د. فايز أبو شمالة
لن أتناول مسلسل "الرحايا" الذي تبث حلقاته بعض الفضائيات بالتحليل، والدراسة في هذا المقال، وإنما سأتناول جزئية اجتماعية تختص بشخصية المرأة في المسلسل، وكيف نجح المؤلف "عبد الرحيم كمال" في المواءمة بين بناء المرأة النفسي، وشخصية ابنها وسلوكه، ولما كانت النساء الأربعة في مسلسل "الرحايا" هن طليقات نور الشريف الذي مثل دور الحاج محمد، فلا بد أن يختلف الأبناء الأربعة في سلوكهم، وتفكيرهم، وطريقة تصرفهم، وتعاملهم، بحيث يرجع كل منهم إلى أمه في ردة فعلها، وقد تشرب تصرفها.
لقد ظهرت الأم بوضوح في سلوك الابن "كامل" الرجل الذي زهد في الدنيا، وانصرف عن لذاتها، واتبع أهل الزوايا، وابتعد عن أخوته الذين يتآمرون على أبيهم، وكأنه يحاكي أمه "لميعة" التي ظلت تحب الحاج محمد رغم الطلاق، وترى فيه المثل الأعلى في الرجال، وظلت تنتظر منه ولو التفاته عفوية، وتحلم بالعودة إليه رغم تكرار زواجه عليها، وطلاقة أربع نسوة غيرها، ورغم تقدم سنها، وضعفها، إلا أنها ذبلت، وانقبضت، وانطفأ شمع عمرها عندما سمعت أن طليقها الحاج محمد تزوج من فتاة صغيرة اسمها "فرحة" لتنكشف سذاجة أم كامل وبساطتها، وعفويتها التي ورثها ابنها كامل.
في حين ظهر الابن "خيري" في المسلسل بشخصية المتآمر على أبيه، الراغب في اغتصاب الإرث، والمليء بالأحقاد، والمتغطرس أيضاً، لنكتشف فيما بعد أنه ابن أمه "كاملة" التي أصرت على البقاء في بيت طليقها الحاج محمد، ورفضت العودة لبيت أبيها، وهي تحمل له الحقد، وتحاول أن تؤثر في مجرى الأحداث عن بعد، وهي تعد ابنها ليوم الانتقام الكبير من طليقها، فإذا بولدها "خيري" يتنفس حقدها، ويزفره عفناً في وجه أبيه.
على العكس من ذلك، كانت شخصية الابن "جودة" الذي بدا أبله، منقاداً، متردداً، فإذا به صورة من أمه "مندهة" التي ظهرت بدور البلهاء، الغبية، ضعيفة الشخصية، التابعة في سلوكها وتصرفها لضرتها، التي توجهها كيفما شاءت. بينما ظهرت شخصية الابن "حماد" الولد الذي تدلل حتى صار تافهاً، وظل صغيراً رغم كبر سنه، وكأنه نسخة من أمه اللعوب، المتغطرسة، المغرورة بنفسها، والتي لا ترى غير رغباتها.
لقد وضع الكاتب أصبعه على درجة الكراهية العالية، والبغضاء التي تحكم العلاقة بين الأب والأبناء الذين عبئوا صدورهم من خزان أحقاد أمهاتهم، ورغم أن الأب واحد، إلا أن تعدد الأمهات أوجد اختلاف البناء النفسي للأولاد، وأوجد التمايز بينهم، وكأن الكاتب يريد أن يقول للناس: أن الولدَ دائماً أُمَّهُ، وأحياناً قليلة يكون أباه. ورحم الله الخليفة عمر بن الخطاب وهو يقول: لم يقمْ جَنينٌ في بطن حمقاء تسعة أشهر إلا خرج مائقاً حد الحمق.
fshamala@yahoo.com
لن أتناول مسلسل "الرحايا" الذي تبث حلقاته بعض الفضائيات بالتحليل، والدراسة في هذا المقال، وإنما سأتناول جزئية اجتماعية تختص بشخصية المرأة في المسلسل، وكيف نجح المؤلف "عبد الرحيم كمال" في المواءمة بين بناء المرأة النفسي، وشخصية ابنها وسلوكه، ولما كانت النساء الأربعة في مسلسل "الرحايا" هن طليقات نور الشريف الذي مثل دور الحاج محمد، فلا بد أن يختلف الأبناء الأربعة في سلوكهم، وتفكيرهم، وطريقة تصرفهم، وتعاملهم، بحيث يرجع كل منهم إلى أمه في ردة فعلها، وقد تشرب تصرفها.
لقد ظهرت الأم بوضوح في سلوك الابن "كامل" الرجل الذي زهد في الدنيا، وانصرف عن لذاتها، واتبع أهل الزوايا، وابتعد عن أخوته الذين يتآمرون على أبيهم، وكأنه يحاكي أمه "لميعة" التي ظلت تحب الحاج محمد رغم الطلاق، وترى فيه المثل الأعلى في الرجال، وظلت تنتظر منه ولو التفاته عفوية، وتحلم بالعودة إليه رغم تكرار زواجه عليها، وطلاقة أربع نسوة غيرها، ورغم تقدم سنها، وضعفها، إلا أنها ذبلت، وانقبضت، وانطفأ شمع عمرها عندما سمعت أن طليقها الحاج محمد تزوج من فتاة صغيرة اسمها "فرحة" لتنكشف سذاجة أم كامل وبساطتها، وعفويتها التي ورثها ابنها كامل.
في حين ظهر الابن "خيري" في المسلسل بشخصية المتآمر على أبيه، الراغب في اغتصاب الإرث، والمليء بالأحقاد، والمتغطرس أيضاً، لنكتشف فيما بعد أنه ابن أمه "كاملة" التي أصرت على البقاء في بيت طليقها الحاج محمد، ورفضت العودة لبيت أبيها، وهي تحمل له الحقد، وتحاول أن تؤثر في مجرى الأحداث عن بعد، وهي تعد ابنها ليوم الانتقام الكبير من طليقها، فإذا بولدها "خيري" يتنفس حقدها، ويزفره عفناً في وجه أبيه.
على العكس من ذلك، كانت شخصية الابن "جودة" الذي بدا أبله، منقاداً، متردداً، فإذا به صورة من أمه "مندهة" التي ظهرت بدور البلهاء، الغبية، ضعيفة الشخصية، التابعة في سلوكها وتصرفها لضرتها، التي توجهها كيفما شاءت. بينما ظهرت شخصية الابن "حماد" الولد الذي تدلل حتى صار تافهاً، وظل صغيراً رغم كبر سنه، وكأنه نسخة من أمه اللعوب، المتغطرسة، المغرورة بنفسها، والتي لا ترى غير رغباتها.
لقد وضع الكاتب أصبعه على درجة الكراهية العالية، والبغضاء التي تحكم العلاقة بين الأب والأبناء الذين عبئوا صدورهم من خزان أحقاد أمهاتهم، ورغم أن الأب واحد، إلا أن تعدد الأمهات أوجد اختلاف البناء النفسي للأولاد، وأوجد التمايز بينهم، وكأن الكاتب يريد أن يقول للناس: أن الولدَ دائماً أُمَّهُ، وأحياناً قليلة يكون أباه. ورحم الله الخليفة عمر بن الخطاب وهو يقول: لم يقمْ جَنينٌ في بطن حمقاء تسعة أشهر إلا خرج مائقاً حد الحمق.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق