سعيد الشيخ
هل هي صدفة ان يوجد تنظيم فتح الاسلام فجأة في قلب الازمة السياسية والامنية اللبنانية؟
أم ان ما جرى وما سيجري من مواجهات عسكرية في مخيم نهر البارد وربما في غير منطقة اخرى كان مدبرا ومخططا من اجل خلط الاوراق ولتعقيد الامور اكثر مما هي معقدة، ولتكون هذه الاحداث عنوانا جديدا للانقسام الذي بدأ يحفر معالمه حتى بين حلفاء الصف الواحد، حيث بدأ كل طرف يحدد خطوطه الحمراء.
ولكن من هو تنظيم فتح الاسلام، واين يقف من مجريات الاحداث والسياسة في لبنان والمنطقة ككل؟
لقد اصاب بيان الحكومة اللبنانية وتصريحات بعض المسؤولين كبد الحقيقة في تحديد هوية تنظيم فتح الاسلام الذي اوجد له قواعد في مخيم نهر البارد الفلسطيني شمالي لبنان.
ولقد جاء البيان المكرر اكثر من مرة والتصريحات على عكس ما ذهب اليه بعض المحللين من ان فتح الاسلام هو تنظيم فلسطيني افرزته حالة البؤس والتهميش التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية . فالفلسطينيون في لبنان وبعد كل هذه السنوات الطويلة من المعاناة والشقاء بات لديهم الوعي الكامل بقضيتهم، حيث يدركون ان اولويات نضالهم تكمن في مواجهة العدو الاسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين التاريخية وهم يتطلعون الى يوم العودة والى قرارات هيئة الامم المتحدة التي تنص على حق العودة خاصة القرار 194 الصادر اثر النكبة الفلسطينية عام 1948. وغير ذلك هو عبث لا يؤدي الا لخسارة تضاف الى كل الخسارات السابقة.
ولا أدري من اين وكيف يأتي هؤلاء المحللون بتلك التحليلات التي هي أشبه بترهات صبيانية عندما يصفون المواجهات في نهر البارد بأنها مواجهات بين الحكومة اللبنانية واللاجئين الفلسطينيين في حين تؤكد بيانات الجيش اللبناني ان فلسطينيا واحدا لا يوجد في عداد القتلى أو الاسرى ، سوى ان التقارير ذكرت ان العديد من الضحايا المدنيين سقطوا داخل المخيم عندما داهمتهم قذائف الجيش وهم في منازلهم في ذروة القصف العشوائي. وقد اكدت مصادر مطلعة بأن هذا التنظيم الحديث يحوي بين عناصره لبنانيين وعناصرعربية اكثر مما يحوي من عناصر فلسطينية وهي من الاحداث المغرر بهم باسم الدين.
وهذه الحقيقة تقودنا الى التحديد بأن ظاهرة فتح الاسلام هي افراز لسياسة الفوضى الخلاقة التي تنتهجها الولايات المتحدة الامريكية ضد الوطن العربي وهي سياسه متدحرجة انطلقت من العراق ولن تنتهي في لبنان، والهدف منها ضرب الامن العربي لضمان أمن الكيان الاسرائيلي... وهنا لابد ان نذكر بأن الذي يريد مواجهة هذا الكيان لا يذهب الى أقصى الشمال اللبناني لاقامة قواعده هناك بينما حدود هذا الكيان هي في الجنوب.
ظاهرة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد ليست عابرة حتى لو تم تصفيتها عسكريا على يد الجيش اللبناني بمؤازرة عناصر فلسطينية من فصائل منظمة التحرير، حيث كلاهما معنيان بالمقام الاول في استتباب الامن في هذه المنطقة. ولا مجال هنا لرمي المسؤولية على الآخر او التنصل منها ...انها نار الفوضى الخلاقة التي تتربص بالكل.ويجب على الكل مواجهتها بروح من المسؤولية وبروح قومية تحفظ امن لبنان وارواح الفلسطينيين، وتحفظ القضية الفلسطينية من المزيد من انزلاقات الصراعات الداخلية.
سعيد الشيخ/ كاتب فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق