الجمعة، يونيو 06، 2008

الأمن ثم الأمن ثم الأمن

سعيد علم الدين
الأمن ثم الأمن ثم الأمن للبنانيين جميعا الآن هو أمر اليوم المطلوب تنفيذه بالفعل الصارم على الأرض وليس بالقول وتدبيج الكلام على الورق. وبالأخص لأهل بيروت العزل الطيبين الكرام الصابرين صبر أيوب على استفزازات جحافل الشر والبغي والظلام، الصامدين صمود صخرة الروشة الشامخة منذ أزمان في وجه الزوابع الباغية والعواصف العاتية والأمواج الهائجة.
ويا صخرة بيروت ما يهزك ريح!
ولن يستطيع أحد مهما تمادى بغيه، وجار بظلمه، وتفنن بأكاذيبه، وتأبلس بإرهابه، واستشرس بإجرامه: لي ذراع أهل بيروت الشرفاء!
ولن يستطيع أحد مهما عظم شأنه، وكثرت صواريخه، وطال سيفه، وكبرت لحيته، وعَرّضَ أكتافه: الهيمنة بالقوة والبلطجية على قرار أهل بيروت الأحرار!
وكما تكسر سيف السلطنة الطويل على أعواد المشانق في ساحة الشهداء، ستتكسر سكاكين الصبية الصغار.
وكما قدمت بيروت الشهداء الأبطال في السادس أيار عام 1916 فإنها قدمت وما زالت تقدم الشهداء الأبرار دفاعا عن العزة والكرامة والعنفوان والسيادة وحرية القرار.
فقرار بيروت لها وحدها ولزعمائها الشرعيين الذين انتخبتهم بحرية وديمقراطية وفي مقدمتهم الزعيم الوطني الشامخ سعد الحريري.
ولن تهتز صخرة أهل بيروت رغم الألم وستتحطم على صمودها ومناعة أحرار لبنان ممثلة بقوى 14 آذار كل مؤامرات قوى الافتراء والتجني والفتنة.
أذَكِّرُ المجرمين الحاقدين على اللبنانيين، بأن الزمن دولاب!
فلا يغرنك يا هذا قوة عضلات اليوم، فربما الغد سيرميها فجأة وقبل ان تصحو من غرورك اللاهي تحت الدولاب. وبالتأكيد مع فقدان القضية والانقلاب على القيم والاخلاق ستتآكل العضلات وتنتهي الى فضلات.
وما عمرت ميليشيا وأحزاب الإرهاب بيتا قبل أن تحطمه على رؤوس أصحابه بمغامراتها العبثية وحروبها المدمرة وقراراتها الرعناء، ولا حققت نصراً يُعْتَدُّ به على الأعداء، ولا حررت شبرا من مزارع شبعا وباقي الهضاب، بل زادت في الدمار والبؤس والخراب، وتفننت في الكذب والدجل واجتياح الأحياء الآمنة ومحاربة السراب.
الأمن هو المطلوب وهو مثل الرغيف بل أهم وأهم بكثير من التسويات السياسية التي لا تحل المشاكل وتجلب للمواطنين الأذى والهم.
فالأمن لا يتحقق بالتراضي، ولا أمن حقيقي دون فرضه بقوة القانون على الجميع بالتساوي. وإذا كانت كما تدعي في بيانها منظمتا "حزب الله وأمل" حرصهما على امن واستقرار اهل بيروت والمناطق فعليهما قبل الادعاء الكلامي "بدعم القوى الامنية ودورها ورفع الغطاء عن اي مخالفة واي مرتكب"، ان تطلبا من زعرانهما عدم الاستفزاز والتعدي على اهل بيروت. وان تسمح للقوى الامنية بتطبيق القانون ايضا في مناطقها وجزرها ومربعاتها الخارجة بفجور عن كل الشرائع والقوانين.
وهل تقع الطريق الجديدة وقصقص في الضاحية الجنوبية معقل الحزب اللاهي يا نواف الموسوي؟
وماذا عن هذا الإفك العظيم عندما يقول الموسوي"إلا أن اللجوء الى السلاح كان للرد على الاعتداءات الميدانية التي وجهت الينا" وكأنه الحمل الوديع مدافعا عن نفسه فقط لا غير. هو هنا يتخذ قرارات الحكومة التي لم تنفذ أصلا ذريعة للاعتداء بكل همجية على الأبرياء البيروتيين الذين تعرضوا وما زالوا يتعرضون يوميا لميليشيات الحزب الصفوي الحاقد وعصابات فرق الموت التابعة له ولأمل وللقومي والبعثي والقيادة العامة. ويتباهى الموسوي بالقول أن "من لم يحرق منزل انطوان لحد لا يمكن ان يحرق أي مؤسسة تابعة لتيار المستقبل". المقارنة هنا مستهجنة ومرفوضة وهي بنفسها ادانة واضحة لحزب الله على فعلَتِهِ النكراء بحق لبنان التنوع والحضارة والحرية.
حقدكم الأعمى على مؤسسات الحريري الخيرية والإنسانية يا موسوي هي اكبر بكثير من حقدكم على انطوان لحد.
ومن هنا ياتي اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ايضا. والسبب بسيط وهو ان مدرسة الحريري ومؤسساته الخيريه وتياره الديمقراطي هما مصابيح منيرة وجذابة للشعب في ظل دويلة ولاية الفقيه الارهابية المعتم، وهذا خطر عليكم لا بد من حرقه والغائه وتصفيه وجوده والهيمنة عليه.
وهذا هو العلاج الموضعي الذي احتفى به بفخر بدل ان يعتذر النائب اللاهي محمد رعد الذي توقحن بالقول أن "ما جرى في بيروت والجبل، ومنعاً للالتباس، لا يعدو كونه رفع اليد المتطاولة التي امتدت بالسيف الى عنق المقاومة، وكان لا بد من ردها بالعلاج الموضعي المناسب"
هذا الكلام يدل ايضا على ان بيروت الحضارية وحركتها الفكرية هي شوكة ديمقراطية في أعينكم الشمولية. وما فعلتكم تلك الا للهيمنة على قرار بيروت من خلال اظهار ضعف تيار المستقبل وعجزه عن حماية جمهوره ومناطق نفوذه. ومن هنا فمقارنة الموسوي مع انطوان لحد هي ادانة لاجرامكم بحق لبنان التنوع والكلمة والحرية والصحافة والديمقراطية. وهي ايضا دليل خوفكم مثل بشار الاسد من الصوت الحر والكلمة الجريئة التي كانت تبثها قناة المستقبل او تكتبها جريدته.
ولك عيب عليكم استحو على دمكم، هذا اذا كان عندكم دم!
والا فكيف تفسرون للناس افعالكم الشنعاء عندما يرفع سعد الحريري راية الأخوة والوطنية والعيش المشترك البيضاء حفاظا على السلم الأهلي وحقنا للدماء وانتم تلطخونها بدماء الأبرياء؟فالأمن ثم الأمن ثم الأمن للبنانيين جميعا الآن هو عماد المجتمع للاستقرار وجلب الازدهار وأمر اليوم المطلوب تنفيذه أيها الموفد القطري الطيب وقبل أي شيء آخر.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اتساءل عن اي امن يبحث الكاتب؟؟.
هناك امنان مطروحان على الساحة اللبنانية:
1) الامن الامريكي؛ وكلف يه المبعوثون الامريكان قيادة الجيش بعد تسليحه.
2) الامن الفرنسي؛ وكلف ساركوزي ايضا الجيش .
وبطبيعة الحال لكل امن وسائله وأهدافه.....!!!!
والسؤال المبعوث الفطري اي الامنيين ينفذ؟؟؟
ارجو الجواب من السيد الكاتب.......