محمد داود
سيبوني أعيش، وين أروح ، هاتوا لي شغل، أعطوني أصرف على أولادي، كنت اشتغل عامل داخل الخط الأخضر قبل ستة أعوام، وصار إغلاق ومنعوا العمال من الدخول إلى يومنا هذا ، بحثنا عن عمل بديل وبدأنا نتدبر لنعيش مع شغل في غزة بالقليل وبما يتيسر له، أجيراً في الغالب؛ لكن الحال لم يدم طويلاً فأغلقت المعابر ومنعت البضائع ومواد الخام والسلع من الدخول منذ عامين، فتوقف شغلي، بحثت عن أي شغل لم أجد، نصحوني أقربائي وكما قال المثل "الأيد البطالة نجسه" وشاروا علي أن اعمل بسطة صغيرة، إنشاء الله حتى تبيع طرمس أو بزر أو شوية أواعي، ما ترددت في الفكرة، المهم أروح على بيت وفي يدي ربطة الخبز، أبنائي متعودين ما يطلبوا مصروف شخصي لأنهم حاسين بالظرف المادي السئ، مش بس هيك، حتى ملابس المدرسة والقرطاسية نسيوا شكلها، وبهيك بأعترفلكم أنه جربت كل الشغل، وطرقت كل الأبواب خصوصاً لمن يتذكرونا بكابونة أو معونة. ليهيك بأناشد الجهات أنها تتطلع النا لأنه أحنا منسيين، وبنوت موت بطئ، "والشكوا لغير الله مذله" اليك ربنا نشكوا همنا، فأنت الرزاق وأنت المعطي، فأكرمنا بصنع بسطة؛ مرة جبنا شوية اواعي وبسطنا فيها على احد الأرصفة في شارع عمر المختار في مدينة غزة، ورضينا بالقيليل هالمرة، وإذا بعناصر من الشرطة المقالة يقولون لي ارفع بسطتك، طويت الأواعي وعبيتها بالكيس وروحت، وثاني يوم اجيت أبسط في نفس المكان، وإذا بشرطي بيهددني بالضرب وبمصادرة البسطة، سألته وحكيتله عن ظرفي، بلكن يشفع لي ويعطف علي ويتركني أبسط، رد وقال مش شغلي، في مكان حددناه للبسطات، بتدفع المصاري بتأخذ الك مطرح، سألت عن مكان النمرة ووين بتتوزع وبكم، تقاجأت محتاجة فلوس كثير وفي منطقة مقطوعة.
حدن يشور علي؛ شو أعمل شو أساوي، لها الدرجة الحياة صعبة ولا عندي الدنيا منحسه، بدكم الصراحة كلنا بنحب النظام، لكن المطلوب توفروا النا البديل وحرام تحاربونا في لقمة عيشنا وقوت أولادنا، حتى الرسول "صلى الله عليه وسلم" حذرنا من قطع الأرزاق، حتى انه وصفه بالجهاد الأكبر ، ومثل ما بيحكوا أنه قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق.
أتركوني اعيش وأجري على الله.
عذراً هذه قصة رجل من غزة، لو عندكم حل اكتبوا تعليقكم حتى يوصله.
كاتب وباحث
الجمعة، فبراير 20، 2009
صرخة مواطن: أتركوني أعيش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق