محمد حسن
جرى الحديث قبل أيام وربما قبل شهور مضت عن نية القيادي الفتحاوي "محمد دحلان" باعتباره أحد الرموز البارزة المتحدثة بلسان حركة "فتح" على عزمه بإنشائه فضائية تلفزيونية خاصة تكون ناطقة باسم الحركة، وهو بالتأكيد مطلب حركي وجماهيري منذ سنوات طويلة، بل إنه مطلب سياسي لفصل الخطاب الإعلامي التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية كلياً عن الخطاب الحزبي الثوري "المقاوم" لاسيما وأن حركة فتح هي قائدة حركة التحرر الوطني الفلسطيني ولها الباع والخبرة في المجال الإعلامي الذي ترأسه الشهيد القائد "ياسر عرفات" منذ انطلاقة فجر الثورة الفلسطينية، أي قبل نصف قرن من الزمان حيث كان الناطق الإعلامي للحركة، كما عكف الشهيد "عرفات" على أن يكون للإعلام الفلسطيني دور متوازي مع لغة البندقية التي رسمت المشروع الوطني الفلسطيني نحو الدولة الفلسطينية التي وضعنا على أعتابها، لذلك كان هناك عدد لا بأس منه الإذاعات التابعة للثورة الفلسطينية، وبعضها كان ناطق باسم الفصائل المقاومة التي يغلبها طابع السرية في العمل خشية من الاستهداف الإسرائيلي لها، كما جند الرئيس عرفات عدد لابأس به من المطبوعات والنشرات "صحف ومجلات" ومراكز للأبحاث جميعها كانت تصب نحو إبراز الهوية الوطنية والتاريخية وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقاومته المشروع ومواجهة الحملة الصهيونية المغرضة التي تسعى إلى طمس الحقيقة.
لذلك كان اقتراح إنشاء فضائية تحدثت أوساط أن القيادي الفتحاوي "محمد دحلان" يسعى إلى إنشائها وهو فخر لنا جميعاً وإضافة نوعية للثورة الفلسطينية حتى يكتب لها البقاء، بمعنى أنه هدف فلسطيني في المقام الأول لأنه يعي أي (دحلان) أهمية دور الإعلام الفلسطيني في مواجهة الحملات الإسرائيلية الهادفة إلى استمالة العقول وإخفاء الحقيقة في ظل تراجع الإعلام الفلسطيني المحلي "المرئي والمسموع والمقروء" ، الذي كرس مجالاً وحيزاً واسعاً في إثارة الفتنة والنعرات الفصائلية والحزبية، وقد لمسنا ذلك بالفعل أثناء الانقلاب وما بعده، حيث كان له دور مساعد مع لغة الرصاص والقتل، ولا يزال يؤدي دوراً سيئاً في خطوة منه لغرس ثقافة العنف، وزعزة الاستقرار السياسي والاجتماعي، والنفسي لجماهير شعبنا الفلسطيني، ويقود حرب إعلامية نفسية داخلية مست وطعنت قيادات فلسطينية ثورية وتاريخية، بل إنها ألحقت الضرر بالمسيرة التاريخية والدينية والمهنية، لذلك نحن بأمس الحاجة إلى إعلام نزيه يحمل همومنا الوطنية وعبئ القضية... إعلام يعيد الثقة لشعبنا بقيادته وقضيته الوطنية ولمشروعنا الوطني برمته وعلى رأسها المقاومة التي أحرف عنها قصراً، وهذا بالفعل كان على حساب مواجهة إعلام العدو الذي أفرغت الساحة إليه كي يصدح في المحافل الدولية، وقد كان له دور بارز في تجنيد الرأي العام الإقليمي والدولي في حربه الأخيرة على قطاع غزة. لذلك كان اقتراح إنشاء فضائية فلسطينية صادقة أمينة تعي مصالح شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية التي تتعرض إلى أشرس هجمة بحقنا تهدد وجودنا وحلمنا، لذلك جميعنا مطالبين بدعم إنشاء فضائية فلسطينية لتفضح جرائم الاحتلال وتكشف زيفه خاصة وأن هناك تراجع وعزوف الشارع الفلسطيني والعربي عن مشاهدة ومتابعة عدد من المحطات المحلية والإقليمية المأجورة التي أفرزت نفسها وانكشفت على حالها، فكانت في محل اختبار صنفت نفسها نتيجة بعض الأحداث المؤسفة لقائمة الإعلام المنحاز بل الإعلام الممنهج والضيق التابع سواء كان حزبي أو يخدم أهداف الطابور الخامس أو أجندة إقليمية.
فحركة فتح بأمس الحاجة اليوم إلى إعلام مستقل لها ويكون لها فضائية تلفزيونية مرئية ومسموعة، حتى تدافع عن حقها ووجودها لتتصدى للحملة المغرضة الممنهجة الهادفة إلى شطبها في ظل سياسة السكوت والتقاعس وغض البصر عن مئات الجرائم التي ارتكبت ولازالت ترتكب في قطاع غزة بحق أبنائها وأنصارها، حملت المؤسسات الحقوقية الإنسانية الحكومة المقالة وعناصر أجهزتها الأمنية مسؤولية ارتكابها، وبذلك يبقى المشهد يعم بالخوف والرعب ومصادرة الحريات. وقد نجحت حركة فتح عبر إعلامها البسيط "مواقع الانترنت" في إبراز جزء من الحقيقة وتدعيمها بمشاهد حية وموثقة لدحض تلك الادعاءات.
وأخيراً نطمئن جماهير شعبنا الفلسطيني وأيضاً المشاهد العربي بأن لو كتب لحركة فتح النجاح في إنشاء فضائية تلفزيونية، فسنعدكم بأنها ستكون مميزة هدفها الأول الدفاع والتعبئة الشعبية ولن تندفع وراء حملات التشهير والتخوين الهادفة إلى تفريغ محتوى خطابنا التعبوي أو حرف أثيرنا الوطني؛ الثوري؛ المستقل والتاريخ يشهد بصدق نوايانا........ وإلى الأمام للنهوض بحركة فتح شعلة الثورة ورائدة المشروع الوطني .
الخميس، فبراير 12، 2009
آن الأوان لأن يكون لحركة "فتح" فضائية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق