رشا أرنست
تدل الوثائق التاريخية على استمرار الناس بالعيش في مدينة غزة على مدار أكثر من 3000 عام، حسب موسوعة ويكيبيديا، كانت أول مرة ذُكر فيها اسم غزة في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)، وكذلك ورد اسمها في ألواح تل العمارنة. بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلسطينيين وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها .
تعتبر مدينة غزة من أقدم مدن العالم، اكتسبت أهميتها البالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس عند التقاء قارتي آسيا وإفريقيا، مما منحها مكانة إستراتيجية وعسكرية فائقة، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين. موقعها الاستراتيجي كنقطة التقاء بين قارتي آسيا و أفريقيا و وقوعها على شاطئ البحر المتوسط جعل منها ميناء هام للتجارة و أعمال الصيد بين القارتين. و رغم ما تعانيه غزة عشرات السنين وحتى الآن من آهات الاحتلال و العدو ، إلا أنها مازالت تـُزهر كشجرة صالحها لا يستطيع أي شيء أن يأكل جذورها. ربما تتساقط أوراقها حيناً أو تموت ثمارها حيناً أخرى و إنما هي دائما شامخة ناظرة للسماء بكبرياء الأميرات اللواتي لا تستطيع الحرب كسر نفوسهن مهما حدث .
قرأت منذ يومين على موقع إيلاف "غزة تـُصدر 40 مليون زهرة إلى أوروبا"، يقول الخبر: ارتفعت صادرات الزهور من قطاع غزة إلى أوروبا بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال موسم تصدير الزهور هذا العام حيث تم تصدير أربعين مليون زهرة مقابل اثني عشر مليون زهرة في موسم التصدير من العام الماضي.
تأملت قليلاً خلال قراءتي للخبر، كيف تـُزهر الأرض التي تـُسقى دمً كل يوم بملايين الورود التي تعتبر الأجمل حيث قابلة للتصدير إلى دول أوروبا. دول السحر و الجمال و الأناقة. تدور بذهني عاصفة من الأسئلة، أحقاً الأرض تغيرت و أصبحت تشرب الدماء ؟ أم أنها قبلت الدماء كشراب حب من أبناء غزة لها و أزهرت بحمرة الدم حمرة لأزهارها و ورودها ؟؟؟
كل شيء من حولنا تغير ، فالطبيعة الإنسانية التي ميزنا الله بها عن سائر المخلوقات كبشر من عقل و إرادة و عاطفة تغيرت و تبدلت على أيدي الإنسان . فأصبح يشبه الوحوش، و يستعذب آلام غيره من البشر، و يـَملك كأنه سيد الغابة، حتى انه أخذ مكان الله في تحديد مصائر الناس سواء مصيرهم على الأرض أو مصيرهم بعد الموت. أصبح الإنسان يتطور بمرور الزمن مثله مثل الآلات والماكينات و أجهزة الكمبيوتر التي نحدثها بالجديد كل فترة. كل الأشياء بيد الإنسان الذي جعله الله سيد هذا الكون تتطور و تنمو، منها ما يتطور للأفضل و منها ما يتطور للأسوأ و لكل منها نتائجه النافعة و الضارة في حياة البشر، و في غفلة من الإنسان ظن انه قطعة من هذه القطع التي تصلح دائماً للتطور و التحديث ، فأخذ يحدث من إنسانيته حتى أصبح يشبه الحيوانات في شراستهم و شهواتهم و تعاملاتهم بعضهم مع بعض، فأخذ البقاء للأقوى شعار الغابة شعاراً له في الحياة .
لكن ليست اللوحة كلها سوداء و ليسوا البشر كلهم أسوياء ، مازال هناك بشراً حقيقيون يتطورون من إنسانيتهم و كفاحهم و أرضهم لتُزهر ورد و تنشره في بلدان أخرى . الورد الذي كان و مازال رمزاً للعشق و الحب بين الحبيبين ، ينمو و يُزهر بين أهل غزة و أرضهم الحنونة التي لم تصرخ و لم تجف و إنما أزهرت رغماً عن الجميع ، أزهرت حباً، أثمرت ورد بأشكال و ألوان أجمل و أزهى من كل الأشياء. و كأنها توجه رسالة إلى العالم، تنادي في كل أنحاءه أنا هنا مازلت أحيا و مازلت أنبض بحياة ملايين الأزهار، يولد منى كل يوم جديد في هذه الحياة. لن تهزمنا الحرب ، ولن تجف أرضي أبدا .
مصر
تدل الوثائق التاريخية على استمرار الناس بالعيش في مدينة غزة على مدار أكثر من 3000 عام، حسب موسوعة ويكيبيديا، كانت أول مرة ذُكر فيها اسم غزة في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)، وكذلك ورد اسمها في ألواح تل العمارنة. بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلسطينيين وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها .
تعتبر مدينة غزة من أقدم مدن العالم، اكتسبت أهميتها البالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس عند التقاء قارتي آسيا وإفريقيا، مما منحها مكانة إستراتيجية وعسكرية فائقة، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين. موقعها الاستراتيجي كنقطة التقاء بين قارتي آسيا و أفريقيا و وقوعها على شاطئ البحر المتوسط جعل منها ميناء هام للتجارة و أعمال الصيد بين القارتين. و رغم ما تعانيه غزة عشرات السنين وحتى الآن من آهات الاحتلال و العدو ، إلا أنها مازالت تـُزهر كشجرة صالحها لا يستطيع أي شيء أن يأكل جذورها. ربما تتساقط أوراقها حيناً أو تموت ثمارها حيناً أخرى و إنما هي دائما شامخة ناظرة للسماء بكبرياء الأميرات اللواتي لا تستطيع الحرب كسر نفوسهن مهما حدث .
قرأت منذ يومين على موقع إيلاف "غزة تـُصدر 40 مليون زهرة إلى أوروبا"، يقول الخبر: ارتفعت صادرات الزهور من قطاع غزة إلى أوروبا بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال موسم تصدير الزهور هذا العام حيث تم تصدير أربعين مليون زهرة مقابل اثني عشر مليون زهرة في موسم التصدير من العام الماضي.
تأملت قليلاً خلال قراءتي للخبر، كيف تـُزهر الأرض التي تـُسقى دمً كل يوم بملايين الورود التي تعتبر الأجمل حيث قابلة للتصدير إلى دول أوروبا. دول السحر و الجمال و الأناقة. تدور بذهني عاصفة من الأسئلة، أحقاً الأرض تغيرت و أصبحت تشرب الدماء ؟ أم أنها قبلت الدماء كشراب حب من أبناء غزة لها و أزهرت بحمرة الدم حمرة لأزهارها و ورودها ؟؟؟
كل شيء من حولنا تغير ، فالطبيعة الإنسانية التي ميزنا الله بها عن سائر المخلوقات كبشر من عقل و إرادة و عاطفة تغيرت و تبدلت على أيدي الإنسان . فأصبح يشبه الوحوش، و يستعذب آلام غيره من البشر، و يـَملك كأنه سيد الغابة، حتى انه أخذ مكان الله في تحديد مصائر الناس سواء مصيرهم على الأرض أو مصيرهم بعد الموت. أصبح الإنسان يتطور بمرور الزمن مثله مثل الآلات والماكينات و أجهزة الكمبيوتر التي نحدثها بالجديد كل فترة. كل الأشياء بيد الإنسان الذي جعله الله سيد هذا الكون تتطور و تنمو، منها ما يتطور للأفضل و منها ما يتطور للأسوأ و لكل منها نتائجه النافعة و الضارة في حياة البشر، و في غفلة من الإنسان ظن انه قطعة من هذه القطع التي تصلح دائماً للتطور و التحديث ، فأخذ يحدث من إنسانيته حتى أصبح يشبه الحيوانات في شراستهم و شهواتهم و تعاملاتهم بعضهم مع بعض، فأخذ البقاء للأقوى شعار الغابة شعاراً له في الحياة .
لكن ليست اللوحة كلها سوداء و ليسوا البشر كلهم أسوياء ، مازال هناك بشراً حقيقيون يتطورون من إنسانيتهم و كفاحهم و أرضهم لتُزهر ورد و تنشره في بلدان أخرى . الورد الذي كان و مازال رمزاً للعشق و الحب بين الحبيبين ، ينمو و يُزهر بين أهل غزة و أرضهم الحنونة التي لم تصرخ و لم تجف و إنما أزهرت رغماً عن الجميع ، أزهرت حباً، أثمرت ورد بأشكال و ألوان أجمل و أزهى من كل الأشياء. و كأنها توجه رسالة إلى العالم، تنادي في كل أنحاءه أنا هنا مازلت أحيا و مازلت أنبض بحياة ملايين الأزهار، يولد منى كل يوم جديد في هذه الحياة. لن تهزمنا الحرب ، ولن تجف أرضي أبدا .
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق