رشا أرنست
اليوم و قد انتشرت أخبار كلها تعبر عن معاناة المسيحيين في كل مكان، لا أعرف ماذا ينبغي أن نقول، لكن علينا أن نواجه الواقع بمرارته القاسية، و قسوته الحادة والتي تضرب في أرجاء كثيرة، كأنها سيوف تخرج من كل مكان لتطال كل ما تطال من عزم و إرادة هذه الشعوب المؤمنة بيسوع المسيح.
لبنان الجريح و الذي ما كاد أن ينهض من حربه العام الماضي و التي كانت بسبب حزب الله وإسرائيل بسبب اختطاف جنديين إسرائيليين من قبل حزب الله، جعل كل لبنان يدفع ثمن هذه الحرب الغوغاء غالياً و مازال يدفعها حتى الآن. و زادت الأمور تعقيداً لظهور تطرف أخر من جماعات أخرى تحت اسم مختلف و المطلوب تنفيذ ما يريدونه في لبنان أو القضاء على كل مسيحي لبنان. و كأن وجود المسيحيين بلبنان هو إعانة من آخرين أو شفقة على من ولدوا لبنانيون على أرض هذا البلد و غلطتهم أنهم مسيحيون. ماذا فعل المسيحيون داخل كل الصراعات وهم دائما يناشدون بالوحدة داخل لبنان حتى يكونوا هم كارت التهديد من الجماعة المتطرفة؟
و على الطرف الآخر ننظر للعراق الذي دفع أهله ثمن الاستبداد و الدكتاتورية أزمنة و أزمنة ثم و لأكثر من أربع سنوات مستمرون في دفع ثمن الحرية. فكل شيء أصبح له ثمن حتى ما وهبنا الله إياها مجاناً. الإيمان له ثمن، الحياة لها ثمن، الحرية لها ثمن، و الآمان أيضاً له ثمن. و اليوم مع الثمن الذي يدفعه كل عراقي يُضاف على المسيحي العراقي أن يدفع الضعف، إما أن يفعل ما يريده المتطرفون الذين يفرضوا إيمانهم بالقوة و إما الطرد، فلم يبقى للعراقي المسيحي مكاناً في وطنه العراق.
لماذا نعشق الاختلاف و نحارب ضد الحرية؟ لماذا أصبح الدم و الغربة و القهر ينتظر الكثيرون على الطريق؟ قالها يسوع "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" و أسأل أي عالم هذا الذي كان يقصده يسوع المسيح؟ عالم من القتل؟ عالم يناهض الظلام و يشجب النور؟
كلمات كثيرة تختنق داخلي مع كل مشهد أراه من مشاهد القهر والعنف والدماء والملثمين الذين يلفون في كل مكان بحثاً عن فريسة جديدة.
إن كان العالم يسعي إلى القهر فلسنا منه، إن كان العالم يخنق النور فلنرحل عنه، إن كان العالم يعشق اللون الأحمر المتناثر في كل مكان فليس لنا إلا أن نطلب رحمة السماء. لم يقلها يسوع المسيح لبيلاطس فقط و إنما يومها قد ألقى بها في وجه العالم "مملكتي ليست من هذا العالم يو 18: 36" يا ليت كل من يريدون أن يملكوا على هذه الأرض يعلموا أننا خُلقنا للسموات و لسنا من هذا العالم، و إنما خلقنا عليها لنمجد خالقها. يا ليتهم يدركون أن الأرض كالحياة والإيمان والحرية كلها مجانية.
المخلص الفادي الذي لم يستسلم للظلم و الموت، و ظل يُنادي بالحق " تعرفون الحق والحق يحرركم يو 8: 32" هو القادر أن يمنح شعبه في كل مكان القوة و العزيمة ليدافعوا عن حقهم في الحرية، حقهم في أرضهم، حقهم أن يقولوا نحن مسيحيون و لو قتلتمونا. فالشدة و الضيق اللذان يزيدان من حولنا في كل مكان لهما غلبة، الضيق الذي يخنق كل جميل حولنا ويُشرد و يقتل و يُبكي له غالب. "ستعانون الشدة في هذا العالم، فتشجعوا أنا غلبت العالم يو 16: 33" غلب يسوع المسيح بكل معنى الغلبة والانتصار، غلب بقيامته التي وعدنا بها، انتصر على كل العالم، و انتصاره رجاء لنا على الأرض و للأبد، فلا تضطرب قلوبكم لأن هناك مَن هو أعدل وأحكم وقادر على كل شيء.
***
لقد أعلنتُ الحرب على نفسي لعدة سنوات
كانت مزعجة، ولكني الآن دون سلاح.
لن أخاف من أي شيء لأن المحبة تطرد الخوف
أنا لست مسلحاً بالحاجة لأن أكون على حق
وكي أبرر نفسي من خلال اللاعدالة تجاه الآخرين.
أنا لست بعد في حالة دفاع عن غناي
أنا فقط أريد أن أرحب وأشارك.
أنا لا أحمل فوق أفكاري ومشاريعي.
إن كان أحد يريني شيء أفضل-
لا، يجب أن لا أقول أفضل ، ولكن أحسن-
أقبلهم دون حسرة
لا أسعى بعد نحو المقارنة.
إن ما هو حسن هو الحق والواقع وهما بالنسبة لي الأحسن.
هذا هو سبب عدم خوفي.
عندما نكون دون سلاح وذو نفس غير مستعبدة،
إن كنا نفتح قلوبنا للإله الإنسان الذي يجعل كل شيء جديد
ثم يحمل بعيداً آلام الماضي
ويعلن الزمن الجديد حيث كل شيء ممكن.
البطريرك القسطنيطيني أثيناغورس
اليوم و قد انتشرت أخبار كلها تعبر عن معاناة المسيحيين في كل مكان، لا أعرف ماذا ينبغي أن نقول، لكن علينا أن نواجه الواقع بمرارته القاسية، و قسوته الحادة والتي تضرب في أرجاء كثيرة، كأنها سيوف تخرج من كل مكان لتطال كل ما تطال من عزم و إرادة هذه الشعوب المؤمنة بيسوع المسيح.
لبنان الجريح و الذي ما كاد أن ينهض من حربه العام الماضي و التي كانت بسبب حزب الله وإسرائيل بسبب اختطاف جنديين إسرائيليين من قبل حزب الله، جعل كل لبنان يدفع ثمن هذه الحرب الغوغاء غالياً و مازال يدفعها حتى الآن. و زادت الأمور تعقيداً لظهور تطرف أخر من جماعات أخرى تحت اسم مختلف و المطلوب تنفيذ ما يريدونه في لبنان أو القضاء على كل مسيحي لبنان. و كأن وجود المسيحيين بلبنان هو إعانة من آخرين أو شفقة على من ولدوا لبنانيون على أرض هذا البلد و غلطتهم أنهم مسيحيون. ماذا فعل المسيحيون داخل كل الصراعات وهم دائما يناشدون بالوحدة داخل لبنان حتى يكونوا هم كارت التهديد من الجماعة المتطرفة؟
و على الطرف الآخر ننظر للعراق الذي دفع أهله ثمن الاستبداد و الدكتاتورية أزمنة و أزمنة ثم و لأكثر من أربع سنوات مستمرون في دفع ثمن الحرية. فكل شيء أصبح له ثمن حتى ما وهبنا الله إياها مجاناً. الإيمان له ثمن، الحياة لها ثمن، الحرية لها ثمن، و الآمان أيضاً له ثمن. و اليوم مع الثمن الذي يدفعه كل عراقي يُضاف على المسيحي العراقي أن يدفع الضعف، إما أن يفعل ما يريده المتطرفون الذين يفرضوا إيمانهم بالقوة و إما الطرد، فلم يبقى للعراقي المسيحي مكاناً في وطنه العراق.
لماذا نعشق الاختلاف و نحارب ضد الحرية؟ لماذا أصبح الدم و الغربة و القهر ينتظر الكثيرون على الطريق؟ قالها يسوع "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" و أسأل أي عالم هذا الذي كان يقصده يسوع المسيح؟ عالم من القتل؟ عالم يناهض الظلام و يشجب النور؟
كلمات كثيرة تختنق داخلي مع كل مشهد أراه من مشاهد القهر والعنف والدماء والملثمين الذين يلفون في كل مكان بحثاً عن فريسة جديدة.
إن كان العالم يسعي إلى القهر فلسنا منه، إن كان العالم يخنق النور فلنرحل عنه، إن كان العالم يعشق اللون الأحمر المتناثر في كل مكان فليس لنا إلا أن نطلب رحمة السماء. لم يقلها يسوع المسيح لبيلاطس فقط و إنما يومها قد ألقى بها في وجه العالم "مملكتي ليست من هذا العالم يو 18: 36" يا ليت كل من يريدون أن يملكوا على هذه الأرض يعلموا أننا خُلقنا للسموات و لسنا من هذا العالم، و إنما خلقنا عليها لنمجد خالقها. يا ليتهم يدركون أن الأرض كالحياة والإيمان والحرية كلها مجانية.
المخلص الفادي الذي لم يستسلم للظلم و الموت، و ظل يُنادي بالحق " تعرفون الحق والحق يحرركم يو 8: 32" هو القادر أن يمنح شعبه في كل مكان القوة و العزيمة ليدافعوا عن حقهم في الحرية، حقهم في أرضهم، حقهم أن يقولوا نحن مسيحيون و لو قتلتمونا. فالشدة و الضيق اللذان يزيدان من حولنا في كل مكان لهما غلبة، الضيق الذي يخنق كل جميل حولنا ويُشرد و يقتل و يُبكي له غالب. "ستعانون الشدة في هذا العالم، فتشجعوا أنا غلبت العالم يو 16: 33" غلب يسوع المسيح بكل معنى الغلبة والانتصار، غلب بقيامته التي وعدنا بها، انتصر على كل العالم، و انتصاره رجاء لنا على الأرض و للأبد، فلا تضطرب قلوبكم لأن هناك مَن هو أعدل وأحكم وقادر على كل شيء.
***
لقد أعلنتُ الحرب على نفسي لعدة سنوات
كانت مزعجة، ولكني الآن دون سلاح.
لن أخاف من أي شيء لأن المحبة تطرد الخوف
أنا لست مسلحاً بالحاجة لأن أكون على حق
وكي أبرر نفسي من خلال اللاعدالة تجاه الآخرين.
أنا لست بعد في حالة دفاع عن غناي
أنا فقط أريد أن أرحب وأشارك.
أنا لا أحمل فوق أفكاري ومشاريعي.
إن كان أحد يريني شيء أفضل-
لا، يجب أن لا أقول أفضل ، ولكن أحسن-
أقبلهم دون حسرة
لا أسعى بعد نحو المقارنة.
إن ما هو حسن هو الحق والواقع وهما بالنسبة لي الأحسن.
هذا هو سبب عدم خوفي.
عندما نكون دون سلاح وذو نفس غير مستعبدة،
إن كنا نفتح قلوبنا للإله الإنسان الذي يجعل كل شيء جديد
ثم يحمل بعيداً آلام الماضي
ويعلن الزمن الجديد حيث كل شيء ممكن.
البطريرك القسطنيطيني أثيناغورس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق