الثلاثاء، مايو 20، 2008

من يتحمل معاناة شعب غزة ؟؟ حماس أم فتح.. أم .. أم

بسام أبو علي شريف

قطر – الدوحة

الساعة الآن الثالثة صباحا من يوم الاثنين 2/5/2008م أزحت ستارة الشباك .. لأستفسر عن صوت صراخ هناك .. وجدت كارة يجرها حمار ..عليها أربعة نساء وطفل يقود الحمار .. تصرخ أم نادي في جوف ليل ساكن .. أسرع يا محمد لنحجز لنا دور لتعبئة الأنابيب لقد تعبت يا ولدى من الطبخ على الخشب وأحذية المصلين المفقودة ..

قاربت الساعة على الثالثة والنصف صباحا .. الأذان التنبيه لصلاة الفجر .. الله أكبر .. الله أكبر .. حمدت الله أن الكهرباء هذه الليلة ضيفتنا .. توجهت الوضوء .. قطعت الكهرباء ..يا سبحان الله .. الأولاد يصرخون والزوجة تزمجر أف يلعن أبوها من عيشه والله الكلاب عايشه أحسن منا .. حسبنا الله ونعم الوكيل على كان السبب .. وصرخت .. يا ياسر يا أبو عمار .. يا حج أولع لنا غاز الشنبر .. لا يوجد غاز يا أم عمار .. إذا أولع شمعة .. بكيت الشمع بدينار .. أحسن كملت .. طيب بدنا نشوف تصرف يا راجل متبقاش زى العكشة ..

نزلت وقرعت الباب على أخي فأعطاني شمعتين .. الشمعة الأولى .. شمعة حبنا لفلسطين والثانية شمعة ننيرها في وضح النهار لنرى الطريق .. أصابنا العمى أخي بسام .. ما عدنا نبصر من قريب ولا عن بعيد السراب أصبح عندنا عنزة وماء وغراب أسود .. يوم تصرخ البوم في وسط الليل صراخها يبكي الحجر ..

ذهبت إلى صلاة الصبح في مسجد الشهيد أبو جهاد وهواء البحر يلفحني .. مازال الخط عامر بسيارات السيرج ودخانها فلافل نعم .. الجميع يرتدون كمامات حتى أثناء الصلاة .. هل ضربت إيران مفاعل ديمونة حتى يضع الفلسطينيين كمامات !! لا أعرف .. من المسئول أخي بسام حماس أم فتح ؟! أم الشعب الفلسطيني !! أم الشهيد ياسر عرفات !! أم أبو مازن !! أم خالد مشعل ومن خلفه إيران وسوريا !!! لم نعد نفهم أي شيء .. ولا كل شيء ..

أصبحنا نلطش تلاطيش في الفهم والكلام ألسنا نحن الشعب الذي ولى أمورنا خيارنا أم أصابنا العمى وأصبحنا نولي أمورنا شرارنا ما عادت العتابات ولا الندم .. تعيد شهيد ولا جريح أو معاق إلى ما كان عليه الوضع قبل أحداث غزة .. أخي بسام تفضل لزيارتنا في غزة .. هناك حفل انتصار أم المعارك .. يوم الحسم العظيم سيقام في 14/6/2008م في كل محافظات غزة .. المكان لا يذكرنا بالموت عند دخوله .. نحن الأحياء الأموات .. أصبحنا طبقتان لا ثالث لهما .. الأولى في الحضيض وأنا منهم والثانية في القمة تتاجر في كل شيء .. ويمكنها على التليفون أن توصل إليك المومس المستوردة إلى فراشك ..

هل تريد الكاز .. السولار .. البنزين .. الغاز .. السلاح .. هوية أو جواز سفر مزور .. وظيفة السفر إلى مصر عبر الأنفاق .. ادفع بالتي هي أحسن .. أين نذهب أخي بسام .. أعرف بأن كل ما شرحته لك لا تشعر به بالمطلق لا أنت ولا كل الدول العربية .. نحن نموت في بيوتنا كل يوم لا تستغرب .. لا تضحك إن قلت لك عندما تأتي الكهرباء ماذا يفعل أطفالي وزوجتي .. أتعرف لماذا كل هذا الفرح .. لأن الكهرباء نعبئ براميل المياه الجالسة على أسطح المنازل .. ونسخن المياه للحمام وغيره .. لا أريد أن أقول لك هي تفتح التلفاز .. نحن في غزة نتفرج على أنفسنا .. على خيبتنا ووكستنا وحظنا الذي أوصلنا إلى هذا الهم الذي نحن فيه الآن ..

أعذرني أخي بسام .. أتعرف لو فتح معبر رفح فقط أسبوع ماذا سيحدث .. سوف تحكم حماس نفسها بنفسها .. أرجوك أخي بسام أن تتبنى كلماتي هذه وتنشرها أرجوك إنها صرخة من شعب غزة لكل من يهمه الأمر من المسئول .. ومن يتحمل معاناة شعب غزة .. حماس أم فتح أم العدو الصهيوني أم الدول العربية ...

قطر- الدوحة

ليست هناك تعليقات: