بقلم ربى عبود
الحرارة المرتفعة تذيب الذهب لكنه ولو سال يبقى ذهبا والصقل يجمل الألماس ويبقى ماسا. وهنا نتحدث عن المعدن وكلنا يعرف انه إذا كان معدن الإنسان جيدا يبقى جيدا مهما كانت الظروف وإذا كان ألماسا فالتجارب تصقله ليصبح أكثر نقاوة وجمالا وكنا للأسف الشديد نعتقد مخطئين أن عماد قصر الشعب جنرال باريس ألماسا متربعا على عرش من ذهب كخاتم الملوك والسلاطين معدنه جيد وجوهره لبناني أصيل، لكن صُدمنا كما لم نصدم بحياتنا فقد برهنت حمّى الكرسي التي أصابت عقل جنرال الرابية حاليا عن أنه كان مزيفا مطليا بالذهب ولما أذابته حرارة العودة بصفقة مشبوهة بان معدنه تنكا وحجره ليس كريما.
لم أتخيل يوما أن أكتب بهذه الطريقة عن العماد مشال عون لكن صدمة تغيير جلده جعلت القلم ينساب وحده ويرقص ألما كالطير المذبوح على الورق.
ترى هل بات الجنرال لعبة بيد حزب الله وما عهدناه لعبة بيد أحد ؟
إلا يكفيك مون جنرال الدفاع في لبنان عن حزب الله هذا الذي جلب الويلات والدمار للوطن الغالي كي تذهب إلى أقصى حدود التبعية والتزلم لحسن نصر الله فتدافع عن حزب الله أيضا في العراق؟
من أية يد تؤلمك يمسك بك السيد حسن ؟ من يد الزعامة المسيحية ؟ لا نعتقد فلم تكن بحاجة له فيها فقد تربعت بمواقفك الوطنية النبيلة على عرش هذه الزعامة وبايعك الجميع زعيما حتى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير اعترف لك بهذه الزعامة حين وصلت مطار بيروت الدولي، أما حزب الله فهاجمك كما كان يفعل وأنت في منفاك الباريسي. إذا ما الذي تغير بماذا بعت المسيحيين أولا ولبنان ثانيا؟ بوعد كموني هيهات أن يتحقق؟ أم بكرسي مخلّع؟ هل نسيت أن الكرسي لا يصنع الرئيس بل الرئيس هو الذي يصنع الكرسي، والقيمة ليست للمقعد بل للقفا التي تجلس عليه ؟
وبعدما حاولت بإيعاز من حزب الله ومن يقف وراءه هدم كل الصروح الوطنية التي شيّدت بفضل ثورة الأرز ها أنت اليوم وعبر الصحيفة التي تملك أو ترعى صحيفة الأخبار البرتقالية الهوى، العونية المزاج تحاول الدفاع عن حزب الله ومرتزقته في العراق عبر الزج باسم جيش لبنان الجنوبي في أعمال إجرامية بعيدة كل البعد عن عقيدة هذا الجيش وأسس قيامه. فصحيفة الأخبار وفي عددها يوم الجمعة الماضي أتحفتنا بخبر على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان (جيش لحد ينشط في العراق بتسهيلات لبنانية) يحمل من الأكاذيب والأضاليل ما يكفي لتدرك خلفيات الصحيفة والجهة الداعمة لها والواقفة وراء مدها بمثل هذه الإخبار المشبوهة والملفقة.
لهؤلاء نقول وللجنرال عون أيضا أن جيش لبنان الجنوبي كما تعلمون، ويعلم القاصي والداني اشرف من أن يزج باسمه في الصراعات القائمة في المنطقة تحت عناوين مختلفة وحجج واهية لا تنطلي على احد الهدف منها فقط إذكاء نار الفتن المذهبية وتأجيج الصراعات الداخلية اللبنانية والتركيز على فئة معينة من اللبنانيين.
ربما من الأجدر بنا والمفيد لكم أن نقول لمن فاته شرف التعرف على تاريخ جيش لبنان الجنوبي وكذلك للذين سنحت لهم هذه الفرصة وانقلبوا اليوم على ماضيهم المشرف وارتموا في أحضان الشيطان ليقيموا معه تحالفات وتفاهمات وصفقات على حساب لبنان واللبنانيين، والمقصود هنا في كلامنا جنرال الرابية، كفى متاجرة باسم جيش لبنان الجنوبي اللبناني الأصيل، الذي لم يحمل السلاح مرتزقا بل دفاعا عن شرف لبنان وأرض لبنان بوجه الغازين من منظمات فلسطينية وأحزاب مجوسية.
نعم من المفيد أن تعلموا لتتعلموا أن جيش لبنان الجنوبي حمل البندقية ليدافع عن التراب اللبناني وليحمي أهله وأخوته وأحبائه في الجنوب وفي كل بقعة من لبنان الغالي، من الأخطار التي كانت محدقة بهم آنذاك ولا تزال اليوم، وها أن اللبنانيين جميعاً اليوم موالاة ومعارضة يتنعمون بانجازات جيش لبنان الجنوبي الجيش الذي جمع في صفوفه كافة المذاهب اللبنانية وأعطى المثال الصالح للعيش المشترك ولتآلف اللبنانيين بكل أطيافهم بعضهم مع بعض، ولولا تضحيات هذا الجيش لكان لبنان اليوم غير لبنان الذي تتغنون به وتتقاتلون على اقتسام مغانمه.
من المعيب أن يزج باسم جيش لبنان الجنوبي حيناً في الصراع الدائر في لبنان وحيناً أخر في المناطق الفلسطينية واليوم في العراق وغداً لا ندري أين ستضعهم مخيلة أصحاب الأقلام الرخيصة أو مخيلة المصلحجية والسياسيين الشياطين. وأنت تعلم أن من يقاتل أهل العراق في العراق هم جماعة حزب الله بإيعاز إيراني سوري.
في مجمل الأحوال فان جيش لبنان الجنوبي أمس واليوم وغدا من الجندي إلى القائد ليسوا بحاجة إلى شهادة حسن سلوك من احد، فماضيهم المجيد وإنجازاتهم المشرفة تتحدث عنهم وبطولاتهم تشهد على نبلهم ووطنيتهم وعطر دماء شهدائهم الأبرار ستبقى عابقة بأرض الجنوب إلى مدى الدهر مهما حاول أنجاس حزب الله وحلفائهم تدنيسها.
يبقى أن نقول لزعيم الأغلبية المسيحية الوهمية الجنرال عون صاحب أو صديق أو ممول جريدة الأخبار المعارضة أن المحبة التي أظهرتها لجيش لبنان الجنوبي في ورقة تفاهمك مع حزب الشيطان كانت منذ البداية مزيفة الغاية منها كسب محبة الجنوبيين لعلمك وعلم حليفك حسن نصر الله أن اسم جيش لبنان الجنوبي سيبقى يدوي في كل أرجاء الجنوب وفي قلب كل شريف من أبناء الجنوب مهما أكثر حزب الله من دفع الدولارات الإيرانية، يكفيكم عهرا ويكفينا سماعكم تحاضرون بالعفة.
من جنوب لبنان الصامد/ إذاعة المشرق
9 نيسان 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق