عطا مناع
في مثل هذه ألأيام وبالتحديد في 20- 5- 1990 سفكت دماء سبعة عمال فلسطينيين على يد جندي صهيوني متطرف يدعى عامي بوير في عيون قارة بالقرب من تل الربيع"تل أبيب"، كان هؤلاء العمال يتجمعون في عيون قارة لينطلقوا للحصول على لقمة أطفالهم بممارسة العمل الأسود في دولة الاحتلال الإسرائيلي، طلب الجندي المذكور من العمال الفلسطينيين المتواجدين في المكان التجمع قرب حائط في المدينة وبكل بساطة فتح النار عليهم.
مذبحة عيون قارة لم تكن الأولى ولا الأخيرة، كانت قبلها كفر قاسم حيث التطهير العرقي المدعوم من المؤسسة السياسية لدولة الاحتلال ناهيك عن الاستخفاف المفرط من النظام القضائي الإسرائيلي بدماء الفلسطينيين، وقد تجسد هذا الاستخفاف بالحكم على يشخار شدمي قائد القوات المسئولة عن المجزرة بالتوبيخ وغرامة مقدارها قرش واحد، وهو الذي أمر بتصفية الفرحين العائدين من أعمالهم بعد أن فرض حظر التجول على القرية لينفذ حكم الإعدام بتسعة وأربعون فلسطينيا، نقطة وأول السطر.
يفترض بالعمال الفلسطينيون الاحتفال بالأول من أيار عيد العمال العالمي، ومطلوب منهم أن يرفعوا الشعار الاممي يا عمال العالم اتحدوا، وبالطبع يسود الاعتقاد في الصالونات النقابية الفلسطينية أن لدينا في فلسطين طبقة عاملة تتحمل واجب إحياء عيد العمال، أي عيدها، عليها أن تشارك في المسيرات التي تنظمها النقابات والقوى التي تفيق من سباتها لتجتر الشعارات المسطحة الخالية من أي مضمون وترفع اليافطات الحمراء وتتقدم الصفوف وبعد أن ينتهي المولد تعود للنوم في انتظار السنة القادمة.
في الأول من أيار يكثر الحديث عن الطبقة العاملة وتضحياتها الجسام وعن القهر الطبقي والرأسمالية المقيتة وضرورة كسر القيود وتنظيم الصفوف لتحقيق مصالح الطبقة العاملة، وفي عيد العمال يصحو قادة العمل النقابي مبكرا وخاصة المتفرغين منهم للانتهاء من مقاولتهم مبكرا، وبالطبع يكثر الحديث عن الانتهاكات بحق العمال وعن ضرورة إنصافهم وإيجاد فرص عمل للجميع، ولا بد في هذه المناسبة أن نلعن الاحتلال ونحدث عن الحواجز والتفتيش المذل والتنكيل بالعمال أو من سمح لهم الاحتلال بالعمل في ما يسمي بالخط الأخضر.
في عيد العمال لن يتطرق قادة العمل النقابي للقطاع الخاص الفلسطيني الذي يهضم حقوق العمال، ولن يحملوا على الحكومة التي تجهد نفسها في وضع الخطط التنموية الكفيلة باستيعاب عمالنا، تلك الخطط التي لا ترى النور لأسباب نعرفها جيدا، هذا هو حال اتحاداتنا النقابية التي انسلخت عن واقعها الطبقي وتحولت لحفنة من الموظفين الكسالى الذين لا يتعاطون بالهم النقابي وحقوق العمال، فمنهم من لا يتورع عن المساومة على حق العمال في نزاعات العمل مستغلا الفراغ النقابي وعدم المتابعة.
العمال الفلسطينيون يواجهون مصاعب الحياة التي أثقلت كاهلهم فالإضافة لعدم توفر فرص العمل هناك فتاوى التحريض الصادرة عن حاخامات دولة الاحتلال بعدم تشغيل العمال الفلسطينيين حتى في العمل الأسود، وإذا حظي احدهم بالعمل فهو مضطر للخروج يوميا بعد صلاة الفجر لمواجهة حواجز التفتيش الإسرائيلية، وفي حال استطاع تجاوزها والوصول إلى مكان العمل فأنة يكدح حتى ساعات ما بعد العصر ليعود إلى بيته مساءا مثقلا بالهموم ومرهق الجسد ينام مبكرا ليكرر المحاولة مرة أخرى علة ينجح في الحصول على يوم آخر من العمل،أما الفئة الأخرى من العمال فهم الذين يضطرون للمبيت في ورشات العمل لعدم وجود تصاريح عمل بحوزتهم، يغادرون منازلهم في منتصف الليل باتجاه أماكن عملهم ويتخذون من الجبال والطرق الالتفافية البعيدة عن أعين جيش الاحتلال طريقا لهم، فإذا ضبطوا من جيش الاحتلال فمصير من يمسك السجن والغرامة المالية، وإذا حالفة الحظ ووصل لمكان عملة فنهارا يعمل في ظروف لا تختلف عن العبودية إلا قليلا حيث الاستغلال لمعرفة صاحب العمل أنة لا يملك تصريح عمل، ناهيك عن المبيت في احد المخازن بظروف حياة قاسية تحمل ألف احتمال بحدوث مداهمة من قبل جيش الاحتلال والزج في السجن بعد وجبة دسمة من الضرب.
اوضاع العمال الفلسطينيين وصلت الى القاع، قالقهر يشمل كافة القطاعات العمالية المستباحة من كافة الاطراف، مما بفرض على الجهات المسئولة العمل على اعادة القيمة الانسانية والانتاجية للعامل الفلسطيني، ولن يتأتي ذلك الا بفتح فرص العمل وعدم الاعتماد على دولة الاحتلال التي تتحكم بالعامل الفلسطيني وتساومة في غالب الاحيان على انتمائة لوطنة مقابل الحصول على تصريح للعمل فيها، وللاسف تلاقي كافة المطالبات والمناشدات الصادرة عن عمال فلسطين عدم استجابة مما خلق حالة من الفوضى واعتماد الحل الفردي للخروج من المازق الحياتي، ناهيك عن الكفر بنقابات العمال التي فقدت مبرر وجودها بالنسبة للعامل المغلوب على أمرة، هذا العامل الذي كان ولا زال رقما صعبا يصعب تجاوزه فهو الذي تصدر النضال الفلسطيني بكل اشكالة، وهو المتضرر الأول من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وبالتأكيد عمالنا وبالتحديد في قطاع غزة الأكثر قدرة على الصمود في وجه البطالة التي تجاوزت الخطوط الحمراء.
في مثل هذه ألأيام وبالتحديد في 20- 5- 1990 سفكت دماء سبعة عمال فلسطينيين على يد جندي صهيوني متطرف يدعى عامي بوير في عيون قارة بالقرب من تل الربيع"تل أبيب"، كان هؤلاء العمال يتجمعون في عيون قارة لينطلقوا للحصول على لقمة أطفالهم بممارسة العمل الأسود في دولة الاحتلال الإسرائيلي، طلب الجندي المذكور من العمال الفلسطينيين المتواجدين في المكان التجمع قرب حائط في المدينة وبكل بساطة فتح النار عليهم.
مذبحة عيون قارة لم تكن الأولى ولا الأخيرة، كانت قبلها كفر قاسم حيث التطهير العرقي المدعوم من المؤسسة السياسية لدولة الاحتلال ناهيك عن الاستخفاف المفرط من النظام القضائي الإسرائيلي بدماء الفلسطينيين، وقد تجسد هذا الاستخفاف بالحكم على يشخار شدمي قائد القوات المسئولة عن المجزرة بالتوبيخ وغرامة مقدارها قرش واحد، وهو الذي أمر بتصفية الفرحين العائدين من أعمالهم بعد أن فرض حظر التجول على القرية لينفذ حكم الإعدام بتسعة وأربعون فلسطينيا، نقطة وأول السطر.
يفترض بالعمال الفلسطينيون الاحتفال بالأول من أيار عيد العمال العالمي، ومطلوب منهم أن يرفعوا الشعار الاممي يا عمال العالم اتحدوا، وبالطبع يسود الاعتقاد في الصالونات النقابية الفلسطينية أن لدينا في فلسطين طبقة عاملة تتحمل واجب إحياء عيد العمال، أي عيدها، عليها أن تشارك في المسيرات التي تنظمها النقابات والقوى التي تفيق من سباتها لتجتر الشعارات المسطحة الخالية من أي مضمون وترفع اليافطات الحمراء وتتقدم الصفوف وبعد أن ينتهي المولد تعود للنوم في انتظار السنة القادمة.
في الأول من أيار يكثر الحديث عن الطبقة العاملة وتضحياتها الجسام وعن القهر الطبقي والرأسمالية المقيتة وضرورة كسر القيود وتنظيم الصفوف لتحقيق مصالح الطبقة العاملة، وفي عيد العمال يصحو قادة العمل النقابي مبكرا وخاصة المتفرغين منهم للانتهاء من مقاولتهم مبكرا، وبالطبع يكثر الحديث عن الانتهاكات بحق العمال وعن ضرورة إنصافهم وإيجاد فرص عمل للجميع، ولا بد في هذه المناسبة أن نلعن الاحتلال ونحدث عن الحواجز والتفتيش المذل والتنكيل بالعمال أو من سمح لهم الاحتلال بالعمل في ما يسمي بالخط الأخضر.
في عيد العمال لن يتطرق قادة العمل النقابي للقطاع الخاص الفلسطيني الذي يهضم حقوق العمال، ولن يحملوا على الحكومة التي تجهد نفسها في وضع الخطط التنموية الكفيلة باستيعاب عمالنا، تلك الخطط التي لا ترى النور لأسباب نعرفها جيدا، هذا هو حال اتحاداتنا النقابية التي انسلخت عن واقعها الطبقي وتحولت لحفنة من الموظفين الكسالى الذين لا يتعاطون بالهم النقابي وحقوق العمال، فمنهم من لا يتورع عن المساومة على حق العمال في نزاعات العمل مستغلا الفراغ النقابي وعدم المتابعة.
العمال الفلسطينيون يواجهون مصاعب الحياة التي أثقلت كاهلهم فالإضافة لعدم توفر فرص العمل هناك فتاوى التحريض الصادرة عن حاخامات دولة الاحتلال بعدم تشغيل العمال الفلسطينيين حتى في العمل الأسود، وإذا حظي احدهم بالعمل فهو مضطر للخروج يوميا بعد صلاة الفجر لمواجهة حواجز التفتيش الإسرائيلية، وفي حال استطاع تجاوزها والوصول إلى مكان العمل فأنة يكدح حتى ساعات ما بعد العصر ليعود إلى بيته مساءا مثقلا بالهموم ومرهق الجسد ينام مبكرا ليكرر المحاولة مرة أخرى علة ينجح في الحصول على يوم آخر من العمل،أما الفئة الأخرى من العمال فهم الذين يضطرون للمبيت في ورشات العمل لعدم وجود تصاريح عمل بحوزتهم، يغادرون منازلهم في منتصف الليل باتجاه أماكن عملهم ويتخذون من الجبال والطرق الالتفافية البعيدة عن أعين جيش الاحتلال طريقا لهم، فإذا ضبطوا من جيش الاحتلال فمصير من يمسك السجن والغرامة المالية، وإذا حالفة الحظ ووصل لمكان عملة فنهارا يعمل في ظروف لا تختلف عن العبودية إلا قليلا حيث الاستغلال لمعرفة صاحب العمل أنة لا يملك تصريح عمل، ناهيك عن المبيت في احد المخازن بظروف حياة قاسية تحمل ألف احتمال بحدوث مداهمة من قبل جيش الاحتلال والزج في السجن بعد وجبة دسمة من الضرب.
اوضاع العمال الفلسطينيين وصلت الى القاع، قالقهر يشمل كافة القطاعات العمالية المستباحة من كافة الاطراف، مما بفرض على الجهات المسئولة العمل على اعادة القيمة الانسانية والانتاجية للعامل الفلسطيني، ولن يتأتي ذلك الا بفتح فرص العمل وعدم الاعتماد على دولة الاحتلال التي تتحكم بالعامل الفلسطيني وتساومة في غالب الاحيان على انتمائة لوطنة مقابل الحصول على تصريح للعمل فيها، وللاسف تلاقي كافة المطالبات والمناشدات الصادرة عن عمال فلسطين عدم استجابة مما خلق حالة من الفوضى واعتماد الحل الفردي للخروج من المازق الحياتي، ناهيك عن الكفر بنقابات العمال التي فقدت مبرر وجودها بالنسبة للعامل المغلوب على أمرة، هذا العامل الذي كان ولا زال رقما صعبا يصعب تجاوزه فهو الذي تصدر النضال الفلسطيني بكل اشكالة، وهو المتضرر الأول من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وبالتأكيد عمالنا وبالتحديد في قطاع غزة الأكثر قدرة على الصمود في وجه البطالة التي تجاوزت الخطوط الحمراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق