د. فايز أبو شمالة
حرص الأمراء قديماً على أن يكون حارسهم، وخادمهم، ومؤدب أطفالهم، ومسئول أمنهم، وضابط الارتباط والتنسيق بينهم وبين نسائهم من الرجال المخصيين، ليضمن بذلك عدم التفاته في السر، والتفافه على نساء الأمير، الذي ما صار أميراً إلا لقدرته على توفير المال، وحشد الرجال الذين يأتمرون بأمره، ويغضبون لغضبه، يستخدمهم ويوظفهم، يرفعهم ويخفضهم بما يضمن له دوام الإمارة.
وقد أخبرتنا كتب التاريخ بأن بعض الأمراء في مكان ما هم مستخدمون في مكان آخر، والذَّكرُ في موقع هو أنثى في موضع آخر. هذا الكلام قد ينطبق إلى حد ما على قاطع الرواتب في رام الله، الذي يرى في نفسه فحلاً قادراً على التلقيح إذا كان الرحم مرتبط براتب الموظف في قطاع غزة، ولكن هذا الفحل هو مخصيٌ أمام الجندي الإسرائيلي، وضابط المخابرات الإسرائيلي الذي يصدر له الأوامر، فينصاعُ.
لا يقف الأمر عند هذا الرأي، ولاسيما بعد أن تشاجر موظفان في قطاع غزة، واختلفا في تشخيص أيهما المخصيُّ، وأيهما فاقد لعضو الذكورة؟ فالموظف المقطوع الراتب يقول لزميله الذي يقبض راتبه من حكومة رام الله: أنت تأخذ أوامرك من مخصييٍّ رام الله، وتقعد في بيتك بلا عمل، ولو كنت فحلاً مثلي لقطعوا راتبك.
يرد الموظف التابع لحكومة رام الله قائلاً: على العكس من ذلك، أنا موظف متفرغ للعمل في البيت، ولا دور أقوم به إلا ممارسة التلقيح، لذا فأنا فحلٌ، وأقوم بعمل وطني ضمن الحرب الديمغرافية التي يشنها الفلسطينيون في مواجه التوسع الاستيطاني. أما أنت يا مقطوع الراتب فقد فقدت عضو ذكورتك، لأن الراتب هو الذي يعطيك القدرة، وقوة التأثير، ويجعل منك رجلاً، ودون الراتب أنت امرأة كسيرة في البيت تنتظر من يطعمها. يواصل الموظف قائلاً: يقوم قاطع الرواتب في رام الله بعمل وطني، فهو يطلب من الموظفين عدم العمل، والقعود في البيت، بل وعدم مشاركة المناسبات الاجتماعية، والحياتية، وأن ينأوا بأنفسهم عن الشبهة، من هنا صار القعود في البيت يضمن تعلم فن الطبخ، والكنس، والعجن، وعمل المخلل في البيت، وهذه من مقومات الصمود في الوطن.
يستغل مقطوع الراتب هذا الحديث ليثبت أن قاطع الرواتب موظف مخصيٌّ، فما دام قد مارس قطع الرواتب فهو عنينٌ، يهدف إلى أن يتساوى الجميع في العجز، وفي تقنين النسل الفلسطيني، والدليل أن قعود الرجل يزيد من واجبات عمله في البيت حتى يصير مسئولاً عن تربية الأطفال، وتحمل إزعاجهم، لذا صار الرجال القاعدون من أنصار تجميد النسل على طريق الضغط على إسرائيل لتجميد المستوطنات.
لم ينته الحوار، فما زال السؤال في كل بيت: هل قاطع الرواتب مخصيٌّ أم فحلٌ؟
حرص الأمراء قديماً على أن يكون حارسهم، وخادمهم، ومؤدب أطفالهم، ومسئول أمنهم، وضابط الارتباط والتنسيق بينهم وبين نسائهم من الرجال المخصيين، ليضمن بذلك عدم التفاته في السر، والتفافه على نساء الأمير، الذي ما صار أميراً إلا لقدرته على توفير المال، وحشد الرجال الذين يأتمرون بأمره، ويغضبون لغضبه، يستخدمهم ويوظفهم، يرفعهم ويخفضهم بما يضمن له دوام الإمارة.
وقد أخبرتنا كتب التاريخ بأن بعض الأمراء في مكان ما هم مستخدمون في مكان آخر، والذَّكرُ في موقع هو أنثى في موضع آخر. هذا الكلام قد ينطبق إلى حد ما على قاطع الرواتب في رام الله، الذي يرى في نفسه فحلاً قادراً على التلقيح إذا كان الرحم مرتبط براتب الموظف في قطاع غزة، ولكن هذا الفحل هو مخصيٌ أمام الجندي الإسرائيلي، وضابط المخابرات الإسرائيلي الذي يصدر له الأوامر، فينصاعُ.
لا يقف الأمر عند هذا الرأي، ولاسيما بعد أن تشاجر موظفان في قطاع غزة، واختلفا في تشخيص أيهما المخصيُّ، وأيهما فاقد لعضو الذكورة؟ فالموظف المقطوع الراتب يقول لزميله الذي يقبض راتبه من حكومة رام الله: أنت تأخذ أوامرك من مخصييٍّ رام الله، وتقعد في بيتك بلا عمل، ولو كنت فحلاً مثلي لقطعوا راتبك.
يرد الموظف التابع لحكومة رام الله قائلاً: على العكس من ذلك، أنا موظف متفرغ للعمل في البيت، ولا دور أقوم به إلا ممارسة التلقيح، لذا فأنا فحلٌ، وأقوم بعمل وطني ضمن الحرب الديمغرافية التي يشنها الفلسطينيون في مواجه التوسع الاستيطاني. أما أنت يا مقطوع الراتب فقد فقدت عضو ذكورتك، لأن الراتب هو الذي يعطيك القدرة، وقوة التأثير، ويجعل منك رجلاً، ودون الراتب أنت امرأة كسيرة في البيت تنتظر من يطعمها. يواصل الموظف قائلاً: يقوم قاطع الرواتب في رام الله بعمل وطني، فهو يطلب من الموظفين عدم العمل، والقعود في البيت، بل وعدم مشاركة المناسبات الاجتماعية، والحياتية، وأن ينأوا بأنفسهم عن الشبهة، من هنا صار القعود في البيت يضمن تعلم فن الطبخ، والكنس، والعجن، وعمل المخلل في البيت، وهذه من مقومات الصمود في الوطن.
يستغل مقطوع الراتب هذا الحديث ليثبت أن قاطع الرواتب موظف مخصيٌّ، فما دام قد مارس قطع الرواتب فهو عنينٌ، يهدف إلى أن يتساوى الجميع في العجز، وفي تقنين النسل الفلسطيني، والدليل أن قعود الرجل يزيد من واجبات عمله في البيت حتى يصير مسئولاً عن تربية الأطفال، وتحمل إزعاجهم، لذا صار الرجال القاعدون من أنصار تجميد النسل على طريق الضغط على إسرائيل لتجميد المستوطنات.
لم ينته الحوار، فما زال السؤال في كل بيت: هل قاطع الرواتب مخصيٌّ أم فحلٌ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق