بقلم / يوسف صادق
عندما صادق المجلس التشريعي على خطة وزارة الداخلية والمعروفة بخطة المائة يوم لإنهاء حالة الفوضى والفلتان الأمني، قلنا أن تلك، ستكون بداية الطريق الصحيح نحو هدوء مفترض سيحل بالأراضي الفلسطينية على النحو الداخلي، إلا أن الشارع الفلسطيني يرى عكس ما توقعه من حكومة وحدة وطنية من المفترض أنها ستبحر بهذا الشعب لشاطئ الأمان.
إن قضية إختطاف الصحفي البريطاني الضيف "ألان جونستون" والتي مر عليها شهر، هو إثبات أولي على عجز تلك الحكومة في فرض الأمن والاستقرار، وإن لا زالت في بداية الطريق أمام ما قطعه الوزراء على عاتقهم في بسط الأمن الداخلي الفلسطيني، وهو ما يعني أن ملامح الخطة "فاشلة" قبل ولادتها، خاصة في ظل عدم قدرة وزارة الداخلية والحكومة بجلالة قدرها على تحرير هذا الضيف والزميل الذي شارك معنا في العديد من الفعاليات التي تخص مقاومة الاحتلال الإسرائيلي سلمياً، هو ذاته يكتوي الآن بنار الرعب والخوف من بعض التافهين والمارقين عن نضال الشعب الفلسطيني.
قبل وخلال جونستون وبعده، تم تفجير أكثر من ثلاثين محلا في شوارع غزة، وقد طالت الظاهرة صباح اليوم مكتبة الكتاب المقدس، وإن كانت ليست مستهدفة بشكل رسمي خاصة وأن مقهى لأحد المواطنين يقع بالقرب من تلك المكتبة، وهو ما يعني الفشل التام لوزارة الداخلية تحديدا ولحكومة الوحدة الوطنية بشكل عام، حتى لو إعتبرنا أن المائة يوم والتي قال كشف عنها وزير الداخلية هي عمليا مائة عام.
ويبدو أننا سندخل في متاهة أخرى وحرب داخلية جديدة قد يجهل ملامحها الكثيرين، إلا أننا نبشركم بان المجموعات والأذرع المسلحة تتدرب بما لا يدع مجالاً للشك بأنها ليست لفرض النظام والهدوء وحفظ الأمن، بل لمواجهات جديدة من طراز أقوى وأعنف من سابقه.. وهنا لا نذكر الاحتلال الإسرائيلي في الطرف الآخر، ولكنه طرف فلسطيني آخر، خاصة وأن طبيعة التدريب على زراعة ألغام من نوع خاص وتفجيرات على مدار الساعة وتدريب على إطلاق نار حي لأهداف حيه "كالأغنام والخراف والدواب"، حتى يكون للقتل معنى وتكون الرصاصة في القلب، بدلا من الأطراف.
ما يحصل الآن في قطاع غزة على وجه الخصوص ليس بالأمر السهل، ولا هي ظاهرة سلبية ستنتهي من قريب، كمائة يوم مثلاً، بل هو إستعداد للقادم في ظل ترهل وضعف أجهزة أمنية فلسطينية عمل على تدميرها الاحتلال الإسرائيلي، وإستكمل من بعدة مجموعات فلسطينية أخرى، وشخوص العشائر الذين تلتقي مصالحهم في حالات التسيب لتقضي نهائياً على هيبته ووظيفته الرئيسية.
ندرك جيداً أمراً واحداً، وهو إما أن نعيش في أمان وأمن، وإما أن ترحلوا عنا، فنحن نطلب الطلاق منكم دون أي إلتزامات من طرفكم، حتى نستطيع أن نتسلح إما بالسلاح والرصاص وإما بالهروب من موطننا إلى موطن أكثر أمناً في بلاد الله الواسعة، فعجزكم أصبح عالة علي الشعب، وأصبحت ظاهرة "قليلين الحيلة" من الوزراء القدامى والجدد هي شعار الحكومات الاثنى عشر.
ومن المثير للدهشة أن مجرد المصادقة على خطة وزير الداخلية في فرض النظام والأمن ، نفاجأ بأن وزير الداخلية الجديد والذي نعول عليه كثيراً بحيث جعلنا نترقب ولادة النور والأمل في ولادة مرحلة جديدة ، نجد أنه بذاته مستخدماً شخصيته الاعتبارية في خدمة جهات معينة بحيث تجاوز قرارات سابقة صادرة عن النائب العام باعتقال مجرمين مطلوبين للعدالة في قضية محاولة اغتيال مدير عام جهاز المخابرات العامة "طارق أبو رجب" في المحاولة الأولى عام (2004م) ،بل وأصر على اصطحابه معه في مغادرة معبر رفح يوم أمس القريب ،معلنا بذلك خطة ميتة تحكمها الأهواء والاتجاهات الخاصة وانحيازا للحزبية بدلاً عن القانون والعدل ،وهو ما أكده النائب العام من استياءه بعدم التزام وزير الداخلية السابق في تطبيق القانون على الشخوص المثيرين للفلتان الأمني .
Yousefsadek2004@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق