الأربعاء، مايو 07، 2008

خدعـة الحمايـة !

عـادل عطيــة

فى الكتاب المقدس ، فى سفر القضاة.
قصة رجل ، اشتهر بجبار البأس ، اسمه : " جدعون بن يوآش " ، هدم مذبح البعل الذى لأبيه ، وقطع السارية التى عنده ، وبنى مذبحاً لله.
فإذا بأهل المدينة ، يأتون بزمجرة غاضبة وثائرة ، طالبين من يوآش ، ان يخرج ابنه ؛ لكى يموت ، عقاباً له على ما فعله بالههم !
فقال الاب ، لهم : انتم تقاتلون للبعل ، أم انتم تخلصونه ؟!
ان كان إلها ، فليقاتل لنفسه ؛ لأن مذبحه قد هدم .
هى قصة قد تكون جزءاً من الماضى ، ولكنها لا تزال كما فى كتاب خالد ، لتصبح كلاً فى حاضرنا..
فباسم : " الحسبة " ، كأحد اسماء محاكم التفتيش
ظهرت تجمعات ، من قبيل : " حماة الله " ، " حرّاس العقيدة " ، " شبكة الدفاع عن السنة "
يتحولون إلى : " قطع من الجمر " ، يحرقون بها أفكار الناس ، ولايدركون إنهم بذلك يفترون الكذب على الله ويجعلونه – فى ظلام عقلهم الحالك السواد – الها ضعيفا غير قادر على اى شئ حتى حماية نفسه !
ان الحكم الصادر بوقف منح الشاعر : " حلمى سالم " ، جائزة التفوق ، بناء على الدعوى التى تقدم بها أحد الشيوخ - الذين يشاركون فى حملة للدفاع عن الله وحمايته من بيت فى قصيدة ، أو كلمة فى كتاب ، أو تعبير فى صورة- ، يتهمه فيها بالتطاول على الذات الإلهية فى قصيدة : " شرفة ليلى مراد " ، لتأكيد على أن القصة – بشقها الجدعونى- لا تزال تعيش فى تراثنا اليومى ، ولم نسبر بعد حكمة يوآش رغم وثنيته !
فأى إله هذا الذى يحتاج لنصرة البشر ؟!
أى إله هذا الذى تهز مشاعره ويضايقه ضيقاً بالغا فكرة فى عقل انسان ؟!
أى إله هذا الذى يجن جنونه مجرد سماع خبر بناء كنيسة ، ويعتبر أن تابعيه فى خطر ؟!
ان الله موجود وله القدرة على اتمام حمايته ، لكلمته ، وللمؤمنين به
وعظمته لا تترك مبرراً ؛ ليتحول البشر إلى حيوانات متوحشة
استجيبوا ببسالة لهذه الدعوة إلى الايمان بالله
استجيبوا من غير خشية وثقوا دوماً بقوة الله التى لا تضمحل

ليست هناك تعليقات: