محمد داود
التهدئة أو الهدنة.. هي حديث الساعة، ونحن نتمنى أن يكتب لها النجاح، لأنها مصلحة للجميع خاصة للشعب الفلسطيني حتى يلتقط أنفاسه،.. أي أنها استراحة مقاتل بعد رحلة طويلة من المقاومة المفتوحة بإمكانات متواضعة، استنزف الفلسطينيون وحتى الاحتلال كل طاقاته بفعل آلة الحرب الصهيونية الهمجية، التي استهدفت الإنسان والحجر والشجر، من قصف واغتيالات واجتياحات وتهويد واستيطان إلى الحصار والتجويع، .. تخللها محاولات مضنية لوقف العدوان، بل طرحت مبادرات عدة كان الشعب الفلسطيني في حال يرثى لها، كونها جاءت في إطار رعاية دولية، مثل اتفاق " تينت وميتشل و..الخ في لحظة أيضاً كانت المقاومة تسدد ضرباتها في العمق الصهيوني، لذلك كان علينا استعراض أهم النقاط التي تقف حجر عثرة أمام إعلان التهدئة التي نتمنى لها النجاح في إطار المحافظة على الحقوق الفلسطينية، بأقل الخسائر الممكنة ورفع الحصار عن شعبنا:
1- جاء تأكيد فصائل المقاومة من خلال استمرارها لإطلاق الصواريخ المحلية اتجاه المستوطنات الصهيونية، لأنها ترى الشروط والاملاءات الإسرائيلية هي المحددة لمشروع التهدئة، الغير معلنة بمعنى أخر التهدئة غير مدرجة حتى ألان في سياق الإستراتيجية الوطنية .
2- فصائل المقاومة لن تقبل مهما كانت الظروف بأن تقف مكتوفة الأيدي اتجاه الجرائم التي سيرتكبها الاحتلال في الضفة، وربما يأخذ منحى أخر عن طريق أيدي خبيثة كما حدث في السابق باغتيال الشهيد هاني عابد وقيادات أخرى، بالتالي هي ترى أي "فصائل المقاومة" في إطلاق الصواريخ المورتر وسيلة ضغط ورد مبدئي على الجريمة .
3- الهاجس الإسرائيلي المعروف بالمحافظة على "أمنها القومي " لذلك لن تسمح بأن تمتلك فصائل المقاومة وأن تتعاظم قوتها، وقد لمحت قبل يومين أن حماس تخزن السلاح والعتاد في سيناء، وهذا يهدف إلى توتير العلاقة مع الأشقاء المصريين من ناحية، وإعطاء المبرر لها بمواصلة عدوانها من ناحية ثانية.
4- تهديد حزب شاس المتطرف وأحزاب يمينية أخرى بالانسحاب من الائتلاف الحكومة، إذا أقدمت حكومة اولمرت على مشروع التهدئة أو التسوية السياسية، وهو أمر وارد خاصة وأن اليمين المتطرف قام بقتل إسحاق رابين، عندما أقدم الأخير على توقيع اتفاق مصيري وتنفيذه مع الفلسطينيين .
5- الدعوة لرحيل اولمرت، فهناك فراغ حكومي، بالتالي باراك من المؤيدين للضربة واسعة في غزة وحتى لبنان حتى يحدث تغييراً واقعياً كبيراً في المحيط أو في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
6- مواصلة واستمرار العدوان هو مسلسل ناجع يؤجل ويعرقل المسيرة السياسية السلمية، ويقطع الطريق أمام أي إنجاز سياسي أو الخوض في القضايا المصيرية "الحل النهائي"، لأن إسرائيل دولة وظيفية قائمة على العدوان والتوسع.
7- إن فكرة التهدئة يكون من جانب واحد، وليس مدونة على ورق أو مكتوبة بالتالي لا يمكن تسميتها اتفاقاً، بالتالي تكون في مهب الريح.
8- لا يوجد رعاية دولية تحتضن الاتفاق أو تشرف على تطبيقه بالتالي يكون هشاً ولا يلزم ألأطراف.
9- رؤية باراك وقادة الجيش الإسرائيلي، أن فكرة الهدنة من المبكر الحديث عنها، ويجب أن يسبقها عمل عسكري كبير في القطاع، يتمخض عنه إبرام تهدئة أو حل سياسي.
10- إدراك الاحتلال التام بأن فقدان عنصر الربط والسيطرة والتحكم بعناصر ومفردات المقاومة لدى الفصائل بحكم الانفلات الأمني هو سيد الموقف، فهو ليس كبسة زر، مما يهددها.
11- إسرائيل تسعى لإطلاق سراح جنديها الأسير "جلعاد شاليط" ومن ثم ستهاجم القطاع، بالتالي نتلمس أنها ستنقض عهدها من صفقة التهدئة بعد ضمان سلامة عودة جنديها.
غياب الوحدة الوطنية وحالة الانقسام الفلسطيني و حالة "التشرذم في القرار الفلسطيني" يعطي المبرر بأن تواصل إسرائيل عدوانها على الضفة والقطاع، أي أنها تستغل وتلعب على التناقضات الفلسطينية الداخلية.
12- الانتخابات الإسرائيلية المقبلة والتي تراهن في حملتها الانتخابية القادمة دائماً على الانجازات العسكرية، سيما وأن القاسم الفيصل بوضع حد جذري لضربات صواريخ المقاومة وتنافسها مع الليكود.
13- توجه حكومة اولمرت لاستبدال أعضاء حكومته، والحديث اليوم عن شخصية " عزل ليفني واستبدالها ب شاؤول موفاز" لتعزيز دور المؤسسة العسكرية بقيادات حربية لحساسية المرحلة القادمة التي ستقدم عليها إسرائيل وأمريكا في خلق واقع جديد للمنطقة قبل نهاية ولاية الرئيس بوش.
14- بحث موضوع التهدئة مع الأطراف يأتي من ناحية أمنية، وليس سياسية بالتالي لم يتناول جذور الأزمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً و.....
15- الفساد الذي ينخر حكومة أولمرت ، بالتالي تحتاج إلى تصعيد لإلهاء وإشغال الداخل عن فسادها وهذا معروف في تاريخ الحكومات الإسرائيلية السابقة.
16- التحسينات النوعية ومراحل التطور التي أدخلتها فصائل المقاومة على نجاعة ودقة الصواريخ وتوسيع مداها، وهو ما أثبتته الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى الكم الكبير من تهريب السلاح النوعي الذي يخشى منه الاحتلال، ذو الدلالة الإيرانية.
17- تقديم حكومة الاحتلال شكوى إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة في أعقاب استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، وهو تحريض لمجلس الأمن لإعطاء الضوء الأخضر لعدوان إسرائيلي بعد تلقي ألأخيرة قبل أيام الضوء الأخضر من الولايات المتحدة.
18- دعوة عمر سليمان لزيارة الكيبوتسات والمدن المحاذية لقطاع غزة، للإطلاع على حجم الإضرار التي تلحقها الصواريخ وقذائف المورتر، هو تأكيد على خطر الصواريخ ومطلقيها وأهمية وضع حد لها.
19- الشروط التعجزيه أمام مقترح التهدئة، سيما وأن مطلب إسرائيل فقط بفتح معبر رفح مقابل إطلاق الجندي شاليط، وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني الذي يعول على إطلاق سراح شاليط ضمن صفقة ضخمة.
إعلان بوش تراجعه بإمكانية قيام الدولة هذا العام، وأن كل ما سيقوم به هو اتفاق إطار أو تحديد معالم الدولة، وتراجعه من ناحية ثانية مبدأ الضغط على إسرائيل اتجاه المفاوضات، بالتالي هو تكريس للعدوان، وترجيح لكفة إبقاء الصراع مفتوحً.
20- القلق الذي يشعر به النظم العربية في الأردن ومصر والسعودية من ظاهرة الانقلابات في المنطقة " حزب الله وحماس " من المؤكد أنه سيعزز من موقف الجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى مثل الإخوان المسلمين والقاعدة" وغيرها، بالتالي ستبدي تلك الدول والمنتظم الدولي تفهماً بشن العدوان على القطاع، وهو ما تشعر به إسرائيل.
21- وقف ضخ المحروقات وخنق الاقتصاد الغزي الذي يأتي ضمن سناريوهات عدة منها " تعزيز الفصل التام عن قطاع غزة، وإلقاءه بالكنف المصري"، أو "الضغط النفسي الذي قد ينتهي بمراسيم يقبل من خلالها الشعب الفلسطيني أي عدوان كوسيلة للخلاص من فشل سلطة الأمر الواقع في غزة، باعتبارها مجلب للكوارث، بفعل الأزمات الجديدة المتراكمة.
22- إسرائيل دولة قائمة على العدوان والعنف، وهذا سر بقائها وتوحدها، حتى تحافظ على كيانها الداخلي كنواة صلبة أمام الطوائف والأصول العرقية والثقافات غير المتجانسة نوعاً وكماً و...
23- ضعف النظام الإقليمي العربي الذي يعاني من أزمة الانقسام وسياسة المحاور والذي أثبت فشله من مسألة لبنان، وهذا يجعل إسرائيل بأن تمعن في مواصلة عدوانها، الذي وصل الحد فيها عدم الإدانة للمجازر.
24- إسرائيل استخلصت العبر من حرب تموز 2006م ونتائج تقرير فينوغراد بالتالي لن تسمح بتكرار التجربة بأن تهدد في المدى القريب بحرب تأكل الأخضر واليابس بالنسبة لها، يكون أمنها القومي في مرمى الصواريخ الفلسطينية.
25- لا يمكن فصل التدريبات العسكرية والتصريحات التي يلوح بها قادة الاحتلال بشن عدوان كبير على غزة، والحديث الجديد أن إسرائيل دولة قوية جداً، وهذا أمر غني عن التعريف، لكن الدلالة تكمن بممارسة طبيعية لهذا الأمر من جديد، بالقيام بحرب استباقية، وتسديد ضربة قاسية وموجعة للعدو، ثم التحول إلى حالة دفاع، وحرب وقائية لحماية حدودها ومقدراتها ومواردها المختلفة.
26- الخشية الكبيرة تكمن اليوم في إسرائيل التي تتعرض للتفتت الداخلي والخطر الخارجي الداهم المهدد لوجودها بشكل جدي ولأول مرة، تبدو عاجزة استراتيجياً وعسكرياً وسياسياً عن التحرك في المنطقة خلافا لما كان عليه حالها طوال العقود الماضية، حيث تلقت ضربات إستراتيجية لبنانية وفلسطينية تسببت بإضعاف قدراتها المختلفة، وهنا تكمن المغامرة بضرب قطاع غزة.
27- إسرائيل دولة مخادعة كما الحرب خدعة، بالتالي إسرائيل سوف تستغل موضع التهدئة كغطاء لمواصلة عدوانها في أقرب خرق لقطع شعرة معاوية قبل التصعيد المرتقب الذي تعده لحظة ألاتفاق على التهدئة.
28- في أي شكل كانت التهدئة فإن الموقف الإسرائيلي منها يقوم على ابتزاز الموقف الفلسطيني حتى يحصل على تهدئة بأقل ثمن ممكن، خاصة وان هناك شبه هدوء في قطاع غزة والضفة باستثناء إطلاق بعض الصواريخ المحلية، هنا أو هناك، بالتالي يحصل على هدوء بدون ثمن سياسي، فنكون أم خيارين إما التأجيل أو المنع لعملية عسكرية كبرى في قطاع غزة والتي يعتقد المصريون أنها واقعة لا محالة.
نسأل الله أن يجنب أبناء شعبنا المهالك وويلات الزمان.
كاتب وباحث
التهدئة أو الهدنة.. هي حديث الساعة، ونحن نتمنى أن يكتب لها النجاح، لأنها مصلحة للجميع خاصة للشعب الفلسطيني حتى يلتقط أنفاسه،.. أي أنها استراحة مقاتل بعد رحلة طويلة من المقاومة المفتوحة بإمكانات متواضعة، استنزف الفلسطينيون وحتى الاحتلال كل طاقاته بفعل آلة الحرب الصهيونية الهمجية، التي استهدفت الإنسان والحجر والشجر، من قصف واغتيالات واجتياحات وتهويد واستيطان إلى الحصار والتجويع، .. تخللها محاولات مضنية لوقف العدوان، بل طرحت مبادرات عدة كان الشعب الفلسطيني في حال يرثى لها، كونها جاءت في إطار رعاية دولية، مثل اتفاق " تينت وميتشل و..الخ في لحظة أيضاً كانت المقاومة تسدد ضرباتها في العمق الصهيوني، لذلك كان علينا استعراض أهم النقاط التي تقف حجر عثرة أمام إعلان التهدئة التي نتمنى لها النجاح في إطار المحافظة على الحقوق الفلسطينية، بأقل الخسائر الممكنة ورفع الحصار عن شعبنا:
1- جاء تأكيد فصائل المقاومة من خلال استمرارها لإطلاق الصواريخ المحلية اتجاه المستوطنات الصهيونية، لأنها ترى الشروط والاملاءات الإسرائيلية هي المحددة لمشروع التهدئة، الغير معلنة بمعنى أخر التهدئة غير مدرجة حتى ألان في سياق الإستراتيجية الوطنية .
2- فصائل المقاومة لن تقبل مهما كانت الظروف بأن تقف مكتوفة الأيدي اتجاه الجرائم التي سيرتكبها الاحتلال في الضفة، وربما يأخذ منحى أخر عن طريق أيدي خبيثة كما حدث في السابق باغتيال الشهيد هاني عابد وقيادات أخرى، بالتالي هي ترى أي "فصائل المقاومة" في إطلاق الصواريخ المورتر وسيلة ضغط ورد مبدئي على الجريمة .
3- الهاجس الإسرائيلي المعروف بالمحافظة على "أمنها القومي " لذلك لن تسمح بأن تمتلك فصائل المقاومة وأن تتعاظم قوتها، وقد لمحت قبل يومين أن حماس تخزن السلاح والعتاد في سيناء، وهذا يهدف إلى توتير العلاقة مع الأشقاء المصريين من ناحية، وإعطاء المبرر لها بمواصلة عدوانها من ناحية ثانية.
4- تهديد حزب شاس المتطرف وأحزاب يمينية أخرى بالانسحاب من الائتلاف الحكومة، إذا أقدمت حكومة اولمرت على مشروع التهدئة أو التسوية السياسية، وهو أمر وارد خاصة وأن اليمين المتطرف قام بقتل إسحاق رابين، عندما أقدم الأخير على توقيع اتفاق مصيري وتنفيذه مع الفلسطينيين .
5- الدعوة لرحيل اولمرت، فهناك فراغ حكومي، بالتالي باراك من المؤيدين للضربة واسعة في غزة وحتى لبنان حتى يحدث تغييراً واقعياً كبيراً في المحيط أو في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
6- مواصلة واستمرار العدوان هو مسلسل ناجع يؤجل ويعرقل المسيرة السياسية السلمية، ويقطع الطريق أمام أي إنجاز سياسي أو الخوض في القضايا المصيرية "الحل النهائي"، لأن إسرائيل دولة وظيفية قائمة على العدوان والتوسع.
7- إن فكرة التهدئة يكون من جانب واحد، وليس مدونة على ورق أو مكتوبة بالتالي لا يمكن تسميتها اتفاقاً، بالتالي تكون في مهب الريح.
8- لا يوجد رعاية دولية تحتضن الاتفاق أو تشرف على تطبيقه بالتالي يكون هشاً ولا يلزم ألأطراف.
9- رؤية باراك وقادة الجيش الإسرائيلي، أن فكرة الهدنة من المبكر الحديث عنها، ويجب أن يسبقها عمل عسكري كبير في القطاع، يتمخض عنه إبرام تهدئة أو حل سياسي.
10- إدراك الاحتلال التام بأن فقدان عنصر الربط والسيطرة والتحكم بعناصر ومفردات المقاومة لدى الفصائل بحكم الانفلات الأمني هو سيد الموقف، فهو ليس كبسة زر، مما يهددها.
11- إسرائيل تسعى لإطلاق سراح جنديها الأسير "جلعاد شاليط" ومن ثم ستهاجم القطاع، بالتالي نتلمس أنها ستنقض عهدها من صفقة التهدئة بعد ضمان سلامة عودة جنديها.
غياب الوحدة الوطنية وحالة الانقسام الفلسطيني و حالة "التشرذم في القرار الفلسطيني" يعطي المبرر بأن تواصل إسرائيل عدوانها على الضفة والقطاع، أي أنها تستغل وتلعب على التناقضات الفلسطينية الداخلية.
12- الانتخابات الإسرائيلية المقبلة والتي تراهن في حملتها الانتخابية القادمة دائماً على الانجازات العسكرية، سيما وأن القاسم الفيصل بوضع حد جذري لضربات صواريخ المقاومة وتنافسها مع الليكود.
13- توجه حكومة اولمرت لاستبدال أعضاء حكومته، والحديث اليوم عن شخصية " عزل ليفني واستبدالها ب شاؤول موفاز" لتعزيز دور المؤسسة العسكرية بقيادات حربية لحساسية المرحلة القادمة التي ستقدم عليها إسرائيل وأمريكا في خلق واقع جديد للمنطقة قبل نهاية ولاية الرئيس بوش.
14- بحث موضوع التهدئة مع الأطراف يأتي من ناحية أمنية، وليس سياسية بالتالي لم يتناول جذور الأزمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً و.....
15- الفساد الذي ينخر حكومة أولمرت ، بالتالي تحتاج إلى تصعيد لإلهاء وإشغال الداخل عن فسادها وهذا معروف في تاريخ الحكومات الإسرائيلية السابقة.
16- التحسينات النوعية ومراحل التطور التي أدخلتها فصائل المقاومة على نجاعة ودقة الصواريخ وتوسيع مداها، وهو ما أثبتته الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى الكم الكبير من تهريب السلاح النوعي الذي يخشى منه الاحتلال، ذو الدلالة الإيرانية.
17- تقديم حكومة الاحتلال شكوى إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة في أعقاب استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، وهو تحريض لمجلس الأمن لإعطاء الضوء الأخضر لعدوان إسرائيلي بعد تلقي ألأخيرة قبل أيام الضوء الأخضر من الولايات المتحدة.
18- دعوة عمر سليمان لزيارة الكيبوتسات والمدن المحاذية لقطاع غزة، للإطلاع على حجم الإضرار التي تلحقها الصواريخ وقذائف المورتر، هو تأكيد على خطر الصواريخ ومطلقيها وأهمية وضع حد لها.
19- الشروط التعجزيه أمام مقترح التهدئة، سيما وأن مطلب إسرائيل فقط بفتح معبر رفح مقابل إطلاق الجندي شاليط، وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني الذي يعول على إطلاق سراح شاليط ضمن صفقة ضخمة.
إعلان بوش تراجعه بإمكانية قيام الدولة هذا العام، وأن كل ما سيقوم به هو اتفاق إطار أو تحديد معالم الدولة، وتراجعه من ناحية ثانية مبدأ الضغط على إسرائيل اتجاه المفاوضات، بالتالي هو تكريس للعدوان، وترجيح لكفة إبقاء الصراع مفتوحً.
20- القلق الذي يشعر به النظم العربية في الأردن ومصر والسعودية من ظاهرة الانقلابات في المنطقة " حزب الله وحماس " من المؤكد أنه سيعزز من موقف الجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى مثل الإخوان المسلمين والقاعدة" وغيرها، بالتالي ستبدي تلك الدول والمنتظم الدولي تفهماً بشن العدوان على القطاع، وهو ما تشعر به إسرائيل.
21- وقف ضخ المحروقات وخنق الاقتصاد الغزي الذي يأتي ضمن سناريوهات عدة منها " تعزيز الفصل التام عن قطاع غزة، وإلقاءه بالكنف المصري"، أو "الضغط النفسي الذي قد ينتهي بمراسيم يقبل من خلالها الشعب الفلسطيني أي عدوان كوسيلة للخلاص من فشل سلطة الأمر الواقع في غزة، باعتبارها مجلب للكوارث، بفعل الأزمات الجديدة المتراكمة.
22- إسرائيل دولة قائمة على العدوان والعنف، وهذا سر بقائها وتوحدها، حتى تحافظ على كيانها الداخلي كنواة صلبة أمام الطوائف والأصول العرقية والثقافات غير المتجانسة نوعاً وكماً و...
23- ضعف النظام الإقليمي العربي الذي يعاني من أزمة الانقسام وسياسة المحاور والذي أثبت فشله من مسألة لبنان، وهذا يجعل إسرائيل بأن تمعن في مواصلة عدوانها، الذي وصل الحد فيها عدم الإدانة للمجازر.
24- إسرائيل استخلصت العبر من حرب تموز 2006م ونتائج تقرير فينوغراد بالتالي لن تسمح بتكرار التجربة بأن تهدد في المدى القريب بحرب تأكل الأخضر واليابس بالنسبة لها، يكون أمنها القومي في مرمى الصواريخ الفلسطينية.
25- لا يمكن فصل التدريبات العسكرية والتصريحات التي يلوح بها قادة الاحتلال بشن عدوان كبير على غزة، والحديث الجديد أن إسرائيل دولة قوية جداً، وهذا أمر غني عن التعريف، لكن الدلالة تكمن بممارسة طبيعية لهذا الأمر من جديد، بالقيام بحرب استباقية، وتسديد ضربة قاسية وموجعة للعدو، ثم التحول إلى حالة دفاع، وحرب وقائية لحماية حدودها ومقدراتها ومواردها المختلفة.
26- الخشية الكبيرة تكمن اليوم في إسرائيل التي تتعرض للتفتت الداخلي والخطر الخارجي الداهم المهدد لوجودها بشكل جدي ولأول مرة، تبدو عاجزة استراتيجياً وعسكرياً وسياسياً عن التحرك في المنطقة خلافا لما كان عليه حالها طوال العقود الماضية، حيث تلقت ضربات إستراتيجية لبنانية وفلسطينية تسببت بإضعاف قدراتها المختلفة، وهنا تكمن المغامرة بضرب قطاع غزة.
27- إسرائيل دولة مخادعة كما الحرب خدعة، بالتالي إسرائيل سوف تستغل موضع التهدئة كغطاء لمواصلة عدوانها في أقرب خرق لقطع شعرة معاوية قبل التصعيد المرتقب الذي تعده لحظة ألاتفاق على التهدئة.
28- في أي شكل كانت التهدئة فإن الموقف الإسرائيلي منها يقوم على ابتزاز الموقف الفلسطيني حتى يحصل على تهدئة بأقل ثمن ممكن، خاصة وان هناك شبه هدوء في قطاع غزة والضفة باستثناء إطلاق بعض الصواريخ المحلية، هنا أو هناك، بالتالي يحصل على هدوء بدون ثمن سياسي، فنكون أم خيارين إما التأجيل أو المنع لعملية عسكرية كبرى في قطاع غزة والتي يعتقد المصريون أنها واقعة لا محالة.
نسأل الله أن يجنب أبناء شعبنا المهالك وويلات الزمان.
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق