بسام أبو علي شريف
صدقنا بأن الحمار صعد مئذنة الجامع وأن القرد يمكن أن يصبح غزال .. ونؤمن بأن بعد الحياة دار الآخرة .. لكن لن نؤمن بأن خطوط المشاة تصبح بلون الدم .. أحمر قاني .. وإزاء هذه الأعمال الصبيانية المكشوفة من أطراف معروفة تركت بصماتها في لبنان والسودان واليمن والصومال وإزاء ذلك لم نقف مكتوفي الأيدي نتفرج عليهم وهم يقتلون الحلم الفلسطيني في يوم النكبة .. ليخلقوا لنا نكبة وعد بلفور .. أقصد وعد حماس ..
لن نقف مكتوفي الأيدي نتفرج على طفل يرفص في رفح أو امرأة تضرب في مستشفى أو رجل يهان في شوارع غزة .. إن السكوت على عمل الشيطان آثم .. آثم .. على كل هذه الأفعال الانهزامية الرفضية .. وهذا لا يعني .. ونذكر .. بالمطلق أن السلطة الفلسطينية عاجزة عن إعادة الأمور إلى نصابها قبل الانقلاب العسكري الرفضي ومن داخل غزة ..
إن كل من وصل به التفكير إلى هذه المحطة .. مخطئ .. مخطئ .. كل الخطأ لأنه نزل من قطار الانقلابين المخطوط .. في محطة ليست غايته .. وعليه أن يعيد ترتيب أفكاره واللحاق بذلك القطار اللعين ليصل إلى محطته في تل أبيب .. إن شعب غزة ليست كله حماس .. فهو كألوان الطيف في فصل شتاء دافئ ..
إن المآسي والمجازر والخروقات التي شهدت عليها أراضي غزة ورب السماء لن ينساها الشعب الفلسطيني أبدا .. أبدا .. لأنها نفت كل مبادئ حقوق الإنسان التي نادي بها هيئة الأمم المتحدة في ديباجتها .. وإنها لن تختلف عما يحصل الآن في لبنان والسودان واليمن والصومال بأيدي مرتزقة ومأجورين الدينار غايتهم والكرسي هدفهم .. إن مصدري نار الفتنة إلى تلك الدول وعلى رأسها غزة .. هم واهمون لأن ما بنوه أوهن من بيت العنكبوت .. والإسلام من فتنتهم التي أوقدوها بريء براءة الذئب من دم يوسف ..
نعم القوا به في غيابة الجب كما ألقوا بغزة إلى المصير المجهول .. وكما قال الله في محكم تنزيله .. قصية .. ثم أعيد لها كي تقر عينها .. وكذلك الحال سوف تحرم غزة على كل الانقلابيين وسوف تعود إلى حضن السطلة كما عاد يوسف إلى أبيه الذي رأي النور من خلال قميصه .. إن قميص غزة هو السطلة الوطنية الفلسطينية ولا بديل عنها متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية .. وأكرر للشطار أن من يفكر ولو للحظة واحدة بأن الأمور سوف تبقى على هذا الحال إلى ما لا نهاية هو مخطئ وواهن بالحرص ينتحروا ..
إن التحالفات تفيد في بعض الأوقات لكن بالمطلق لن تكون هدفنا .. وأن من يضع يده بيد الشيطان لا يعني الكفر .. مثل الكذب الأبيض لإصلاح ذات البين لا جزاء عليه ..
إن الأمور التي حدثت في غزة .. ونكرر .. يجب أن تعود إلى ما كان عليه الحال قبل 14/6/2007م وفورا .. ولن يهرب الثور الأخضر إلى مكان غير الذي خصص إليه في مزرعة شارون .. فهل يعود الثور إلى حظيرته بالحسنى أم لابد للجزار ومعداته أن تعيده .. وكما قالوا وللأسف .. بيدي لا بيد عمر .. لنستأصل جزء من الكبد قبل أن يستفحل السرطان في كل الجسد .. وأعيدوا تفكيركم ؟!
قطر- الدوحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق