د. عدنان بكريه
فلسطين الداخل
لم يفاجئنا تأزم المشهد اللبناني ووصول الوضع إلى حافة الانهيار ... وبغض النظر عن الهوية المذهبية للأطراف المتصارعة، إلا أن الصراع الدائر يبقى صراع بين مشروعين..مشروع الهيمنة الأمريكية ممثلا بقوى الرابع عشر من آذار ومشروع الرفض لكل أشكال السيطرة والهيمنة ممثلا بحزب الله وقوى المعارضة اللبنانية! ومهما حاول البعض إضفاء صبغة المذهبية والطائفية على الأزمة إلا أن الصراع بمجمله هو صراع بين مشروعين متنافرين تمتد جذوره إلى حرب تموز عام 2006.
بات واضحا بأن هناك أطراف لبنانية تسعى إلى تقويض دور ومكانة حزب الله في المعادلة اللبنانية وربما إقصائه من الحلبة السياسية والعسكرية كونه أصبح مصدر إزعاج لسياسة الموالاة اللبنانية ولخياراتها السياسية!
حرب تموز عاما 2006 صبت في هذا الاتجاه، وفشلت الأطراف في تطويع حزب الله.. إذ ارتفعت أسهم المقاومة اللبنانية عربيا ولبنانيا وشكلت منعطفا حادا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وانعكست ايجابيا على نفسية المواطن العربي وفي نفس الوقت أحرجت الأنظمة العربية التي انتظرت هزيمة المقاومة والمشروع الوطني كونه يشكل إحراجا للنظام الرسمي العربي ! ومع انتهاء الحرب لصالح القوى الوطنية اللبنانية بدأت بعض القوى تبدي تخوفها من ازدياد قوة حزب الله وارتفاع مكانته بين أوساط الشعب اللبناني.
القوى اللبنانية والمسماة قوى الرابع عشر من آذار بقيادة (وليد جنبلاط) وقفت آنذاك متفرجة منتظرة ما ستؤول إليه الحرب ... منتظرة لحظة الإجهاز على حزب الله والذي يحظى بدعم سوري وإيراني ويشكل ذراعا قويا لهما في لبنان ..وهزيمة حزب الله تعني هزيمة لسوريا وإيران وانتصارا للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الهادف إلى إلحاق لبنان بحظيرة التبعية لهما .
لقد جرت الرياح بما لا تشتهي سفن مجموعة الرابع عشر من آذار لذا دأبت هذه القوى على محاولة تحجيم حزب الله ومحاربته داخليا وبالتالي إرهاقه وإضعافه ... فلمسنا المحاولات والدعوات المتكررة لنزع سلاح هذا الحزب برغم أن هذا السلاح لم يرفع إلا دفاعا عن لبنان .. لم يرفع بتاتا بوجه اللبنانيين.
لا يمكننا تشريح الوضع اللبناني بمعزل عن الوضع الدولي المتأزم والمحاولات الأمريكية للقضاء على التحالف الإيراني السوري والذي بات يشكل خطرا جديا على المشروع الأمريكي ... إذ ترى أمريكا وإسرائيل بان القضاء على حزب الله سيشكل ضربة لهذا التحالف القائم على قاعدة التصدي للطموحات الأمريكية بالسيطرة على لبنان ووضع قواعد أمريكية في هذا البلد كتهديد لسوريا.. من هنا فان هناك إجماع بين أمريكا وإسرائيل وقوى الرابع عشر من آذار على ضرورة تحجيم المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله وإزاحتها عن المشهد اللبناني العسكري والسياسي.
ليس صدفة إن تسارع الولايات المتحدة بالدعوة إلى تشديد الحصار والعقوبات على سوريا وحزب الله دون أن تفسح المجال أمام أية جهود داخلية لاحتواء الأزمة المتفجرة !
لا يخفى على احد إمكانية استغلال حكومة إسرائيل للوضع اللبناني المتأزم والمتفجر لتقدم على عملية عسكرية واسعة بهدف ترجيح كفة الموالاة اللبنانية والثأر لحرب تموز ! المعارضة اللبنانية تأخذ بالحسبان خيار كهذا هذا ما تناقلته وسائل الإعلام !
تحاول الموالاة اللبنانية اللعب على الوتر والعواطف المذهبية مستغلة بعض الرموز الدينية السنية كالمفتي العام (محمد رشيد قباني) موهمة الرأي العام بأن الصراع ينحصر بين السنة والشيعة وتصويره على انه صراع طائفي بحت من اجل تجييش السنة في مواجهة الشيعة ! لكن القارئ للأحداث والتاريخ يعي تماما أن الصراع الدائر في لبنان هو صراع بين المحور الأمريكي من جهة وبين المعارضة اللبنانية التي تضم قوى من كل الطوائف والمذاهب وأي محاولة لإلصاق الطائفية والمذهبية بهذا الصراع هي محاولات تهدف إلى تغييب جوهر الصراع وطمس الأهداف والدوافع التي تقف إلى جانبه وبالتالي العودة بالشعب اللبناني إلى أتون حرب طائفية وتقاطب مذهبي ...لقد رددت هذه المصطلحات عام 82 إبان حصار بيروت واستطاعت القوى نفسها التي تعمل اليوم إقصاء المقاومة الفلسطينية من لبنان حينها..إقصاء الغرباء الفلسطينيين ! فهل ستنجح اليوم في تسويق سيناريوهاتها الطائفية المخادعة وتغليف الصراع بغلاف طائفي مقيت ؟!
لا نبالغ إذا تكهنا بان الصراع الداخلي اللبناني يحمل أبعادا لبنانية وعربية وإقليمية وهو لن ينحصر في المشهد اللبناني الداخلي بل أن تداعياته ستتسع كثيرا وربما تنذر باندلاع حرب جديدة في المنطقة ، فاتهام سوريا منذ اللحظة الأولى بضلوعها في تأجيج الصراع يحمل في طياته تهديدا مبيتا لسوريا وإيران ! وليس صدفة أن يتزامن الانفجار اللبناني مع تلويح أمريكا بكرباج الملف النووي السوري ! فهل سيكون الانفجار اللبناني بداية حرب إقليمية جديدة؟!! نتمنى على الأطراف اللبنانية المتصارعة تدارك الوضع المتدهور واللجوء إلى الحوار الأخوي لاحتواء الأزمة التي لن يخرج منها طرف رابح بل أن الجميع سيكون خاسر.. والخاسر الأكبر هو الشعب اللبناني الذي عانى من ويلات الحروب الأهلية أكثر من ثلاثين عام.
إسرائيل تبدي تخوفها من نشوء دولة إيرانية صغيرة على حدودها وينتابها القلق من سيطرة حزب الله على لبنان وهذا الأمر يسرع في محاولتها للبحث عن مخرج للمشهد اللبناني الجديد فالفرقاء الذين راهنت عليهم إسرائيل انهاروا خلال ستة ساعات والأموال التي استثمرتها أمريكا في دعم الموالاة ذهبت هباء وهدرا هذا ما صرح به مسؤول جهاز الموساد السابق السابق في مقابلة له مع موقع (فيلكا) الإسرائيلي !
أمام هذه التحولات الدراماتيكية لا نستبعد إقدام إسرائيل وبمساعدة أمريكية على إشعال فتيل حرب جديدة ضد حزب الله ! ولا نستبعد إسراع إسرائيل في شن مثل هذه الحرب وقبل أن تتطور الأمور أكثر باتجاه سيطرة حزب الله كليا على لبنان وانهيار الموالاة بشكل نهائي ! من هنا فان المشهد اللبناني الماثل أمامنا اليوم هو مقدمة لتناحران إقليمية سوف تهبط على المشهد اللبناني عما قريب.
لم يفاجئنا تأزم المشهد اللبناني ووصول الوضع إلى حافة الانهيار ... وبغض النظر عن الهوية المذهبية للأطراف المتصارعة، إلا أن الصراع الدائر يبقى صراع بين مشروعين..مشروع الهيمنة الأمريكية ممثلا بقوى الرابع عشر من آذار ومشروع الرفض لكل أشكال السيطرة والهيمنة ممثلا بحزب الله وقوى المعارضة اللبنانية! ومهما حاول البعض إضفاء صبغة المذهبية والطائفية على الأزمة إلا أن الصراع بمجمله هو صراع بين مشروعين متنافرين تمتد جذوره إلى حرب تموز عام 2006.
بات واضحا بأن هناك أطراف لبنانية تسعى إلى تقويض دور ومكانة حزب الله في المعادلة اللبنانية وربما إقصائه من الحلبة السياسية والعسكرية كونه أصبح مصدر إزعاج لسياسة الموالاة اللبنانية ولخياراتها السياسية!
حرب تموز عاما 2006 صبت في هذا الاتجاه، وفشلت الأطراف في تطويع حزب الله.. إذ ارتفعت أسهم المقاومة اللبنانية عربيا ولبنانيا وشكلت منعطفا حادا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وانعكست ايجابيا على نفسية المواطن العربي وفي نفس الوقت أحرجت الأنظمة العربية التي انتظرت هزيمة المقاومة والمشروع الوطني كونه يشكل إحراجا للنظام الرسمي العربي ! ومع انتهاء الحرب لصالح القوى الوطنية اللبنانية بدأت بعض القوى تبدي تخوفها من ازدياد قوة حزب الله وارتفاع مكانته بين أوساط الشعب اللبناني.
القوى اللبنانية والمسماة قوى الرابع عشر من آذار بقيادة (وليد جنبلاط) وقفت آنذاك متفرجة منتظرة ما ستؤول إليه الحرب ... منتظرة لحظة الإجهاز على حزب الله والذي يحظى بدعم سوري وإيراني ويشكل ذراعا قويا لهما في لبنان ..وهزيمة حزب الله تعني هزيمة لسوريا وإيران وانتصارا للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الهادف إلى إلحاق لبنان بحظيرة التبعية لهما .
لقد جرت الرياح بما لا تشتهي سفن مجموعة الرابع عشر من آذار لذا دأبت هذه القوى على محاولة تحجيم حزب الله ومحاربته داخليا وبالتالي إرهاقه وإضعافه ... فلمسنا المحاولات والدعوات المتكررة لنزع سلاح هذا الحزب برغم أن هذا السلاح لم يرفع إلا دفاعا عن لبنان .. لم يرفع بتاتا بوجه اللبنانيين.
لا يمكننا تشريح الوضع اللبناني بمعزل عن الوضع الدولي المتأزم والمحاولات الأمريكية للقضاء على التحالف الإيراني السوري والذي بات يشكل خطرا جديا على المشروع الأمريكي ... إذ ترى أمريكا وإسرائيل بان القضاء على حزب الله سيشكل ضربة لهذا التحالف القائم على قاعدة التصدي للطموحات الأمريكية بالسيطرة على لبنان ووضع قواعد أمريكية في هذا البلد كتهديد لسوريا.. من هنا فان هناك إجماع بين أمريكا وإسرائيل وقوى الرابع عشر من آذار على ضرورة تحجيم المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله وإزاحتها عن المشهد اللبناني العسكري والسياسي.
ليس صدفة إن تسارع الولايات المتحدة بالدعوة إلى تشديد الحصار والعقوبات على سوريا وحزب الله دون أن تفسح المجال أمام أية جهود داخلية لاحتواء الأزمة المتفجرة !
لا يخفى على احد إمكانية استغلال حكومة إسرائيل للوضع اللبناني المتأزم والمتفجر لتقدم على عملية عسكرية واسعة بهدف ترجيح كفة الموالاة اللبنانية والثأر لحرب تموز ! المعارضة اللبنانية تأخذ بالحسبان خيار كهذا هذا ما تناقلته وسائل الإعلام !
تحاول الموالاة اللبنانية اللعب على الوتر والعواطف المذهبية مستغلة بعض الرموز الدينية السنية كالمفتي العام (محمد رشيد قباني) موهمة الرأي العام بأن الصراع ينحصر بين السنة والشيعة وتصويره على انه صراع طائفي بحت من اجل تجييش السنة في مواجهة الشيعة ! لكن القارئ للأحداث والتاريخ يعي تماما أن الصراع الدائر في لبنان هو صراع بين المحور الأمريكي من جهة وبين المعارضة اللبنانية التي تضم قوى من كل الطوائف والمذاهب وأي محاولة لإلصاق الطائفية والمذهبية بهذا الصراع هي محاولات تهدف إلى تغييب جوهر الصراع وطمس الأهداف والدوافع التي تقف إلى جانبه وبالتالي العودة بالشعب اللبناني إلى أتون حرب طائفية وتقاطب مذهبي ...لقد رددت هذه المصطلحات عام 82 إبان حصار بيروت واستطاعت القوى نفسها التي تعمل اليوم إقصاء المقاومة الفلسطينية من لبنان حينها..إقصاء الغرباء الفلسطينيين ! فهل ستنجح اليوم في تسويق سيناريوهاتها الطائفية المخادعة وتغليف الصراع بغلاف طائفي مقيت ؟!
لا نبالغ إذا تكهنا بان الصراع الداخلي اللبناني يحمل أبعادا لبنانية وعربية وإقليمية وهو لن ينحصر في المشهد اللبناني الداخلي بل أن تداعياته ستتسع كثيرا وربما تنذر باندلاع حرب جديدة في المنطقة ، فاتهام سوريا منذ اللحظة الأولى بضلوعها في تأجيج الصراع يحمل في طياته تهديدا مبيتا لسوريا وإيران ! وليس صدفة أن يتزامن الانفجار اللبناني مع تلويح أمريكا بكرباج الملف النووي السوري ! فهل سيكون الانفجار اللبناني بداية حرب إقليمية جديدة؟!! نتمنى على الأطراف اللبنانية المتصارعة تدارك الوضع المتدهور واللجوء إلى الحوار الأخوي لاحتواء الأزمة التي لن يخرج منها طرف رابح بل أن الجميع سيكون خاسر.. والخاسر الأكبر هو الشعب اللبناني الذي عانى من ويلات الحروب الأهلية أكثر من ثلاثين عام.
إسرائيل تبدي تخوفها من نشوء دولة إيرانية صغيرة على حدودها وينتابها القلق من سيطرة حزب الله على لبنان وهذا الأمر يسرع في محاولتها للبحث عن مخرج للمشهد اللبناني الجديد فالفرقاء الذين راهنت عليهم إسرائيل انهاروا خلال ستة ساعات والأموال التي استثمرتها أمريكا في دعم الموالاة ذهبت هباء وهدرا هذا ما صرح به مسؤول جهاز الموساد السابق السابق في مقابلة له مع موقع (فيلكا) الإسرائيلي !
أمام هذه التحولات الدراماتيكية لا نستبعد إقدام إسرائيل وبمساعدة أمريكية على إشعال فتيل حرب جديدة ضد حزب الله ! ولا نستبعد إسراع إسرائيل في شن مثل هذه الحرب وقبل أن تتطور الأمور أكثر باتجاه سيطرة حزب الله كليا على لبنان وانهيار الموالاة بشكل نهائي ! من هنا فان المشهد اللبناني الماثل أمامنا اليوم هو مقدمة لتناحران إقليمية سوف تهبط على المشهد اللبناني عما قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق