بسام أبو علي شريف
عندما نطلق الرصاص من بنادقنا لا نسأله أين تستقر.. وعندما يضيع الوضوء .. نفقد الطهارة .. لكن منهم الكثير من يصلي .. هل تضحكون علينا ؟!
أم تضحكون على أنفسكم .. عيدو صلاتكم .. طهر الله قلوبكم .. ويسألني قلمي .. من أجل أي قضية قتلوا عشرات الشباب في الانقلاب المشئوم الذي عرفته غزة في 14/6/2007م ..
وأي قضية هذا يخدم .. هل يرسخ وحدتنا واستقلالنا وسيادتنا على أرضنا المحررة .. وتكبير لائحة الشهداء إلى هذا المستوى السخيف .. هل نحن الشعب الضحية .. المستباحة لمشاريعهم وأطماعهم الإقليمية والدولية ..
أنا استغرب تفكير هؤلاء .. أليست هم من يحتفلون بيوم القدس .. أن تسميم أفكار بني مرابط لا يستفيد منها سوى دول لاهم لهم إلا تدمير ذاتنا وصيغنا .. فعلا في غزة البلية والبليد وبلاهات العصر ..
وشر البلية لا يضحك قلمي .. الدولة أو الدول المتورطة في الصراع الفلسطيني الداخلي باتت أقدامها ممسمرة في المستنقع وتلعب الآن على المكشوف رغم ألاعيبها السابقة من خلف ستار .. إنهم أغبياء يكتبون على بول القردة بعد تعبئته في زجاجات مشروب روحي ( جن ووكر ثلاث خمسات ) هل وجدوا لهم قطعة على أرض الرباط كي يمارسون ألاعيبهم الصبيانية .. ألم يكبروا ويفطمون .. أما زالوا يرضعون الحليب من بين فخدي تيس أو عجل شراري ..
عليهم ألا يفتحوا أفواههم .. قبل إخراج طقم أسنانهم .. حتى يستمتعون في مص الحليب من مكانه .. إنهم النكبة في حلتها الجديدة التي صنعوها بخيبتهم بني علي .. إن المأساة التي دفعوا بها حمير عندهم بعد أن فتحوا رؤوسهم وشالوا ما بها وملؤها بروث الحمير والبقر .. لن يستفيد منها أحد شي لأنها محرقة المرحلة والتاريخ يسجل ..
وأقول .. لن يستفيد منها حتى أولئك الأبطال المغاوير الذين ظنوا للحظة أن تحكيم السلاح في الخلافات السياسية الداخلية سوف يعيد عليهم بالمكاسب والانتصارات الزائفة .. أي مكاسب وأي انتصارات وأي حسم الذي تتشدق به أفواههم وقد سقط فيها هذا الدم الطاهر أنه دم فلسطيني طاهر ولم يكن بول حمار شريد .. أنه الدم المحرم أولا وأخيرا ولا يجوز تصنيفه بالمطلق ..
تحت أي بند أو شعار أو طائفة .. أتعرفون لماذا ؟! لأن الشهداء سواسية أمام المأساة وأمام هذه المذبحة الغبية التي لا ولن يجد فيها الشعب عوامل حقيقية .. إن الإعلام العربي والدولي والمحلي .. وهو يغطي يوم الحسم العظيم عندهم .. لم يفرق بين هذا وذاك .. لقد وصلت الفكرة ..
وفهم الجميع أن حرب بالوكالة على أرض الغير لن يكتب لها الاستمرار .. وعليهم أن يعرفوا ذلك ..
بل جاءت تلك الرقصة لتثبت مرة جديدة أن الراقصين على جراحتنا وصمودنا مستمرة في خدمة مآرب الخارج كلما هبت ريح وعصفت أطماع في رؤوس تيوس تعد نفسها زعامات تظن أن السلاح هو وسيلة السيطرة على السلطة وحسم الخلافات ..
إن أبناء م .ت.ف هم ضحايا أصحاب الوكالة ضحايا مغامراتهم الانتحارية وإن حماية السلطة واستقلال قرارها هو المنجي الوحيد للابتعاد عن موقع الخطر الشديد لأنهما في النهاية الضحيتان لسياسة الانتحاريين ..
ويكلم نفسه شعب م.ت.ف من أجل ماذا اغتيل أبو عمار وأبو جهاد والياسين والرنتيسي والشقاقي وأبو علي مصطفى .. هل من أجل ألعاب نارية يطلقها عيال ما زالت ملابسهم الداخلية مبللة بالغائط .. أم هم يصطادون الحمام في سماء صافية .. إنه خطأ فادح أن نعطي سكران بندقية ثم نقول له صوب هناك ..
إن هناك مشكلة ولا أنكر .. بأن هناك زعماء وقادة سياسيين يتصيدون الأخطاء المدمرة والمغامرات الفتاكة .. ويجعلون منها قميص عثمان ثم يحولون القميص إلى مجموعة من البللالين .. يوزعونها على نفيخة لا صنعة لهم سوى النفخ والمزمار .. والطبل والصاجات .. وقليل من النسوان إلا من رحم ربه..بقيت كلمة وأستأذن قلمي لكتابتها ..
هل ظن الذين احتكموا إلى السلاح أنه يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بهذه السهولة ؟! أنا لا أجادل ربما يمكن للسلاح أن ينتصر في لحظة .. وأن يوجد أمرا وواقعا مؤقتا .. ولكن سرعان ما سيجد من أستخف بهذه المغامرة المدمرة أنه سيدفع ثمنها غاليا .. ثمنها سيكون أفدح بكثير مما خيل إليه عقله بفعل أصحاب الوكالة ..
أما الخطيئة الأكثر ألما من الاحتكام إلى السلاح فكانت في استهداف الأقلام الحرة التي باتت تورق مضاجع المتآمرين على الشرعية .. وتحديدا أعلام م.ت.ف فهل بات الرأي الآخر يفزع أحلامهم .. أرجوكم .. أوقفوا فورا هذا النزيف قبل أن تحترق الحقائق وتصبح الأكاذيب مناهج نعلمها لأبنائنا ...
قطر- الدوحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق