الياس بجاني
الصليب الأحمر» يتسلم جثة لبناني من فلسطين المحتلة (21/08/09 الناقورة ـ «السفير»): "تسلمت «اللجنة الدولية للصليب الاحمر» من سلطات الاحتلال الإسرائيلية عند بوابة الناقورة الانكليزية، عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، جثة اللبناني نبيل حنا الأسمر (45 عاما) الذي توفي داخل احد مستشفيات الاراضي الفلسطينية المحتلة جراء مرض عضال. وسلمت جثة الاسمر الى ذويه في جـزين. وكان الاسمر قد فرّ من الجنوب الى داخل الاراضي الفلسطينية إبان الانسحاب الإسرائيلي عام 2000.
حزب الله" يشيع شهيداً في يحمر الشقيف (المستقبل - الجمعة 28 آب 2009): "شيعت المقاومة الاسلامية وحزب الله واهالي بلدة يحمر الشقيف الشهيد علي حسين عليق (28 سنة) الذي قضى اثناء قيامه بواجبه، وذلك في موكب تقدمه مسؤول العمل الاجتماعي المركزي في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد ووفد عسكري من قيادة اللواء الثالث في الجيش اللبناني وأمّ الصلاة على الجثمان الشيخ عبيد ليوارى بعدها جثمان عليق في الثرى في جبانة بلدته يحمر. ووضعت على ضريحه اكاليل باسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقيادة المقاومة الاسلامية وقيادة الجيش اللبناني وبلدته يحمر)
السيدة ايفيت حنا في الذكرى الأولى لإغتيال ابنها الشهيد الطيار سامر حنا من قبل ميليشيا حزب الله على متن طوافة عسكرية تابعة للجيش اللبناني اثناء تأديته لواجبه (٢٩ اب ٢٠٠٩- موقع 14 آذار): "دم كل شهداء لبنان رايح ضيعان، كل لبنان رايح ضيعان، وضيعانو هيك وطن بزعمائه وبسياسته وبكل ما فيه، اننا في بلد يذهب مع الريح، لا يمكن قول اكثر من هذا الكلام، لأني مستاءة من كل الذي يحصل".
يا لها من مفارقات مأساوية وظالمة وجبانة، لبناني شريف ووطني ومقاوم حقيقي تشهد لبطولاته ساحات مدينة جزين الأبية يُمنع من العودة إلى وطنه بقوة أمر واقع السلاح والإرهاب والبلطجة والتهم الباطلة، فيتحدى الجميع ويعود ولكن جثة هامدة مسجاة في صندوق ليحتضنه تراب جزين الدافيء بغياب كلي للدولة لأن قرارها تصادره دويلة حزب الله الجهادية وتتحكم بكل مفاصل مؤسساتها.
في حين أن لبناني آخر أرسلته هذه الدويلة الجهادية إلى الموت دون أن يكون للدولة اللبنانية علم أو قرار بهذا الشأن، يعود هو الآخر وأيضاً في كفن ولكن مع مسمى شهيد وليدفن في مسقط رأسه بحضور واحتضان ممثلي الدولة التي اصبح حضورها غياب.
وفي المقلب الآخر ضابط لبناني طيار شاب مكلف بمهمة عسكرية رسمية يٌسقط حزب الله طائرته ويقتله بدم بارد بحجة انتهاكه مجال الدويلة الجوي ومن ثم بهرطقة وكفر تطلق الدولة سراح قاتله بعد 10 اشهر على مقتله ويبرأ من جريمة الاغتيال المتعمدة!!
أي دولة هذه التي تفرق بين مواطنيها وتقبل أن تتازل عن مسؤلياتها لحزب الله هذا الفيلق العسكري الإيراني والأصولي والمذهبي، وترضى خلافاً لكل القوانين اللبنانية أن يرسل مواطنين لبنانيين دون علمها في مهمات قتالية لا تعرف عنها ولا عن مكانها أي شيء ومن ثم تضع رأسها في الرمال وتشارك في مراسيم الدفن راضخة لإملاءاته وإرهابه وإبتزازه ولمعاييره الإستشهادية التي لا تمت للدستور اللبناني بصلة؟
ترى هل لبنان دولة جهادية وحزب الله، جيش إيران في لبنان هو الدولة، والدولة هو، وبالتالي يتولى ارسال الجهادين ليقاتلوا على الجبهات الدولية والإقليمية والعربية، وأين هي هذه الجبهات؟ وإن كان الأمر هكذا إلا يحق للشعب اللبناني أن يعرف على أية جبهة قتل علي حسن عليق ومن كان يقاتل؟
أي دولة هذه التي لا تقبل بعودة مواطنين أجبروا على اللجوء إلى إسرائيل إلا في صناديق خشبية وهم جثث وهي تعلم أنهم من أشرف الشرفاء وما رفعوا يوماً غير العلم اللبناني وأن ذنبهم هو رفضهم الهوان والذل ودافاعهم المستميت عن أرضهم وأرزاقهم وأعراضهم بعد أن تخلت هي عنهم!!
معاناة أهلنا اللاجئين في إسرائيل هي وصمة عار على جبين الدولة اللبنانية ودلالة لا لبس فيها أن لا مصداقية ولا احترام ولا شرعية لقادة وسياسيين ونواب وأحزاب ومسؤولين ورجال دين يتخلون دون أساب محقة وعادلة وموجبة عن قضية أهلنا الأشراف هؤلاء، أهل رميش ودبل وعين إبل ومرجعيون وحاصبيا والماري وبليدا وميس والناقورة وبيت ليف والقليقة وباقي القرى والبلدات والدكاسر الحدودية الذين صانوا بأرواحهم مناطقهم في مواجهة جحافل الأغراب والمرتزقة والأصوليين مضحين بالغالي والنفيس وبمئات الشهداء.
في أيار سنة 2000 عندما انسحب الجيش الإسرائيلي من المنطقة الحدودية منع الاحتلال السوري الجيش اللبناني من الانتشار هناك لملء الفراغ الأمني، وأطلق فيها مليشيات حزب الله الإرهابية. فضل العديد من سكان المنطقة بإباء وعنفوان عدم الدخول في مواجهات عسكرية مع أبناء بلدهم فلجأوا إلى إسرائيل على آمل أن تعود الدولة مع قواها الأمنية فيعودون هم معها. إلا أن الدولة مُنعت من العودة وأجبروا هم على البقاء في إسرائيل دون أن يكون لهم خيار آخر.
الكل ودون استثناء تخلى عنهم مباشرة أو مواربة، الأحزاب المسيحية والسياسيين المسيحيين بتقية وذمية فاقعتين، وجماعات سوريا وإيران من المرتزقة وتجار المقاومة ومتعهدي التحرير بإفتراء وتجني فاجرين، فأصبح حتى الكلام عن قضيتهم من المحرمات.
ترى ألا يعلم من يعرقل ويمنع عودتهم وينعتهم بالخيانة أنه يمارس الكفر بأبشع صوره والظلم بأقسى درجاته؟ إلا يعلم هؤلاء أن أهل المنطقة الحدودية لم ولن يفقدوا الرجاء بمواجهة الشدائد والأبالسة لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل مهما اشتدت الصعاب وقست الظروف وازدادت الأوجاع والتضحيات؟
ترى هل غاب عن ضمائر القيمين على الأحزاب المسيحية كافة أن شعبنا الجنوبي المهجر قسراً هو إبن لبنان البار، وإبن الوطن الذي باركته أمنا وشفيعتنا البتولة العذراء يوم وقفت في بلدة مغدوشة الجنوبية، (حيث تنتصب اليوم كنيسة سيدة المنطرة)، تنتظر إبنها السيد يسوع المسيح وهو يقوم بزيارته لصيدا حيث شفى هناك ابنة الكنعانية؟
كيف بالله تصمت الأحزاب المسيحية والنواب المسيحيين وهم يعلمون علم اليقين أنه على مدار 25 سنة سقى شعبهم الجنوبي تربة وطنه عرقاً ودماً وشهادة، وبثبات وصبر واجه الأيام العجاف وتحمل تخلي الدولة عنه وقاوم بجلد وعزيمة كفر وتعديات رعاة وحكام وسياسيين مضلين ومضللين بلعوا طرق مسالك الرب وكفروا بكل القيم والمبادئ والأعراف؟
الجنوبي الموجود في إسرائيل لا يطلب منة من أحد، وهو مصر رغم كل الصعاب على استرجاع حقه في وطنه مهما طال الزمن. وليعلم من يعنيهم الأمر من المعرقلين الكفرة والواهمين ومدعى الانتصارات الإلهية، وأيضاً الدافنين رؤوسهم في الرمال خوفاً وتقية أن الغلبة والكلمة الأخيرة ستكون للحق ولأصحابه لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وكطائر الفنيق سينتصر الجنوبي المهجر على الظلم ويقهره ويهزم كل الذين طعنوه برماحهم المسمة وراهنوا ليس فقط على قميصه، بل على أمنه ومصيره ودمه ولقمة عيشه.
إن المأساة تتكرر مع الأزمنة وشعبنا الجنوبي كبطل فينيقيا الإسطوري أدونيس سيقتل الخنزير البري وينتصر على الشر والأشرار ويعود إلى تربة أبائه وأجداده مع زهور وزنابق الربيع. هذا الشعب لم يخفه الظلم ولا ردعه نزع الحق والعدل لأنه مؤمن أن فوق العالي عالياً يلاحظ، ويرعى ويحاسب، وهو يُمهل ولا يُهمل، وهو دائم الثقة بحتمية إحقاق عدالة السماء وقيامة وطنه منتصراً من قبر التبعية ودحرجة حجر الظلم مهما طال زمن تجار المقاومة والتحرير ولابسي العباءات الشامية اليوداصيين.
المعرقلون وفي مقدمهم حزب الله هم من القائلين للشر خيراً وللخير شراً، ومن الجاعلين الظلام نوراً، والنور ظلاماً، ومن المر حلواً والحلو مراً. إن حناجرهم وألسنتهم ما عرفت غير التجني والإفتراء. يدعون أنهم مقاومة في حين أنهم وتحت حجة "السلاح يحمي السلاح" يمتشقون خناجر وسيوف المذهبية والهمجية ويهددون ويتوعدون ويقتلون ويغزون ويحتلون ويخطفون ويرفضون الآخر ويحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم.
يا قوم المعرقلين ويل لكم وقد سددتم أذانكم عن صُراخِ المظلومين من أبناء شعبنا الجنوبي اللاجئين في إسرائيل ولم تستجيبوا لعويل المستغيثين منهم واعتديتم حتى على حرمة امواتهم. لقد هجرت الرحمة قلوبكم وتخدرت ضمائركم واقترفتم الخطيئة بفعل التعدي والتجني.
طوبى لأهلنا اللاجئين في إسرائيل الذين ظُلموا لكنهم صبروا ولم يفقدوا لا الأمل ولا الرجاء، فهؤلاء سينالون أكاليل الحياة التي بها وعد الرب من يحبونه.
نختم مع قول النبي إشعيا: "ويلٌ لكَ أَيُهَا المُخْرِبُ وأنت لم تُخَرَبْ، وأَيها الناهِبُ ولم ينهبُوكَ، حين تنتهي من التخريب تُخْرَبُ، وحينَ تَفْرَغُ من النهبِ ينهبُونكَ" (إشعيا 33-1).
الصليب الأحمر» يتسلم جثة لبناني من فلسطين المحتلة (21/08/09 الناقورة ـ «السفير»): "تسلمت «اللجنة الدولية للصليب الاحمر» من سلطات الاحتلال الإسرائيلية عند بوابة الناقورة الانكليزية، عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، جثة اللبناني نبيل حنا الأسمر (45 عاما) الذي توفي داخل احد مستشفيات الاراضي الفلسطينية المحتلة جراء مرض عضال. وسلمت جثة الاسمر الى ذويه في جـزين. وكان الاسمر قد فرّ من الجنوب الى داخل الاراضي الفلسطينية إبان الانسحاب الإسرائيلي عام 2000.
حزب الله" يشيع شهيداً في يحمر الشقيف (المستقبل - الجمعة 28 آب 2009): "شيعت المقاومة الاسلامية وحزب الله واهالي بلدة يحمر الشقيف الشهيد علي حسين عليق (28 سنة) الذي قضى اثناء قيامه بواجبه، وذلك في موكب تقدمه مسؤول العمل الاجتماعي المركزي في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد ووفد عسكري من قيادة اللواء الثالث في الجيش اللبناني وأمّ الصلاة على الجثمان الشيخ عبيد ليوارى بعدها جثمان عليق في الثرى في جبانة بلدته يحمر. ووضعت على ضريحه اكاليل باسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقيادة المقاومة الاسلامية وقيادة الجيش اللبناني وبلدته يحمر)
السيدة ايفيت حنا في الذكرى الأولى لإغتيال ابنها الشهيد الطيار سامر حنا من قبل ميليشيا حزب الله على متن طوافة عسكرية تابعة للجيش اللبناني اثناء تأديته لواجبه (٢٩ اب ٢٠٠٩- موقع 14 آذار): "دم كل شهداء لبنان رايح ضيعان، كل لبنان رايح ضيعان، وضيعانو هيك وطن بزعمائه وبسياسته وبكل ما فيه، اننا في بلد يذهب مع الريح، لا يمكن قول اكثر من هذا الكلام، لأني مستاءة من كل الذي يحصل".
يا لها من مفارقات مأساوية وظالمة وجبانة، لبناني شريف ووطني ومقاوم حقيقي تشهد لبطولاته ساحات مدينة جزين الأبية يُمنع من العودة إلى وطنه بقوة أمر واقع السلاح والإرهاب والبلطجة والتهم الباطلة، فيتحدى الجميع ويعود ولكن جثة هامدة مسجاة في صندوق ليحتضنه تراب جزين الدافيء بغياب كلي للدولة لأن قرارها تصادره دويلة حزب الله الجهادية وتتحكم بكل مفاصل مؤسساتها.
في حين أن لبناني آخر أرسلته هذه الدويلة الجهادية إلى الموت دون أن يكون للدولة اللبنانية علم أو قرار بهذا الشأن، يعود هو الآخر وأيضاً في كفن ولكن مع مسمى شهيد وليدفن في مسقط رأسه بحضور واحتضان ممثلي الدولة التي اصبح حضورها غياب.
وفي المقلب الآخر ضابط لبناني طيار شاب مكلف بمهمة عسكرية رسمية يٌسقط حزب الله طائرته ويقتله بدم بارد بحجة انتهاكه مجال الدويلة الجوي ومن ثم بهرطقة وكفر تطلق الدولة سراح قاتله بعد 10 اشهر على مقتله ويبرأ من جريمة الاغتيال المتعمدة!!
أي دولة هذه التي تفرق بين مواطنيها وتقبل أن تتازل عن مسؤلياتها لحزب الله هذا الفيلق العسكري الإيراني والأصولي والمذهبي، وترضى خلافاً لكل القوانين اللبنانية أن يرسل مواطنين لبنانيين دون علمها في مهمات قتالية لا تعرف عنها ولا عن مكانها أي شيء ومن ثم تضع رأسها في الرمال وتشارك في مراسيم الدفن راضخة لإملاءاته وإرهابه وإبتزازه ولمعاييره الإستشهادية التي لا تمت للدستور اللبناني بصلة؟
ترى هل لبنان دولة جهادية وحزب الله، جيش إيران في لبنان هو الدولة، والدولة هو، وبالتالي يتولى ارسال الجهادين ليقاتلوا على الجبهات الدولية والإقليمية والعربية، وأين هي هذه الجبهات؟ وإن كان الأمر هكذا إلا يحق للشعب اللبناني أن يعرف على أية جبهة قتل علي حسن عليق ومن كان يقاتل؟
أي دولة هذه التي لا تقبل بعودة مواطنين أجبروا على اللجوء إلى إسرائيل إلا في صناديق خشبية وهم جثث وهي تعلم أنهم من أشرف الشرفاء وما رفعوا يوماً غير العلم اللبناني وأن ذنبهم هو رفضهم الهوان والذل ودافاعهم المستميت عن أرضهم وأرزاقهم وأعراضهم بعد أن تخلت هي عنهم!!
معاناة أهلنا اللاجئين في إسرائيل هي وصمة عار على جبين الدولة اللبنانية ودلالة لا لبس فيها أن لا مصداقية ولا احترام ولا شرعية لقادة وسياسيين ونواب وأحزاب ومسؤولين ورجال دين يتخلون دون أساب محقة وعادلة وموجبة عن قضية أهلنا الأشراف هؤلاء، أهل رميش ودبل وعين إبل ومرجعيون وحاصبيا والماري وبليدا وميس والناقورة وبيت ليف والقليقة وباقي القرى والبلدات والدكاسر الحدودية الذين صانوا بأرواحهم مناطقهم في مواجهة جحافل الأغراب والمرتزقة والأصوليين مضحين بالغالي والنفيس وبمئات الشهداء.
في أيار سنة 2000 عندما انسحب الجيش الإسرائيلي من المنطقة الحدودية منع الاحتلال السوري الجيش اللبناني من الانتشار هناك لملء الفراغ الأمني، وأطلق فيها مليشيات حزب الله الإرهابية. فضل العديد من سكان المنطقة بإباء وعنفوان عدم الدخول في مواجهات عسكرية مع أبناء بلدهم فلجأوا إلى إسرائيل على آمل أن تعود الدولة مع قواها الأمنية فيعودون هم معها. إلا أن الدولة مُنعت من العودة وأجبروا هم على البقاء في إسرائيل دون أن يكون لهم خيار آخر.
الكل ودون استثناء تخلى عنهم مباشرة أو مواربة، الأحزاب المسيحية والسياسيين المسيحيين بتقية وذمية فاقعتين، وجماعات سوريا وإيران من المرتزقة وتجار المقاومة ومتعهدي التحرير بإفتراء وتجني فاجرين، فأصبح حتى الكلام عن قضيتهم من المحرمات.
ترى ألا يعلم من يعرقل ويمنع عودتهم وينعتهم بالخيانة أنه يمارس الكفر بأبشع صوره والظلم بأقسى درجاته؟ إلا يعلم هؤلاء أن أهل المنطقة الحدودية لم ولن يفقدوا الرجاء بمواجهة الشدائد والأبالسة لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل مهما اشتدت الصعاب وقست الظروف وازدادت الأوجاع والتضحيات؟
ترى هل غاب عن ضمائر القيمين على الأحزاب المسيحية كافة أن شعبنا الجنوبي المهجر قسراً هو إبن لبنان البار، وإبن الوطن الذي باركته أمنا وشفيعتنا البتولة العذراء يوم وقفت في بلدة مغدوشة الجنوبية، (حيث تنتصب اليوم كنيسة سيدة المنطرة)، تنتظر إبنها السيد يسوع المسيح وهو يقوم بزيارته لصيدا حيث شفى هناك ابنة الكنعانية؟
كيف بالله تصمت الأحزاب المسيحية والنواب المسيحيين وهم يعلمون علم اليقين أنه على مدار 25 سنة سقى شعبهم الجنوبي تربة وطنه عرقاً ودماً وشهادة، وبثبات وصبر واجه الأيام العجاف وتحمل تخلي الدولة عنه وقاوم بجلد وعزيمة كفر وتعديات رعاة وحكام وسياسيين مضلين ومضللين بلعوا طرق مسالك الرب وكفروا بكل القيم والمبادئ والأعراف؟
الجنوبي الموجود في إسرائيل لا يطلب منة من أحد، وهو مصر رغم كل الصعاب على استرجاع حقه في وطنه مهما طال الزمن. وليعلم من يعنيهم الأمر من المعرقلين الكفرة والواهمين ومدعى الانتصارات الإلهية، وأيضاً الدافنين رؤوسهم في الرمال خوفاً وتقية أن الغلبة والكلمة الأخيرة ستكون للحق ولأصحابه لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وكطائر الفنيق سينتصر الجنوبي المهجر على الظلم ويقهره ويهزم كل الذين طعنوه برماحهم المسمة وراهنوا ليس فقط على قميصه، بل على أمنه ومصيره ودمه ولقمة عيشه.
إن المأساة تتكرر مع الأزمنة وشعبنا الجنوبي كبطل فينيقيا الإسطوري أدونيس سيقتل الخنزير البري وينتصر على الشر والأشرار ويعود إلى تربة أبائه وأجداده مع زهور وزنابق الربيع. هذا الشعب لم يخفه الظلم ولا ردعه نزع الحق والعدل لأنه مؤمن أن فوق العالي عالياً يلاحظ، ويرعى ويحاسب، وهو يُمهل ولا يُهمل، وهو دائم الثقة بحتمية إحقاق عدالة السماء وقيامة وطنه منتصراً من قبر التبعية ودحرجة حجر الظلم مهما طال زمن تجار المقاومة والتحرير ولابسي العباءات الشامية اليوداصيين.
المعرقلون وفي مقدمهم حزب الله هم من القائلين للشر خيراً وللخير شراً، ومن الجاعلين الظلام نوراً، والنور ظلاماً، ومن المر حلواً والحلو مراً. إن حناجرهم وألسنتهم ما عرفت غير التجني والإفتراء. يدعون أنهم مقاومة في حين أنهم وتحت حجة "السلاح يحمي السلاح" يمتشقون خناجر وسيوف المذهبية والهمجية ويهددون ويتوعدون ويقتلون ويغزون ويحتلون ويخطفون ويرفضون الآخر ويحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم.
يا قوم المعرقلين ويل لكم وقد سددتم أذانكم عن صُراخِ المظلومين من أبناء شعبنا الجنوبي اللاجئين في إسرائيل ولم تستجيبوا لعويل المستغيثين منهم واعتديتم حتى على حرمة امواتهم. لقد هجرت الرحمة قلوبكم وتخدرت ضمائركم واقترفتم الخطيئة بفعل التعدي والتجني.
طوبى لأهلنا اللاجئين في إسرائيل الذين ظُلموا لكنهم صبروا ولم يفقدوا لا الأمل ولا الرجاء، فهؤلاء سينالون أكاليل الحياة التي بها وعد الرب من يحبونه.
نختم مع قول النبي إشعيا: "ويلٌ لكَ أَيُهَا المُخْرِبُ وأنت لم تُخَرَبْ، وأَيها الناهِبُ ولم ينهبُوكَ، حين تنتهي من التخريب تُخْرَبُ، وحينَ تَفْرَغُ من النهبِ ينهبُونكَ" (إشعيا 33-1).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق