الثلاثاء، مايو 20، 2008

لا ثقة ولا أمان بسلاح الفتنة

سعيد علم الدين
لا ثقة ولا أمان لمن وجه سلاحه إلى صدور العزل من أبناء لبنان لجرهم الى فتنة الحرب المذهبية. ومن يوجه سلاحه علنا إلى الصدر استعمله او سيستعمله أيضا خِفْيَةً دون وازعٍ في لحظة غدر. ولماذا؟
لأنه استبدادي غير ديمقراطي ويريد حذف او الهيمنة على كل من يخالفه في النظرة السياسية والرأي.
ومن هنا يأتي احتلال حزب نصر الفتنة الإلهي البشع لبيروت كدليل واضح على أنه سيستعمل سلاحه في المستقبل لكل من لا يخنع لإرادته. لا فرق عنده بين رئيس جمهورية وموظف بلدية الجميع يجب ان ينصاعوا لارادته وارادة اسياده الإلهية. بقاء السلاح بايدي هؤلاء هو نهاية حتمية للبنان الديمقراطي. لقد اثبتوا شيطنة رهيبة باستعمال نظرية الغاية تبرر الوسيلة. فكيف وبيدهم السلاح الذي يحمي وسائلهم الغير شرعية والغير اخلاقية للوصول الى غايتهم!
فشل الرئيس امين الجميل في انتخابات المتن هو مؤامرة محاكة من قبلهم لكي يفشل. وكان لا بد له ان يفشل. كيف لا وقد استعملوا كل ما عندهم من وسائل الترغيب والترهيب لتحقيق هذا الامر. الدليل على ذلك قول النائب ميشال المر انه نادم "لاسقاط" امين الجميل. كلمة اسقاط لها مدلولاتها وهو استعملها قصدا للدلالة على ان هناك من كان يعمل بطريقة غير ديمقراطية وباساليب ملتوية للتاثير على مفاتيح الكتل الانتخابية واسقاط الرئيس الجميل. فكيف اذا كان السلاح بايديهم ويهددون به ايا كان، والدولة والجيش في خبر كان!
لا ثقة ولا أمان بحزب حسن الفتنة الذي انقلب على وعوده بأن السلاح لمقاومة العدو وخان عهوده التي قطعها أكثر من مرة على لسان أشياخه وارتكب أعظم حماقة استراتيجية ستكون لها أبعادا تاريخية باحتلال بيروت العزلاء وإذلال شعبها وكأنهم أعداء وقتل ابنائها وسرقة بيوتها وحرق مؤسسات إعلامية واجتماعية وحزبية لتيار "المستقبل" سلمته مفاتيحها فخان الأمانة وبتواطؤ من الجيش اللبناني الذي أثبت فشله في ردع المعتدين.
لا أمن ولا أمان للبنانيين مادام سلاح الخيانة والغدر بأيدي القتلة واللصوص والإرهابيين المجرمين الخارجين عن القانون في مربعات الظلام حيث كل ما هو ممنوع مباح. لقد أثبت من سمى نفسه نفاقا "حزب الله" بأنه حزب الفتنة المذهبية العصبية الحاقدة التي تناسب مقاسه ومقام أسياده في ايران.
ولهذا فنجاح الحوار بين الزعماء الوطنيين الديمقراطيين والانقلابيين المتزعمين على الوطن بقوة الإرهاب والبلطجة والسلاح بحاجة إلى متحاورين جديين وليس مقاولين وسماسرة مناورين وانتهازيين مرتهنين لمصالحهم وأنانيتهم الضيقة يعيدون الحوار إلى نقطة الصفر كلما لاح بصيص ضوء في الأفق، ويُجْهِدون أصحاب النوايا الحسنة من العرب وغيرهم ويسببون لهم الإنهاك وقلة النوم والإرباك والأرق. مثال على ذلك وزير الخارجية الفرنسي كوشنير الذي انهكوه وفي النهاية حواراتهم ووعودهم وتعهداتهم كلها كانت حبرا على ورق. يريدون فقط فرض إرادتهم بقوة السلاح الغاشم الذي فقد اللبنانيون ثقتهم به ولم يعد سلاح مقاومة بعد ان وجه الى صدورهم ولخراب بيوتهم وتدمير بلدهم وما زال موجها. ومن هنا فلا ثقة الا بسلاح القوى الشرعية النظامية اللبنانية التي تتقيد بالدستور والقوانين.
لقد حولوا المقاومة إلى شركة مقاولة، من جهاد البناء الى جهاد النفاق الى جهاد التخريب، الى جهاد الكذب الى جهاد زرع الفتن الى جهاد الاغتيالات الى جهاد التفجيرات الى جهاد الفراغ الى جهاد تعطيل المؤسسات الى جهاد على المحكمة الدولية الى جهاد اللف والدوران بلا مبادئ ولا اخلاق ولا ضمير ولا ذرة احساس بآلام الشعب المنكوب بجهادهم المفلس.
نجاح الحوار في الدوحة بحاجة إلى رجال أحرار أصحاب قرار وليس إلى أشباه رجال وأذناب صغار يتلقون الأوامر من خامنئي وبشار.
وأكد مصدر وزاري عربي لـ«الحياة» ان وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بقي على اتصال مع الجانب الإيراني في اليومين الماضيين لحث طهران على المساعدة في تسهيل الأمور من جانب «حزب الله».
وهل ممكن بعد ذلك ان يكون حزب الفتنة الإلهي صاحب قرار دون الرجوع الى فقيه الديار خامنئي الختيار او الرئيس المعصوم بشار؟
بالمقابل الرئيس فؤاد السنيورة يلغي محادثات مهمة كان مقررة سابقا مع الرئيس الأمريكي بوش في شرم الشيخ. مؤكدا بلباقة ان : "هذا الاجتماع غير ممكن الآن، أننا هنا نتابع جلسات الحوار الوطني. والآن وبعد أن جرى تحديد هذه الاجتماعات في الدوحة لم يعد ممكنا النظر في إمكانية هذا اللقاء.
هذا هو موقف الرجال اصحاب القرار فعند السنيورة وجوده على طاولة الحوار من اجل خلاص لبنان اهم بكثير من لقاء الرئيس بوش.
نجاح الحوار بحاجة إلى زعماء مخلصين وليس إلى إرهابيين وقتلة وزعران وميليشيات مقنعة ليس لها أمان.
منذ طاولة الحوار الأولى التي قلبها نصر الله على رؤوس اللبنانيين مفجرا حرب تموز تأكد لي شخصيا بأن كل ما يقوم به بري ومنذ ذلك التاريخ إنما هو مضيعة للوقت ولاغراق لبنان بالفوضى والحروب. السبب واضح وهو: منذ أن قرر الشعب اللبناني معرفة الحقيقة، ارتعدت فرائص النظام السوري وأذنابه.
ومنذ أن بدأت لجنة التحقيق الدولية عملها بدأت تتفجر في وجه تقاريرها الانفجارات والاغتيالات واحدا تلو الاخر.
ومنذ أن اقرت المحكمة واصبحت حقيقة أعلن النظامين الإيراني والسوري من خلال أذنابهما الحرب على لبنان بقيادة ما يسمى حزب الله.
رغم كل الآلام والتضحيات يجب أن يعرف الشعب اللبناني الحقيقة ويجب أن تأخذ العادلة مجراها ويجب على مجلس الأمن أن يقوم بواجباته الأساسية في حماية الشعب اللبناني، خاصة وهناك تقصير واضح من الحكومة ومن الجيش في ذلك.كيف لا والمجلس وهو من أصدر القرارات وأهمها 1559 الذي يجب أن يطبق وبحذافيره لكي يشفى لبنان من هذا السرطان المتغلغل في كافة أضلاعه والمستشري في مناطقه.

ليست هناك تعليقات: