يوسف صادق
من الجيد أن نأخذ نحن الفلسطينيين العبرة من نتائج تقرير فينوغراد كما الإسرائيليين خاصة وأن مستقبلنا وقضيتنا مرتبطة دوما بالإنعكاسات في الشارع الإسرائيلي والقادة السياسيين عندهم، وهو الربط بكل مضامينه، حتى اللحظة في أقل تقدير، فتقرير فينوغراد الذي بات فيه التحقيق أكثر نزاهة وشفافية وأكثر واقعية وديمقراطية، لإقراره علناً أنهم هزموا في الجنوب اللبناني على يد حزبٍ وليس جيشا نظامياً كلاسيكياً.
ورغم أن نتائج التقرير لم تكن مفاجئة للجميع، إلا أنها أحدثت تسونامي داخل بنيان الحكومة والمجتمع الإسرائيلية، وعلت الأصوات المطالبة باستقالة أولمرت من منصبه، فهو لا زال في إطار تحقيق فساد مرتبط به خلال فترة توليه وزارة المالية- بيع بنك عام 2005، وشراء منزل بالقدس بخصم كبير جداً عام 2004 ودعم حكومي لمصنع يملكه أحد أصدقائه عام 2003"، وهو أدى إلى انخفاض شعبيته في الشارع الإسرائيلي، وبات 70% من مواطنيها يطالبون باستقالته حسب استطلاعات الرأي الإسرائيلية.
ما يعنينا هنا، أن تغييرات كبيرة يبدو أنها ستطرأ على الحياة السياسية في إسرائيل، حتى إذا لم تكن جذرية، قد نستفيد نحن الفلسطينيين منها إذا ما أحسنا التصرف، فالتقرير أخرج الكثير من القوى السياسية الإسرائيلية عن صمتها، وبين الكثير من مواضع الخلل السياسي والعسكري عندهم، وهنا سندخل في مرحلة تحالفات حزبية جديدة قد تعيد حزب كادميا مرة أخرى دون قيادة أولمرت هذه المرة، ولعل شمعون بيريز سيعود إلى المواجهة السياسية من جديد، كحل بديل في وجه تسيفي ليفني، التي علي ما يبدو خسرت إمكانية المنافسة داخل حزبها، لتسرعها في إظهار طموحها الشخصي على حساب حزبها، مما يفتح الطريق للعجوز السياسي المخضرم للحكم مجددا دون اللجوء للانتخابات، وهو ما يعتبره بعض الإسرائيليين، الحل الأنسب، وهنا ستحاول إسرائيل من خلال هذا العجوز بداية تسوية سياسية مماطلة مع الفلسطينيين، ذلك لأن المجتمع الإسرائيلي أدرك تماماً أن الحل لن يكون عسكريا وأن البديل لأمن الشارع الإسرائيلي هو السلام مع الفلسطينيين.
فتقرير فينوغراد الذي بين فيه تدني معنويات الجيش الإسرائيلي بأكمله، وبقاء مئات آلاف الإسرائيليين تحت رحمة صواريخ حزب الله لأكثر من شهر، هي مدة الحرب، بالإضافة لمقتل 119 جنديا و44 مدنيا، جعلت من الساسة الإسرائيليين أمام خيارات مفتوحة، فالخيار الأول الخروج بحل سياسي مع الشعب الفلسطيني، والخيار الثاني ذهابهم إلى إنتخابات مبكرة، سيكون الفائز الأول فيها زعيم حزب الليكود بيبي نتانياهو، وهذا الخيار مرتبط بمدى إنهيار أولمرت أمام مطالبيه بالإستقالة، أما الخيار الثالث فهي حرب على سوريا بشكل خاص، أو ضربة لإيران بمساعدة أمريكية، تصرف الرأي العام في إسرائيل عن إخفاق تموز الماضي. وإذا ما فاجأ أولمرت الجميع وقدم إستقالته، فإن إسرائيل ستدخل في مرحلة المجــهول مؤقتــا باتجاه إعــادة تركيب الوضع، فالأيام القادمة ستكشف أحد الخيارات الثلاثة.
وإذا ما قارنا ديمقراطيتنا كفلسطينيين قياساً بالمحتل الإسرائيلي، فنجزم هنا، أن فينو غراد، لو كان بيننا، لترحمنا عليه وعلى باقي أسرته في اليوم الثاني من نشر تقريره، خاصة وأننا نعالج الأمور والنتائج سريعاً.
Yousefsadek2004@hotmail.com
من الجيد أن نأخذ نحن الفلسطينيين العبرة من نتائج تقرير فينوغراد كما الإسرائيليين خاصة وأن مستقبلنا وقضيتنا مرتبطة دوما بالإنعكاسات في الشارع الإسرائيلي والقادة السياسيين عندهم، وهو الربط بكل مضامينه، حتى اللحظة في أقل تقدير، فتقرير فينوغراد الذي بات فيه التحقيق أكثر نزاهة وشفافية وأكثر واقعية وديمقراطية، لإقراره علناً أنهم هزموا في الجنوب اللبناني على يد حزبٍ وليس جيشا نظامياً كلاسيكياً.
ورغم أن نتائج التقرير لم تكن مفاجئة للجميع، إلا أنها أحدثت تسونامي داخل بنيان الحكومة والمجتمع الإسرائيلية، وعلت الأصوات المطالبة باستقالة أولمرت من منصبه، فهو لا زال في إطار تحقيق فساد مرتبط به خلال فترة توليه وزارة المالية- بيع بنك عام 2005، وشراء منزل بالقدس بخصم كبير جداً عام 2004 ودعم حكومي لمصنع يملكه أحد أصدقائه عام 2003"، وهو أدى إلى انخفاض شعبيته في الشارع الإسرائيلي، وبات 70% من مواطنيها يطالبون باستقالته حسب استطلاعات الرأي الإسرائيلية.
ما يعنينا هنا، أن تغييرات كبيرة يبدو أنها ستطرأ على الحياة السياسية في إسرائيل، حتى إذا لم تكن جذرية، قد نستفيد نحن الفلسطينيين منها إذا ما أحسنا التصرف، فالتقرير أخرج الكثير من القوى السياسية الإسرائيلية عن صمتها، وبين الكثير من مواضع الخلل السياسي والعسكري عندهم، وهنا سندخل في مرحلة تحالفات حزبية جديدة قد تعيد حزب كادميا مرة أخرى دون قيادة أولمرت هذه المرة، ولعل شمعون بيريز سيعود إلى المواجهة السياسية من جديد، كحل بديل في وجه تسيفي ليفني، التي علي ما يبدو خسرت إمكانية المنافسة داخل حزبها، لتسرعها في إظهار طموحها الشخصي على حساب حزبها، مما يفتح الطريق للعجوز السياسي المخضرم للحكم مجددا دون اللجوء للانتخابات، وهو ما يعتبره بعض الإسرائيليين، الحل الأنسب، وهنا ستحاول إسرائيل من خلال هذا العجوز بداية تسوية سياسية مماطلة مع الفلسطينيين، ذلك لأن المجتمع الإسرائيلي أدرك تماماً أن الحل لن يكون عسكريا وأن البديل لأمن الشارع الإسرائيلي هو السلام مع الفلسطينيين.
فتقرير فينوغراد الذي بين فيه تدني معنويات الجيش الإسرائيلي بأكمله، وبقاء مئات آلاف الإسرائيليين تحت رحمة صواريخ حزب الله لأكثر من شهر، هي مدة الحرب، بالإضافة لمقتل 119 جنديا و44 مدنيا، جعلت من الساسة الإسرائيليين أمام خيارات مفتوحة، فالخيار الأول الخروج بحل سياسي مع الشعب الفلسطيني، والخيار الثاني ذهابهم إلى إنتخابات مبكرة، سيكون الفائز الأول فيها زعيم حزب الليكود بيبي نتانياهو، وهذا الخيار مرتبط بمدى إنهيار أولمرت أمام مطالبيه بالإستقالة، أما الخيار الثالث فهي حرب على سوريا بشكل خاص، أو ضربة لإيران بمساعدة أمريكية، تصرف الرأي العام في إسرائيل عن إخفاق تموز الماضي. وإذا ما فاجأ أولمرت الجميع وقدم إستقالته، فإن إسرائيل ستدخل في مرحلة المجــهول مؤقتــا باتجاه إعــادة تركيب الوضع، فالأيام القادمة ستكشف أحد الخيارات الثلاثة.
وإذا ما قارنا ديمقراطيتنا كفلسطينيين قياساً بالمحتل الإسرائيلي، فنجزم هنا، أن فينو غراد، لو كان بيننا، لترحمنا عليه وعلى باقي أسرته في اليوم الثاني من نشر تقريره، خاصة وأننا نعالج الأمور والنتائج سريعاً.
Yousefsadek2004@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق