د. فايز أبو شمالة
لقد ربحت إسرائيل بالمعادلة الظالمة التي تقوم على تجميد المفاوضات كرد فعل فلسطيني على عدم تجميد التوسع الاستيطاني، بل أن هذا هو غاية منى المستوطن اليهودي الذي يقول عقله: أوقفوا التفاوض، سأواصل التوسع الاستيطاني، وبعد فترة سيندم الفلسطينيون على الفرص التي أضاعوها كعادتهم، لأنهم رفضوا التفاوض مع التوسع الاستيطاني. ويقسم وجدان كل يهودي: أنه لن يوقف بناء حجر واحد في مستوطنة! ولماذا يتوقف البناء في المستوطنات؟ وماذا بوسع الفلسطينيين غير العودة إلى المفاوضات أذلاء صاغرين! فلا طريق آخر لهم، ولاسيما أنهم ضيقوا على أنفسهم ما كان متسعاً، وحبسوا طاقتهم المقاومة بأيديهم، وأغلقوا أعينهم عن مستقبلهم، وجمدوا وجدانهم، ونخوتهم، وكرامتهم على حدود الراتب.
على الفلسطينيين أن يصارحوا أنفسهم، وأن يكفّوا عن الكذب، ومخادعة العرب، والإيحاء بأن لهم قيادة فلسطينية في غاية الصلابة الوطنية، والتمسك بالثوابت، وهي تعلن ليل نهار عن تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية كشرط لتجديد المفاوضات. على الفلسطينيين الاعتراف: أن قيادتهم لا تفعل شيئاً جدياً ضد المستوطنات سوى بيان الشجب الصادر عن حكومة رام الله، الذي لم يقدم شيئاً مفيداً للمواطن الذي ضاق عليه الجدار، وخنقته الطرق الالتفافية. لذلك أزعم أن أخبار تجميد المفاوضات مع إطلاق يد المستوطنين لتوسيع المستوطنات هي أحلى أخبار تسقط على رأس إسرائيل، وأزعم أن أكثر اليهود تفاؤلاً لم يحلم في يوم من الأيام بما يجري على الأرض من اعتقال رجال السلطة الفلسطينية لرجال المقاومة، ومن تكسير أعقاب البنادق على رؤوس المقاومين، بحيث أمسى عدد ألف مقاتل من حركة حماس في السجون بمثابة مكافأة تشجيعية لبناء 455 وحدة سكنية جديدة، وأمسى مثلهم في العدد من مقاتلي حركة فتح تم تجريدهم من سلاحهم، واستخدامهم في الأجهزة الأمنية محفّزاً لكل مستوطن ليواصل الغناء، والرقص لأرض إسرائيل الكبرى، بعد أن غدا الجو العام في الضفة الغربية ينذر بالهلاك لكل من يفكر في المقاومة، فمن ينجو من إسرائيل لن ينجو من السلطة، وما زال مصير "مروان البرغوثي" خلف الأسوار ماثلاً أمام أعين الجميع.
إن أكذوبة تجميد المفاوضات لهي أجمل هدية للمستوطنين ما دامت لا تترافق مع تسخين المقاومة، وكي تكون لكلمة "تجميد المفاوضات" مصداقية، وجدية، وتأثير، وحضور مفزع لإسرائيل، ولأمريكا، فإنها يجب أن تقترن بالعمل المقاوم، والعمل الجماهيري الذي يقول لإسرائيل، ولمستوطنيها: هذا هو الرد الفلسطيني على التوسع الاستيطاني، هذا هو رد ثورتنا، أو رد سلطتنا، أو رد قيادتنا منظمة التحرير شرط أن تكون الخطوة الأولى العاجلة هي إطلاق سراح كل رجال المقاومة من سجون السلطة الفلسطينية، ليباشروا الرد الميداني المقاوم، وما عدا ذلك فهو خدعة قيادية، وكذبة تفاوضية، ومسخرة سياسية!.
fshamala@yahoo.com
لقد ربحت إسرائيل بالمعادلة الظالمة التي تقوم على تجميد المفاوضات كرد فعل فلسطيني على عدم تجميد التوسع الاستيطاني، بل أن هذا هو غاية منى المستوطن اليهودي الذي يقول عقله: أوقفوا التفاوض، سأواصل التوسع الاستيطاني، وبعد فترة سيندم الفلسطينيون على الفرص التي أضاعوها كعادتهم، لأنهم رفضوا التفاوض مع التوسع الاستيطاني. ويقسم وجدان كل يهودي: أنه لن يوقف بناء حجر واحد في مستوطنة! ولماذا يتوقف البناء في المستوطنات؟ وماذا بوسع الفلسطينيين غير العودة إلى المفاوضات أذلاء صاغرين! فلا طريق آخر لهم، ولاسيما أنهم ضيقوا على أنفسهم ما كان متسعاً، وحبسوا طاقتهم المقاومة بأيديهم، وأغلقوا أعينهم عن مستقبلهم، وجمدوا وجدانهم، ونخوتهم، وكرامتهم على حدود الراتب.
على الفلسطينيين أن يصارحوا أنفسهم، وأن يكفّوا عن الكذب، ومخادعة العرب، والإيحاء بأن لهم قيادة فلسطينية في غاية الصلابة الوطنية، والتمسك بالثوابت، وهي تعلن ليل نهار عن تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية كشرط لتجديد المفاوضات. على الفلسطينيين الاعتراف: أن قيادتهم لا تفعل شيئاً جدياً ضد المستوطنات سوى بيان الشجب الصادر عن حكومة رام الله، الذي لم يقدم شيئاً مفيداً للمواطن الذي ضاق عليه الجدار، وخنقته الطرق الالتفافية. لذلك أزعم أن أخبار تجميد المفاوضات مع إطلاق يد المستوطنين لتوسيع المستوطنات هي أحلى أخبار تسقط على رأس إسرائيل، وأزعم أن أكثر اليهود تفاؤلاً لم يحلم في يوم من الأيام بما يجري على الأرض من اعتقال رجال السلطة الفلسطينية لرجال المقاومة، ومن تكسير أعقاب البنادق على رؤوس المقاومين، بحيث أمسى عدد ألف مقاتل من حركة حماس في السجون بمثابة مكافأة تشجيعية لبناء 455 وحدة سكنية جديدة، وأمسى مثلهم في العدد من مقاتلي حركة فتح تم تجريدهم من سلاحهم، واستخدامهم في الأجهزة الأمنية محفّزاً لكل مستوطن ليواصل الغناء، والرقص لأرض إسرائيل الكبرى، بعد أن غدا الجو العام في الضفة الغربية ينذر بالهلاك لكل من يفكر في المقاومة، فمن ينجو من إسرائيل لن ينجو من السلطة، وما زال مصير "مروان البرغوثي" خلف الأسوار ماثلاً أمام أعين الجميع.
إن أكذوبة تجميد المفاوضات لهي أجمل هدية للمستوطنين ما دامت لا تترافق مع تسخين المقاومة، وكي تكون لكلمة "تجميد المفاوضات" مصداقية، وجدية، وتأثير، وحضور مفزع لإسرائيل، ولأمريكا، فإنها يجب أن تقترن بالعمل المقاوم، والعمل الجماهيري الذي يقول لإسرائيل، ولمستوطنيها: هذا هو الرد الفلسطيني على التوسع الاستيطاني، هذا هو رد ثورتنا، أو رد سلطتنا، أو رد قيادتنا منظمة التحرير شرط أن تكون الخطوة الأولى العاجلة هي إطلاق سراح كل رجال المقاومة من سجون السلطة الفلسطينية، ليباشروا الرد الميداني المقاوم، وما عدا ذلك فهو خدعة قيادية، وكذبة تفاوضية، ومسخرة سياسية!.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق