سعيد علم الدين
عندما يسيطر الغباءُ على الزعماء؟ يؤدي ببساطة إلى انتحار الذكاء.
وعندما تسيطر على هؤلاء: الأنانية والانتهازية والوصولية وجنون العظمة وحب الذات، والعقد الدينية المذهبية والأفكار البائدة الشمولية وثارات داحس والغبراء، فلا تعالج ما في دواء!
فالطامةُ الصَّماء هنا أن الزعيمَ العليم، يعتقدُ أن أكثريةَ الشعبِ مِثْلُهُ أغبياء، تماماً كالمنافق الذي يعتقدُ أن أكثر الناسِ منافقين، والكذَّابِ الذي يشك بالصادقين ويرى كل الناسِ كذابين. ولهذا فالزعيمُ العظيمُ يستطيع بهمةِ جماهيرَ الخنوع والولاء والخضوعِ والتعظيم لشخصه الفذ المستقيم أن يغامرَ بشعبه بمكرٍ ودهاء ويجُرَّهُ مع تصفيق الملايين من الغوغاء وهتافات الآلاف من البلهاء إلى خراب بيته وحتفه والبلاء.
طاولةُ الحوارِ في لبنان بين امراء الحربِ ومشايخ الأحزابِ واسياد القبائلِ وزعماءِ العشائر ونوابِ الشعوب اللبنانية المنْتَخَبَةِ على الطريقة الديمقراطية العصرية الحديثة بالرقم التسلسلي والهوية ذاع صيتُها في الشرق والغرب وصارت حكاية مملةً ومسلسلاً طويلا بلا أمل للشعب.
نتحدث هنا بلغة التعميم رافضين الخلط بين من يسمسر على حساب وطنه ويناور، وثانٍ بشعبه المنهك من أجل الكرسي يتاجر، وثالث يزج بلده خدمة للآخرين في المخاطر، وبين زعيم حرٍ يضحي لخلاص وطنه من محنِهِ بالدم والروح ويقدم الشهداء لكي تنتصر الحرية ومنطق الدولة على الشمولية ومنطق الفوضى.
فمن هنا فطاولة الحوار بين اللبنانيين على طريقة نبيه بري مضيعة للوقت ومحاولات ابتزازية متكررة من محوره الضال لإضعاف قوى الحرية والسيادة والاستقلال.
المشكلة تكمن بين عقليتين متنابذتين: عقلية ديمقراطية منفتحة خلاقة تريد المشاركة وعقلية استبداية منغلقة ميليشاوية تريد الهيمنة، فكيف اذا كانت مسلحة حتى الاسنان؟ حتى ولو اتفقوا كما حدث في طاولة الحوار الأولى فلن ينفذ حزب الله وتوابعه شيء من هذا الاتفاق. اتفقوا على المحكمة وعند التنفيذ انقلبوا عليها. هم يأخذون من الآخر ولا يريدون أن يعطوه بالمقابل شيئاً. فرضوا بري رئيسا لمجلس النواب على الشريك ولا يسمحون لشريكهم في الوطن بأن ينتخب رئيسا للجمهورية حسب الدستور. هذه ليست شراكة هذه هيمنة وتسلط وبلطجية واستبداد لا علاقة له بأي فكر ديمقراطي.
رغم كل ذلك الدعوةُ إلى طاولة الحوار لها أسرارٌ وشروطٌ ومقبِّلاتٌ وخيوطٌ. فأرجو أن تحفَظو السرَّ ولا تنشروه فمخابرات الإخوان تعمل بنشاط محموم في كل مكان ما عدا العدو الاسرائيلي فهو من شرها في أمان. وجبهة الجولان تشهد على هذا الكلام.
وكما هو معروف في ثقافتنا العربية وتراثِنا المبجل هذا القول المأثور إذا ارتكبتم المعاصي فاستترو! ونقد الحاكم في العالم العربي هو أكبر من معصية بل هو نوع من الكبائر يعاقب عليها الكاتب الحر المكابر من الطاغية الشرير الفاجر بزجه دون محاكمة في زنازين القذارة أو رميه في المقابر.
ولهذا فعندما يدعو نبيه بري الى طاولة الحوار يكون قد أخذ التعليمات والإشارات بالأيدي، والتوصيات والتنبيهات بحركة العنق مع تلويحة الرأس من بشار. فدعوة بري الحالية الى الحوار من اجل الحوار أي لمضيعة الوقت جاءت بعد لقائه الاسد في دمشق في السابع من هذا الشهر مباشرة. الذي قال له "ولك يا ابو مصطفى انت نبيه وذكي ولبق ومحنك! وبتاخذ اللبنانيين على نبع المي وبترجعهم عطشانين. بسلامة فهمك، شغِّلْ عقلك شوية ولَهِّي جماعة الحئيئة بشي حوار الى ان تنتهي ولاية بوش العنيد ويجينا شي رئيس أمريكي جديد بِقَدِّر قيمة الوصول إلى صفقة مع سوريا، وبعدين لكل حادث حديث وبين القال والقيل وتصريح من وئام وهاب وآخر من ناصر قنديل منكون عم نحضر من وراء الستار لشي عمل خطير، لا يخطر على الخاطر ولا البال نقلب به صفحة التاريخ حسب الاستراتيجية المرسومة منذ ايام الوالد حافظ الجبار". وتأكيدا على ما أقول فقد قال نبيه بري بعد لقاء الاسد وبصوت عال وحواجب مرتفعة وعيون مفتوحة لكي تسمع الشعوب اللبنانية المستغباة وتعي ما يقول التالي: "اقولها من سوريا قصدا، ليس للسوريين اي شرط على التفاهم اللبناني اللبناني وهم داعمون للحوار".
هذا الكلام يدل على أنه عند بري مسلة عم تنعرو. والا لماذا الاشارة الى كلمة شرط؟ المقصود القول ان هناك شروط اذا لم يقبل بها المنتج الإسرائيلي من جماعة 14 اذار وينصاعوا. فلا تفاهم ولا رئاسة ولا حوار. واللبيب من الإشارة يفهم .
وإلِّي ما تفجر بعد، ألم يشاهد يلي اتفجروا!
وقبل دعوته للحوار عام 2006 زار نبيه بري الاسد أيضا لاخذ التعليمات والاوامر ومعرفة الشروط واحضر معه من عندِه علبةَ برازق شامية رئاسية فاخرة لتحلية حنك المتحاورين. وبينما هم يتلذذون بقرقشة البرازق اراد بري ان يسعِدَهم بنكتة من نكاته المعروفة ليفرفشوا وليتنازلوا بين القرقشة والفرفشة قليلا عن عنادهم. النكتةُ اضحكت الجميع حتى الشيخ نصر الله كاد ان يقلِبَ على ظهرة من شدة الضحك، اما جنبلاط فلقد قلبَ على ظهره. سمير جعجع طقت خواصره من الضحك وسعد الحريري مشيت معدته بسبب البرازق ورغم ذلك واصل الضحك مجاملة لبري.
المهم الكل قرقشوا وفرفشوا إلا ميشال عون فلم يضحك ولا حتى مجاملةً لبري وظل عابسا صامتا ولم يقرقش ولم يفرفش استغرب الجميع ذلك التصرف واعتقدوا انه يفكر عميقا بحل المسائل المعقدة ولا وقت عنده للقرقشة والفرفشة ولهذا فلم يسألوه لماذا لم يضحك معهم ! قائلين في سرهم ربما في رأسه شيءٌ أكبر وأهم من البرازق والنكات والقرقشة والفرفشة!
ما هو هذا الشيء؟ ظل السؤال مفتوحا دون جواب وابو الميش عابسا مثل الضباب!
وفي اليوم التالي اجتمع المتحاورون كعادتهم بجدية وقبل ان يفتتح بري الجلسة ضحك عون ضحكةً مدويةً هزت ساحة النجمة ووصل صداها الى عمرو موسى في القاهرة والى بان كي مون في نيويورك. هرع عمرو موسى الى الهاتف سائلا السنيورة: شو القصة؟ فقال له ضحك ميشال عون فانفرجت اسارير عمرو موسى معتبرا ان الديوك اللبنانية اتفقت على أن تتفق. اما بان كي مون فهرع هو الآخر الى التلفون مستفسرا فاجابوه انها ضحكة الجنرال عون ففرح في سره لاتفاق المتحاورين على تطبيق القرارات الدولية وأهما 1559 لنزع الاسلحة الغير شرعية من أيدي كل الميليشيات ومن ضمنها ميليشيا حزب الله.
نظر المتحاورون إلى عون بذهول لمعرفة السبب. وقال له بري: خير شو القصة يا حضرة الجنرال من غير شر مستطير؟ فأجاب عون وكأنه أفلاطون زائد نابليون، مسرورا بهذه الضجة التي تسبب بها: لقد اضحكتني نُكْتَةُ البارحة يا أبو مصطفى. أخير استوعبها ابو الميش!
وظل السؤال دون جواب ما هو هذا الشيء الذي كان شاغل تفكير وعقل ووجدان وألباب عون، ومنعه من أن يستوعب النكتة.
هل هو الكرسي؟
وانتهت طاولة الحوار الاولى عام 2006 بعد عملية الخطف في 12 تموز على وقع ضربات العدو الإسرائيلي وأغنية :
دمرنا لبنان وهبطنا سياجو
وهالبيت الخربان احترق سراجو
اسودت الغيمة بالجو
جابت العتمي وراح الضو
وما بتفيد كلمة لو
وما بترد الي ماتو
عندما يسيطر الغباءُ على الزعماء؟ يؤدي ببساطة إلى انتحار الذكاء.
وعندما تسيطر على هؤلاء: الأنانية والانتهازية والوصولية وجنون العظمة وحب الذات، والعقد الدينية المذهبية والأفكار البائدة الشمولية وثارات داحس والغبراء، فلا تعالج ما في دواء!
فالطامةُ الصَّماء هنا أن الزعيمَ العليم، يعتقدُ أن أكثريةَ الشعبِ مِثْلُهُ أغبياء، تماماً كالمنافق الذي يعتقدُ أن أكثر الناسِ منافقين، والكذَّابِ الذي يشك بالصادقين ويرى كل الناسِ كذابين. ولهذا فالزعيمُ العظيمُ يستطيع بهمةِ جماهيرَ الخنوع والولاء والخضوعِ والتعظيم لشخصه الفذ المستقيم أن يغامرَ بشعبه بمكرٍ ودهاء ويجُرَّهُ مع تصفيق الملايين من الغوغاء وهتافات الآلاف من البلهاء إلى خراب بيته وحتفه والبلاء.
طاولةُ الحوارِ في لبنان بين امراء الحربِ ومشايخ الأحزابِ واسياد القبائلِ وزعماءِ العشائر ونوابِ الشعوب اللبنانية المنْتَخَبَةِ على الطريقة الديمقراطية العصرية الحديثة بالرقم التسلسلي والهوية ذاع صيتُها في الشرق والغرب وصارت حكاية مملةً ومسلسلاً طويلا بلا أمل للشعب.
نتحدث هنا بلغة التعميم رافضين الخلط بين من يسمسر على حساب وطنه ويناور، وثانٍ بشعبه المنهك من أجل الكرسي يتاجر، وثالث يزج بلده خدمة للآخرين في المخاطر، وبين زعيم حرٍ يضحي لخلاص وطنه من محنِهِ بالدم والروح ويقدم الشهداء لكي تنتصر الحرية ومنطق الدولة على الشمولية ومنطق الفوضى.
فمن هنا فطاولة الحوار بين اللبنانيين على طريقة نبيه بري مضيعة للوقت ومحاولات ابتزازية متكررة من محوره الضال لإضعاف قوى الحرية والسيادة والاستقلال.
المشكلة تكمن بين عقليتين متنابذتين: عقلية ديمقراطية منفتحة خلاقة تريد المشاركة وعقلية استبداية منغلقة ميليشاوية تريد الهيمنة، فكيف اذا كانت مسلحة حتى الاسنان؟ حتى ولو اتفقوا كما حدث في طاولة الحوار الأولى فلن ينفذ حزب الله وتوابعه شيء من هذا الاتفاق. اتفقوا على المحكمة وعند التنفيذ انقلبوا عليها. هم يأخذون من الآخر ولا يريدون أن يعطوه بالمقابل شيئاً. فرضوا بري رئيسا لمجلس النواب على الشريك ولا يسمحون لشريكهم في الوطن بأن ينتخب رئيسا للجمهورية حسب الدستور. هذه ليست شراكة هذه هيمنة وتسلط وبلطجية واستبداد لا علاقة له بأي فكر ديمقراطي.
رغم كل ذلك الدعوةُ إلى طاولة الحوار لها أسرارٌ وشروطٌ ومقبِّلاتٌ وخيوطٌ. فأرجو أن تحفَظو السرَّ ولا تنشروه فمخابرات الإخوان تعمل بنشاط محموم في كل مكان ما عدا العدو الاسرائيلي فهو من شرها في أمان. وجبهة الجولان تشهد على هذا الكلام.
وكما هو معروف في ثقافتنا العربية وتراثِنا المبجل هذا القول المأثور إذا ارتكبتم المعاصي فاستترو! ونقد الحاكم في العالم العربي هو أكبر من معصية بل هو نوع من الكبائر يعاقب عليها الكاتب الحر المكابر من الطاغية الشرير الفاجر بزجه دون محاكمة في زنازين القذارة أو رميه في المقابر.
ولهذا فعندما يدعو نبيه بري الى طاولة الحوار يكون قد أخذ التعليمات والإشارات بالأيدي، والتوصيات والتنبيهات بحركة العنق مع تلويحة الرأس من بشار. فدعوة بري الحالية الى الحوار من اجل الحوار أي لمضيعة الوقت جاءت بعد لقائه الاسد في دمشق في السابع من هذا الشهر مباشرة. الذي قال له "ولك يا ابو مصطفى انت نبيه وذكي ولبق ومحنك! وبتاخذ اللبنانيين على نبع المي وبترجعهم عطشانين. بسلامة فهمك، شغِّلْ عقلك شوية ولَهِّي جماعة الحئيئة بشي حوار الى ان تنتهي ولاية بوش العنيد ويجينا شي رئيس أمريكي جديد بِقَدِّر قيمة الوصول إلى صفقة مع سوريا، وبعدين لكل حادث حديث وبين القال والقيل وتصريح من وئام وهاب وآخر من ناصر قنديل منكون عم نحضر من وراء الستار لشي عمل خطير، لا يخطر على الخاطر ولا البال نقلب به صفحة التاريخ حسب الاستراتيجية المرسومة منذ ايام الوالد حافظ الجبار". وتأكيدا على ما أقول فقد قال نبيه بري بعد لقاء الاسد وبصوت عال وحواجب مرتفعة وعيون مفتوحة لكي تسمع الشعوب اللبنانية المستغباة وتعي ما يقول التالي: "اقولها من سوريا قصدا، ليس للسوريين اي شرط على التفاهم اللبناني اللبناني وهم داعمون للحوار".
هذا الكلام يدل على أنه عند بري مسلة عم تنعرو. والا لماذا الاشارة الى كلمة شرط؟ المقصود القول ان هناك شروط اذا لم يقبل بها المنتج الإسرائيلي من جماعة 14 اذار وينصاعوا. فلا تفاهم ولا رئاسة ولا حوار. واللبيب من الإشارة يفهم .
وإلِّي ما تفجر بعد، ألم يشاهد يلي اتفجروا!
وقبل دعوته للحوار عام 2006 زار نبيه بري الاسد أيضا لاخذ التعليمات والاوامر ومعرفة الشروط واحضر معه من عندِه علبةَ برازق شامية رئاسية فاخرة لتحلية حنك المتحاورين. وبينما هم يتلذذون بقرقشة البرازق اراد بري ان يسعِدَهم بنكتة من نكاته المعروفة ليفرفشوا وليتنازلوا بين القرقشة والفرفشة قليلا عن عنادهم. النكتةُ اضحكت الجميع حتى الشيخ نصر الله كاد ان يقلِبَ على ظهرة من شدة الضحك، اما جنبلاط فلقد قلبَ على ظهره. سمير جعجع طقت خواصره من الضحك وسعد الحريري مشيت معدته بسبب البرازق ورغم ذلك واصل الضحك مجاملة لبري.
المهم الكل قرقشوا وفرفشوا إلا ميشال عون فلم يضحك ولا حتى مجاملةً لبري وظل عابسا صامتا ولم يقرقش ولم يفرفش استغرب الجميع ذلك التصرف واعتقدوا انه يفكر عميقا بحل المسائل المعقدة ولا وقت عنده للقرقشة والفرفشة ولهذا فلم يسألوه لماذا لم يضحك معهم ! قائلين في سرهم ربما في رأسه شيءٌ أكبر وأهم من البرازق والنكات والقرقشة والفرفشة!
ما هو هذا الشيء؟ ظل السؤال مفتوحا دون جواب وابو الميش عابسا مثل الضباب!
وفي اليوم التالي اجتمع المتحاورون كعادتهم بجدية وقبل ان يفتتح بري الجلسة ضحك عون ضحكةً مدويةً هزت ساحة النجمة ووصل صداها الى عمرو موسى في القاهرة والى بان كي مون في نيويورك. هرع عمرو موسى الى الهاتف سائلا السنيورة: شو القصة؟ فقال له ضحك ميشال عون فانفرجت اسارير عمرو موسى معتبرا ان الديوك اللبنانية اتفقت على أن تتفق. اما بان كي مون فهرع هو الآخر الى التلفون مستفسرا فاجابوه انها ضحكة الجنرال عون ففرح في سره لاتفاق المتحاورين على تطبيق القرارات الدولية وأهما 1559 لنزع الاسلحة الغير شرعية من أيدي كل الميليشيات ومن ضمنها ميليشيا حزب الله.
نظر المتحاورون إلى عون بذهول لمعرفة السبب. وقال له بري: خير شو القصة يا حضرة الجنرال من غير شر مستطير؟ فأجاب عون وكأنه أفلاطون زائد نابليون، مسرورا بهذه الضجة التي تسبب بها: لقد اضحكتني نُكْتَةُ البارحة يا أبو مصطفى. أخير استوعبها ابو الميش!
وظل السؤال دون جواب ما هو هذا الشيء الذي كان شاغل تفكير وعقل ووجدان وألباب عون، ومنعه من أن يستوعب النكتة.
هل هو الكرسي؟
وانتهت طاولة الحوار الاولى عام 2006 بعد عملية الخطف في 12 تموز على وقع ضربات العدو الإسرائيلي وأغنية :
دمرنا لبنان وهبطنا سياجو
وهالبيت الخربان احترق سراجو
اسودت الغيمة بالجو
جابت العتمي وراح الضو
وما بتفيد كلمة لو
وما بترد الي ماتو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق