الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
إن الكارثة المدمرة التي ابتلى بها لبنان أخيراً تكمن في حقيقة انسلاخ السواد الأعظم من قيادات الأحزاب الشمولية والأصولية، وتلك الشاردة بعيداً عن تاريخها النضالي وتطلعات ومسار وثقافة وهوية مجتمعاتها، والتي في مقدمها تنظيم ولاية الفقيه الإيراني في لبنان، والحزب العوني، وباقي الأيتام الملحقين بالمشروع السوري الإيراني، انسلاخها عن الواقع المعاش وهروبها إلى عالم الأوهام والهلوسات والمعايير المشوشة التي غالباً ما تغلف بالألوهية.
لم يعد بإمكان هؤلاء جميعاً ادراك التطورات وتفسير الأحداث والتعامل معها بلغة البشر ومفاهيم العقل والمنطق المحسوس والملموس والمعاش. كما أنهم وعلناً يجاهرون بعدائهم للمنظمات الدولية وقراراتها وشرعِها ولا يتقيدون بالقوانين والأنظمة المحلية والدولية.
يفسّرون الأحداث طبقاً لأوهامهم والهلوسات وها هم اليوم يتابعون هذا المسار الموروب وغير السوي خلافاً لكل المعايير والمقاييس البشرية بتفسيرهم التقرير الذي أصدرته لجنة "فينوغراد" الإسرائيلية حول حرب تموز الأخيرة على أنه انتصار إلهي لهم وهزيمة لإسرائيل وأميركا ولكل العالم الحر. علماً أن هذا التقرير بالذات يدينهم ويدحض مقولتهم أن إسرائيل هي التي كانت تحضر "عدواناً" على لبنان
من هنا المطلوب من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ومن تجمع 14 آذار عدم الوقوع في هذا الفخ الإعلامي الهوسي، والعمل فوراً ودون تردد على تشكيل لجنة لبنانية نيابية عسكرية قضائية لمراجعة كل تبعات وتفاصيل وأسباب حرب تموز الكارثية التي أشعل حزب الله نيرانها طبقاً لفرامانات إيرانية وسورية.
نناشد السياديين وأفراد وقيادات ثورة الأرز في لبنان وبلاد الانتشار المطالبة بهذه اللجنة والسعي الحثيث لترى النور، حتى ولو اضطرهم الأمر تمريرها من خلال مجلس الأمن استناداً للقرار الدولي رقم 1559 الذي وضع حداً لسلاح حزب الله بموجب الفصل السابع.
كفى اللبنانيين عذاباً وصلباً ومعاناة، وكفى السكوت على هرطقات حزب الله وممارساته الحربية الكارثية، وكفى حفلات جنون جنرال الرابية الذي وبعد أن أصبح أمله بكرسي بعبدا كأمل إبليس بالجنة راح يخترع القوانين ويستنبط السبل التي يتوهم إنها ستوصله إلى قصر الشعب وكان آخرها أمس حيث طالب بانتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الشعب لمرة واحدة، علماً أن من يراجع تاريخ هذا الرجل يرى أنه كان من اشد المعارضين "لمنطق المرة واحد" الذي فرضه المحتل السوري خلال حقبة احتلاله للبنان في محطات واستحقاقات كثيرة خدمة لمصالحه وأهدافه.
يبقى أننا نؤيد غبطة البطريرك صفير في ما يقرره هو والسادة المطارنة طبقاً للقوانين اللبنانية والدستور لجهة استحقاق انتخاب الرئيس المقبل للبنان.
عنوان الكاتب البريدي phoenicia@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق