يوسف صادق
يبدو أن أكثر من ثمانين ألف أسرة فلسطينية تتوزع بين شطري دولتنا الوهمية – فلسطين – ستعيش على بلا نهاية، أزمة نص الراتب للعسكريين، وهو ما يعني أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون دون المتوسط الطبيعي للمعيشة في فلسطين.
وليت القضية تقف عند هذا الحد من تلك المعاناة، بل طيننا يزداد "بلة" عندما تتأخر الرواتب كما يحلو للبعض تسميتها، أو نصف الراتب، بسبب تأخرها لتصل في الكثير من المرات لقرابة شهرين، وبالتالي فإن هؤلاء يعيشون على ربع رواتبهم في الشهر الواحد.
أما المعاناة اليومية، فحدث بلا حرج، ودون أدنى تحفظ، خاصة وأن العديد منهم مات قهراً أو جن بلا وعي وفقد عقله وحياته، بعيدا عن رصاص الاحتلال الإسرائيلي والذي كان دوما شماعة نعلق عليها كل موتانا. أما الآن فقد تبدلت الأحوال، وهنا نموت بأسباب كثيرة فإما القتل المحلي الصنع وإما الموت قهرا مما صنعت أيادي متنفذينا.
ما دعاني للكتابة حول تلك المصيبة، على الرغم من أنني أردك تماما مدى قوة وصبر الشعب الفلسطيني، إلا أن متطلبات الحياة اليومية لا تعرف الصبر، وأطفالنا لم نرضعهم في السابق ثقافة الحصار، فهذا مثلا، أبو الرائد في أواخر الخمسينات من العمر، إضطر لبيع سلاحه الشخصي بثماني مائة دينار بعد أن اشتراه بألف ومائتي دينار ليدافع عن أرض الرباط وعن شرف وطنه من إجتياحات الاحتلال المتكررة سابقا، حتى يستطيع دفع رسوم الجامعة لإبنتيه، بينما ماذا نتوقع منه أن يبيع في الفصل الثاني لهن؟
من المؤكد أن جماعتنا أو ما يعرفوا بقادتنا الجدد لا يعلمون بما يجري حولهم، ولم يرو كما نشاهد نحن يومياً عشرات الشباب الفلسطيني يهيمون في شوارعنا بلا عقل، ولم يدخلو بيوتا لا تسترها غير الجدران التي مزقتها رصاصات كثيرة، وإلا لكانت مصيبتنا أكبر من تحرير القدس وعودتها من جديد للمسلمين بعد التحرير الأخير من قبل صلاح الدين الأيوبي... ومن الطبيعي أن هؤلاء لم يستعينو بالأقرباء والأصدقاء لـ "سلفة" ما بسبب ما، وأظنني، لم يعرفوا للعلاقات الاجتماعية سبيلا، غير تلك التي بها طعام الغداء.
أما العسكري الفلسطيني أبو الرائد فهو يمثل حالة من بين آلاف الحالات التي لن يسعفني الوقت لسردها.. ومنذ أن توفي صديقي ناصر أبو دية قهراً لتردي وضعه وحياته جراء نصف، عفوا ربع الراتب.. ومنذ أن رأيت أحد المواطنين يهيم حافي القدمين في شوارعنا، وهو بالمناسبة مهندس، لم يعد لنا مجال إلا أن نقول لقادتنا وقيادتنا على حد سواء "صباح الخير".
Yousefsadek2004@hotmail.com
يبدو أن أكثر من ثمانين ألف أسرة فلسطينية تتوزع بين شطري دولتنا الوهمية – فلسطين – ستعيش على بلا نهاية، أزمة نص الراتب للعسكريين، وهو ما يعني أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون دون المتوسط الطبيعي للمعيشة في فلسطين.
وليت القضية تقف عند هذا الحد من تلك المعاناة، بل طيننا يزداد "بلة" عندما تتأخر الرواتب كما يحلو للبعض تسميتها، أو نصف الراتب، بسبب تأخرها لتصل في الكثير من المرات لقرابة شهرين، وبالتالي فإن هؤلاء يعيشون على ربع رواتبهم في الشهر الواحد.
أما المعاناة اليومية، فحدث بلا حرج، ودون أدنى تحفظ، خاصة وأن العديد منهم مات قهراً أو جن بلا وعي وفقد عقله وحياته، بعيدا عن رصاص الاحتلال الإسرائيلي والذي كان دوما شماعة نعلق عليها كل موتانا. أما الآن فقد تبدلت الأحوال، وهنا نموت بأسباب كثيرة فإما القتل المحلي الصنع وإما الموت قهرا مما صنعت أيادي متنفذينا.
ما دعاني للكتابة حول تلك المصيبة، على الرغم من أنني أردك تماما مدى قوة وصبر الشعب الفلسطيني، إلا أن متطلبات الحياة اليومية لا تعرف الصبر، وأطفالنا لم نرضعهم في السابق ثقافة الحصار، فهذا مثلا، أبو الرائد في أواخر الخمسينات من العمر، إضطر لبيع سلاحه الشخصي بثماني مائة دينار بعد أن اشتراه بألف ومائتي دينار ليدافع عن أرض الرباط وعن شرف وطنه من إجتياحات الاحتلال المتكررة سابقا، حتى يستطيع دفع رسوم الجامعة لإبنتيه، بينما ماذا نتوقع منه أن يبيع في الفصل الثاني لهن؟
من المؤكد أن جماعتنا أو ما يعرفوا بقادتنا الجدد لا يعلمون بما يجري حولهم، ولم يرو كما نشاهد نحن يومياً عشرات الشباب الفلسطيني يهيمون في شوارعنا بلا عقل، ولم يدخلو بيوتا لا تسترها غير الجدران التي مزقتها رصاصات كثيرة، وإلا لكانت مصيبتنا أكبر من تحرير القدس وعودتها من جديد للمسلمين بعد التحرير الأخير من قبل صلاح الدين الأيوبي... ومن الطبيعي أن هؤلاء لم يستعينو بالأقرباء والأصدقاء لـ "سلفة" ما بسبب ما، وأظنني، لم يعرفوا للعلاقات الاجتماعية سبيلا، غير تلك التي بها طعام الغداء.
أما العسكري الفلسطيني أبو الرائد فهو يمثل حالة من بين آلاف الحالات التي لن يسعفني الوقت لسردها.. ومنذ أن توفي صديقي ناصر أبو دية قهراً لتردي وضعه وحياته جراء نصف، عفوا ربع الراتب.. ومنذ أن رأيت أحد المواطنين يهيم حافي القدمين في شوارعنا، وهو بالمناسبة مهندس، لم يعد لنا مجال إلا أن نقول لقادتنا وقيادتنا على حد سواء "صباح الخير".
Yousefsadek2004@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق