راسم عبيدات
لا يمكن لنا أن نعزل ونفصل ما يجري على الساحة اللبنانية من وعن سياقاته ، حيث حلقات وفصول التآمر تتوالى وتطال أكثر من ساحة ولأكثر من هدف وأجندة ، وهي تستهدف كل حلقات المقاومة والمعارضة والممانعة العربية ، وعلى رأسها وفي طليعتها الحلقة الفلسطينية ، وهي التي تتعرض للذبح والإبادة والتطهير والتهجير الجماعي بدءاً من العراق ، ومروراً بلبنان وإنتهاءً بفلسطين ، ولعله من الهام جداً ، أن نشير في تحليلنا ، إلى أن ما أقدمت عليه عصابات فتح الإسلام من هجوم غير مبرر على الجيش اللبناني ، ومن ثم الهروب إلى مخيم نهر البارد الفلسطيني ، له دلالات ومعاني وأبعاد ليست بعيدة عن التفاعلات والتطورات الإقليمية والدولية ، فعلى الصعيد الدولي شهدنا ، تراجعاً وإنحناءً في الموقف الأمريكي تجاه سوريا ، ترجم على الأرض من خلال زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي " نانسي بيلوسي " إلى دمشق ، وإقرارها بالمصالح السورية في لبنان ضمنا ، عندما قالت أن هناك العديد من المشاكل في لبنان ، لا تحل إلا بمشاركة وعبر دمشق ، وكذلك لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية " رايس " مع وزير الخارجية السوري وليد معلم في مؤتمر شرم الشيخ الأخير لدول جوار العراق ، وأخيراً إعطاء الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية للبدء بمفاوضات سلام حول هضبة الجولان المحتلة .
كل هذه التطورات والتبدلات والتغيرات المتلاحقة والمتسارعة في الموقف الأمريكي ، تجاه نظام طالما وصفته الإدارة الأمريكية ، بأوصاف من طراز الدولة المارقة ، وإحدى دول محور الشر والنظام المعزول والمحاصر والنظام الداعم " للإرهاب " ، ألقى بظلاله بشكل مباشر على الساحة اللبنانية ، وتحديداً على حكومة السنيوره الفاقدة لشرعيتها ودستوريتها ومعها قوى الرابع عشر من آذار ، والتي سلمت كل أوراقها وأمورها وقيادتها وقراراتها للسفارة الأمريكية والسفارات الغربية في لبنان ، حيث دفعت بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، وبقرار أمريكي – فرنسي – بريطاني ، إلى دهاليز مجلس الأمن الدولي ، لإقرارها تحت إطار البند السابع ، دون المصادقة عليها في المؤسسات الدستورية اللبنانية ، كما أنها أقدمت على سلسلة من الإجراءات التصعيدية ، لدفع الساحة اللبنانية نحو التأزم والإنفجار ، حيث أقدمت على إحتجاز والسيطرة على المساعدات المخصصة والمقدمة لإعمار الجنوب اللبناني ، عقاباً لأهل الجنوب على خياراتهم الوطنية والمقاومة ، والموقف الأمريكي هذا جعل تلك القوى تتوجس وتتشكك من الموقف والتغير الأمريكي ، والذي ربما في إطار لعبة المصالح ، قد تقدم الإدارة الأمريكية على التضحية بها ، وتقديمها قرباناً لمصالحها ، ومن هنا جاءت خطوة أخذ المحكمة الدولية لمجلس الأمن ، لإقرارها تحت البند السابع ، وكذلك جاء الدور والتوقيت المشبوه ، لما أقدمت عليه عصابات فتح الإسلام من إعتداء همجي وغير مبرر على الجيش اللبناني ، وقتل أكثر من ثلاثين من عناصره ، والهروب تجاه مخيم نهر البارد الفلسطيني ، بغرض وقصد تحقيق جملة من الأهداف المشبوهة :
- توجيه الإتهام والتحريض على سوريا ، بأن ما قامت به هذه الجماعة يندرج في إطار ، سعي سوريا لتعطيل إقرار المحكمة الدولية تحت البند السابع ، وبالتالي الإبقاء على الموقف الأمريكي المتشدد تجاهها ، وإيجاد الحجج والذرائع لسحب والسيطرة على سلاح المقاومة الفلسطينية ، تحت ذريعة وشعار ، بسط السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية ، ولا سلاح شرعي إلا سلاح الدولة والسلطة اللبنانية ، وكذلك العمل على طرد وتهجير الفلسطينين في رحلة عذاب مستمرة ، لتوطينهم بعيداً عن الحدود والدول المجاورة لإسرائيل ، وإذا كنا نرى أن هذه الجماعة المشبوهة الدور والتوقيت والهدف ، والتي يجب العمل على سحقها ، وعدم إيوائها أو إحتضانها من أي طرف فلسطيني داخل مخيم نهر البارد ، أو أي مخيم فلسطيني آخر ، و طردها وتعريتها ، لما تلحقه من ضرر بالغ بمشروعية نضالنا ومقاومتنا الفلسطينية ، ولكن لا يمكن أن تكون هذه العملية المشبوهة والمفبركة ، مبرراً لكي تقوم السلطة وحكومة السنيورة بتنفيذ أجندات معدة سلفاً ، تستهدف سلاحنا ووجودنا في لبنان ، حيث أن الهجوم الوحشي على مخيم نهر البارد طال المدنيين دون تميز ، بما يجعلنا نقول أن وراء الأكمة ما وراءها ، وخصوصاً إذا ما عرفنا العلاقات التمويلية والتسليحية بين هذه الجماعة وإحدى قوى الرابع عشر من آذار ، والتي كانت تخطط لإستغلال هذه الجماعة والإستفادة منها في خلافاتها ومعاركها مع إحدى القوى اللبنانية المعارضة ، وما يحدث في لبنان ، ليس بمعزل أو بالبعيد ، لما يحدث لأهلنا في العراق ، والذين هم ليسوا طرفاً في الصراع ، ولا يناصرون طرفاً ضد آخر ، حيث تقوم عصابات ومليشيات مأجورة ، وبعلم ومعرفة من أركان النظام الحاكم المسنود والمدعوم أمريكياً ، بإرتكاب مذابح ومجازر بحق أهلنا هناك ، ضمن المخطط والمسلسل المستهدف للوجود الفلسطيني في دول الجوار ، من أجل حمل أهلنا وشعبنا على التشرد ، وبالتالي دفعهم للتخلي عن حقهم في العودة إلى أرضهم ، وتوطينهم في بلاد المنافي والشتات ، وأيضاً هذه له إرتباط مباشر بما يجري على الساحة الفلسطينية ، حيث الشعب الفلسطيني يتعرض لحصار ظالم ، وهناك من يدفع الساحة الفلسطينية ، خدمة لأهدافه وأجنداته ومصالحه وإمتيازاته نحو الإحتراب والإقتتال الداخلي ، بهدف ذبح المقاومة الفلسطينية وتبديد كل المنجزات والمكتسبات التي عمدها وما زال يعمدها شعبنا بشلالات من الدماء الطاهرة ، وكل الذي يحدث عربياً وفلسطينياً ليس بعيداً عن المخططات الأمريكية والإسرائيلية ، والتي تنفذ بالتواطؤ والموافقة الضمنية من قبل بعض أطراف النظام الرسمي العربي ، وهذه السياسة الأمريكية العدوانية ، تستهدف بالأساس ، العمل على تفتيت وتذرير البلدان العربية وإعادة رسم جغرافيتها ، بما يجعل منها كيانات هزيلة ، تحت السيطرة والنفوذ الأمريكي ، محتجزة التطور ومنهوبة الخيرات والثروات ، منزوعة أو قوى المقاومة والممانعة فيها هامشية وضعيفة ، ولذلك فإن ما قامت به جماعة ما يسمى به فتح الإسلام ، يندرج ضمن هذا المخطط والسياق ، والمنطقة حبلى بالتطورات ، والتي كلها تنذر بأن أمريكيا وإسرائيل وبعض الدول الغربية فرنسا وبريطانيا ، تسعيان إلى التصعيد ، وإغراق المنطقة في سلسلة متوالية من الأزمات والحروب الداخلية ، والتي قد تجر إلى حروب إقليمية شاملة ، تحت مبررات من طراز منع إيران من إمتلاك أسلحة الدمار الشامل ، أو القضاء على القوى " الأرهابية " قوى المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية ، ودول الممانعة والمعارضة – سوريا - ، ومن هنا يجب علينا أن نكون متيقظين جداً ، لكل التحركات الأمريكية والإسرائيلية ، والمستهدفة الأمة بأكملها من محيطها لخليجها .
كل هذه التطورات والتبدلات والتغيرات المتلاحقة والمتسارعة في الموقف الأمريكي ، تجاه نظام طالما وصفته الإدارة الأمريكية ، بأوصاف من طراز الدولة المارقة ، وإحدى دول محور الشر والنظام المعزول والمحاصر والنظام الداعم " للإرهاب " ، ألقى بظلاله بشكل مباشر على الساحة اللبنانية ، وتحديداً على حكومة السنيوره الفاقدة لشرعيتها ودستوريتها ومعها قوى الرابع عشر من آذار ، والتي سلمت كل أوراقها وأمورها وقيادتها وقراراتها للسفارة الأمريكية والسفارات الغربية في لبنان ، حيث دفعت بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، وبقرار أمريكي – فرنسي – بريطاني ، إلى دهاليز مجلس الأمن الدولي ، لإقرارها تحت إطار البند السابع ، دون المصادقة عليها في المؤسسات الدستورية اللبنانية ، كما أنها أقدمت على سلسلة من الإجراءات التصعيدية ، لدفع الساحة اللبنانية نحو التأزم والإنفجار ، حيث أقدمت على إحتجاز والسيطرة على المساعدات المخصصة والمقدمة لإعمار الجنوب اللبناني ، عقاباً لأهل الجنوب على خياراتهم الوطنية والمقاومة ، والموقف الأمريكي هذا جعل تلك القوى تتوجس وتتشكك من الموقف والتغير الأمريكي ، والذي ربما في إطار لعبة المصالح ، قد تقدم الإدارة الأمريكية على التضحية بها ، وتقديمها قرباناً لمصالحها ، ومن هنا جاءت خطوة أخذ المحكمة الدولية لمجلس الأمن ، لإقرارها تحت البند السابع ، وكذلك جاء الدور والتوقيت المشبوه ، لما أقدمت عليه عصابات فتح الإسلام من إعتداء همجي وغير مبرر على الجيش اللبناني ، وقتل أكثر من ثلاثين من عناصره ، والهروب تجاه مخيم نهر البارد الفلسطيني ، بغرض وقصد تحقيق جملة من الأهداف المشبوهة :
- توجيه الإتهام والتحريض على سوريا ، بأن ما قامت به هذه الجماعة يندرج في إطار ، سعي سوريا لتعطيل إقرار المحكمة الدولية تحت البند السابع ، وبالتالي الإبقاء على الموقف الأمريكي المتشدد تجاهها ، وإيجاد الحجج والذرائع لسحب والسيطرة على سلاح المقاومة الفلسطينية ، تحت ذريعة وشعار ، بسط السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية ، ولا سلاح شرعي إلا سلاح الدولة والسلطة اللبنانية ، وكذلك العمل على طرد وتهجير الفلسطينين في رحلة عذاب مستمرة ، لتوطينهم بعيداً عن الحدود والدول المجاورة لإسرائيل ، وإذا كنا نرى أن هذه الجماعة المشبوهة الدور والتوقيت والهدف ، والتي يجب العمل على سحقها ، وعدم إيوائها أو إحتضانها من أي طرف فلسطيني داخل مخيم نهر البارد ، أو أي مخيم فلسطيني آخر ، و طردها وتعريتها ، لما تلحقه من ضرر بالغ بمشروعية نضالنا ومقاومتنا الفلسطينية ، ولكن لا يمكن أن تكون هذه العملية المشبوهة والمفبركة ، مبرراً لكي تقوم السلطة وحكومة السنيورة بتنفيذ أجندات معدة سلفاً ، تستهدف سلاحنا ووجودنا في لبنان ، حيث أن الهجوم الوحشي على مخيم نهر البارد طال المدنيين دون تميز ، بما يجعلنا نقول أن وراء الأكمة ما وراءها ، وخصوصاً إذا ما عرفنا العلاقات التمويلية والتسليحية بين هذه الجماعة وإحدى قوى الرابع عشر من آذار ، والتي كانت تخطط لإستغلال هذه الجماعة والإستفادة منها في خلافاتها ومعاركها مع إحدى القوى اللبنانية المعارضة ، وما يحدث في لبنان ، ليس بمعزل أو بالبعيد ، لما يحدث لأهلنا في العراق ، والذين هم ليسوا طرفاً في الصراع ، ولا يناصرون طرفاً ضد آخر ، حيث تقوم عصابات ومليشيات مأجورة ، وبعلم ومعرفة من أركان النظام الحاكم المسنود والمدعوم أمريكياً ، بإرتكاب مذابح ومجازر بحق أهلنا هناك ، ضمن المخطط والمسلسل المستهدف للوجود الفلسطيني في دول الجوار ، من أجل حمل أهلنا وشعبنا على التشرد ، وبالتالي دفعهم للتخلي عن حقهم في العودة إلى أرضهم ، وتوطينهم في بلاد المنافي والشتات ، وأيضاً هذه له إرتباط مباشر بما يجري على الساحة الفلسطينية ، حيث الشعب الفلسطيني يتعرض لحصار ظالم ، وهناك من يدفع الساحة الفلسطينية ، خدمة لأهدافه وأجنداته ومصالحه وإمتيازاته نحو الإحتراب والإقتتال الداخلي ، بهدف ذبح المقاومة الفلسطينية وتبديد كل المنجزات والمكتسبات التي عمدها وما زال يعمدها شعبنا بشلالات من الدماء الطاهرة ، وكل الذي يحدث عربياً وفلسطينياً ليس بعيداً عن المخططات الأمريكية والإسرائيلية ، والتي تنفذ بالتواطؤ والموافقة الضمنية من قبل بعض أطراف النظام الرسمي العربي ، وهذه السياسة الأمريكية العدوانية ، تستهدف بالأساس ، العمل على تفتيت وتذرير البلدان العربية وإعادة رسم جغرافيتها ، بما يجعل منها كيانات هزيلة ، تحت السيطرة والنفوذ الأمريكي ، محتجزة التطور ومنهوبة الخيرات والثروات ، منزوعة أو قوى المقاومة والممانعة فيها هامشية وضعيفة ، ولذلك فإن ما قامت به جماعة ما يسمى به فتح الإسلام ، يندرج ضمن هذا المخطط والسياق ، والمنطقة حبلى بالتطورات ، والتي كلها تنذر بأن أمريكيا وإسرائيل وبعض الدول الغربية فرنسا وبريطانيا ، تسعيان إلى التصعيد ، وإغراق المنطقة في سلسلة متوالية من الأزمات والحروب الداخلية ، والتي قد تجر إلى حروب إقليمية شاملة ، تحت مبررات من طراز منع إيران من إمتلاك أسلحة الدمار الشامل ، أو القضاء على القوى " الأرهابية " قوى المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية ، ودول الممانعة والمعارضة – سوريا - ، ومن هنا يجب علينا أن نكون متيقظين جداً ، لكل التحركات الأمريكية والإسرائيلية ، والمستهدفة الأمة بأكملها من محيطها لخليجها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق