عطا مناع
تشهد الساحة الفلسطينية مخاض وتحولات سياسية وفكرية ستقود في نهاية المطاف إلى غياب قوى كانت لها بصمتها الخاصة في النضال الوطني الفلسطيني، قوى شكلت ضمانة حقيقية لجمت كافة المحاولات الرامية للتفريط بالثوابت الوطنية، وكانت نموذجا منحازا لمصالح الشعب الفلسطينية وسندا لشرائحه المهشمة، وذلك باعتمادها المصلحة الوطنية العليا في صياغة مواقفها المستندة للتحليل العلمي.
صحيح أن الأزمة عامة ولها أسبابها الموضوعية التي ساعدت على تعميقها، ولكن لا بد من الاعتراف بان فصائل العمل الوطني وبالتحديد اليسارية منها حملت أسباب ضعفها وفنائها لانخراطها في عملية الاستقطاب النخبوي الذي شكل فيما بعد أزمة حقيقية لهذه القوى التي ضحت بالشعارات المنحازة للطبقات الفقيرة نظرة للانقلاب الأبيض الذي قادته الفئات التي التصقت بالنضال استجابة لمصالحها الخاصة وانتظارا للفرصة المواتية للانبطاح إمام أي عرض مهما قل شأنه.
لقد عاش اليسار الفلسطيني إرهاصات صعبة وخطيرة جراء استهدافه من الاحتلال الإسرائيلي وبالتحديد القيادات الفاعلة، وبما أن الفراغ لا وجود له في الحركة النضالية تسللت شرائح غير مؤمنة ببرامج الفصائل التي انتمت إليها، هذه الشرائح لعبت دورا رئيسا في الترهل الذي يعيشه اليسار الفلسطيني في الحقبة الحالية، والطامة الكبرى أنها أعلنت حالة الطلاق بتظاهرة نقدية عدمية لتبرير ذاتها، ولترتمي على الفور في أحضان الأمريكان والإسرائيليين ولمن يدفع أكثر، لذلك نجد أن رموز الهرولة باتجاه التطبيع بكل أشكاله لهم أصول يسارية.
لقد فقد اليسار الفلسطيني البوصلة وتخلى عن شعارتة الاجتماعية ولم يعد يشكل حالة فكرية وايدولوجية في أوساط الشعب الفلسطيني وانضم إلى المجموع الكمي الغير فاعل، ومما ساعد على الاستمرار في رحلة التيه لليسار فقدانه للديناميكية السياسية والقراءة العلمية للتحولات الأيدلوجية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، واقتنع بان يكون رقما مهمشها في الحركة الوطنية الفلسطينية، واشغل نفسه في معركة فكرية داخلية ساذجة حول الأحجام والعقائدية، معركة أفشلت كل المحاولات الهادفة لتوحيده أو بعضة وتجلى ذلك في العديد من المعارك المفتعلة التي عبرت عن ضيق الأفق لتتوج بالفشل قي الانتخابات التشريعية الثانية، حيث العجز الواضح بين فصائل اليسار الفلسطيني على الاتفاق لتشكيل قائمة انتخابية موحدة لمواجهة المخاطر والتحديدات التي تهدد وجودة.
تناقضات ومعارك جانبية كشفت عن مدى الوهن الذي تعيشه فصائل اليسار الفلسطيني التي تذرعت بالظروف الموضوعية وعنف الاحتلال، لترتضي لنفسها أن تراقب كشاهد زور المخاضات التي تعيشها القضية الفلسطينية، وتلعب دور الوسيط بين حركتي فتح وحماس المتصارعتان على السلطة، والغريب أنهم جميعا يكتفوا بطرح المبادرات والصمت على أطروحات المحاصصة بين فتح وحماس في اتفاق مكة، وقد يتكرر المشهد في الحوار الذي دعا له الرئيس محمود عباس للخروج من المأزق الفلسطيني.
إن اليسار الفلسطيني بحاجة إلى برسترويكا ولكن على الطريقة الفلسطينية تكون مدعومة بورشة عمل مفتوحة بين تلك الفصائل التي باتت ملزمة للوقوف أمام نفسها بوقفة نقدية لكافة الممارسات الغير مسئولة الصادرة عن قيادات تعايشت مع ظاهرة الانفصام والنرجسية التي تقزم الأخر متناسية إن قوتها تكمن في بقاء الآخر، وبغير المواجهة سيبقى اليسار الفلسطيني على الشجرة وسيطر لمواجهة الحتمية المؤكدة بفناءة، وقد لا نجانب الصواب إذا قلنا أن بعض الفصائل اليسارية الفلسطينية لم تعد سوى ديكور للقوى المسيطرة.
الفرصة لا زالت متاحة أمام هذه القوى لتحتل مكانها ولكن خارج إطار الفهم الميكانيكي، عليها أن تتصالح مع نفسها وشعبها، وتتخلص من الشوائب التي علقت بها، وان تطرح خطابا واضحا دون تملق لهذا الطرف أو ذاك، وان لا تكون مع الأمريكان وضدهم في نفس الوقت، وع المفاوضات والمقاومة، وان لا تعارض التطبيع نظريا وتمارسه على الأرض، وان تقف إلى جانب الناس في همومهم، ولن ينج ذلك بالحركات الارتجالية العرجاء التي تعبر عن الأزمة المستفحلة في أوساط اللذين يدورون في فلك اليسار.
إن تلك المحاولات الانتقائية التي لن تخرج عن إطار الخصخصة المؤسساتية التي تعتقد مخطئة أنها تستطيع أن تكون المحرك للتغيير وجمع شمل الطامحين إلى الديمقراطية والحريات، على اعتبار أن التاريخ لا يعيد نفسه، وان الأفراد وخاصة الطامحين للدفاع عن أنفسهم أمام التساؤلات المتداولة في الأوساط المختلفة حول الفساد المؤسساتي في فلسطين وظهور طبقة محسوبة على اليسار لها مصالح متناقضة مع طموحات الشعب وحقوقه في الحرية والعودة وتقرير المصير.
تشهد الساحة الفلسطينية مخاض وتحولات سياسية وفكرية ستقود في نهاية المطاف إلى غياب قوى كانت لها بصمتها الخاصة في النضال الوطني الفلسطيني، قوى شكلت ضمانة حقيقية لجمت كافة المحاولات الرامية للتفريط بالثوابت الوطنية، وكانت نموذجا منحازا لمصالح الشعب الفلسطينية وسندا لشرائحه المهشمة، وذلك باعتمادها المصلحة الوطنية العليا في صياغة مواقفها المستندة للتحليل العلمي.
صحيح أن الأزمة عامة ولها أسبابها الموضوعية التي ساعدت على تعميقها، ولكن لا بد من الاعتراف بان فصائل العمل الوطني وبالتحديد اليسارية منها حملت أسباب ضعفها وفنائها لانخراطها في عملية الاستقطاب النخبوي الذي شكل فيما بعد أزمة حقيقية لهذه القوى التي ضحت بالشعارات المنحازة للطبقات الفقيرة نظرة للانقلاب الأبيض الذي قادته الفئات التي التصقت بالنضال استجابة لمصالحها الخاصة وانتظارا للفرصة المواتية للانبطاح إمام أي عرض مهما قل شأنه.
لقد عاش اليسار الفلسطيني إرهاصات صعبة وخطيرة جراء استهدافه من الاحتلال الإسرائيلي وبالتحديد القيادات الفاعلة، وبما أن الفراغ لا وجود له في الحركة النضالية تسللت شرائح غير مؤمنة ببرامج الفصائل التي انتمت إليها، هذه الشرائح لعبت دورا رئيسا في الترهل الذي يعيشه اليسار الفلسطيني في الحقبة الحالية، والطامة الكبرى أنها أعلنت حالة الطلاق بتظاهرة نقدية عدمية لتبرير ذاتها، ولترتمي على الفور في أحضان الأمريكان والإسرائيليين ولمن يدفع أكثر، لذلك نجد أن رموز الهرولة باتجاه التطبيع بكل أشكاله لهم أصول يسارية.
لقد فقد اليسار الفلسطيني البوصلة وتخلى عن شعارتة الاجتماعية ولم يعد يشكل حالة فكرية وايدولوجية في أوساط الشعب الفلسطيني وانضم إلى المجموع الكمي الغير فاعل، ومما ساعد على الاستمرار في رحلة التيه لليسار فقدانه للديناميكية السياسية والقراءة العلمية للتحولات الأيدلوجية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، واقتنع بان يكون رقما مهمشها في الحركة الوطنية الفلسطينية، واشغل نفسه في معركة فكرية داخلية ساذجة حول الأحجام والعقائدية، معركة أفشلت كل المحاولات الهادفة لتوحيده أو بعضة وتجلى ذلك في العديد من المعارك المفتعلة التي عبرت عن ضيق الأفق لتتوج بالفشل قي الانتخابات التشريعية الثانية، حيث العجز الواضح بين فصائل اليسار الفلسطيني على الاتفاق لتشكيل قائمة انتخابية موحدة لمواجهة المخاطر والتحديدات التي تهدد وجودة.
تناقضات ومعارك جانبية كشفت عن مدى الوهن الذي تعيشه فصائل اليسار الفلسطيني التي تذرعت بالظروف الموضوعية وعنف الاحتلال، لترتضي لنفسها أن تراقب كشاهد زور المخاضات التي تعيشها القضية الفلسطينية، وتلعب دور الوسيط بين حركتي فتح وحماس المتصارعتان على السلطة، والغريب أنهم جميعا يكتفوا بطرح المبادرات والصمت على أطروحات المحاصصة بين فتح وحماس في اتفاق مكة، وقد يتكرر المشهد في الحوار الذي دعا له الرئيس محمود عباس للخروج من المأزق الفلسطيني.
إن اليسار الفلسطيني بحاجة إلى برسترويكا ولكن على الطريقة الفلسطينية تكون مدعومة بورشة عمل مفتوحة بين تلك الفصائل التي باتت ملزمة للوقوف أمام نفسها بوقفة نقدية لكافة الممارسات الغير مسئولة الصادرة عن قيادات تعايشت مع ظاهرة الانفصام والنرجسية التي تقزم الأخر متناسية إن قوتها تكمن في بقاء الآخر، وبغير المواجهة سيبقى اليسار الفلسطيني على الشجرة وسيطر لمواجهة الحتمية المؤكدة بفناءة، وقد لا نجانب الصواب إذا قلنا أن بعض الفصائل اليسارية الفلسطينية لم تعد سوى ديكور للقوى المسيطرة.
الفرصة لا زالت متاحة أمام هذه القوى لتحتل مكانها ولكن خارج إطار الفهم الميكانيكي، عليها أن تتصالح مع نفسها وشعبها، وتتخلص من الشوائب التي علقت بها، وان تطرح خطابا واضحا دون تملق لهذا الطرف أو ذاك، وان لا تكون مع الأمريكان وضدهم في نفس الوقت، وع المفاوضات والمقاومة، وان لا تعارض التطبيع نظريا وتمارسه على الأرض، وان تقف إلى جانب الناس في همومهم، ولن ينج ذلك بالحركات الارتجالية العرجاء التي تعبر عن الأزمة المستفحلة في أوساط اللذين يدورون في فلك اليسار.
إن تلك المحاولات الانتقائية التي لن تخرج عن إطار الخصخصة المؤسساتية التي تعتقد مخطئة أنها تستطيع أن تكون المحرك للتغيير وجمع شمل الطامحين إلى الديمقراطية والحريات، على اعتبار أن التاريخ لا يعيد نفسه، وان الأفراد وخاصة الطامحين للدفاع عن أنفسهم أمام التساؤلات المتداولة في الأوساط المختلفة حول الفساد المؤسساتي في فلسطين وظهور طبقة محسوبة على اليسار لها مصالح متناقضة مع طموحات الشعب وحقوقه في الحرية والعودة وتقرير المصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق