سعيد علم الدين
الديمقراطية في الأصل هي نبتة طرية العود وبحاجة الى الرعاية القصوى بالصبر والسهر، والعناية الفائقة بالحكمة وبعد النظر، لكي يقوى عودها ويشتد وتستطيع الثبات في مواجهة تقلبات الغد، ومقارعة العواصف والرياح والتغلب على المصاعب بنجاح. وذلك لا يتحقق إلا في ظل ظروف وأجواء سلمية حضارية منفتحة تنمو من خلالها القيم الديمقراطية وتتألق في المجتمع المدني تحت ظلال دولة العدل والمساواة والحرية والديمقراطية. حيث تكون الأحزاب والتيارات، الأفكار والفلسفات، المذاهب والأديان، الحركات والجمعيات، الصحافة والإعلام ... الخ، كلها خلية نحل في صراع فكري ثقافي معرفي علمي خلاق من أجل تحقيق الأفضل للإنسان، الذي يصبوا عندئذ الجميع لخدمته ورعايته والعناية بأطفاله ليحصلوا في المعركة الانتخابية على صوته.
وكما ان لعبة المصارعة الحرة اليونانية هي لعبة رياضية حضارية غير دموية تبرز فيها قوة العضلات عندما يستطيع الفائز تثبيت كتفي الخصم على الأرض دون إيذائه او قتله او حذفه او الغائه، ايضا فان اللعبة الديمقراطية والتي هي ابتكار يوناني ايضا هي لعبة مصارعة حرة ولكنها فكرية سياسية رياضية سلمية وغير دموية للوصول الى الحكم، تحكمها شروطها القانونية وقواعد اللعبة التي يجب ان يؤمن بها كل الافرقاء ويعملون من خلالها للحصول على ثقة الناخب الذي يؤهلهم لذلك.
فالديمقراطية عادلة في الأساس ومنصفة ولا تعرف المحاباة بين فريق وآخر، وطائفة وأخرى، وأقلية وأكثرية، ولا بين حزب وتيار، وحركة وتجمع، وتتعامل مع الجميع بالتساوي. ولأنها كذلك فإنها تفقد جوهرها وتشوه معالمها وتلغى أسس العدالة والمساواة والانصاف فيها عندما تسمح بان يشارك في الانتخابات أحزاب تمتلك السلاح ومظاهر القوة والهيمنة والتاثير واخرى ديمقراطية سلمية تواجه الرصاصة بالكلمة.
وبما أن قلب الديمقراطية ينبض بصوت الناخب الساكن بهدوء في صندوق الاقتراع، فيجب على هذا الصوت والذي هو خير مُعَبِّرٍ عن ارادة الشعب أن يمارس حقه في الانتخاب بحرية واستقلالية وسرية ودون تدخل مباشر او غير مباشر، ودون تهديد وابتزاز بسلاح او غيره من الوسائل التي تشوه الارادة الشعبية.
أما الديمقراطية التوافقية فهي بدعة تلفيقية، ليس لها علاقة بالتحالفات السياسية بين الكتل النيابية، وليس لها وجود في عالم الديمقراطيات. حيث تقضي المناداة بها على جوهر الديمقراطية التنافسي. من ينادي بها حاليا في لبنان إنما يحاول الالتفاف على ما يفرزه الصوت الانتخابي من نتائج تسفر عن اكثرية تحكم واقلية تعارض.
فقوة الديمقراطي هنا تأتي من خلال روحه الخلاقة ببلورة قناعاته واقناع الاخرين بضوح افكاره وقوة حججه ونصاعة براهينه التي يفتقدها الشمولي الاستبدادي فيعوض عن ذلك لضعفه الفكري بحماقة استخدام السلاح وقوة العضلات.
ولا عجب اذن ان تكون الديمقراطية من أوهن الانظمة السياسية وأقواها على الاطلاق.
والسبب أن سلاحها القلم والكلمة الحرة الجريئة بينما سلاح أعدائها المدفع والرصاصة الغادرة الخبيثة.
ومن هنا فأصحاب القوة المسلحة في وجه القوى الديمقراطية هم الاقوى على المدى القصير، وهم الخاسرون دون شك على المدى البعيد.
وهذا ما أثبتته مسيرة البشرية وبشكل قاطع خلال الآلاف من السنين. الامثلة كثيرة من فكرة الديمقراطية نفسها التي تعرضت لقمع الطغاة والاستبداديين اكثر من الفي وخمسمائة سنة ونرى انتصارها الباهر اليوم يتعزز ويسود دون مدافع وبارود في كل انحاء العالم.
بالمقابل نرى تحطم اسطورة سيف الكسندر المقدوني الى غير رجعه وهو الذي سيطر بلمح البصر على الشرق بكامله من مصر الى الهند محطما الامبراطورية الفارسية التي كانت الأعظم في ذلك العصر شر تحطيم.
وماذا عن السنوات الاخيرة التي شهدت انهيار جدار برلين ومعه الستار الحديدي ومن خلفه اندثار اعظم امبراطورية في العصر الحديث دون ان يستطيع السلاح المحافظة عليها مع انها كانت تمتلك منه ما يكفي لتدمير العالم عدة مرات!
ان سلاح الكلمة الحرة هو الأقوى والأمضى والابقى على المدى البعيد من سلاح المخابرات والتجسس والاضطهاد، والقهر والقمع والاستبداد، والصواريخ والمربعات والدجل والنفاق والكذب التلفيق.
الديمقراطي بطبيعته الحضارية الراقية، وثقافته الانسانية الرفيعة المستوى، وتوجهاته الفكرية والاجتماعية والخلقية والسياسية وحتى الدينية الصحيحة، هو انسان واثق من نفسه، مسالم متواضع، يطلب السلام لنفسه ووطنه وللآخرين. معبرا بصدق عن احترامه للفكر الآخر المخالف، متحملاً بسرور رأيه إلى ابعد الحدود ما دام: المنطق السليم، وقوة الحجة ونصاعة البرهان ووضوح الفكرة هي الفيصل بين الاثنين. وهنا يظهر دور البرلمان كأفضل منتدى لتطبيق ذلك.
ومن صفات الديمقراطي ايضا الانفتاح على مكونات المجتمع دون تفرقه، وطيبته واخلاصة لوطنه من خلال إيمانه بقيم المكاشفة والمحاسبة والشفافية، وانصياعه لإرادة الشعب المنتخب دون تردد من خلال التبادل السلمي لكراسي السلطة دون التناحر بالخناجر والصواريخ وتبادل مرادفات العمالة والتخوين.
الشمولي الاستبداي على العكس هو منغلق على مكونات المجتمع تماما كحزب الله حامل مبخرة ولاية الفقيه الايرانية قلبا وقالبا، وشكلا وعمامة، وظلما وبشاعة، وغرورا ومتاهة يعتد بعضلاته فقط لا غير ويريد من خلالها ضرب القيم اللبنانية الأصيلة في العيش المشترك، والنظام والدستور، والعبث بالتوازنات الداخلية التي دفع الشعب اللبناني ثمنها غاليا جدا لتحقيق وحدته الوطنية وسلمه الاهلي.
وكيف ستحافظ ولاية الفقيه على التنوع في لبنان كما يدجل نصر الله عندما تقمعه في ايران؟
وهكذا فالصحافيون في ايران عليهم أن يخطوا بحذر بين عدد متزايد من "الخطوط الحمراء" لتجنب منعهم او حذفهم او اغتيالهم او سجنهم . ومنذ العام 2000 أغلق نظام ولاية الفقيه في ايران أكثر من 100 صحيفة".
ومن هنا لا بد من وضع حد لأطماع وكلاء ولاية الفقيه في لبنان، من نصر الله إلى قاسم إلى يزبك إلى قبلان، فهؤلاء لا يستحوا ولا يخجلوا مما ارتكبت ايديهم بحق اللبنانيين من مآس وآلام وبالأخص أهل بيروت وكأن استباحة بيروت وقتل الأبرياء وحرق المؤسسات حق من حقوق ولاية الفقيه الصفوية.
هؤلاء جماعة منافقين وبلطجيين ومدججين بالسلاح وان استلموا اصبعا بلعوا اليد.
وهكذا فالديمقراطية ستصبح بسبب ابتزازهم المتمادي على الطوائف الاخرى والدولة والنظام في خبر كان.
وما دام السلاح بايديهم فعلى لبنان الرسالة والتنوع والتآخي والعيش المشترك السلام.
فلا ديمقراطية في ظل أحزاب السلاح، التي ظهرت على حقيقتها دون رتوش، وأظهرت بشاعتها بقناع ومن دون قناع في احتلالها الهمجي لبيروت كاشفةً عن أيديولوجيةٍ شمولية، إرهابية خطيرةٍ، ثأريةٍ دموية، استبدادية حاقدة تفجر حقدها بشكل اعمى على الكلمة والحرية والصحافة والاعلام والحضارة والناس الأبرياء خلال احتلال بيروت!
ولا انتخابات حرة نزيه شفافة في ظل ميليشيا الامر الواقع المهيمنة على مصالح الوطن وحرية المواطن بالعنف والقمع والإرهاب، وخطف وقتل واغتصاب ارادة الشعب بقوة السلاح؟
ولكن لكل شيء حدود. وحتى الديمقراطي اللين المطواع الصبور الرقيق المرهف الحس والذي يبكي من أجل أبناء وطنه وهم يحرقون أمام عينيه، فهو هنا ليس ضعيفا بقدر ما هو حساسا. وتفجر الدمع في عينيه تعبر عن تفجر قوته. وهذا ما حدث خلال أكثر من سنة والسنيورة وقوى 14 آذار صامدون رغم الاغتيالات والتعديات والانفجارات والحروب التي تسببت بها جماعة دويلة ولاية الفقيه في لبنان وأتباعها من مخابرات وأيتام النظام البشاري .
ومن يعتقد أنه بسبب سلمية وليونة الديمقراطي يستطيع بسهولة تدمير ديمقراطيته أو الغائها بفرض نظرية ولاية الفقيه الشمولية الدموية الظلامية الحاقدة علية فهو على شطط كبير.
رحم الله الشهيد الشاب ربيع نمر الذي خطفت ربيع عمره عصابات حزب ولاية الفقيه الإرهابية وظل مخطوفاً يعذب على أيديها الملطخة بدماء الابرياء ، حتى وجدت جثته يوم السبت وعليها آثار التعذيب الذي مارسه عليه وكلاء حزب ولاية الفقيه الطغاة القتلة.
قبل ان نقول رحم الله كل شهداء الحرية والديمقراطية وقيامة لبنان وانتفاضة الاستقلال، على الدولة والجيش وقوى الامن ان تتحرك لحماية الابرياء من بطش القتلة المجرمين.
واذا كانت الدولة عاجزة عن حماية مواطنيها من احزاب السلاح فكيف ستستطيع تامين انتخابات حرة ونزيهة؟
ومن يبتز الدولة اليوم بسلاحه وارهابه سيبتزها غدا ايضا بسلاحه وارهابه. واذا لم تعجبه نتيجة الانتخابات فمن سيمنعه من الانقلاب عليها؟ ومن هنا لا انتخابات نزيهة ولا ديمقراطية حقيقية في ظل احزاب السلاح الدنيوية بشعارات الهية، وما يقال عن لبنان يقال عن العراق أيضا.
وكما ان لعبة المصارعة الحرة اليونانية هي لعبة رياضية حضارية غير دموية تبرز فيها قوة العضلات عندما يستطيع الفائز تثبيت كتفي الخصم على الأرض دون إيذائه او قتله او حذفه او الغائه، ايضا فان اللعبة الديمقراطية والتي هي ابتكار يوناني ايضا هي لعبة مصارعة حرة ولكنها فكرية سياسية رياضية سلمية وغير دموية للوصول الى الحكم، تحكمها شروطها القانونية وقواعد اللعبة التي يجب ان يؤمن بها كل الافرقاء ويعملون من خلالها للحصول على ثقة الناخب الذي يؤهلهم لذلك.
فالديمقراطية عادلة في الأساس ومنصفة ولا تعرف المحاباة بين فريق وآخر، وطائفة وأخرى، وأقلية وأكثرية، ولا بين حزب وتيار، وحركة وتجمع، وتتعامل مع الجميع بالتساوي. ولأنها كذلك فإنها تفقد جوهرها وتشوه معالمها وتلغى أسس العدالة والمساواة والانصاف فيها عندما تسمح بان يشارك في الانتخابات أحزاب تمتلك السلاح ومظاهر القوة والهيمنة والتاثير واخرى ديمقراطية سلمية تواجه الرصاصة بالكلمة.
وبما أن قلب الديمقراطية ينبض بصوت الناخب الساكن بهدوء في صندوق الاقتراع، فيجب على هذا الصوت والذي هو خير مُعَبِّرٍ عن ارادة الشعب أن يمارس حقه في الانتخاب بحرية واستقلالية وسرية ودون تدخل مباشر او غير مباشر، ودون تهديد وابتزاز بسلاح او غيره من الوسائل التي تشوه الارادة الشعبية.
أما الديمقراطية التوافقية فهي بدعة تلفيقية، ليس لها علاقة بالتحالفات السياسية بين الكتل النيابية، وليس لها وجود في عالم الديمقراطيات. حيث تقضي المناداة بها على جوهر الديمقراطية التنافسي. من ينادي بها حاليا في لبنان إنما يحاول الالتفاف على ما يفرزه الصوت الانتخابي من نتائج تسفر عن اكثرية تحكم واقلية تعارض.
فقوة الديمقراطي هنا تأتي من خلال روحه الخلاقة ببلورة قناعاته واقناع الاخرين بضوح افكاره وقوة حججه ونصاعة براهينه التي يفتقدها الشمولي الاستبدادي فيعوض عن ذلك لضعفه الفكري بحماقة استخدام السلاح وقوة العضلات.
ولا عجب اذن ان تكون الديمقراطية من أوهن الانظمة السياسية وأقواها على الاطلاق.
والسبب أن سلاحها القلم والكلمة الحرة الجريئة بينما سلاح أعدائها المدفع والرصاصة الغادرة الخبيثة.
ومن هنا فأصحاب القوة المسلحة في وجه القوى الديمقراطية هم الاقوى على المدى القصير، وهم الخاسرون دون شك على المدى البعيد.
وهذا ما أثبتته مسيرة البشرية وبشكل قاطع خلال الآلاف من السنين. الامثلة كثيرة من فكرة الديمقراطية نفسها التي تعرضت لقمع الطغاة والاستبداديين اكثر من الفي وخمسمائة سنة ونرى انتصارها الباهر اليوم يتعزز ويسود دون مدافع وبارود في كل انحاء العالم.
بالمقابل نرى تحطم اسطورة سيف الكسندر المقدوني الى غير رجعه وهو الذي سيطر بلمح البصر على الشرق بكامله من مصر الى الهند محطما الامبراطورية الفارسية التي كانت الأعظم في ذلك العصر شر تحطيم.
وماذا عن السنوات الاخيرة التي شهدت انهيار جدار برلين ومعه الستار الحديدي ومن خلفه اندثار اعظم امبراطورية في العصر الحديث دون ان يستطيع السلاح المحافظة عليها مع انها كانت تمتلك منه ما يكفي لتدمير العالم عدة مرات!
ان سلاح الكلمة الحرة هو الأقوى والأمضى والابقى على المدى البعيد من سلاح المخابرات والتجسس والاضطهاد، والقهر والقمع والاستبداد، والصواريخ والمربعات والدجل والنفاق والكذب التلفيق.
الديمقراطي بطبيعته الحضارية الراقية، وثقافته الانسانية الرفيعة المستوى، وتوجهاته الفكرية والاجتماعية والخلقية والسياسية وحتى الدينية الصحيحة، هو انسان واثق من نفسه، مسالم متواضع، يطلب السلام لنفسه ووطنه وللآخرين. معبرا بصدق عن احترامه للفكر الآخر المخالف، متحملاً بسرور رأيه إلى ابعد الحدود ما دام: المنطق السليم، وقوة الحجة ونصاعة البرهان ووضوح الفكرة هي الفيصل بين الاثنين. وهنا يظهر دور البرلمان كأفضل منتدى لتطبيق ذلك.
ومن صفات الديمقراطي ايضا الانفتاح على مكونات المجتمع دون تفرقه، وطيبته واخلاصة لوطنه من خلال إيمانه بقيم المكاشفة والمحاسبة والشفافية، وانصياعه لإرادة الشعب المنتخب دون تردد من خلال التبادل السلمي لكراسي السلطة دون التناحر بالخناجر والصواريخ وتبادل مرادفات العمالة والتخوين.
الشمولي الاستبداي على العكس هو منغلق على مكونات المجتمع تماما كحزب الله حامل مبخرة ولاية الفقيه الايرانية قلبا وقالبا، وشكلا وعمامة، وظلما وبشاعة، وغرورا ومتاهة يعتد بعضلاته فقط لا غير ويريد من خلالها ضرب القيم اللبنانية الأصيلة في العيش المشترك، والنظام والدستور، والعبث بالتوازنات الداخلية التي دفع الشعب اللبناني ثمنها غاليا جدا لتحقيق وحدته الوطنية وسلمه الاهلي.
وكيف ستحافظ ولاية الفقيه على التنوع في لبنان كما يدجل نصر الله عندما تقمعه في ايران؟
وهكذا فالصحافيون في ايران عليهم أن يخطوا بحذر بين عدد متزايد من "الخطوط الحمراء" لتجنب منعهم او حذفهم او اغتيالهم او سجنهم . ومنذ العام 2000 أغلق نظام ولاية الفقيه في ايران أكثر من 100 صحيفة".
ومن هنا لا بد من وضع حد لأطماع وكلاء ولاية الفقيه في لبنان، من نصر الله إلى قاسم إلى يزبك إلى قبلان، فهؤلاء لا يستحوا ولا يخجلوا مما ارتكبت ايديهم بحق اللبنانيين من مآس وآلام وبالأخص أهل بيروت وكأن استباحة بيروت وقتل الأبرياء وحرق المؤسسات حق من حقوق ولاية الفقيه الصفوية.
هؤلاء جماعة منافقين وبلطجيين ومدججين بالسلاح وان استلموا اصبعا بلعوا اليد.
وهكذا فالديمقراطية ستصبح بسبب ابتزازهم المتمادي على الطوائف الاخرى والدولة والنظام في خبر كان.
وما دام السلاح بايديهم فعلى لبنان الرسالة والتنوع والتآخي والعيش المشترك السلام.
فلا ديمقراطية في ظل أحزاب السلاح، التي ظهرت على حقيقتها دون رتوش، وأظهرت بشاعتها بقناع ومن دون قناع في احتلالها الهمجي لبيروت كاشفةً عن أيديولوجيةٍ شمولية، إرهابية خطيرةٍ، ثأريةٍ دموية، استبدادية حاقدة تفجر حقدها بشكل اعمى على الكلمة والحرية والصحافة والاعلام والحضارة والناس الأبرياء خلال احتلال بيروت!
ولا انتخابات حرة نزيه شفافة في ظل ميليشيا الامر الواقع المهيمنة على مصالح الوطن وحرية المواطن بالعنف والقمع والإرهاب، وخطف وقتل واغتصاب ارادة الشعب بقوة السلاح؟
ولكن لكل شيء حدود. وحتى الديمقراطي اللين المطواع الصبور الرقيق المرهف الحس والذي يبكي من أجل أبناء وطنه وهم يحرقون أمام عينيه، فهو هنا ليس ضعيفا بقدر ما هو حساسا. وتفجر الدمع في عينيه تعبر عن تفجر قوته. وهذا ما حدث خلال أكثر من سنة والسنيورة وقوى 14 آذار صامدون رغم الاغتيالات والتعديات والانفجارات والحروب التي تسببت بها جماعة دويلة ولاية الفقيه في لبنان وأتباعها من مخابرات وأيتام النظام البشاري .
ومن يعتقد أنه بسبب سلمية وليونة الديمقراطي يستطيع بسهولة تدمير ديمقراطيته أو الغائها بفرض نظرية ولاية الفقيه الشمولية الدموية الظلامية الحاقدة علية فهو على شطط كبير.
رحم الله الشهيد الشاب ربيع نمر الذي خطفت ربيع عمره عصابات حزب ولاية الفقيه الإرهابية وظل مخطوفاً يعذب على أيديها الملطخة بدماء الابرياء ، حتى وجدت جثته يوم السبت وعليها آثار التعذيب الذي مارسه عليه وكلاء حزب ولاية الفقيه الطغاة القتلة.
قبل ان نقول رحم الله كل شهداء الحرية والديمقراطية وقيامة لبنان وانتفاضة الاستقلال، على الدولة والجيش وقوى الامن ان تتحرك لحماية الابرياء من بطش القتلة المجرمين.
واذا كانت الدولة عاجزة عن حماية مواطنيها من احزاب السلاح فكيف ستستطيع تامين انتخابات حرة ونزيهة؟
ومن يبتز الدولة اليوم بسلاحه وارهابه سيبتزها غدا ايضا بسلاحه وارهابه. واذا لم تعجبه نتيجة الانتخابات فمن سيمنعه من الانقلاب عليها؟ ومن هنا لا انتخابات نزيهة ولا ديمقراطية حقيقية في ظل احزاب السلاح الدنيوية بشعارات الهية، وما يقال عن لبنان يقال عن العراق أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق