د. حسن مدن
الامين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي
شأني شان أخوة كثيرين استوقفني إصرار »الداعية« وجدي غنيم على حيازة الجنسية البحرينية لأنه وجد في البحرين الحرية المنشودة كما يقول.
الامين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي
شأني شان أخوة كثيرين استوقفني إصرار »الداعية« وجدي غنيم على حيازة الجنسية البحرينية لأنه وجد في البحرين الحرية المنشودة كما يقول.
وأكثر من ذلك تساءلت هل ينقص البحرين دعاة يتميزون برصانة التفكير وبالتمسك بالروح الوسطية المعتدلة والمتسامحة؟ لكي نسلم برامجنا الدينية في قناتنا الفضائية لدعاة يثار حولهم ألف سؤال وسؤال، أتوا إلى هذا البلد الذي لا تنقصه المشاكل والاحتقانات والتوترات ليزيدوا صب الزيت عليها، فيزيدوها اشتعالا.
وحضر في بالي اسم ووجه رجل دين بحريني فاضل هو الشيخ عبداللطيف المحمود الذي كان يطل على شاشتنا باعتداله وتسامحه ووسطيته، داعيا لتغليب المشتركات بين المسلمين، وبينهم أهل البحرين بالطبع، والذي ينأى في خطابه عن التطرف والتعصب والمذهبية الضيقة، ومثل الشيخ الجليل عبداللطيف لدينا الكثير من رجال الدين، سنة وشيعة، قادرون على أن يتحفوا الفضائية البحرينية بمثل هذا الخطاب المستقيم الذي نحن في اشد ما نكون حاجة إليه في ظروف الاستقطاب الطائفي البغيض الذي يعاني منه بلدنا اليوم، كما تعاني منه بلدان عربية شقيقة.
ما الذي يجعل القائمين على الأمر يستقدمون السيد وجدي غنيم ومن هم على شاكلته فتسلط عليهم الأضواء في برامج ذات خطاب ابعد ما يكون عن الروح التي جبل عليها هذا الشعب؟ ولسنا في هذا السياق نتخذ موقفا من جنسية هذا الرجل أو سواه، فمصر التي يتحدر منها، بلد عزيز علينا هي وشعبها العظيم الذي يعج بالكفاءات وبالأصوات المعتدلة المتنورة، لكننا كما في أشياء كثيرة نسيء الاختيار، أو أن البعض بالأحرى يتعمد هذا النوع من الاختيار ابتغاء لغايات أبعد ما تكون عن مصلحة هذا الوطن، ولا غرو أن ينبري بعض نواب المراكز العامة فيجدوا في تجنيس وجدي غنيم مكسبا وشرفا لهذا الوطن!! مكسب وشرف؟! هكذا دفعة واحدة، ألأن هذا البلد بات بلدا عاقرا لا ينجب المواهب والأذكياء والمبدعين والمثقفين في الحقول المختلفة، بما فيها حقل الدعوة الدينية الرشيدة المستقيمة، المعتدلة، المتسامحة، حتى نستورد هؤلاء من صنعة التعصب والتطرف وغلواء الشقاق المذهبي البغيض الذي ابتليت به الشعوب والأوطان فيصبحوا نجوما على شاشة تلفزيوننا الوطني، ويتحولوا إلى وعاظ وخطباء في مدارسنا، فيحشوا الأذهان الغظة للتلاميذ والتلميذات بترهاتهم، ويبذروا فيها بذرة التعصب، كأننا نتباهى بين الأمم بهذا »المكسب« و»الشرف«؟! دون أن نفطن إلى إننا بذلك، وبإرادتنا الحرة ودون إملاء من أحد، تحولنا إلى شركاء في صنع الفكر المتطرف الذي من تحت خيمته وعباءته ظهرت خلايا الإرهاب النائمة منها واليقظة، التي تتربص بهذه الأوطان فتلحق بها من التخريب والفوضى ما تلحق.
ولسنا في حاجة لتكرار الأمثلة والأدلة على ما أنتجه وينتجه هذا الفكر من مصائب، مستظلا، ويا للأسف، بأغطية رسمية تقدم له الحماية و»الحصانة« أيضا إذا اقتضى الأمر. آن لنا أن نتنبه إلى خطورة ما يجري، أن نعي بأن هذا الوطن لا ينقصه الدعاة والوعاظ ممن قلوبهم على مصلحته ومصلحة أبنائه، ونحن في غنى عن وعاظ يخلقون التربة التي ستدفع بأبنائنا إلى ساحات قندهار أو ساحات أخرى تعد لها العدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق