سعيد الشيخ
أبى الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش سليل عصابات الارهاب المعولم الا ان يحضر الى مسرح الجريمة ليشارك الصهاينة عتاة الارهاب المنظم احتفالاتهم في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين، الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني. وإذ يفعل ذلك فهو التصرف الطبيعي لأي مجرم تحتم عليه الطبيعة بأن يظل يحوم حول مكان جريمته.
ولان الجريمة قد ابتدأتها بريطانيا العظمى منذ عام 1917 عندما منحت للحركة الصهيونية "وعد بلفور" المشؤوم الذي يفضي الى منح يهود العالم وطنا قوميا في فلسطين، فان هذه السلالة المستبدة التي تضخمت في الولايات المتحدة الامريكية بعد تقلصها في بريطانيا العظمى ، استمرت في دعم ومساندة الكيان السرطاني الصهيوني ليكون نتاج خالص لحضارة في جوفها تسكن روح الشر وهي على أهبة الاستعداد لاقتراف الجريمة تلو الاخرى بحق الانسانية جمعاء.
الحضارة، أي حضارة ليست فقط عبارة عن بنيان شاهق او صناعة توفر للانسان الرفاهية. بل الحضارة هي الرقي الانساني الذي يرتقي بالانسان الى ان يبتعد عن مزايا التوحش التي هي خصائص حيوانية.. ولكن الرئيس الامريكي في خطابه بالكنيست الاسرائيلي في الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني لم يفلح في ان يقدم نفسه او البلاد التي يمثلها على مقدار من أي ارتقاء انساني، فلقد كان حاقدا وعدوانيا يلجأ الى الاساطير القديمة كي يبرر القتل وابادة الآخر على اساس عرقي وعنصري. والاهم من كل هذا فأن هذا الخطاب البربري قد اغلق كل الطرق المؤدية الى السلام. وهو دليل على ان رؤيا الدولة الفلسطينية التي بشّر بها ما هي الا اكاذيب وغلاف سميك من الاضاليل التي تنتهجها الصهيونية بذيولها اليهودية والمسيحية الهدف منها تمكين الكيان الصهيوني من البقاء غير الشرعي والتمدد في الجغرافيا العربية كلما دعت حاجة الامن الاسرائيلي وحاجة الاسواق الامبريالية، وذلك من خلال الغزو العسكري او من خلال تطويع النظام العربي الرسمي حسب الرؤية الامريكية.
ان التحدي الكبير للحضارة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية كأكبر قوة على كوكبنا هو بسط القيم الانسانية وقيم العدالة التي تنظر الى احتياجات الطرف الضعيف بعين العطف والمساعدة..ولأن هذا ما حصل عندما تلقى اليهود كل الدعم الاوروبي بعد المحرقة النازية فأن الشعب الفلسطيني كان ولا يزال ضحية هذا الدعم. ضحية يمر ستون عاما على نزيفها واحتراقها وبدل ان يأتي بوش لانصافها في دمائها ووطنها المغتصب يأتي ويحتفل مع القتلة ويبارك القوة والتفوق في عروقهم.. هل يبقى شئ من العدالة في هذه المواقف ام انه يقدم دليلا بأن هذه الحضارة انما هي حضارة مشوّهة في احشائها يربو كل القتلة والطغاة، وربما مكوّنات تتفوق بالممارسات الوحشية على ممارسات القرون الوسطى وعلى ممارسات فاشيي منتصف القرن الماضي.
ان الرئيس الامريكي في الكنيست الاسرائيلي وهو يتحدت عن الطغاة في التاريخ لا يرى ظله الطاغي المنتشر بأحدث اسلحة الدمار الشامل في ارجاء الكوكب الارضي وخاصة في المنطقة العربية من اجل قهر شعوبها واخضاعها مع مقدراتها الاقتصادية الهائلة حسب غرائز وشهوات امريكية- صهيونية منفلتة لا تحدها قوانين ولا أعراف انسانية.
لقد كان بوش في الكنيست وثم في شرم الشيخ واضحا وضوح شمس الشرق الاوسط. جاء ليعلن دعمه للاحتلال، وليبارك المجازر بحق ابناء الشعب الفلسطيني التي بدأت ملامحها تظهر من خلال تهديدات اولمرت ضد قطاع غزة. جاء لتعميم القهر ويوزعه متساويا على ابناء الشعب المشتت وهو يعلن ان لا حق للشعب الفلسطيني في العودة الى وطنه. جاء بكامل أناقته وحيويته مخفيا عقلية راعي البقر ليعلن بيانات حضارته ويعلن صراحة ان المطلوب من الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية التوقيع على الاستسلام وهذا مفهومهم للسلام الذي ارتضاه النظام العربي الرسمي بكل ذل وخنوع!
فهل قوى المقاومة العربية جاهزة لصد العدوان ولترسيخ مفهومنا للسلام العادل؟
سعيد الشيخ/ كاتب وشاعر فلسطيني
أبى الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش سليل عصابات الارهاب المعولم الا ان يحضر الى مسرح الجريمة ليشارك الصهاينة عتاة الارهاب المنظم احتفالاتهم في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين، الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني. وإذ يفعل ذلك فهو التصرف الطبيعي لأي مجرم تحتم عليه الطبيعة بأن يظل يحوم حول مكان جريمته.
ولان الجريمة قد ابتدأتها بريطانيا العظمى منذ عام 1917 عندما منحت للحركة الصهيونية "وعد بلفور" المشؤوم الذي يفضي الى منح يهود العالم وطنا قوميا في فلسطين، فان هذه السلالة المستبدة التي تضخمت في الولايات المتحدة الامريكية بعد تقلصها في بريطانيا العظمى ، استمرت في دعم ومساندة الكيان السرطاني الصهيوني ليكون نتاج خالص لحضارة في جوفها تسكن روح الشر وهي على أهبة الاستعداد لاقتراف الجريمة تلو الاخرى بحق الانسانية جمعاء.
الحضارة، أي حضارة ليست فقط عبارة عن بنيان شاهق او صناعة توفر للانسان الرفاهية. بل الحضارة هي الرقي الانساني الذي يرتقي بالانسان الى ان يبتعد عن مزايا التوحش التي هي خصائص حيوانية.. ولكن الرئيس الامريكي في خطابه بالكنيست الاسرائيلي في الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني لم يفلح في ان يقدم نفسه او البلاد التي يمثلها على مقدار من أي ارتقاء انساني، فلقد كان حاقدا وعدوانيا يلجأ الى الاساطير القديمة كي يبرر القتل وابادة الآخر على اساس عرقي وعنصري. والاهم من كل هذا فأن هذا الخطاب البربري قد اغلق كل الطرق المؤدية الى السلام. وهو دليل على ان رؤيا الدولة الفلسطينية التي بشّر بها ما هي الا اكاذيب وغلاف سميك من الاضاليل التي تنتهجها الصهيونية بذيولها اليهودية والمسيحية الهدف منها تمكين الكيان الصهيوني من البقاء غير الشرعي والتمدد في الجغرافيا العربية كلما دعت حاجة الامن الاسرائيلي وحاجة الاسواق الامبريالية، وذلك من خلال الغزو العسكري او من خلال تطويع النظام العربي الرسمي حسب الرؤية الامريكية.
ان التحدي الكبير للحضارة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية كأكبر قوة على كوكبنا هو بسط القيم الانسانية وقيم العدالة التي تنظر الى احتياجات الطرف الضعيف بعين العطف والمساعدة..ولأن هذا ما حصل عندما تلقى اليهود كل الدعم الاوروبي بعد المحرقة النازية فأن الشعب الفلسطيني كان ولا يزال ضحية هذا الدعم. ضحية يمر ستون عاما على نزيفها واحتراقها وبدل ان يأتي بوش لانصافها في دمائها ووطنها المغتصب يأتي ويحتفل مع القتلة ويبارك القوة والتفوق في عروقهم.. هل يبقى شئ من العدالة في هذه المواقف ام انه يقدم دليلا بأن هذه الحضارة انما هي حضارة مشوّهة في احشائها يربو كل القتلة والطغاة، وربما مكوّنات تتفوق بالممارسات الوحشية على ممارسات القرون الوسطى وعلى ممارسات فاشيي منتصف القرن الماضي.
ان الرئيس الامريكي في الكنيست الاسرائيلي وهو يتحدت عن الطغاة في التاريخ لا يرى ظله الطاغي المنتشر بأحدث اسلحة الدمار الشامل في ارجاء الكوكب الارضي وخاصة في المنطقة العربية من اجل قهر شعوبها واخضاعها مع مقدراتها الاقتصادية الهائلة حسب غرائز وشهوات امريكية- صهيونية منفلتة لا تحدها قوانين ولا أعراف انسانية.
لقد كان بوش في الكنيست وثم في شرم الشيخ واضحا وضوح شمس الشرق الاوسط. جاء ليعلن دعمه للاحتلال، وليبارك المجازر بحق ابناء الشعب الفلسطيني التي بدأت ملامحها تظهر من خلال تهديدات اولمرت ضد قطاع غزة. جاء لتعميم القهر ويوزعه متساويا على ابناء الشعب المشتت وهو يعلن ان لا حق للشعب الفلسطيني في العودة الى وطنه. جاء بكامل أناقته وحيويته مخفيا عقلية راعي البقر ليعلن بيانات حضارته ويعلن صراحة ان المطلوب من الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية التوقيع على الاستسلام وهذا مفهومهم للسلام الذي ارتضاه النظام العربي الرسمي بكل ذل وخنوع!
فهل قوى المقاومة العربية جاهزة لصد العدوان ولترسيخ مفهومنا للسلام العادل؟
سعيد الشيخ/ كاتب وشاعر فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق