سعيد علم الدين
أعد القارئات والقراء الأعزاء بإلقاء الضوء في الجزء القادم والأخير على الأقل على عملية اغتيال واحدة بشعة كمثيلاتها البَشِعات.
فكل عمليات الاغتيال التى ضربت لبنان هي عمليات اغتيال إرهابية بشعة، لأنها لم تقصد اغتيال سياسي، بقدر ما أرادت اغتيال وإرهاب شعب بكامله. وكان ممكن وبسهولة وهم المسيطرون ارضا وجوا ومخابراتهم تحصي الانفاس اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري برصاصة قناص، انما ابادة موكبه بالكامل تهدف الى تركيع وارهاب الشعب اللبناني.
سأتطرق بالتفصيل الى احدى العمليات التي هزت بيروتنا الصابرة، ورملت النساء والرجال ويتمت الأطفال وعاثت خرابا لا يرتكبه إلا الحاقدين. وسأثبت من خلالها تورط "حزب الله" الإيراني فرع لبنان بارتكابها.
بالتأكيد كالعادة عبر التحليل السياسي ورؤية الحقيقة خارجةً من بين السطور والكلمات وربطها بالوقائع وما رافقها من أسباب ومسببات. فليس فقط نصر الله هو صاحب المفاجآت. وليسمح لنا بها!
ومفاجأة المفاجآت ستكون في مداولات المحكمة الدولية، التي ستكشف الحقيقة بجلاء وبمهنية قضائية عالمية عالية جدا، لا تعرف التسييس. حيث فقط صوت القضاة، صوت الحق، صوت القانون، صوت الضمير الإنساني الحي هو الذي سيصول ويجول بميزان العدالة فارضا نفسه على رجال السياسة ونفاقهم.
فما يملكه المدعي العام من معلومات بخصوص الجرائم السياسية الإرهابية التي ضربت لبنان سيكون أكثر من كاف لكشف الحقيقة.
التي هي شمس وهاجة ان سطعت حرقت ببريقها جبال الكذبِ على رؤوس مفتريها وفرت جيوش الزيف من طريقها، وظللت سماء بيروتنا الحبيبة بأرواح شهدائها الأحباء وروحِ أبي بهاء حبيبها.
فبشاعة عمليات الاغتيال تعبر عن نفسيات مرتكبيها الفاجرة. فكيف اذا كانت أيضا حاقدة حقداً دفينا وظلما وعدوانا على الأبرياء من خلال مأساة أليمة هزتنا جميعا، سَيَّسَها الحقد الإيراني على العرب لدق إسفين أبدي بينهم، وبين الإخوة المسلمين من سنة وشيعة.
يذكون نارها الخامدة من خلال الجهل والتخلف والتعصب الأعمى ومرض في القلب، ويجددون ذكراها كل سنة ثأرا " يا لثارات الحسين" والدماء تقطر على الوجوه.
أفيدوني بالله عليكم ممن سنثأر للحسين(ر)؟
من أهالي عائشة بكار الحي البيروتي السني البريء الذي تعرض لأبشع الممارسات العنصرية والمذهبية "بسبب اسمه" وغيره من الأحياء السنية والدرزية في السابع من ايار؟
أما من حي الأعظمية السني البغدادي؟
ندين هنا ونستنكر بشدة كافة الاعمال الاجرامية الهمجية التي ارتكبها المجرمون في العراق الحبيب بحق المسيحيين، وبحق الشيعة والسنة لضربهم ببعضهم.
حتى سيدة المقاومة اللبنانية في وجه إسرائيل المناضلة سهى بشارة، من ضمن مآخذها على سياسة "حزب الله" وتركيبة قاعدته المذهبية تقول في مقابلة أجرتها معها جريدة " السفير" السبت 16 تموز 08، التالي:
"أما القاعدة (المقصود شيعة الحزب) فمنذ مقتل الإمام الحسين تمت تربيتها على أساس »مين قتلني«. أخي اسمه عمر ( لا بد من التذكير أنها من عائلة مسيحية، غلط أبوها غلطة العمر وسمى أخوها عمر، عندما كان الصفاء والإخاء بين اللبنانيين قبل مجيء حزب الله الفارسي شيئاً طبيعياً) وكلنا نعاني لأن اسمه عمر منذ ولادته. فكيف إذا دخلت في المعادلة أحزاب ( مذهبية) وشحن ( طائفي)؟ ستعود التربية و»بتفلت الفالوتة«. " هي هنا تضع الإصبع على الجرح ومحايدة جدا بكونها مسيحية وشيوعية ايضا.
نحن لا نقصد هنا الا شيعة حزب الله الإيراني ونبرئ أهلنا الشيعة العرب واللبنانيين الأحرار منهم الذي يعانون مثل أي لبناني آخر من ظلمهم وأكاذيبهم ونفاقهم وثقافتهم، ومغلوب على أمرهم مثل الدولة اللبنانية الغير قادرة على حماية شعبها بسبب هذا الحزب الصفوي.
حتى أن حركة "أمل" هي في الأساس حركة وطنية لبنانية استباحها "حزب الله" بعد مجازر دموية ارتكبها بحقها، فأصبحت مع رئيسها الأستاذ نبيه بري ملحقا له.
ألا يحق لنا هنا التساؤل ورفع الصوت وقول كلمة الحق الجارحة وهي برسم حسن نصر الله بالذات وفرقته الحاقدة:
لماذا ومنذ اصدار القرار الأممي 1559 الذي يحاربه الحزب اللاهي حربا شعواء، يتم فقط اغتيال أو محاولة اغتيال:
السني والماروني والدرزي والأرثوذكسي بسهولة في لبنان؟
أمثلة: النائب وليد عيدو، النائب أنطوان غانم، النائب جبران تويني، الشيخ صالح العريضي والكثيرين غيرهم.
ألا يحق لنا أن نتساءل ونشير باليد إلى أكبر حزب مسلح في لبنان وحتى بشبكة اتصالات وتقنيات عالية ونقول بصوت عال:
لماذا يتم وضع المتفجرات المدمرة فقط في المناطق السكنية: السنية والدرزية والمسيحية في لبنان؟
أمثلة: متفجرات فردان، الكسليك، عاليه وغيرها الكثير.
إن مأساة كربلاء هي مأساة عربية بالدرجة الأولى ولكل المسلمين ويجب ان تكون ذكراها عاملا لجمعنا وتوحيدنا وليس لتفريقنا وتدميرنا!
للتذكير فقط ! ففي الرسالة التي نشرتها " السفير" 13 شباط 2007، لنصر الله حول لقاءاته الاسبوعية مع الرئيس الشهيد، جاء التالي:
"نعم، كنا على خلاف عميق وطويل".
وعلى ماذا يختلف الرئيس الشهيد مع نصر الله؟
يجيب نصر الله بنفسه وفي الرسالة نفسها على ماهية هذا الخلاف العميق والطويل، بقوله:
" كلنا يعرف أن الرئيس الحريري كان يتطلع بقوة إلى دولة قانون ومؤسسات حقيقية، وإلى دولة سيادة واستقلال حقيقيين".
هذا اعتراف صريح من نصرالله بأن لبنان في ظل الوصاية البشارية ومن ورائها الإيرانية، لم يكن دولة حقيقية وإنما شبه دولة هجينة ذليلة تابعة:
بلا قانون، وبلا ومؤسسات حقيقية، وبلا سيادة واستقلال حقيقيين.
وأن الحريري كان في قرارة نفسه رافضا لهذا الواقع المزري ويحاول بقوة تخليص لبنان منه ويريد التعاون مع نصر الله بالذات وإقناعه بتطلعاته بقيام لبنان سيد حر مستقل.
ومن هنا نفهم بوضوح هدف هذه اللقاءات الأسبوعية التي كان يسعى اليها الرئيس الشهيد وليس نصر الله.
كيف لا والزعيم الوطني الكبير يحمل دائما آلام شعبه في قلبه وعقله ووجدانه، أما العميل الصغير متلقي الأوامر ومقبل الأيادي الذليل، فلا يهمه آلام شعبه بل يهمه فقط تنفيذ الأوامر إرضاءً لصحاب الباب العالي وإسعادا لسيده الفقيه الوالي.
أليس ما ذكرناه هو سببٌ كاف لحذف رفيق الحريري من المعادلة السياسية اللبنانية وبالتالي حذف مشروعه الوطني في قيام الدولة اللبنانية التي يحلم بها شعبها بكافة فئاته وطوائفه: الماروني قبل الدرزي، والشيعي قبل السني، والكاثوليكي قبل الأرثوذكسي وغيرهم من ابناء الطوائف والأعراق اللبنانية الكريمة!
بالطبع ليس الماروني والدرزي والشيعي والسني والكاثوليكي والأرثوذكسي وغيره من الذين يقتاتون من فتات المال الطاهر ويتاجرون بدماء بني وطنهم في سوق العواهر!
نعم هذا هو مشروع رفيق الحريري، رحمه الله، وباعتراف نصر الله، الذي يملك مشروعا معاكسا تماما لمشروع الحريري. وعندما يتصادم المشروع الديمقراطي الحضاري مع الشمولي الدكتاتوري الظلامي،
فلا حلول وسط عند الشمولي سوى حذف الديمقراطي. والأمثلة لا تحصى في العالم.
فكيف إذا كان الديمقراطي عنيدا بالحق كرفيق الحريري وسمير قصير وجبران تويني وباقي الشهداء الأبرار! عندها لا يبقى لصاحب الفكر الشمولي سوى حذفهم على طريقته الدموية، تماما كما حذف النظامان الشموليان الإيراني والسوري آلاف الوطنيين والقادة الشرفاء من أحرار سوريا وإيران.
ولهذا فقد دفع الرئيس الشهيد ثمن مشروعه بدمه مع رفاقه الشهداء الأبطال شهداء قيامة لبنان:
- أي مشروع قيام دولة القانون العصرية الديمقراطية العربية الحديثة المتألقة المتطورة العامرة المزدهرة الحضارية التعددية الراقية المنفتحة على الشرق والغرب، وليست دولة فوضى السلاح وشريعة الغابة والفساد والمربعات الخارجة عن القوانين والمنغلقة بولاية الفقيه التي هي مشروع نصر الله، وكما نرى بأم العين ما يحدث بلبنان على يديه منذ أربع سنوات وحتى هذه اللحظة، وكأنه لا يمت لهذا البلد المنتهك بسيادته واستقلاله بصلة.
- أي مشروع دولة المؤسسات الحقيقية، وليست الوهمية المزيفة الهجينة المسلوبة القرار، كما هي الحال أبان احتلال النظام السوري البائس للبنان. ورأينا بأم العين ودون تحليل، ماذا فعل نصر الله بتعطيله لمؤسسات البلد الشرعية من برلمان بإغلاقه، الى رئاسة جمهورية بإفراغها، والى حكومة بمحاصرتها، والى جيش بالاعتداء عليه في الشياح وفي جزين، والى قوى أمن داخلي بضرب هيبتها وتشويه ما تقوم به في خدمة شعبها. هذا ما يفعله نصر الله و منذ أربع سنوات وحتى هذه اللحظة في تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية، وكأنه لا يمت لهذا البلد المنكوب بأمثاله بصلة. والمضحك أنه يريد دولة قوية وفي الوقت نفسه هو وجماعته من زمر 8 آذار من يهدم الدولة ويعرقل قيامها بواجباتها.
- أي مشروع دولة سيدة تفرض سيادتها على كامل أراضيها، وليست كما يريدها نصر الله والمهبول عون دولة ضعيفة مخترقة السيادة: بالمربعات الأمنية والميليشيات والمعسكرات والعصابات والأنفاق والمخيمات الخارجة عن سيادتها.
- أي مشروع دولة مستقلة بذاتها صاحبة قرارها الحر، وليست كما يريدها نصر الله دولة تابعة للمحور الإيراني السوري ومسلوبة القرار.
ومنذ أربع سنوات والحزب اللاهي يعزز دويلته المذهبية التي صار لها شبكة اتصالات سرية ومربعات أمنية في كل أنحاء لبنان وكل ذلك على حساب الدولة الوطنية اللبنانية الجامعة ولتقويضها والهيمنة عليها واستتباعها لدولة الملالي الفارسية.
يتبع الجزء الرابع والأخير.
هناك تعليقان (2):
you know saiid aalm edin that you are a trash in our sociaty and you are a real bitch and i don't know how much you worse on dollars to say something like this to an honest man and i believe that you only worse a dim to be a bitch
I agree with the comment on this garbage writer and his stinky article Everyone knows he just does this job of GARBAGE writing to make money No one will believe this bullshit in the article
إرسال تعليق