أن لا نستسلم للثقة العمياء بقيادات لا تستحق منا هذه الثقة، ولا باس من المطالبة بملاحقة من ارتكبوا الجرائم بحقنا كشعب لان بقاءهم سيبقي سيف الانقسام مسلط على رقابنا، خاصة في ظل " فرعنة" البعض لأنفسهم واعتقادهم أن المشهد سيبقى على حالة، غير مدركين أن حركة المجتمع تسير إلى الأمام .
قادني قدري قبل أيام لحضور انتخابات في إحدى المؤسسات ذات الصيت الذائع، وكالعادة طرح التقريرين المالي والإداري وبعض الاقتراحات من الطاولة الرئيسية، ما لفت نظري أن الهيئة العامة كانت تكتفي برفع الأيادي تعبيرا عن موافقتها على كل ما يطرح عليها، والطامة الكبرى ان الكثير من القرارات التي حظيت بالإجماع بحاجة لتدقيق وتمحيص ومناقشة، إلا أن الإجماع المزعوم واد المحاولات اليتيمة للوقوف على حقائق الأشياء.
في مشهد آخر قال لي احد الأصدقاء اللذين لهم باع في العمل المؤسساتي لقد انقلبوا علينا، فقلت له من الذي انقلب عليكم، قال مدير المؤسسة الذي طالبنا باقالتة لتقادمه وسلطويته وفساده، هذا المدير الذي سارع بجمع تواقيع ثلثي الأعضاء بان وافقوا على إجراء انتخابات مبكرة الهدف منها استبعاد منتقديه الذين اعتقدوا أن من حقهم المطالبة بالإصلاح والتجديد في مؤسسة تطوعوا فيها لسنوات.
الصورة القاتمة في المشهد الفلسطيني تعبر عن ثقافة مستحدثة اجتاحت شرائح المجتمع بتلاوينها المختلفة، ثقافة تجسد السلبية والاستسلام للواقع الداخلي الذي يجسد الفلتات باشكالة المختلفة وإدراك المسيطرون على مقاديرنا لعدمية الفعل الداخلي الفاقد للنزعة الإصلاحية، لتسيطر علينا ثقافة الطابور الخطيرة التي أصبحت جزءا من تكويننا وبنيتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية.
وقد عبرت ثقافة الطابور عن نفسها بشكل صارخ في الصراع الداخلي الفلسطيني الذي أتمنى كغيري من الفلسطينيين والغيورين العرب أن ينتهي وتعود المياه لمجاريها بين الفرقاء الذين لهم الفضل في الكشف عن أصل البلاء الذي حول المواطن لمجرد شيء يقف في طابور الوجبات السياسية الجاهزة صاحبة الفضل الأكبر في تفريغنا من مضموننا الذي شكل لعقود مضت سياجا لفعلنا السياسي والمجتمعي.
لقد لعبت القوى السياسية الفلسطينية غير مشكورة دورا كبيرا في نشر ثقافة الطابور التي انتقلت من الفعل النظري المتمثل بالتمترس خلف الشعارات الوطنية الضيقة الغير متقبلة للآخر إلى الممارسة العملية الداعية لتصفية الشريك، ولا داعي للعودة للوراء لسرد الجرائم التي ارتكبت بحق الذات الفلسطينية من قيل قيادات واشباة قيادات عملت على تعزيز ثقافة الطابور وأدركت محاسنها التي حولت الواحد فينا لمجرد" ربوت" يتحرك بالرموت كنترول باسم المصلحة الوطنية التي من السهل الالتفاف عليها.
لقد كشف الخطاب الشهير للرئيس محمود عباس الذي دعا فيه للحوار بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس عن خطورة المشكلة، فبقدرة قادر تحولت الصقور إلى حمائم ، وباتت فضائية الأقصى وتلفزيون فلسطين منابر إعلامية تلتزم المهنية، فبقدرة قادر اختفت الشعارات والأخبار التحريضية والتخوينية وتحول المحرضون إلى وحدويون والفاشيون إلى ديمقراطيون وطلبوا منا أن نلتزم الصمت حفاظا على مصلحة الوطن، وهذا ما حصل، ولكن.
مطلوب منهم وبدون استثناء ان لا يعودوا لما كان، وهذا يتطلب حوارا جادا يرتقي إلى حجم المخاطر المحدقة بالوطن والمواطن، مطلوب منهم احترام عقولنا وثقافتنا وحرصنا على الوطن ومسامحتنا لهم على ما ارتكبوه من جرائم وحماقات بحقنا كشعب، هم أمام استحقاق يفرض عليهم استبعاد المحاصصة التي كانت ولا زالت أصل البلاء، هم ملزمون بإعادة الاعتبار للمواطن الفلسطيني الذي تعرضت حقوقه للانتهاك.
لن نحصل كشعب على حقوقنا بسهولة، على كل واحد منا إزالة العصبة عن عيونه والكف عن الانتخاب بالطابور كما حدث في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويفترض أن لا نستسلم للثقة العمياء بقيادات لا تستحق منا هذه الثقة، ولا باس من المطالبة بملاحقة من ارتكبوا الجرائم بحقنا كشعب لان بقاءهم سيبقي سيف الانقسام مسلط على رقابنا، خاصة في ظل " فرعنة" البعض لأنفسهم واعتقادهم أن المشهد سيبقى على حالة، غير مدركين أن حركة المجتمع تسير إلى الأمام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق