وليد قاطرجي
أي زمن هذا الذي يعيشه اللبنانيون في ظل المغالطات والتحولات المتسارعة من قبل رجال الدين والسياسة، هل يتحمل الوطن المزيد من التفكك والانقسام، وما مغزى المواقف الغامضة لسيد بكركي ضد مسيحي المعارضة؟ وماذا عن اصطفافه الفاضح مع القوى المسيحية الملحقة بقريطم؟ أسئلة لا بد من طرحها بعد كل ما تفوه به سيادة المطران بشارة الراعي في مؤتمره الصحفي المشبوه الذي عقده في هذا الوقت الدقيق مهددا فيه بالحرم الكنسي لمن يتجرءا على انتقاد مواقف البطريرك السياسية.
أين كان عقابكم وحرمكم الكنسي الذي تهدد به اليوم يا سيادة المطران عندما ارتكبت ميليشيات الكتائب والقوات اللبنانية أفظع المجازر ضد المسيحيين في المناطق المسيحية كافة من الشمال مرورا بالجبل وصولا إلى الجنوب؟ هل لنا أن نذكركم بالتفاصيل علكم تبررون لنا لماذا لم يطبق في الماضي على هؤلاء المجرمين والقتلة وقطاع الطرق، بينما اليوم تهددون به الذين ينتقدون مواقفكم السياسية فقط لمجرد الانتقاد، هل تعلم يا سيادة المطران بأنكم لو طبقتموه منذ اندلاع الشرارة الأولى لجنبتم البلاد والعباد سنوات من القتل والدمار والاستعباد.
عجيب أمرك يا سيادة المطران إلى أين تريد أن تأخذ الناس بعد أن تحررت من الوصايات القريبة والبعيدة؟ هل من المفيد اليوم للمسيحيين إعادتهم إلى الوراء عقود وحتى قرون؟ بينما نحن في بداية القرن الواحد والعشرين, ألا يكفي وصايات وتبعية؟ هل يسرك ما يقوم به بعض المسيحيين داخل هذا القصر أو ذاك؟ نحسبهم خدام وحراس ورجال استقبال لهذا السائل أو تلك العاهرة. فهل تحسبهم بكركي بذلك زعماء أيها المطران.
بالله عليك يا سيادة المطران، هل ترضى بالممارسات التي يقوم بها بعض مسيحيي القصور المشبوهة والبيوت السياسية التي جلبت معظم الوصايات من كل حدب وصوب وبنت أمجادها من أموال هذا الشعب المقهور، وهي التي ساهمت وما تزال وبعلمكم في تحجيم الدور المسيحي الرائد والتاريخي في بناء الوطن ومؤسساته؟ ألا يحق للمسيحيين اختيار زعمائهم دون منة أحد أيها المطران؟ هل يعجبكم أيها المطران بان يكون المسيحي تكملة عدد في مسيرات الاستغلال السياسي لدماء الأبرياء هنا وهناك؟
نريد أن نسمع آراؤك السديدة أبها المطران كما عاهدناك دون مؤثرات ومغريات من هذا الحاقد وذاك الناقم، ليتك تعلم ما في قلوبهم لوقفت جنبا إلى جنب أمام الذين يجتهدون دون ملل أو كلل لاستعادة أمجاد وطن الأرز الحقيقية، وطن الأجداد الأحرار، وطن المسيحيين والمسلمين، وطن العيش المشترك، وطن الشراكة الحقيقية بين أبناءه، وطن العدل والمساواة، وطن العزة والكرامة، وطن الزعامة والريادة. وطن السيادة الحقيقية، وطن الجيش اللبناني البطل، فهل الذي يعمل من اجل ذلك يهدد بالحرم الكنسي أبها المطران؟
تأكد أيها المطران بان حرمكم الكنسي سيكون وساما غاليا على صدر من آمن بنهائية الكيان اللبناني المبني على الشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، وليس على الخداع والتبعية والاستعباد.
فالمسيحيون هم أبناء هذه الأرض ولدوا أحرارا ولهم فيها صولات وجولات من الأمجاد والبطولات. فإذا كان لدى غيرهم شهيد لا يساويه الآلاف من الشهداء. فللمسيحيين شهداء وشهداء.
كفى اجتهادات وتأويلات أيها المطران في القضايا السياسية التي لا تفقهونها وغالبا ما تكون معبرا للتطاول على المرجعيات السياسية التي اختارها المسيحيون وعلى رأسها دولة الرئيس العماد ميشال عون. واعلم بأنكم لو توقفتم توقفنا وان تابعتم تابعنا.
الجمعة، فبراير 27، 2009
الحرم الكنسي يا سيادة المطران عقاب أم وسام
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق