حسام الدجني
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح", هي إحدى حركات التحرر الوطني التي انطلقت في الأول من يناير عام 1965, فهي الرصاصة الأولى, وحامية المشروع الوطني, حيث قدمت الحركة الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى قرابين للمشروع الوطني الفلسطيني, إلى أن شهدت تحولات سياسة لم تنجح هذه الحركة من التعامل معها وأبرزها توقيع اتفاق أوسلو عام 1993, وإنشاء السلطة الفلسطينية, حيث انصهرت الحركة في بوتقة السلطة الفلسطينية, كما انصهرت منظمة التحرير الفلسطينية, فضعفت وترهلت مؤسسات الحركة, وتحملت الحركة فاتورة الفساد الذي استشرى في مؤسسات السلطة الفلسطينية, بحيث لم تتمكن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" طوال الأربع وأربعين عاما الماضية من عقد إلا خمس مؤتمرات حركية, مما انعكس سلبا على أداء الحركة من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التعبوية, والمتابع للشأن الفلسطيني يوافقني الرأي بأن الساحة الفلسطينية شهدت تحولات جذرية على صعيد حركات التحرر الوطني الفلسطيني, حيث تراجع الدور الريادي لحركة فتح لصالح بعض حركات الإسلام السياسي, وتحديدا حركة المقاومة الإسلامية حماس, هذا ما عكسته نتائج الانتخابات التشريعية عام(2006), والتي أعطت حركة حماس أغلبية نيابية بالمجلس التشريعي الفلسطيني, ولكن التحدي الأكبر الذي يواجه حركة فتح وتحديدا بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس على قطاع غزة في يونيو (2007) , ونتائج العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام (2009), هو عقد المؤتمر السادس للحركة حيث طالعتنا وسائل الإعلام بأن المؤتمر من الممكن عقده في مارس من العام الحالي في مصر أو الأردن.
من وجهة نظري لا يهم المكان فكلا الدولتين هما أشقاء لنا ولقضيتنا, وحتى الزمان مع أهميته, ولكن المهم هو المسار السياسي أو البرنامج السياسي الذي سيتبناه المؤتمر السادس, وهنا أوجه نصيحتي لإخواني في حركة فتح بعدم إسقاط الكفاح المسلح من البرنامج, بالإضافة إلى فصل كامل ومطلق بين قيادة الحركة وقيادة السلطة الفلسطينية, فمن الجرم تحمل حركة فتح كحركة تحرر وطني فلسطيني وزر التزامات سياسية وأمنية للسلطة الفلسطينية, مع احترامي وتقديري لدور الرئيس عباس في ازدواجية المنصب, ولكن على المستوى الاستراتيجي فحركة فتح هي إستراتيجية تحقيق المشروع الوطني, بينما السلطة الفلسطينية هي تكتيك للوصول إلى الإستراتيجية الكبرى والحلم الوطني ألا وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم, ولكن حركة فتح الآن وبعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة, تدفع ثمن مواقف السلطة الفلسطينية على الصعيد الجماهيري والشعبي في الداخل والشتات, على الرغم من مشاركتها ضمن فصائل المقاومة وتقديمها عشرات الشهداء في ميدان المعركة, لا عيب تبني خيار المفاوضات, ولكن دون المساس بالخيارات الأخرى, أتمنى أن تستنهض حركة فتح, وتعود إلى الميدان العسكري, وأن يعقد مؤتمرها السادس, لأن ذلك سيقربنا من تحقيق المصالحة الوطنية, لأننا كفلسطينيين التحدي الأول والوحيد لنا هو الاحتلال لا شيء غيره, فسلطتنا هي سلطة تحت الاحتلال, نتمنى من الله أن يوفقنا ويجمع شملنا وينصرنا على أعدائنا.
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق