الياس بجاني
نعم، حسناً فعلت حكومة الرئيس السنيورة بمقاطعة القمة العربية المقرر انعقادها في دمشق السبت المقبل، وحسناً هي أيضاً فعلت بإجماع أعضائها اتخاذ قرار عدم المشاركة في "خمة" مسرحية "بوس اللحى" الاستعراضية العكاظية.
كنا نتمنى لو أن هذه الحكومة شربت حليب السباع وتخطت ترددها بإكسير الشجاعة والوضوح قبل الآن، فلو فعلت، لكانت وفرت على شعبنا المعذب الكثير من التهويل والدجل والضجيج والوعيد الإلهي، والكثير من عنتريات الجنرال الضال والمُضلّل التي تخطت كل معايير الذوق والأخلاق والمنطق ووصلت إلى حد الإسفاف والاستخفاف بذكاء وذاكرة اللبنانيين.
قرار المقاطعة الواضح هذا يعيد للحكومة هيبتها ويؤكد أنها شرعية ودستورية وميثاقية رغم كل صراخ وشتائم ضال الرابية، وفتاوى حكام "إيران الضاحية".
قرار المقاطعة يعيدها إلى الموقع الذي كان من المفترض أن تكون قد عملت في إطاره ودستوريته منذ استقالة وزراء أمل وحزب الله على خلفية خوف حكام سوريا، (الشقيقة الشقية) من مفاعيل المحكمة الدولية، وما له علاقة مباشرة وكاملة الأوصاف بفرمانات حكامها لجهة أن يطاول العدل الدولي رقابهم وكراسي حكمهم.
لو أن الحكومة السنيورية لم تكتف بردات الفعل، ولم تتميز ممارساتها وقراراتها بالتردد والخوف والمسايرة وإتباع سياسة "اجر بالفلاحة واجر بالبور"، لكان وطن الأرز اليوم وناسه في حال أفضل، ولكان تم انتخاب رئيس للجمهورية، وانفضت مخيمات الاحتلال الهذلية من وسط بيروت.
رحلة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة، وكل الرجاء والأمل أن تكون حكومة الرئيس السنيورة وبعد كل الخيبات والانتكاسات التي أوقعت نفسها ولبنان فيها، قد قررت الخروج وعن قناعة من أسر التردد والمسايرة والذمية والتقية، لتتعامل مع أدوات إيران وسوريا في لبنان على أنهم فعلاً أدوات وليس مقاومة، وإلا فمكانك راوح.
المطلوب من الحكومة أن تبدأ وفوراً بتسمية الأشياء بأسمائها والمجاهرة بالحقائق والتوقف عن نعت حزب الله بالمقاومة وتزوير التاريخ والقول إنه حرر الجنوب، وإنه قبل سنة الـ 2000 كان يتمتع بإجماع اللبنانيين.
حزب الله الأصولي والفارسي، هو جيش إيراني في لبنان طبقاً لكل المعايير والأوصاف، وهو كما يعلم القاصي والداني لم يحرر الجنوب، بل أعاق وأخر تحريره ما يزيد عن 14 سنة، وهو لم يكن في أي يوم من الأيام خياراً لبنانياً، ولم يُجمع على عمله اللبنانيون في أي شكل من الأشكال.
لقد فُرض لوجستياً هذا الحزب الإلهي المجيش والمسلح على اللبنانيين، وتحديداً على الطائفة الشيعية الكريمة خلال حقبة الاحتلال السوري البغيضة بتمويل وتنظيم وقرار وإدارة وإرادة الحرس الثوري الإيراني، وذلك كأداة عسكرية لتصدير ثورة ولاية الفقيه الخمينية، وكان من المفترض أن يُجرد من سلاحه كما باقي الميليشيات اللبنانية بعد إقرار اتفاقية الطائف، إلا أن المحتل السوري استثناه ووصمه زوراً بالمقاومة، وادعى له باطلاً الإجماع الوطني الذي كان بالواقع تجميعاً وجمعاً بالقوة والإرهاب، وليس إجماعاً بأي صورة من الصور.
خلاصة ما نريد قوله هو أن الحكومة اللبنانية قد خطت اليوم أول خطوة لها على طريق الحكم الفاعل واتخاذ القرارات الوطنية المستقلة، إلا أنها سوف لن تتمكن من إكمال المسيرة الاستقلالية هذه إلا إذا سمت الأشياء بأسمائها، وجاهرت بالحقائق، وشهدت للحقيقة، وانتقلت بجرأة وفروسية من خانة ردات الفعل إلى خانة الفعل. فهل تفعل؟ نأمل ذلك!!
عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com
نعم، حسناً فعلت حكومة الرئيس السنيورة بمقاطعة القمة العربية المقرر انعقادها في دمشق السبت المقبل، وحسناً هي أيضاً فعلت بإجماع أعضائها اتخاذ قرار عدم المشاركة في "خمة" مسرحية "بوس اللحى" الاستعراضية العكاظية.
كنا نتمنى لو أن هذه الحكومة شربت حليب السباع وتخطت ترددها بإكسير الشجاعة والوضوح قبل الآن، فلو فعلت، لكانت وفرت على شعبنا المعذب الكثير من التهويل والدجل والضجيج والوعيد الإلهي، والكثير من عنتريات الجنرال الضال والمُضلّل التي تخطت كل معايير الذوق والأخلاق والمنطق ووصلت إلى حد الإسفاف والاستخفاف بذكاء وذاكرة اللبنانيين.
قرار المقاطعة الواضح هذا يعيد للحكومة هيبتها ويؤكد أنها شرعية ودستورية وميثاقية رغم كل صراخ وشتائم ضال الرابية، وفتاوى حكام "إيران الضاحية".
قرار المقاطعة يعيدها إلى الموقع الذي كان من المفترض أن تكون قد عملت في إطاره ودستوريته منذ استقالة وزراء أمل وحزب الله على خلفية خوف حكام سوريا، (الشقيقة الشقية) من مفاعيل المحكمة الدولية، وما له علاقة مباشرة وكاملة الأوصاف بفرمانات حكامها لجهة أن يطاول العدل الدولي رقابهم وكراسي حكمهم.
لو أن الحكومة السنيورية لم تكتف بردات الفعل، ولم تتميز ممارساتها وقراراتها بالتردد والخوف والمسايرة وإتباع سياسة "اجر بالفلاحة واجر بالبور"، لكان وطن الأرز اليوم وناسه في حال أفضل، ولكان تم انتخاب رئيس للجمهورية، وانفضت مخيمات الاحتلال الهذلية من وسط بيروت.
رحلة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة، وكل الرجاء والأمل أن تكون حكومة الرئيس السنيورة وبعد كل الخيبات والانتكاسات التي أوقعت نفسها ولبنان فيها، قد قررت الخروج وعن قناعة من أسر التردد والمسايرة والذمية والتقية، لتتعامل مع أدوات إيران وسوريا في لبنان على أنهم فعلاً أدوات وليس مقاومة، وإلا فمكانك راوح.
المطلوب من الحكومة أن تبدأ وفوراً بتسمية الأشياء بأسمائها والمجاهرة بالحقائق والتوقف عن نعت حزب الله بالمقاومة وتزوير التاريخ والقول إنه حرر الجنوب، وإنه قبل سنة الـ 2000 كان يتمتع بإجماع اللبنانيين.
حزب الله الأصولي والفارسي، هو جيش إيراني في لبنان طبقاً لكل المعايير والأوصاف، وهو كما يعلم القاصي والداني لم يحرر الجنوب، بل أعاق وأخر تحريره ما يزيد عن 14 سنة، وهو لم يكن في أي يوم من الأيام خياراً لبنانياً، ولم يُجمع على عمله اللبنانيون في أي شكل من الأشكال.
لقد فُرض لوجستياً هذا الحزب الإلهي المجيش والمسلح على اللبنانيين، وتحديداً على الطائفة الشيعية الكريمة خلال حقبة الاحتلال السوري البغيضة بتمويل وتنظيم وقرار وإدارة وإرادة الحرس الثوري الإيراني، وذلك كأداة عسكرية لتصدير ثورة ولاية الفقيه الخمينية، وكان من المفترض أن يُجرد من سلاحه كما باقي الميليشيات اللبنانية بعد إقرار اتفاقية الطائف، إلا أن المحتل السوري استثناه ووصمه زوراً بالمقاومة، وادعى له باطلاً الإجماع الوطني الذي كان بالواقع تجميعاً وجمعاً بالقوة والإرهاب، وليس إجماعاً بأي صورة من الصور.
خلاصة ما نريد قوله هو أن الحكومة اللبنانية قد خطت اليوم أول خطوة لها على طريق الحكم الفاعل واتخاذ القرارات الوطنية المستقلة، إلا أنها سوف لن تتمكن من إكمال المسيرة الاستقلالية هذه إلا إذا سمت الأشياء بأسمائها، وجاهرت بالحقائق، وشهدت للحقيقة، وانتقلت بجرأة وفروسية من خانة ردات الفعل إلى خانة الفعل. فهل تفعل؟ نأمل ذلك!!
عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق