سعيد علم الدين
مشكلة أهل الاستبداد وأشياخه وأساطين الظلام اليوم في لبنان والعالم العربي هو الرأي الجريء والكلمة الحرة. حربهم الحقيقية ليست ضد العدو الإسرائيلي الذي احتل أرضهم وهان كرامتهم، وإنما ضد المثقف العربي صاحب الرأي الحر والقلم الأبي. ولا عجب بعد ذلك أن يقبع في سجون النظام السوري خيرة عقوله. وكأن لسان حال شاعر اليوم يقول:
ذو العقل يشقى في السجون السورية بعقله وأخو الجهالة في نظام بشار الأسد ينعم.
ومن سوريا وإيران انتقلت عدوى الاستبداد ومحاربة الكلمة الحرة إلى لبنان على يد عصابات حزب ولاية الفقيه وأتباعه من الشموليين والحاقدين.
فاستهداف الكلمة الحرة أصاب أيضا المؤسسة اللبنانية للارسال، هذا الصرح اللبناني الديمقراطي العريق. فالمؤسسة اليوم تخنع للإرهاب، تلوي عنقها صاغرةً ذليلةً منبطحةً ومتحولةً إلى بوقٍ شعبوي رخيص سيخسر قيمته المرموقة في لبنان والعالم العربي، حيث المستقبل فقط وفي كل العالم هو للإعلام الحر والكلمة الصادقة والصوت النبيل والحرية الشامخة في وجه أرباب الاستبداد.
عار على المخرج شربل خليل الذي وصف خرّيجي مؤسسة "الحريري" وهم بناة الوطن وهاماته العالية بأنهم "عبيد ينفّذون أوامر سيّدهم" متذرّعًا بمقولة: "من علّمكَ حرفاً كنتَ له عبداً". المقصود في هذا الكلام ليست العبودية بقدر ما هي الاحترام الشديد للعلم والمعلم يا استيز شربل! بسلامة فهمك أم ان فهمك قد خنع وتسربل!
ربما تكون (ال بي سي) وهذا المرجح قد قبضت ثمن هذا الخنوع من المال النظيف ما أباح لها التعرض للعظماء. هي بتعرضها الذميم هذا هوت في أعين الشرفاء الى حضيض الحضيض مع السفهاء.
فما حصل من المحطة المذكورة بحق التهكم على انجازات الرئيس الشهيد رفيق الحريري التاريخية وتفانيه الذي لا مثيل له في خدمة الشعب اللبناني ليست زلة لسان ولا يقبل منها على هذا التهكم ولا حتى ألف اعتذار!
الظاهر أنها بعد أن تعرضت لثلاث ضربات من الإرهاب فقدت توازنها وخسرت جوهرها وتخاذلت عن حمل رسالتها وباعت نفسها .
الضربة الأولى حصلت من ميليشيا حزب الله بعد حلقة التهكم المشهورة على نصر الله، والثانية بعد محاولة اغتيال الصحافية مي شدياق، أما الثالثة وهي الأهم فتأتي بعد هجمة الإرهاب السوري الإيراني البربري بقيادة ميليشيا الحزب اللاهي واجتياح بيروت ومعها الكلمة الحرة حيث قامت سلطة حزب ولاية الفقيه الإرهابية بحرق واغلاق معظم المحطات والجرائد والإذاعات التي لا تتفق معها في الرأي.
ما قام به رفيق الحريري من انجازات هي أعظم من أن ينال منها الأقزام. ولو أن كل مليونير لبناني وعربي وما أكثرهم! خدم بلاده وعلم 34 ألف طالبا كما فعل الحريري، لكان لبنان والعرب اليوم أفضل بكثير مما هم فيه من جهل وتخلف وفقر وانغلاق وارهاب وانحدار وتقهقر وتشرد في كل بلاد العالم. كم نفتقد اليوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولكنه لم يمت بعد أن زرع الوطن ب 34 ألف رفيق الحريري وأكثر بكثير من هذا العدد الرمزي.وصدق من قال: "الناس قسمان، موتى في بيوتهم وتحت التراب أحياءُ". وتصديقا لهذا القول أيضا الإعلام في لبنان اليوم قسمان: حر شامخ أبي منتفض على الظلم والظلام والاستبداد يدفع من جيبه الثمن، وذليل ثرثارٌ منحدر بلا قيم صحافية ولا أخلاق مهنية يبيع الوطن وكرامات رجاله بأبخس ثمن!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق