حسام الدجني
استبشر العالمين العربي والإسلامي خيرا عندما انتخب الأمريكيون الرئيس اوباما, كونه أول رئيس من أصول افريقية, وأول رئيس أسود, ولا ريث في ذلك, فجميعنا يتمنى من الرئيس اوباما, أن يحقق في عهده, حل قضايا الشرق الأوسط, والتي أشعلها سلفه الرئيس جورج بوش, فهناك ملف العراق, وملف إيران النووي, وملف فلسطين, وملف الإرهاب, وأفغانستان وباكستان.
حيث يقع على كاهل الرئيس اوباما إرثا ثقيلا حمله من سلفه الرئيس المنصرف جورج بوش, وتحديدا فيما يتعلق بالملفات السابقة الذكر, إضافة إلى ذلك تواجه الولايات المتحدة أزمة اقتصادية حادة قد تطيح بالرأسمالية, مما يشكل التحدي الأكبر للرئيس اوباما, وهذا سيكون على رأس أولوياته, ولكن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية, فسيكون الشرق الأوسط حافلا في أجندة الولايات المتحدة الأمريكية, ولعلني أوافق من يقول أن العام 2009 هو عام حاسم لحل الصراع العربي الإسرائيلي, على الرغم من نتائج الانتخابات الإسرائيلية وفوز اليمين المتطرف, وهذا ما عكسه تعيين السيد جورج ميتشل مبعوثا للرئيس اوباما بالشرق الأوسط, حيث تؤمن الإدارة الأمريكية بضرورة تبني إستراتيجية جديدة في الشرق الأوسط وتختلف هذه الإستراتيجية حسب الملف الذي ستتعامل معه على النحو التالي:
ملف العراق:
يؤمن الرئيس اوباما بضرورة الانسحاب الأمريكي من العراق في غضون 16 شهرا أي بحلول العام 2010, وهذا صرح به في مقابلة بثتها شبكة سي.بي.اس الإخبارية قبل عام بالضبط, هذا يعكس موقف الرئيس اوباما من التخلص من عبء العراق, ويخالف الاتفاقية الأمنية التي وقعها سلفه السيد بوش مع رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي, والتي تنص على بدء الانسحاب من العراق في العام 2011.
ملف إيران النووي:
اعتقد أن السيد أوباما سيلجأ إلى إستراتيجية الصفقة الشاملة مع إيران, وفتح حوار مع طهران, وإعطائها دورا إقليميا في منطقة الخليج العربي خاصة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام, مقابل تخلي طهران عن برنامجها النووي العسكري, والسماح للمراقبين الدوليين بالتفتيش في مفاعلها النووي, مقابل الإقرار بحق امتلاك إيران للتقنية النووية لأغراض سلمية.
أيضا وقف إيران دعم المقاومة الفلسطينية والإيرانية, والتحريض ضد دولة إسرائيل.
ملف الصراع العربي الإسرائيلي:
يشكل الصراع العربي الإسرائيلي تحديا كبيرا للرئيس اوباما, حيث أيقنت الولايات المتحدة الأمريكية, أن الاستقرار في الشرق الأوسط عنوانه حل القضية الفلسطينية, ولهذا سنشهد تحركا خلال العام الحالي 2009 سيكون حاسما, إذا تم استغلال الفرص, وتهيئة الأجواء سواء على الصعيدين الفلسطيني الفلسطيني, أو العربي العربي, فمن الضروري الخروج بموقف فلسطيني موحد وبحكومة موحدة, وإستراتيجية وطنية موحدة.وصولا إلى موقف عربي وإستراتيجية عربية موحدة.
فليكن عنوان المرحلة المقبلة حربا دبلوماسية وسياسية وإعلامية ضد الكيان الصهيوني المتطرف, يجب أن ينقلب السحر على الساحر, هل تقبل الحكومة الإسرائيلية القادمة بالشرعية الدولية؟ ما موقفها من خارطة الطريق والمبادرة العربية؟ هل تؤمن بحل الدولتين؟ يجب أن نرمي الكرة بالملعب الإسرائيلي, يجب أن نخلق معادلة جديدة للصراع, مع إعادة تقييم الأدوات المستخدمة في ذلك.
الفرصة جيدة أمام جميع القوى الفلسطينية, وخاصة حركات الإسلام السياسي حماس تحديدا, والتي أيقنت الولايات المتحدة انه من الضروري ضمها ضمن إستراتيجية الاحتواء, التي ستستخدمها مع حركات الإسلام المعتدل, حيث كل المؤشرات في الولايات المتحدة تدفع بضرورة التعامل مع حماس وحزب الله, وجماعة الإخوان المسلمين.
الإرهاب الدولي أو ملف باكستان وأفغانستان:
تعتبر الولايات المتحدة, أن المعقل الحقيقي للإرهاب ينطلق من أفغانستان وباكستان, وأن باكستان كدولة نووية تشكل تهديدا على الأمن القومي الأمريكي, وعلى مصالح الولايات المتحدة بالمنطقة, فلهذا تريد الولايات المتحدة شرقا أوسط هادئا, للتفرغ إلى محاربة الإرهاب في باكستان وأفغانستان, وتحديدا حركة طالبان وغيرها من الحركات الإسلامية الراديكالية.
ولهذا ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن يجب تبني إستراتيجية الاحتواء مع الحركات الإسلامية في الدول العربية, والعمل على نشر نموذج اردوغان مقابل نموذج طالبان, فمحاربة الحركات الإسلامية في البلدان العربية, يعطي نتائج عكسية ويعزز التطرف والأصولية, وهذا ما أيقنه السيد اوباما وستشهد السنوات وربما الأشهر القادمة على ذلك.
الثلاثاء، فبراير 17، 2009
إستراتيجية الرئيس اوباما في الشرق الأوسط
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق