عطا مناع
قالها بغضب ممزوج بالاستنكار والاستهجان من واقع بات يتاجر بكل شيء حتى الأكرم منا جميعا، توجه إلى إحدى مؤسسات بيت لحم القريبة من الشارع الاستيطاني المسمى شارع 60، وهى مؤسسة تنشط بكل شيء بلا ضوابط أو خطوط حمر، توجه إلى هناك بعد اتصال من احد صديق من الشمال الفلسطيني بعد أن طلب منة الأخير لقاءه في المكان المذكور، بالفعل ذهب في الموعد المحدد واخذ يفتش عن صديقة الموعود، من قاعة إلى قاعة ومن ممر إلى ممر حتى سمع صوتا في احد القاعات، دخل للقاعة فتفاجأ بمتدين يهود يضع القبعة المسماة" الكوباة" على رأسه ويحاضر في مجموعة مكونة من خمسة وعشرون شخصا.
لم تنتهي القصة، قال لي أحسست بالإرباك بعد أن أدركت ماهية الحدث وخرجت فورا من القاعة، وإذا بأحد معارفي يلحق بي وهو من أقارب احد شهداء المحافظة، وقال لي: ماذا تعمل هنا؟ فقلت له إنني أبحث عن فلان، سألته بدوري: ماذا تفعل أنت هنا؟ فقال: كنت مارا بالصدقة، إلى هنا انتهت الحكاية، ولكن.
ما يحدث في الغرف المغلقة المظلمة أن هناك شريحة منتفعة نجحت في في استحداث جسم أطلقوا علية اسم منتدى العائلات الثكلى الفلسطينية والإسرائيلية للسلام والمساواة، وتقوم فكرة المنتدى على تنظيم لقاءات بين أهالي الجنود الإسرائيليون الذين قتلوا جراء عمليات المقاومة الفلسطينية مع أهالي الشهداء الفلسطينيين من أبناء وزوجات وإباء وأمهات، وقد فشلوا نسبيا في استقطاب أهالي الشهداء الفلسطينيين رغم المغريات والامتيازات التي يعودونهم بها.
ما شاهدة صديقي المنكوب واحد من عشرات اللقاءات التي تنظم في بيت لحم والشمال والجنوب وفي المستوطنات الاسرالئيلية، لقاءات ترف شعار السلام شكلا وتفرغ النضال الفلسطيني من مضمونة عبر الإساءة للشهداء الذين قدموا دماءهم من اجل حرية وطنهم، وكانوا قبل استشهادهم قادة في مجتمعهم الذي احترمهم ولا زال، ولكنهم ألان تحت الأرض لا حول لهم ولا قوة، عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم معتقدين أن من واجب فصائلهم التي انتموا لها الدفاع عنهم وعدم السماح لأي كان المساس بقدسيتهم.
إن استهداف عائلات الشهداء واستغلالهم بإشراكهم في هذه المنتديات والتجمعات التي تعمل على المساواة بين الضحية والجلاد والمقاربة بين الجندي الذي قتل في ارض المعركة مع الطفل الذي استشهد وهو يرجم مجنزرة إسرائيلية أو يحاول تعليق علم فلسطيني يعنى إفراغ نضالنا الفلسطيني من مضمونة، وإسقاط القدسية عن معنى الشهادة من خلال المحاولات المستمرة لإسقاط عائلات الشهداء من الناحية المعنوية وإضفاء صفة العادية على معنى الشهادة المرتبطة بالتضحية من اجل الوطن، مما يشير إلى الأهداف الحقيقية التي تعمل عليها هذه الجهات التي قبلت على نفسها أن تجلس لتستمع للتضليل الإسرائيلي المسمى ثقافة السلام.
وحتى لا اتهم بالراديكالية والسباحة ضد التيار المسمى بالواقعية، أحاول أن اسأل هؤلاء التواقون إلى المصالحة وربط جسور التطبيع مع الإسرائيليين، كيف نغفر ونصالح وكل يوم تسقط الضحايا، كيف تقبلون على أنفسكم الجلوس والإذعان لمن كان جنديا ولا زال يمارس عنصريته تجاه شعبكم على الحواجز وفي المعتقلات، أليس الأجدر بكم أن تنظروا حولكم لتشاهدوا الجرائم التي يرتكبونها في قطاع غزة والضفة الغربية، أن الفلسطيني يموت في المستشفيات، والفلسطيني يجوع ويعدم بقرار سياسي إسرائيلي.
مسالة أخرى، من أعطاكم الحق في ممارسة هذا السلوك الشائن حتى لو كنت من عائلات الشهداء، الشهداء ملك للعائلات التي تحافظ على ذكراهم، وتتواصل مع تضحياتهم، وتحترم الهدف الذي ضحوا من اجلهم، ما يقال هنا ليس بالطرح المثالي، فهذا هو حال عشرات آلاف من عائلات الشهداء الفلسطينيين، ولكن مجرد أن يفكر البعض بهذا الشكل فهو تجسيد للعار الذي لا يلحق بة وحسب وإنما يمس عمق القضية الفلسطينية.
طبعوا كما شئتم ، تاجروا بما يحلوا لكم، ولكن ارفعوا أياديكم عن الشهداء درة تاج النضال الوطني الفلسطيني، ولا تقتلوهم مرتين وتزجوا بهم في طاحونة التطبيع المجاني لتحقيق مصالحكم الضيقة ونزواتكم المريضة، ان ظاهرة زج الشهداء ومحاولات توريط عائلاتهم في طاحونة التطبيع ليست بالجديدة، والمشكل أن قوى منظمة التحرير الفلسطينية تتقمص صفة المراقب الصامت الذي لا علاقة له بما يجري، مما يضعها في دائرة الاتهام والشك، لأنها بصمتها تعطي الشرعية لظاهرة التطبيع تلك، وإضافة لفصائل منظمة التحرير هناك الداخلية الفلسطينية التي ساهمت بإغراق المجتمع الفلسطيني بمؤسسات التطبيع التي تعمل على إفساد شرائح المجتمع المختلفة، وتتاجر بكل شيء.
الوضع جد خطير، وهذا يتطلب تحرك مناهض يوضع المخاطر التي تحدق بمجتمعنا الفلسطيني وحالة الانهيار ألقيمي التي تعصف بة، والتحرك المناهض لعمليات التخريب والإلحاق الثقافي بالأخر الذي يحول العائلات المضحية الى عائلات محايدة، لذلك يفترض القيام بحملة توعية وتوضيح وتعرية لتلك المؤسسات التي تستهدف عائلات الشهداء، علنا ننقذهم من طاحونة التطبيع.
قالها بغضب ممزوج بالاستنكار والاستهجان من واقع بات يتاجر بكل شيء حتى الأكرم منا جميعا، توجه إلى إحدى مؤسسات بيت لحم القريبة من الشارع الاستيطاني المسمى شارع 60، وهى مؤسسة تنشط بكل شيء بلا ضوابط أو خطوط حمر، توجه إلى هناك بعد اتصال من احد صديق من الشمال الفلسطيني بعد أن طلب منة الأخير لقاءه في المكان المذكور، بالفعل ذهب في الموعد المحدد واخذ يفتش عن صديقة الموعود، من قاعة إلى قاعة ومن ممر إلى ممر حتى سمع صوتا في احد القاعات، دخل للقاعة فتفاجأ بمتدين يهود يضع القبعة المسماة" الكوباة" على رأسه ويحاضر في مجموعة مكونة من خمسة وعشرون شخصا.
لم تنتهي القصة، قال لي أحسست بالإرباك بعد أن أدركت ماهية الحدث وخرجت فورا من القاعة، وإذا بأحد معارفي يلحق بي وهو من أقارب احد شهداء المحافظة، وقال لي: ماذا تعمل هنا؟ فقلت له إنني أبحث عن فلان، سألته بدوري: ماذا تفعل أنت هنا؟ فقال: كنت مارا بالصدقة، إلى هنا انتهت الحكاية، ولكن.
ما يحدث في الغرف المغلقة المظلمة أن هناك شريحة منتفعة نجحت في في استحداث جسم أطلقوا علية اسم منتدى العائلات الثكلى الفلسطينية والإسرائيلية للسلام والمساواة، وتقوم فكرة المنتدى على تنظيم لقاءات بين أهالي الجنود الإسرائيليون الذين قتلوا جراء عمليات المقاومة الفلسطينية مع أهالي الشهداء الفلسطينيين من أبناء وزوجات وإباء وأمهات، وقد فشلوا نسبيا في استقطاب أهالي الشهداء الفلسطينيين رغم المغريات والامتيازات التي يعودونهم بها.
ما شاهدة صديقي المنكوب واحد من عشرات اللقاءات التي تنظم في بيت لحم والشمال والجنوب وفي المستوطنات الاسرالئيلية، لقاءات ترف شعار السلام شكلا وتفرغ النضال الفلسطيني من مضمونة عبر الإساءة للشهداء الذين قدموا دماءهم من اجل حرية وطنهم، وكانوا قبل استشهادهم قادة في مجتمعهم الذي احترمهم ولا زال، ولكنهم ألان تحت الأرض لا حول لهم ولا قوة، عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم معتقدين أن من واجب فصائلهم التي انتموا لها الدفاع عنهم وعدم السماح لأي كان المساس بقدسيتهم.
إن استهداف عائلات الشهداء واستغلالهم بإشراكهم في هذه المنتديات والتجمعات التي تعمل على المساواة بين الضحية والجلاد والمقاربة بين الجندي الذي قتل في ارض المعركة مع الطفل الذي استشهد وهو يرجم مجنزرة إسرائيلية أو يحاول تعليق علم فلسطيني يعنى إفراغ نضالنا الفلسطيني من مضمونة، وإسقاط القدسية عن معنى الشهادة من خلال المحاولات المستمرة لإسقاط عائلات الشهداء من الناحية المعنوية وإضفاء صفة العادية على معنى الشهادة المرتبطة بالتضحية من اجل الوطن، مما يشير إلى الأهداف الحقيقية التي تعمل عليها هذه الجهات التي قبلت على نفسها أن تجلس لتستمع للتضليل الإسرائيلي المسمى ثقافة السلام.
وحتى لا اتهم بالراديكالية والسباحة ضد التيار المسمى بالواقعية، أحاول أن اسأل هؤلاء التواقون إلى المصالحة وربط جسور التطبيع مع الإسرائيليين، كيف نغفر ونصالح وكل يوم تسقط الضحايا، كيف تقبلون على أنفسكم الجلوس والإذعان لمن كان جنديا ولا زال يمارس عنصريته تجاه شعبكم على الحواجز وفي المعتقلات، أليس الأجدر بكم أن تنظروا حولكم لتشاهدوا الجرائم التي يرتكبونها في قطاع غزة والضفة الغربية، أن الفلسطيني يموت في المستشفيات، والفلسطيني يجوع ويعدم بقرار سياسي إسرائيلي.
مسالة أخرى، من أعطاكم الحق في ممارسة هذا السلوك الشائن حتى لو كنت من عائلات الشهداء، الشهداء ملك للعائلات التي تحافظ على ذكراهم، وتتواصل مع تضحياتهم، وتحترم الهدف الذي ضحوا من اجلهم، ما يقال هنا ليس بالطرح المثالي، فهذا هو حال عشرات آلاف من عائلات الشهداء الفلسطينيين، ولكن مجرد أن يفكر البعض بهذا الشكل فهو تجسيد للعار الذي لا يلحق بة وحسب وإنما يمس عمق القضية الفلسطينية.
طبعوا كما شئتم ، تاجروا بما يحلوا لكم، ولكن ارفعوا أياديكم عن الشهداء درة تاج النضال الوطني الفلسطيني، ولا تقتلوهم مرتين وتزجوا بهم في طاحونة التطبيع المجاني لتحقيق مصالحكم الضيقة ونزواتكم المريضة، ان ظاهرة زج الشهداء ومحاولات توريط عائلاتهم في طاحونة التطبيع ليست بالجديدة، والمشكل أن قوى منظمة التحرير الفلسطينية تتقمص صفة المراقب الصامت الذي لا علاقة له بما يجري، مما يضعها في دائرة الاتهام والشك، لأنها بصمتها تعطي الشرعية لظاهرة التطبيع تلك، وإضافة لفصائل منظمة التحرير هناك الداخلية الفلسطينية التي ساهمت بإغراق المجتمع الفلسطيني بمؤسسات التطبيع التي تعمل على إفساد شرائح المجتمع المختلفة، وتتاجر بكل شيء.
الوضع جد خطير، وهذا يتطلب تحرك مناهض يوضع المخاطر التي تحدق بمجتمعنا الفلسطيني وحالة الانهيار ألقيمي التي تعصف بة، والتحرك المناهض لعمليات التخريب والإلحاق الثقافي بالأخر الذي يحول العائلات المضحية الى عائلات محايدة، لذلك يفترض القيام بحملة توعية وتوضيح وتعرية لتلك المؤسسات التي تستهدف عائلات الشهداء، علنا ننقذهم من طاحونة التطبيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق