د. فايز أبو شمالة
قبل موعد الإفطار بساعتين، وبدون بهرجة المقربين، وقعقعة السلاح، وفرقعة المتزاحمين، والمتدافعين، والمتسابقين، عبر السيد "إسماعيل هنية" رئيس مجلس الوزراء إلى المكان المعد له لتوجيه كلمته أمام الكتاب، والإعلاميين، والصحفيين، ومحاضري جامعات، وحقوقيين في مقر مجلس الوزراء في غزة، حيث كانت التلبية واسعة، والاستجابة تعكس الاحترام للرجل الذي اتصف بالعقلانية، والموضوعية، والمسئولية، والنزاهة، والأمانة.
ما لفت نظري، وأدهشني في اللقاء هو؛ انتهاء عهد تقبيل اللحى التي لازمت قضيتنا الفلسطينية عشرات السنين، فلم يمد إسماعيل هنية وجهه لأحدٍ كي يقبله، ولم يصعّر أحدهم خده، كان منظراً حضارياً، وإنسانياً راقياً، يعكس احترام الحضور لأنفسهم، واحترام رئيس الوزراء لنفسه التي لم يمتهنها وهو يستجدي قبلات النفاق السياسي؟
اقترب مني الرجل، وقال وهو يصافحني يداً بيد: ما شاء الله على قلمك؟ من أين تأتي بهذه الأفكار المتجددة كل يوم؟ وكيف يرد على خاطرك كل هذا التعبير الرائع الجميل؟ وأضاف: أنا حريص على قراءة مقالك كل صباح.
لاشك أن كلمات الرجل قد أطربت أذني، وأفرحت قلبي، رغم أنني سمعتها من قبل، ونقلت إليَّ على لسانه من خلال عضو المجلس التشريعي الدكتور صلاح البردويل، والكاتب يرى صورته في عيون القراء، فكيف إذا كان القارئ هو الأستاذ إسماعيل هنية الذي أتاه الله القدرة الفكرية، واللغوية، والتعبيرية، والذي إذا تحدث أجاد، وأجاب على سؤال الفؤاد؟ فما زلت أذكر تعليقي على بيان مجلس الوزراء لأول حكومة شكلها سنة 2006، يومها سألني عضو المجلس التشريعي الدكتور يونس الأسطل: ما رأيك بالبيان السياسي للحكومة؟ فقلت: لقد استقامت اللغة على لسان رئيس الوزراء أولاً، فاستقام البرنامج السياسي ثانياً، وأزعم: أنّ من لا يحسن التعبير عن قضيتنا السياسية باللسان العربي الفصيح، يكون قد كسّر ثوابتنا الوطنية، وحقوقنا التاريخية مع أول تكسيره لقواعد اللغة.
كما لم يفاجئني إطراء السيد إسماعيل هنية، الذي وافق مقالي هواه السياسي، لم يفاجئني تذمر اتجاهات سياسية أخرى من آرائي رغم معرفتهم بعدم انتمائي لأي تنظيم.
يحكي أن تاجراً انكسرت منه طباخة مليئة بالعسل، فراح يضرب كفاً بكف، ويقول ما أنكد هذا الصباح! ولكن الفلاح الذاهب إلى حقله، راح يغمس رغيف خبزه الناشف بالعسل، ويأكله بتلذذ شديد، وهو يقول: ما أجمل هذا الصباح!
إنه صباح العسل؛ عسل بلا قبلات على الوجه، وبلا طعنات في الظهر!
fshamala@yahoo.com
قبل موعد الإفطار بساعتين، وبدون بهرجة المقربين، وقعقعة السلاح، وفرقعة المتزاحمين، والمتدافعين، والمتسابقين، عبر السيد "إسماعيل هنية" رئيس مجلس الوزراء إلى المكان المعد له لتوجيه كلمته أمام الكتاب، والإعلاميين، والصحفيين، ومحاضري جامعات، وحقوقيين في مقر مجلس الوزراء في غزة، حيث كانت التلبية واسعة، والاستجابة تعكس الاحترام للرجل الذي اتصف بالعقلانية، والموضوعية، والمسئولية، والنزاهة، والأمانة.
ما لفت نظري، وأدهشني في اللقاء هو؛ انتهاء عهد تقبيل اللحى التي لازمت قضيتنا الفلسطينية عشرات السنين، فلم يمد إسماعيل هنية وجهه لأحدٍ كي يقبله، ولم يصعّر أحدهم خده، كان منظراً حضارياً، وإنسانياً راقياً، يعكس احترام الحضور لأنفسهم، واحترام رئيس الوزراء لنفسه التي لم يمتهنها وهو يستجدي قبلات النفاق السياسي؟
اقترب مني الرجل، وقال وهو يصافحني يداً بيد: ما شاء الله على قلمك؟ من أين تأتي بهذه الأفكار المتجددة كل يوم؟ وكيف يرد على خاطرك كل هذا التعبير الرائع الجميل؟ وأضاف: أنا حريص على قراءة مقالك كل صباح.
لاشك أن كلمات الرجل قد أطربت أذني، وأفرحت قلبي، رغم أنني سمعتها من قبل، ونقلت إليَّ على لسانه من خلال عضو المجلس التشريعي الدكتور صلاح البردويل، والكاتب يرى صورته في عيون القراء، فكيف إذا كان القارئ هو الأستاذ إسماعيل هنية الذي أتاه الله القدرة الفكرية، واللغوية، والتعبيرية، والذي إذا تحدث أجاد، وأجاب على سؤال الفؤاد؟ فما زلت أذكر تعليقي على بيان مجلس الوزراء لأول حكومة شكلها سنة 2006، يومها سألني عضو المجلس التشريعي الدكتور يونس الأسطل: ما رأيك بالبيان السياسي للحكومة؟ فقلت: لقد استقامت اللغة على لسان رئيس الوزراء أولاً، فاستقام البرنامج السياسي ثانياً، وأزعم: أنّ من لا يحسن التعبير عن قضيتنا السياسية باللسان العربي الفصيح، يكون قد كسّر ثوابتنا الوطنية، وحقوقنا التاريخية مع أول تكسيره لقواعد اللغة.
كما لم يفاجئني إطراء السيد إسماعيل هنية، الذي وافق مقالي هواه السياسي، لم يفاجئني تذمر اتجاهات سياسية أخرى من آرائي رغم معرفتهم بعدم انتمائي لأي تنظيم.
يحكي أن تاجراً انكسرت منه طباخة مليئة بالعسل، فراح يضرب كفاً بكف، ويقول ما أنكد هذا الصباح! ولكن الفلاح الذاهب إلى حقله، راح يغمس رغيف خبزه الناشف بالعسل، ويأكله بتلذذ شديد، وهو يقول: ما أجمل هذا الصباح!
إنه صباح العسل؛ عسل بلا قبلات على الوجه، وبلا طعنات في الظهر!
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق