حسن راضي
جميل إن الإنسان يتعاطف مع أبناء جلدته خاصة إذا تعرضوا إلى التعذيب و الانتهاكات الخطيرة. و الأجمل اذ تعاطف مع أبناء الانسانية بغض النظر عن إنتماءاتهم القومية و السياسية. و من الطبيعي جدا ان يتعاطف الإنسان مع اخيه بالانسانية او بالقومية. و كان متوقع جدا أن يتعاطف الايرانيون مع أبناء جلدتهم و هم يتعرضون لأبشع أنواع التذيب و الانتهاكات الخطيرة التي تجاوزت كل الأعراف السماوية و البشرية حيث كسرت حاجز الصمت لدى المسئولين انفسهم و هذا إن دل على شئ فهو يدل على حجم الانتهاكات و التعذيب الذي تعرض له المتظاهرون على نتائج الانتخابات أو على سياسات النظام او طريقة تعامله مع الأحداث. و هنالك أمثلة كثيرة في التعاطف و الاحتجاج من عامة الناس بما فيها من أعلى المسئولين في الدول. آخر تلك المواقف موقف طيب اردوغان رئيس وزراء تر كية حين تدخل و اعترض على قمع أبناء جلدته في تركستان الشرقية من قبل الصين الدولة العظمى و هدد بطرح قضية الانتهاكات على مجلس الامن بهدف معاقبة المسؤلين الصينين. و في نفس السياق تعاطف جلال الطالباني (رئيس جمهورية العراق) مع أبناء جلدته الاكراد حين شنت تركية الحرب عليهم و طاردتهم في الاراضي العراقية و طلبت حينها تركية من أكراد العراق تسليم اعضاء حزب العمال الكردستاني حتى تسحب تركية قواتها من العراق, فجاء رد جلال الطالباني متعاطفا مع الاكراد بان "لن نسلم صخلة واحدة (عنزة) مهما فعلت تركية و مهما دمرت".
هذه المواقف الإنسانية و القومية التي يتذكرها الانسان خاصة أذا تعرض ألى الظلم و الانتهاكات من قبل الأجنبي. فينتظرها في وقت الشدائد اذا له اخوة في الدم و القومية و الدين و الانسانية, مثل ما للاحوازيين, أبناء عمومة و إخوة في القومية و الدين و الانسانية و هم العرب, مع الفارق, إن الاحوازيين تعرضوا و يتعرضوا الى أبشع الانتهاكات و التعذيب حتى الموت على يد الايرانيين, و العرب من المحيط الى الخليج لا موقف لهم يذكر و لا هم يحزنون, حيث انهم تجاه عرب الاحواز صم, بكم, عمي و بعضهم يتآءمرون.
في بلد مثل إيران القائم على القتل و التعذيب, فان ما نسمعه من المسؤولين الايرانيين من إنتهاكات بحق المعتقلين مثل التعذيب حتى الموت و الاغتصاب الجنسي يعتبر امر طبيعي. لكن الغير الطبيعي و المثير للاستغراب هو اعتراض و إحتجاج مهدي كروبي و مير حسين موسوي و محمد خاتمي و رفسنجاني على تلك الأعمال. هذا يجعلنا في حيره من أمرهم و نتسائل يا ترى هل هم الان عرفوا إن انتهاكات و تعذيب تحصل في السجون و المعتقلات؟ اللا يعرفوا و خلال ثلاثين عاما, أبناء الشعوب غير الفارسية يتعرضوا الى أبشع أنواع التعذيب و الانتهاكات؟ أم يعرفوا و لم يعترضوا لان من يعذب و تنتهك كرامته ليس من القومية الفارسية.( الجدير بالاشارة إن مهدي كروبي و مير حسين موسوي ينحدران من إصول تركية اذربايجانية لكنهما أنصهرا في البوتقة الفارسية و أصبحا يدافعان عن الفارسية أكثر من الفرس انفسهم!!). أم دفاعهم عن المتعتقلين بدوافع عنصرية فارسية. أهم يجهلون ما يحصل في ايران و في المعتقلات بحق أبناء الشعوب غير الفارسية طيلة ثلاثين عاما. لماذا الاعتراضات الان بالتحديد؟ و ألم يحصل اي إنتهاك بحق المعتقلين و السجناء قبل الانتخابات في طهران و المدن الفارسية الاخرى؟
أليس الاصلاحيين أنفسهمهم الذين حكموا ايران منذ عام 1997 لغية 2005 و ارتكبوا أبشع الجرائم و الانتهاكات بحق الشعوب غير الفارسية وحتى بحق الشعب الفارسي ؟ اليس في زمنهم قمعوا مظاهرات الطلاب في الحرم الجامعي في طهران و قتلوا و عذبوا المئات؟ اليس في زمن حكم الاصلاحيين تم قمع الاحوازيين خاصة بعد اندلاع انتفاضة نيسان المجيدة على اثر كشف وثيقة بتوقيع محمد ابطحي مفادها توطين عشرة ملايين فارسي في الأحواز و تهجير الاحوازيين؟ اليس في زمن الاصلاحيين تم تعذيب الاحوازيين حتى الموت, مثل الشهيد علي جاسم البتراني الذي تم تعذيبة و التمثيل في جسمه, اليس في زمن الاصلاحيين تم إعتقال الالاف من أبناء الشعب العربي الأحوازي و تعرضوا إلى أنواع التعذيب مثل ربط أيدهم و أرجلهم و لفهم في اكياس ثم رميهم في الأنهر.
لماذا لم يحتج مهدي كروبي على تلك الجرائم؟ لماذا لم يعترض مير حسين موسوي على تلك الانتهاكات ؟ هل لأن المعذبون ليس من أبناء جلدتهم؟ او لأنهم هم مرتكبينها ؟ لماذا لا يجتجوا على تعذيب الأحوازيين على يد الجناح المتشدد؟ إذا دققنا في نوايا و أهداف مهدي كروبي و مير حسين موسوي و خاتمي و من لف لفهم حول الانتهاكات التي تحصل في سجون و معتقلات طهران, فان الغاية من وراء كل تلك الضجة ليس من أجل الدفاع عن المعتقلين, و ليس نابعة من حبهم لأبناء جلدتهم من موقع عنصري. و لا حتى صحوة ضمير, بل من أجل دوافع سياسية. و هذا اخطر ما يمكن وصفه حيث الدفاع عن المعتقلين و الأحتجاج على الانتهاكات او الصمت عنها من أجل دوافع سياسية ضيقة حيث تصبح حياة الشعوب مسرح لدوافعهم السياسية و مصالحها الحزبية و الفئوية, و الا كيف نفسر ممارسة التعذيب و ارتكاب الجرائم من قبل الاصلاحيين أنفسهم في وقت حكمهم؟ و كيف نفسر قتل عشرات الالاف من السجناء عام 1987 في الوقت الذي كان مير حسين موسوي رئيسا للوزراء في إيران آنذاك.
AHWAZI5@HOTMAIL.COM
جميل إن الإنسان يتعاطف مع أبناء جلدته خاصة إذا تعرضوا إلى التعذيب و الانتهاكات الخطيرة. و الأجمل اذ تعاطف مع أبناء الانسانية بغض النظر عن إنتماءاتهم القومية و السياسية. و من الطبيعي جدا ان يتعاطف الإنسان مع اخيه بالانسانية او بالقومية. و كان متوقع جدا أن يتعاطف الايرانيون مع أبناء جلدتهم و هم يتعرضون لأبشع أنواع التذيب و الانتهاكات الخطيرة التي تجاوزت كل الأعراف السماوية و البشرية حيث كسرت حاجز الصمت لدى المسئولين انفسهم و هذا إن دل على شئ فهو يدل على حجم الانتهاكات و التعذيب الذي تعرض له المتظاهرون على نتائج الانتخابات أو على سياسات النظام او طريقة تعامله مع الأحداث. و هنالك أمثلة كثيرة في التعاطف و الاحتجاج من عامة الناس بما فيها من أعلى المسئولين في الدول. آخر تلك المواقف موقف طيب اردوغان رئيس وزراء تر كية حين تدخل و اعترض على قمع أبناء جلدته في تركستان الشرقية من قبل الصين الدولة العظمى و هدد بطرح قضية الانتهاكات على مجلس الامن بهدف معاقبة المسؤلين الصينين. و في نفس السياق تعاطف جلال الطالباني (رئيس جمهورية العراق) مع أبناء جلدته الاكراد حين شنت تركية الحرب عليهم و طاردتهم في الاراضي العراقية و طلبت حينها تركية من أكراد العراق تسليم اعضاء حزب العمال الكردستاني حتى تسحب تركية قواتها من العراق, فجاء رد جلال الطالباني متعاطفا مع الاكراد بان "لن نسلم صخلة واحدة (عنزة) مهما فعلت تركية و مهما دمرت".
هذه المواقف الإنسانية و القومية التي يتذكرها الانسان خاصة أذا تعرض ألى الظلم و الانتهاكات من قبل الأجنبي. فينتظرها في وقت الشدائد اذا له اخوة في الدم و القومية و الدين و الانسانية, مثل ما للاحوازيين, أبناء عمومة و إخوة في القومية و الدين و الانسانية و هم العرب, مع الفارق, إن الاحوازيين تعرضوا و يتعرضوا الى أبشع الانتهاكات و التعذيب حتى الموت على يد الايرانيين, و العرب من المحيط الى الخليج لا موقف لهم يذكر و لا هم يحزنون, حيث انهم تجاه عرب الاحواز صم, بكم, عمي و بعضهم يتآءمرون.
في بلد مثل إيران القائم على القتل و التعذيب, فان ما نسمعه من المسؤولين الايرانيين من إنتهاكات بحق المعتقلين مثل التعذيب حتى الموت و الاغتصاب الجنسي يعتبر امر طبيعي. لكن الغير الطبيعي و المثير للاستغراب هو اعتراض و إحتجاج مهدي كروبي و مير حسين موسوي و محمد خاتمي و رفسنجاني على تلك الأعمال. هذا يجعلنا في حيره من أمرهم و نتسائل يا ترى هل هم الان عرفوا إن انتهاكات و تعذيب تحصل في السجون و المعتقلات؟ اللا يعرفوا و خلال ثلاثين عاما, أبناء الشعوب غير الفارسية يتعرضوا الى أبشع أنواع التعذيب و الانتهاكات؟ أم يعرفوا و لم يعترضوا لان من يعذب و تنتهك كرامته ليس من القومية الفارسية.( الجدير بالاشارة إن مهدي كروبي و مير حسين موسوي ينحدران من إصول تركية اذربايجانية لكنهما أنصهرا في البوتقة الفارسية و أصبحا يدافعان عن الفارسية أكثر من الفرس انفسهم!!). أم دفاعهم عن المتعتقلين بدوافع عنصرية فارسية. أهم يجهلون ما يحصل في ايران و في المعتقلات بحق أبناء الشعوب غير الفارسية طيلة ثلاثين عاما. لماذا الاعتراضات الان بالتحديد؟ و ألم يحصل اي إنتهاك بحق المعتقلين و السجناء قبل الانتخابات في طهران و المدن الفارسية الاخرى؟
أليس الاصلاحيين أنفسهمهم الذين حكموا ايران منذ عام 1997 لغية 2005 و ارتكبوا أبشع الجرائم و الانتهاكات بحق الشعوب غير الفارسية وحتى بحق الشعب الفارسي ؟ اليس في زمنهم قمعوا مظاهرات الطلاب في الحرم الجامعي في طهران و قتلوا و عذبوا المئات؟ اليس في زمن حكم الاصلاحيين تم قمع الاحوازيين خاصة بعد اندلاع انتفاضة نيسان المجيدة على اثر كشف وثيقة بتوقيع محمد ابطحي مفادها توطين عشرة ملايين فارسي في الأحواز و تهجير الاحوازيين؟ اليس في زمن الاصلاحيين تم تعذيب الاحوازيين حتى الموت, مثل الشهيد علي جاسم البتراني الذي تم تعذيبة و التمثيل في جسمه, اليس في زمن الاصلاحيين تم إعتقال الالاف من أبناء الشعب العربي الأحوازي و تعرضوا إلى أنواع التعذيب مثل ربط أيدهم و أرجلهم و لفهم في اكياس ثم رميهم في الأنهر.
لماذا لم يحتج مهدي كروبي على تلك الجرائم؟ لماذا لم يعترض مير حسين موسوي على تلك الانتهاكات ؟ هل لأن المعذبون ليس من أبناء جلدتهم؟ او لأنهم هم مرتكبينها ؟ لماذا لا يجتجوا على تعذيب الأحوازيين على يد الجناح المتشدد؟ إذا دققنا في نوايا و أهداف مهدي كروبي و مير حسين موسوي و خاتمي و من لف لفهم حول الانتهاكات التي تحصل في سجون و معتقلات طهران, فان الغاية من وراء كل تلك الضجة ليس من أجل الدفاع عن المعتقلين, و ليس نابعة من حبهم لأبناء جلدتهم من موقع عنصري. و لا حتى صحوة ضمير, بل من أجل دوافع سياسية. و هذا اخطر ما يمكن وصفه حيث الدفاع عن المعتقلين و الأحتجاج على الانتهاكات او الصمت عنها من أجل دوافع سياسية ضيقة حيث تصبح حياة الشعوب مسرح لدوافعهم السياسية و مصالحها الحزبية و الفئوية, و الا كيف نفسر ممارسة التعذيب و ارتكاب الجرائم من قبل الاصلاحيين أنفسهم في وقت حكمهم؟ و كيف نفسر قتل عشرات الالاف من السجناء عام 1987 في الوقت الذي كان مير حسين موسوي رئيسا للوزراء في إيران آنذاك.
AHWAZI5@HOTMAIL.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق