بسام أبو علي شريف
هبش الكبار ولمس الصغار سمات المرحلة .. كروش ومؤخرات متدلية من آثر طول اليد .. هبش يهبش فهو مهبوش يا ولدي .. يقال هبشني القط أو خبشني بمخالبه أهون على جسدي من هبش الأسد أو الدب .. لكن عندما يهبش الكباش أو الديناصور .. فلا تسألني أين أنا .. ودعونا نعود .. عدنا .... عندما تكون مسئولا عن ميزانية بيتك وتلبي احتياجات الجميع واضعا نصب عيناك مخافة الله ..
لا تظلم لا تحابي .. فأنت رب أسرة أخذت من صفات الإمام العادل .. لكن بالله عليك ماذا يحدث لو مد ابنك الصغير يده على جيب جلبابك المعلق هناك أو دخل غرفة مكتبك وأخذ درهما واشترى به حلوى دون إخبارك ثم أنت اكتشف ذلك بعد جرد الميزانية أن هناك مبلغا من المال في عداد المفقودين ..
أنا أعتقد وهذا يحدث معي .. لا أعطي للموضوع أهمية لكن لو كان العكس .. أنت من اختلس من أنت ثم أخبرت زوجتك أن ميزانية هذا الشهر لم تكفي .. هل تشك الزوجة فيك .. وأنت محل ثقة البيت كله ..
دعوني أفر من الإجابة ولنعكس الكرة على الزوجة وفعلت ما فعل طفلها ثم اكتشف الزوج وغض النظر أو تظاهر أنه لم يعرف ..
هل أولياء الأمور يلعبون لعبة عادل إمام شيلني وأشيلك .. وشاهد ما شفش حاجة .. عندما يصفعني طفلي على وجهي بقلم أقبله وأقول يداعبني .. وعندما تصفعني زوجتي نفس القلم .. ماذا أقول النساء قراءن الرجال أم ناقصات عقل ودين أم نكحل العمياء بمقولة قوامين على الرجال .. ودعوني أخرج من قوقعتي لأشم هواء نقي .. وأتساءل .. لماذا تحيل زوبعة مسئول إلى مغفر شرطة ؟!
لماذا نتذكر من أين لك هذا وقت ذبح البقرة .. ولماذا تخرج علينا سكرتيرة عبر وسائل الإعلام لنقول أن هذا المسئول أو ذاك الرئيس قد تحرش بها جنسيا أو طقعها .. معلش مهو إحنا بنتكلم .. لماذا كل مصايب جحا تحط على رأس المسئول عند أول كعبلة ..
هل العيب في كعب الحذاء .. أم الأرض عوجا .. أنا أعرف القطط السمان لا تمشي على الأرض .. بل تشم رائحة زناختها من بعيد وصاروخ آخر .. لماذا عندما يقع مسئول متنفذ في شر أعماله يكون أشر أعدائه .. هم أصدقائه ..
هل لأنهم دفنينو سوى .. وزرفوا عليه دموع التماسيح .. وعندما تعرف البقرة الجزار .. لماذا تسارع قبل ذبحها وتخبر المشاهدين في الزريبة بأن الجزار قد اشترى السكين وكل البقر من دولة معادية .. هل لو أبقى الجميع حبة الملبس في أفواههم يمصون فيها ..
كان أفضل لهم من تحولهم إلى أبناء دوركولا .. الشعوب فرحانة لأبو موزة عندما تشاهد على خشبة المسرح الأقنعة المزيفة تتساقط .. فهل تصفق الشعوب لتجار الدم والسلاح والوطنية .. أم تلطم على خدودها لأن نابها طلع على شونه بالمصطلح المصري ..
لماذا عندما يختلس الصغير ننشره على الانترنت في بث مباشر ونتعلم في شخصه فنون الشرف والأمانة والوطنية ونلف به على كل الدوائر الحكومية كعب داير لكن عندما يهبش المسئول ابن شحيبر هبشة تتعطل عندنا كل الحواس .. هل سببه الخوف .. الجبن .. أم أن النار بعد لم تصل مؤخرتنا .. هل فعلا الشعوب لا تحركها إلا الزلازل .. حسنا ..
لكن الديناصورات من يحركها .. بلاش يزحزحها .. إن الشعوب الفقيرة والتي تنتظر المعونات والهبات والمساعدات الإنسانية والدولية .. عليها أن تثأر من الهباشين من خلف ستار .. وعليها ألا تنخدع عند سماع خطاباتهم التي تدغدغ مشاعرهم .. عليها إلا تنخدع من دموعهم المهمورة كالمطر على خدودهم أنها خداعات .. من خلف مؤتمرات غرضها شكر الدول المانحة التي أوصلت هذه الدولارات إلى جيوبهم وحساباتهم الخاصة ..
هناك في الخارج أو في الداخل .. لا تفرق كثيرا طالما وقع الجرم ثم بعد ذلك نتفاجأ بقيام أحد الهباشين ببناء مسجد باسمه ثم ينصب نفسه إماما ويؤم في الناس ومسبحته طولها يزيد على طول موز أريحا ..
أنصحكم أيها الشعوب الفقيرة.. عيدوا صلاتكم .. إن صلاتكم وراء الهباشين حرام ..
قطر- الدوحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق